مشكور خالد على رابط القرأن
للقارء مشاري بن راشد العفاسي
كتير حلو
مشكور خالد على رابط القرأن
للقارء مشاري بن راشد العفاسي
كتير حلو
بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان الذي أنزل فيهالقرآن هدى للعالمين
فيه تهدئ القلوب وتتصافح وتتوب لله تعالى بفضلالعبادةوالخشوعوالصيام والقيام
شهر رمضان حكمة وتقوى وأيمان وغايةجليلة
تتلى فيه آيات القرآن الكريم
قال الله تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكملعلكم تتقون."
وحقيقة الصيام لا تكمن فقط في الأمتناع عن الأكل والشربإنما هو صوم التعبّد يعني :
- صيام القلبعن شوائب الرياء والغل و الحسد و الحقد و التكبر و الغرور و تحقيق الإخلاص و التواضع و سلامة الصدر .
- صيام العقلعن التفكير في الحرام و التخطيط للهو و الباطل وتسويغ سبل العصيان.
- صيام الروح و الوجدانبتحقيقالرحمة و الشفقة و التكافل و الإحسان و البعد عن الغلظة والجشع و الإعراض عن آياتالله
- صيام العينعن النظر للحرام كمشاهدة الأفلام الخليعة والصور الفاضحة و النظر للعورات و الإطلاع على أجواف البيوت بغير إذن .
- صيام الأذنفلا تسمع للحرام ولا تتسمع لأسرار الناس وعوراتهم .
- صيام اللسانعن قول الزور و الكذب و الغيبة و النميمة والسب و الشتم و فاحش الكلام .
- صيام اليدعن الإعتداء علىالنفوس أو الأموال أو كتابة الباطل أو صناعته .
- صيام القدمعنالسعي إلى مواطن الرذيلة و الفساد
- صيام الأفعالعن الغش و السرقةو الربا و الظلم و ماحرم الله و قصرها على الطاعة و الأمر بالمعروف و النهي عنالمنكرو إعانة المحتاجين و الإصلاح بين المتخاصمين و التعاون على البر والتقوى..
و الصوم بهذا المعنى كما يكون في النهار يكون أيضا في الليل ,فليس منالصواب أن يهدم المسلم صيامه و عبادته في النهار بالأفعال في الليل و السهر علىالحرام و معاصي الله يقول الله تعالى:
- " إنما يتقبل الله منالمتقين."
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"لا صوم إلا بالكف عن محارم الله."
و هذا مما لا يختلف فيهالعقلاء فإنه الله ليس في حاجة أن نترك الطعام و الشراب و الجماع و حاشاه أن يشرعذلك من أجل حرماننا و تجويفنا و إنما هذه رموز لصيام عن كل ما حرمه الله بقصد غاياتسامية, و هي تحقيق العبودية و التقوى
لماذا نصوم؟؟؟؟؟؟
أصدقائي الاعزاء.. لا أخفي عليكم سراً، لقد تحيَّرت كثيراً وأنا أسأل نفسي: لماذا يصوم الناس وما الحكمة في أن نجوع ونعطش ونصبر عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طوال شهر كامل كل عام، وهو شهر رمضان؟
لكن سرعان ما أدركت الإجابة، فقد هداني الله إليها بعد أن ذقت حلاوة الصوم، وعرفت أهميته للناس.. وسجدت لله شاكراً، لأنه فرض علينا هذا الفرض العظيم، لكي نحس بآلام الفقير الجائع الذي لا يجد قوت يومه، فإذا صُمنا أدركنا مدى ما يعانيه هو وأولاده، فترق قلوبنا، ونعطف عليه ببعض المال، ليحفظ له الحياة.
وليست هذه هي حكمة الصيام فقط بل اتضح لي أن هناك حكماً كثيرة، أريد منكم أن تعرفوها، وهي:
* إننا نصوم كي نتقي كثيراً من الأمراض التي تضر الإنسان، مثل التخمة والسكر، وتصلب الشرايين، وضغط الدم، والتهاب الكلى واضطراب الإمعاء المزمن، فالمعدة هي بيت الأمراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه) (الترمذي).
* نصوم لأن الصوم يمنعنا من المعاصي والسيئات، فالصائم يبتعد عن ارتكاب الآثام والرذائل، فإذا شتمه أحد قال له: إني صائم.. إني صائم. وبذلك يتقي الشر والصدام.
* ونصوم لأن الصوم يكفر ذنوبنا ويقربنا من الله - سبحانه وتعالى - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) (النسائي وأحمد).
* ونصوم لأن الصوم يعلمنا الصبر، والصبر من الإيمان، والإيمان يدخلنا الله به الجنة، فيدخل الصائم من باب يسمى (الريان).
* ونصوم لأن صوم شهر رمضان يدربنا على التحمل، ويغرس فينا العزيمة وقوة الإرادة، فنستطيع أن نعيش إذا قل الطعام أو تعرضنا لمشاكل الفقر والحرمان والبعد عن الوطن والأهل.
* ونصوم ليجتمع المسلمون في أنحاء العالم، فيصومون ويمتنعون عن الطعام والشراب في وقت واحد، ويفطرون ويُعيِّدون في وقت واحد.
* وقبل كل ذلك نصوم لأن هذا الصوم طاعة لله - عز وجل - الذي فرضه علينا، ما دمنا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183).
وعموماً يا أصدقائي إن حكم الصوم كثيرة جداً، لذلك فعندما فرضه الله علينا، فرضه لمصلحتنا، لأنه يحبنا ويريد أن نقترب منه سبحانه، ونكون مجتمعاً مثالياً لا يعرف الشر ولا الكراهية، إنما يسوده الحب والسلام والرخاء.
وفرضه علينا ليمتحن صبرنا وطاعتنا له، وتكفل بأنه يغفر للصائم ما تقدم من ذنوبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (متفق عليه).
:z025:احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك. :z025: