-
عبد الكريم بن مالك
عبد الكريم بن مالك الإمام الحافظ عالم الجزيرة أبو سعيد الجزري الحراني مولى بني أمية واصله من بلد اصطخر رأى أنس بن مالك وعدادة في صغار التابعين حدث عن سعيد بن المسيب وطاووس وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة وعدة حدث عنه ابن جريح وشعبة ومعمر وفرات القزاز وسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وآخرون سواهم روينا من طريق الشافعي والقعنبي وأبي مصعب ويحيى بن بكير عن مالك عن عبد الكريم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة حديث اتؤذيك هوامك في الفدية ثم قال الشافعي غلط مالك فيه الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قلت قد رواه عن مالك باثبات مجاهد إبراهيم بن طهمان وابن وهب وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن الحسن الفقيه وسماع هؤلاء منه قديم وأخرجه مسلم وغيره من حديث ابن عيينة عن عبد الكريم متصلا قال ابن سعد وخليفة عبد الكريم الجزري هو ابن عم خصيف لحا قال ابن سعد عبد الكريم ثقة كثير الحديث وقال ابن معين ثقة هكذا رواه النسائي عن معاوية بن صالح عنه قال الكلاباذي حديثه في تفسير اقرأ وفي النساء والحج قال أبو عروبة الحراني هو ثبت عند العارفين بالنقل وهو خضرمي نزل حران وخضرمة قرية باليمامة ينسبون اليها الحميدي عن سفيان قال حدثنا عبد الكريم بن مالك وكان حافظا وكان من الثقات لا يقول إلا سمعت وحدثنا ورأيت وقال أحمد بن حنبل عبد الكريم ثقة هو اثبت من خصيف أحمد بن زهير عن يحيى وسئل عن عبد الكريم الجزري فقال ثقة وعبد الكريم الآخر ليس بشيء يعني ابن أبي المخارق أبا أمية البصري قال الفسوي قد روى مالك وكان ينتقي الرجال عن عبد الكريم الجزري وقال أبو حاتم وأبو زرعة ثقة عباس الدوري عن ابن معين قال حديث عبد الكريم عن عطاء ردىء قال ابن عدي هو الحديث الذي رواه عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء عن عائشة أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان يقبلها ولا يتوضأ قلت هذا غريب فرد وليس هو بمحفوظ قال ابن عدي عبد الكريم الجزري إذا روى عنه ثقة فأحاديثه مستقيمة وقال سفيان بن عيينة لزمت عبد الكريم سنة قلت وهذا يدل على سعة علمه قال البخاري قال لي علي عن ابن عيينة لم ار مثله ويقال اصله من اصطخر وقال ابن عيينة هو ثقة رضي وقال علي بن المديني ثبت ثبت ثقة وقال النفيلي وجماعة توفى سنة سبع وعشرين ومئة قال ابن حبان اتوقف فيه
-
عبد الكريم بن أبي المخارق
أما أبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق ( ت س ق م ) فضعيف الحديث مؤدب يروي عن أنس وعن مجاهد وسعيد بن جبير وعنه أيضا مالك والسفيانات وحماد بن سلمة وكان يرى الارجاء مع تعبد وخشوع يقال اسم أبيه قيس قال النسائي والدارقطني متروك وقال أحمد ضربت على حديثه وقال ابن عبد البر اغتر مالك ببكائه في المسجد وروى عنه في الفضائل قلت اشترك هو والجزري في الرواية عن ابن جبير ومجاهد والحسن وفي موتهما توفيا في عام واحد وفي رواية مالك والثوري وابن جريح عنهما فربما اشتبها في بعض الأسانيد
-
كرز الزاهد
كرز الزاهد القدوة أبو عبد الله كرز بن وبرة الحارثي الكوفي نزيل جرجان وكبيرها فإنه دخلها غازيا في سنة ثمان وتسعين مع يزيد بن المهلب فأتخذ كرز بها مسجدا بقرب قبره حدث عن أنس بن مالك والربيع بن خثيم ونعيم بن أبي هند وطاووس وطارق بن شهاب ومجاهد وعطاء وغيرهم حدث عنه أبو طيبة عيسى بن سليمان الدارمي وعبيد الله الوصافي وسفيان الثوري ومختار التميمي وابن شبرمة ومحمد بن النضر الحارثي ومحمد بن الفضل بن عطية ومحمد بن فضيل وآخرون قال أبو نعيم الحافظ كان يسكن جرجان له الصيت البليغ في النسك والتعبد أخبرنا إسحاق الصفار أنبأنا يوسف الحافظ أنبأنا أبو المكارم التميمي أنبأنا أبو علي المقري أنبأنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا شريح بن يونس حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال دخلت على كرز بيته فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبنا وبسط عليها كساء من طول القيام فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات وبه قال أبو نعيم حدثنا ابن حيان حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أحمد الدورقي حدثني سعيد أبو عثمان سمعت ابن عينية يقول قال ابن شبرمة سأل كرز ربه أن يعطيه الاسم الاعظم على ألا يسأل به شيئا من الدنيا فأعطي فسأل أن يقوى حتى يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات وبه حدثنا ابن مالك حدثنا عبد الله حدثنا شريح حدثنا ابن فضيل عن أبيه أو عن نفسه قال كان كرز إذا خرج أمر بالمعروف فيضربونه حتى يغشى عليه وروى ابن فضيل عن أبيه قال لم يرفع كرز بصره إلى السماء أربعين سنة وكان له عود عند المحراب يعتمد عليه إذا نعس قال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني جرير بن زياد بن كرز الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال أخبرني أبو سليمان المكتب قال صحبت كرزا إلى مكة فاحتبس يوما وقت الرحيل فانبثوا في طلبه فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة واذا سحابة تظله فقال لي اكتم هذا واستحلفني قال أحمد وحدثني جرير عن النضر بن عبد الله حدثتني روضة مولاة كرز قلت من أين ينفق كرز قالت كان يقول لي يا روضة إذا اردت شيئا فخذي من هذه الكوة فكنت آخذ كلما أردت وأنشد ابن شبرمة
لو شئت كنت كرز في تعبده * أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما * وسارعا في طلاب الفوز والكرم
عن فضيل بن غزوان كان كرز يصلي حتى ترم قدماه فيحفر الحفيرة يعني تحت رجليه وقيل كان كرز لا ينزل منزلا إلا ابتنى فيه مسجدا فيصلي فيه
وعن أبي حفص السائح عن أبي بشر قال كان كرز بن وبرة من اعبد الناس وكان قد امتنع من الطعام حتى لم يوجد عليه من اللحم إلا بقدر ما يوجد على العصفور وكان يطوي أياما كثيرة وكان إذا دخل في الصلاة لا يرفع طرفه يمينا ولا شمالا وكان من المحبين المخبتين لله قد وله من ذلك فربما كلم فيجيب بعد مدة من شدة تعلق قلبه بالله واشتياقه اليه ابن يمان عن سفيان عن كرز قال لا يكون العبد قارئا حتى يزهد في الدرهم وعن عمرو بن حميد الدينوري عن بعض أهل جرجان عن أبيه رأيت في النوم كأني اتيت على قبور أهل جرجان فإذا هم جلوس على قبورهم عليهم ثياب بيض فقلت يا أهل القبور ما لكم قالوا انا كسينا ثيابا جددا لقدوم كرز بن وبرة علينا قلت هكذا كان زهاد السلف وعبادهم أصحاب خوف وخشوع وتعبد وقنوع ولا يدخلون في الدنيا وشهواتها ولا في عبارات أحدثها المتأخرون من الفناء والمحو والاصطلام والاتحاد واشباه ذلك مما لا يسوغه كبار العلماء فنسأل الله التوفيق والاخلاص ولزوم الاتباع
-
عطاء السليمي
عطاء السليمي البصري العابد من صغار التابعين ادرك أنس بن مالك وسمع من الحسن البصري وجعفر بن زيد وعبد الله بن غالب الزاهد واشتغل بنفسه عن الرواية روى عنه مرجى بن وداع وإبراهيم بن ادهم وخليد بن دعلج وصالح المري وعبد الواحد بن زياد وآخرون حكايات وما اظنه روى شيئا مسندا وكان قد ارعبه فرط الخوف من الله روى جماعة عن بشر بن منصور قال قلت لعطاء السليمي ارأيت لو أن نارا اشعلت ثم قيل من اقتحمها نجا ترى كان يدخلها أحد قال لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن اصل اليها قال نعيم بن مورع اتينا عطاء السليمي فجعل يقول ليت عطاء لم تلده امه وكرر ذلك حتى اصفرت الشمس وكان يقول في دعائه اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك قال أحمد الدورقي حدثنا علي بن بكار قال تركت عطاء السليمي فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج وكان يتوضأ على فراشه وقال أبو سليمان الداراني اشتد خوفه فكان لا يسأل الجنة بل يسأل العفو ويقال نسي عطاء القرآن من الخوف ويقول التمسوا لي أحاديث الرخص ليخف ما بي وقيل كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام بلياليها قال صالح المري قلت له يا شيخ قد خدعك ابليس فلو شربت ما تقوى به على صلاتك ووضوئك فأعطاني ثلاثة درهم وقال تعاهدني كل يوم بشربة سويق فشرب يومين وترك وقال يا صالح إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب وقيل إنه بكى حتى عمش وربما غشي عليه عند الموعظة وقيل إنه شيع جنازة فغشي عليه أربع مرات وعن خليد بن دعلج قال كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن ابن علي قتل أربع مئة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفسا هاه ثم خر ميتا وقيا كان إذا جاء برق وريح ورعد قال هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس ولعطاء حكايات في الخوف وازرائه على نفسه وقيل أنه مات بعد الأربعين ومئة رحمة الله عليه