-
زيد بن أبي أنيسة
زيد بن أبي أنيسة ( ع ) الإمام الحافظ الثبت أبو اسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غني بن اعصر كان عالم الجزيرة في زمانه وهو من طبقة شعبه ومالك لكنه قديم الموت توفي كهلا في أيام بني أمية حدث عن الحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح وشهر بن حوشب وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة وعدي بن ثابت وسعيد المقبري ونعيم المجمر وأبي إسحاق السبيعي وخلق كثير حتى أنه يروي عن أصحابه حدث عنه أبو حنيفة وعمرو بن الحارث ومالك بن أنس ومعقل بن عبيد الله الجزري وأبو عبد الرحيم خالد بن يزيد وعبيد الله بن عمرو وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره وقال النسائي ليس به بأس قال ابن سعد كان ثقة فقيها رواية للعلم كثير الحديث قلت كان يسكن مدينة الرها وقع لي جزء من حديثه قيل إنه لم يبلغ الأربعين قال الواقدي مات سنة خمس وعشرين ومئة وقيل بل توفي سنة أربع وعشرين ومئة وفي تاريخ البخاري أنه عاش ستا وثلاثين سنة
-
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
ربيعة ( ع ) ابن أبي عبد الرحمن فروخ الإمام مفتي المدينة وعالم الوقت أبو عثمان ويقال أبو عبد الرحمن القرشي التيمي مولاهم المشهور بربيعة الرأي من موالي آل المنكدر روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب والحارث بن بلال بن الحارث ويزيد مولى المنبعث وحنظلة بن قيس الزرقي وعطاء بن يسار والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وعبد الملك بن سعيد بن سويد الانصاري ومحمد بن يحيى بن حبان وعبد الرحمن الاعرج وعدة وكان من ائمة الاجتهاد وعنه يحيى بن سعيد الانصاري وسليمان التيمي وسهيل بن أبي صالح وهم من اقراته وإسماعيل بن أمية والأوزاعي وشعبة وعقيل بن خالد وعمرو بن الحارث ومالك وعليه تفقه وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان والليث بن سعد ومسعر وعمارة بن غزية ونافع القارىء وإسماعيل بن جعفر وأبو بكر بن عياش وابن المبارك وسفيان بن عيينة وأنس بن عياض الليثي وخلق سواهم محمد بن كثير المصيصي عن ابن عيينة قال بكى ربيعة يوما فقيل ما يبكيك قال رياء حاضر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كصبيان في حجور امهاتهم إن أمروهم ائتمروا وان نهوهه انتهوا وروى ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن جميل قال قال ربيعة رأيت الرأي اهون علي من تبعة الحديث قال الاويسي قال مالك كان ربيعة يقول لابن شهاب إن حالي ليست تشبه حالك قال وكيف قال أنا اقول برأي من شاء أخذه ومن شاء تركه وانت تحدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فيحفظ قال أبو ضمرة وقف ربيعة على قوم يتذاكرون القدر فقال ما معناه إن كنتم صادقين فلما في أيديكم اعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم وقال أحمد بن عبد الله العجلي في تاريخه حدثني أبي قال قال ربيعة وسئل كيف استوى فقال الكيف غير معقول وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق وصح عن ربيعة قال العلم وسيلة إلى كل فضيلة قال مالك قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجارية فأبى فاعطاه خمسة آلاف ليشتري بها جارية فأبى أن يقبلها وعن ابن وهب أنفق ربيعة على اخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه
النسائي حدثنا أحمد بن يحيى بن وزير حدثنا الشافعي حدثنا سفيان كنا إذا رأينا طالبا للحديث يغشى ثلاثة ضحكنا منه ربيعة ومحمد بن أبي بكر بن حزم وجعفر بن محمد لانهم كانوا لا يتقنون الحديث روى مطرف عن ابن اخي ابن هرمز رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته قال إبراهيم بن المنذر كان سببه سعاية أبي الزناد به قال مطرف سمعت مالكا يقول ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة قلت وكان من اوعية العلم وثقه أحمد بن حنبل وأبو حاتم وجماعة وقال أحمد أبو الزناد أعلم منه وقال يعقوب بن سيبة ثقة ثبت أحد مفتي المدينة قال أبو داود ربيعة وعمر مولى غفرة ابنا خالة وقال مصعب الزبيري كان يقال له ربيعة الرأي وكان صاحب الفتوى بالمدينة وكان يجلس اليه وجوه الناس كان يحصى في مجلسه أربعون معتما وعنه أخذ مالك بن أنس وروى الليث عن يحيى بن سعيد قال ما رأيت أحدا افطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن وروى الليث عن عبيد الله بن عمر قال هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم قال فجالس القاسم فنطق بلب وعقل قال وكان القاسم إذا سئل عن شيء قال سلوا هذا لربيعة فإن كان في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png والا قال سلوا ربيعة أو سالما الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة فإذا غاب ربيعة حدثهم يحيى احسن الحديث وكان كثير الحديث فإذا حضر ربيعة كف يحيى أجلالا لربيعة وليس ربيعة اسن منه وهو فيما هو فيه وكان كل واحد منهما مبجلا لصاحبه وروى معاذ بن معاذ عن سوار بن عبد الله العنبري قال ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي قلت ولا الحسن وابن سيرين قال ولا الحسن وابن سيرين ابن وهب عن عبد العزيز بن أبي سلمة قال لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا حدثنا عن ربيعة الراي فقلت يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأي والله ما رأيت أحدا احفظ لسنة منه ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال صار ربيعة إلى فقه وفضل وما كان بالمدينة رجل اسخى بما في يديه لصديق أو لابن صديق أو لباغ يبتغيه منه كان يستصحبه القوم فيأبي صحبة أحد إلا أحدا لا يتزود معه ولم يكن في يده ما يحمل ذلك ابن وهب عن مالك قال لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين ابى أن يقبلها فابى أن يقبلها
وحدثني مالك عن ربيعة قال قال لي حين اراد العراق إن سمعت أني حدثتهم أو افتيهم فلا تعدني شيئا قال فكان كما قال لما قدمها لزم بيته فلم يخرج اليهم ولم يحدثهم بشيء حتى رجع قال أحمد بن عمران سمعت أبا بكر بن عياش يقول دخلت المسجد فإذا ربيعة جالس وقد أحدق به غلمان أهل الرأي فسألته اسمعت من أنس شيئا قال حديثين قال أبو بكر الخطيب كان ربيعة فقيها عالما حافظا للفقه والحديث قدم على السفاح الانباري وكان اقدمه ليولية القضاء فيقال أنه توفي بالانبار ويقال بل توفي بالمدينة وقال ابن سعد توفي سنة ست وثلاثين ومئة بالمدينة فيما أخبرني به الواقدي وقال يحيى بن معين وغيره مات الانبار وكان ثقة كثير الحديث وكانوا يتقونه لموضع الرأي وكذا ارخه جماعة قال مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن ذكر حكاية باطلة قد رويت فأنبأنا المسلم بن محمد أنبأنا الكندي أنبأنا القزاز أنبأنا الخطيب أنبأنا أبو القاسم الازهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي بمصر حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخ والد ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا وربيعة حمل في بطن امه وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرس في يده رمح فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال يا عدو الله اتهجم على منزلي فقال لا وقال فروخ يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي فتواثبا وتلبث كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة فجعل ربيعة يقول والله لا فارقتك إلا عند السلطان وجعل فروخ يقول كذلك ويقول وانت مع امرأتي وكثر الضجيج فلما ابصروا بمالك سكت الناس كلهم فقال مالك أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار فقال الشيخ هي داري وانا فروخ مولى بنى فلان فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفته وانا حامل به فاعتنقا جميعا وبكيا فدخل فروخ المنزل وقال هذا ابني قالت نعم قال فأخرجي المال الذي عندك وهذه معي أربعة الاف دينار قالت المال قد دفنته وانا أخرجه بعد أيام فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته واتاه مالك بن أنس والحسن بن زيد وابن أبي علي اللهبي والمساحقي واشراف أهل المدينة واحدق الناس به فقالت امراته اخرج صل في مسجد الرسول http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فخرج فصلى فنظر إلى حلقة وافرة فأتاه فوقف عليه ففرجوا له قليلا ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال من هذا الرجل قالوا له هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن فقال لقد رفع الله ابني فرجع إلى منزله فقال لوالدته لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها فقالت امه فايما أحب اليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه قال لا والله إلا هذا قالت فأني قد انفقت المال كله عليه قال فوالله ما ضيعته قلت لو صح ذلك لكان يكفيه ألف دينار في السبع والعشرين سنة بل نصفها فهذه مجازفة بعيدة ثم لما كان ربيعة ابن سبع وعشرين سنة كان شابا لا حلقة له بل الدست لمثل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ومشايخ ربيعة وكان مالك لم يولد بعد أو هو رضيع والطويلة انما أخرجها للناس المنصور بعد موت ربيعة والحسن بن زيد وإنما كبر واشتهر بعد ربيعة بدهر وإسنادها منقطع ولعله قد جرى بعض ذلك قرأت على أبي المعالي أنبأنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو هريرة محمد بن الليث اللبان وزيد بن هبة الله البيع ببغداد قالا أنبأنا أبو القاسم أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن قفرجل أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا عبد الواحد ابن محمد حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء حدثنا أحمد بن أسماعيل حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس الزرقي أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقال نهي رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عن كراء الأرض فقلت أبالذهب والورق قال أما الذهب والورق فلا بأس به هذا حديث صحيح عال أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن قتيبة كلاهما عن مالك بن أنس قال ابن القاسم عن مالك قدم الزهري فأخذ بيد ربيعة ودخلا المنزل فما خرجا إلى العصر وخرج ابن شهاب يقول ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة وهو يقول نحو ذلك قال أحمد بن صالح حدثنا عنبسة عن يونس شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة مجهوده أن يفهم ما يقول
ربيعة مطرف بن عبد الله عن ابن اخي يزيد بن هرمز إن رجلا سأل ابن هرمز عن بول الحمار فقال نجس قال فإن ربيعة لا يرى به بأسا قال لا عليك ألا تذكر هنات ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فيها ثم نرجع إلى قوله بعد سنة قال مالك اعتممت وما في وجهي شعرة ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتما قال عبد العزيز بن الماجشون والله ما رأيت أحوط لسنة من ربيعة وقال مالك كان ربيعة أعجل شيء جوابا
-
سلمة بن دينار
أبو حازم ( ع ) سلمة بن دينار الإمام القدوة الواعظ شيخ المدينة النبوية أبو حازم المديني المخزومي مولاهم الاعرج الافزر التمار القاص الزاهد وقيل ولاؤه لبني ليث ولد في أيام ابن الزبير وابن عمر وروى عن سهل بن سعد وأبي امامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعبد الله بن أبي قتادة والنعمان بن أبي عياش وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأم الدرداء وعمارة بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن مقسم ومسلم بن قرط ومحمد بن المنكدر وأبي مرة مولى عقيل وبعجة بن عبد الله الجهني وعدة وروى عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وذلك منقطع روى عنه ابن شهاب ويزيد بن عبد الله بن الهاد وعمارة بن غزية وزيد ابن أبي أنيسة وعبيد الله بن عمر والحمادان والسفياناة ومالك وسليمان بن بلال وأبو غسان محمد بن مطرف وموسى بن يعقوب وهشام ابن سعد وفضيل بن سليمان والدراوردي وعمر بن علي المقدمي وعبد العزيز بن أبي حازم وخلق سواهم وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم وقال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله قال يحيى الوحاظي قلت لابن أبي حازم اسمع ابوك من أبي هريرة قال من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب قال ابن عيينة عن أبي حازم اني لاعظ وما ارى موضعا وما اريد إلا نفسي وروى ابن عيينة عنه قال اشتدت مؤنة الدين والدنيا قيل وكيف قال أما الدين فلا تجد عليه اعوانا وأما الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك اليه وقال عنه أيضا ليس للملوك صديق ولا للحسود راحة والنظر في العواقب تلقيح العقول قال سفيان فذاكرت الزهري هذه الكلمات فقال كان أبو حازم جاري وما ظننت أنه يحسن مثل هذا وروى عبيد الله عن عمر عن أبي حازم قال لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال لا تبغ على من فوقك ولا تحقر من دونك ولا تأخذ على علمك دنيا وروى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم وقال انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت وقال يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة وقال انظر الذي يصلحك فاعمل به وإن كان فسادا للناس وانظر الذي يفسدك فدعه وإن كان صلاحا للناس وعنه قال شيئان إذا عملت بهما اصبت خير الدنيا والآخرة لا اطول عليك قيل ما هما قال تحمل ما تكره إذا أحبه الله وتترك ما تحب إذا كرهه الله وعنه نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا اعظم من نعمته فيما اعطاني منها لاني رأيته أعطاها قوما فهلكوا وروى محمد بن إسماعيل الصنعاني عن ابن عيينة قال أبو حازم لجلسائه وحلف لهم لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه كما يبقى على نعله أبو الوليد الطيالسي عن ابن عيينة سمعت أبا حازم يقول لا تعادين رجلا ولا تناصبنه حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله فإن يكن له سريرة حسنة فإن الله لم يكن ليخذله بعداوتك وان كانت له سريرة رديئة فقد كفاك مساوئه ولو اردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله لم تقدر وروى يحيى بن محمد المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قلت لأبي حازم اني لاجد شيئا يحزنني قال وما هو يا ابن اخي قلت حبي للدنيا قال اعلم أن هذا لشيء ما اعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إلي لأن الله قد حبب هذه الدنيا الينا لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا ألا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله ولا نمنع شيئا من شيء أحبه الله فإذا فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها ضمرة بن ربيعة عن ثوابة بن رافع قال قال أبو حازم وما ابليس لقد عصي فما ضر ولقد اطيع فما نفع وعنه ما الدنيا ما مضى منها فحلم وما بقي منها فأماني وروى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال السيء الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جنبيه هي منه في بلاء ثم زوجته ثم ولده حتى أنه ليدخل بيته وانهم لفي سرور فيسمعون صوته فينفرون عنه فرقا منه وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة وان كلبه ليراه فينزو على الجدار حتى إن قطه ليفر منه روى أبو نباتة المدني عن محمد بن مطرف قال دخلنا على أبي حازم الاعرج لما حضره الموت فقلنا كيف تجدك قال اجدني بخير راجيا لله حسن الظن به إنه والله ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها وتقوم له ومن غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلي فيه من أبي حازم يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال تجد الرجل يعمل بالمعاصي فإذا قيل له اتحب الموت قال لا وكيف وعندي ما عندي فيقال له أفلا تترك ما تعمل فيقول ما اريد تركه ولا أحب أن اموت حتى أتركه ابن عيينة عن أبي حازم قال وجدت الدنيا شيئين فشيئا هو لي وشيئا لغيري فأما ما كان لغيري فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه فيمنع رزق غيري مني كما يمنع رزقي من غيري يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال كل عمل تكره من أجله الموت فأتركه ثم لا يضرك متى مت محمد بن مطرف حدثنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله ألا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله إلا عور فيما بينه وبين العباد لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها اليك واذا استفسدت ما بينه شنئتك الوجوه كلها وعن أبي حازم قال اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك سفيان بن وكيع حدثنا ابن عيينة قال دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له تكلم قال له انظر الناس ببابك إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر وإن ادنيت أهل الشر ذهب أهل الخير وقال أبو حازم لانا من أن أمنع من الدعاء اخوف مني أن امنع ألاجابة وقال إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قط أنفع له منها وكذا في الحسنة وعن أبي حازم قال خصلتان من يكفل لي بهما تركك ما تحب واحتمالك ما تكره
وقيل إن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه وعنده الزهري والأفريقي وغيرهما فقال تكلم يا أبا حازم فقال أبو حازم إن خير الآمراء من أحب العلماء وإن شر العلماء من أحب الأمراء وعن أبي حازم قال إذا رأيت ربك يتابع نعمة عليك وأنت تعصيه فاحذره وإذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه قال مصعب بن عبد الله الزبيري أبو حازم اصله فارسي وامه رومية وهو مولى بني ليث وكان أشقر افزر أحول وقال ابن سعد كان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة ومات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومئة قال وكان ثقة كثير الحديث و قال الفلاس والترمذي مات سنة ثلاث وثلاثين وقال خليفة سنة خمس وثلاثين وقال الهيثم مات سنة أربعين ومئة وقال يحيى بن معين مات سنة أربع وأربعين ومئة قلت آخر من حدث عنه أنس بن عياض الليثي وحديثه في الكتب السته أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنبأنا عبد الصمد بن محمد الحاكم أنبأنا علي بن المسلم الفقيه أنبأنا الحسين بن محمد الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد الصيداوي حدثنا أبراهيم بن محمد بن أبي عباد الصفار بالرملة حدثنا يونس بن عبد الاعلى حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال من نابه في صلاته شيء فليقل سبحان الله إنما التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، هذا حديث صحيح أخرجه ابن ماجه عن الثقة عن سفيان بن عيينة وهو في صحيح البخاري من طريق الثوري عن أبي حازم الاعرج أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا خلف بن هشام حدثنا العطاف بن خالد حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول غدوة في سبيل الله أو رواحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها أخرجه الترمذي من حديث العطاف وصححه وهو في البخاري ومسلم من رواية عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه
-
عبد العزيز بن صهيب
عبد العزيز بن صهيب ( ع ) البناني البصري الأعمى الحافظ حدث عن أنس بن مالك وأبي نضرة العبدي وشهر بن حوشب روى عنه شعبة والثوري وحماد بن زيد وهشيم وعبد الوارث والمبارك بن سحيم وسفيان بن عيينة وآخرون وثقه أحمد بن حنبل وغيره وما هو بالمكثر مات سنة ثلاثين ومئة وقع لنا من عواليه