-
الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال صلى بنا معاوية في النخيلة الجمعة في الضحى ثم خطب وقال ماقاتلنا لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا أو تزكوا قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ولكن إنما قاتلناكم لأتأمر عليكم فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون السري بن إسماعيل عن الشعبي حدثني سفيان بن الليل قلت للحسن لما رجع إلى المدينة من الكوفة يا مذل المؤمنين قال لا تقل ذلك فإني سمعت أبي يقول لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية فعلمت أن أمر الله واقع فكرهت القتال السري تالف شعيب عن الزهري عن القاسم بن محمد أن معاوية لما قدم المدينة حاجا دخل على عائشة فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان مولاها فقالت له أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بأخي محمد قال صدقت ثم وعظته وحضته على الاتباع فلما خرج اتكأ على ذكوان وقال والله ما سمعت خطيبا ليس رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبلغ من عائشة
محمد بن سعد حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت قدم معاوية فأرسل إلى عائشة أن أرسلي إلي بأنبجانية رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وشعره فأرسلت به معي أحمله حتى دخلت عليه فأخذ الأنبجانية فلبسها ودعا بماء فغسل الشعر فشربه وأفض على جلده أبو بكر الهذلي عن الشعبي قال لما قدم معاوية المدينة عام الجماعة تلقته قريش فقالوا الحمد لله الذي أعز نصرك وأعلى أمرك فسكت حتى دخل المدينة وعلا المنبر فحمد الله وقال أما بعد فإني والله وليت أمركم حين وليته وأنا أعلم أنكم لاتسرون بولايتي ولا تحبونها وإني لعالم بما في نفوسكم ولكن خالستكم بسيفي هذا مخالسة ولقد أردت نفسي على عمل أبي بكر وعمر فلم أجدها تقوم بذلك ووجدتها عن عمل عمر أشد نفورا وحاولتها على مثل سنيات عثمان فأبت علي وأين مثل هؤلاء هيهات أن يدرك فضلهم غير أني سلكت طريقا لي فيه منفعة ولكم فيه مثل ذلك ولكل فيه مواكلة حسنة ومشاربة جميلة ما استقامت السيرة فإن لم تجدوني خيركم فأنا خير لكم والله لا أحمل السيف على من لا سيف معه ومهما تقدم مما قد علمتموه فقد جعلته دبر أذني وإن لم تجدوني أقوم بحقكم كله فارضوا ببعضه فإنها ليست بقائبة قوبها وإن السيل إن جاء تترى وإن قل أغنى إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستئصال وأستغفر الله لي ولكم ثم نزل القائبة البيضة والقوب الفرخ يقال قابت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ محمد بن بشر العبدي حدثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد مرفوعا إذا رأيتم فلانا يخطب على منبري فاقتلوه رواه جندل بن والق عن محمد بن بشر فقال بدل فلانا معاوية وتابعه الوليد بن القاسم عن مجالد وقال حماد وجماعة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه الحكم بن ظهير واه عن عاصم عن زر عن عبد الله مرفوعا نحوه وجاء عن الحسن مرسلا وروى بإسناد مظلم عن جابر مرفوعا إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه فإنه أمين مأمون هذا كذب ويقال هو معاوية بن تابوه المنافق قال سعيد بن عبد العزيز لما قتل عثمان ووقع الاختلاف لم يكن للناس غزو حتى اجتمعوا على معاوية فأغزاهم مرات ثم أغزى ابنه في جماعة من الصحابة برا وبحرا حتى أجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ثم قفل الليث عن بكير عن بسر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص قال ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب يعني معاوية أبو بكر بن أبي مريم عن ثابت مولى سفيان سمعت معاوية وهو يقول إني لست بخيركم وإن فيكم من هو خير مني ابن عمر وعبد الله ابن عمرو وغيرهم ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم وأنعمكم لكم ولاية وأحسنكم خلقا
عقيل ومعمر عن الزهري حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية فقضى حاجته ثم خلا به فقال يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة قال دعنا من هذا وأحسن قال لا والله لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي قال مسور فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينت له فقال لا أبرأ من الذنب فهل تعد لنا يا مسور مانلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب وتترك الإحسان قال ما تذكر إلا الذنوب قال معاوية فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلكك إن لم تغفر قال نعم قال فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها قال فخصمني قال عروة فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه عمرو بن واقد حدثنا يونس بن ميسرة سمعت معاوية يقول على منبر دمشق تصدقوا ولا يقل أحدكم إني مقل فإن صدقة المقل أفضل من صدقة الغني الشافعي أنبأنا عبد المجيد عن ابن جريج أخبرني عتبة بن محمد أخبرني كريب مولى ابن عباس أنه رأى معاوية صلى العشاء ثم أوتر بركعة واحدة لم يزد فأخبر ابن عباس فقال أصاب أي بني ليس أحد منا أعلم من معاوية هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر أبو اليمان حدثنا ابن أبي مريم عن عطية بن قيس قال خطبنا معاوية فقال إن في بيت مالكم فضلا عن عطائكم وأنا قاسمه بينكم هشام بن عمار حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس قال رأيت معاوية في سوق دمشق على بغلة خلفه وصيف قد أردفه عليه قميص مرقوع الجيب قال أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال كان معاوية وما رأينا بعده مثله
ابن عيينة حدثنا ابن أبي خالد عن الشعبي سمعت معاوية يقول لو أن عليا لم يفعل ما فعل ثم كان في غار لذهب الناس إليه حتى يستخرجوه منه العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر قال ما رأيت أحدا أسود من معاوية قلت ولا عمر قال كان عمر خيرا منه وكان معاوية أسود منه وروي عن أبي يعقوب عن ابن عمر نحوه وروى ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مثله ولفظه ما رأيت أحدا قط بعد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان أسود من معاوية فقلت كان أسود من أبي بكر فقال كان أبو بكر خيرا منه وهو كان أسود قلت كان أسود من عمر الحديث معمر عن همام بن منبه سمعت ابن عباس يقول ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب يعني ابن الزبير أيوب عن أبي قلابة قال كعب بن مالك لن يملك أحد هذه الأمة ما ملك معاوية مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه ويروى عن معاوية قال إني لأرفع نفسي أن يكون ذنب أوزن من حلمي مجالد عن الشعبي قال أغلظ رجل لمعاوية فقال أنهاك عن السلطان فإن غضبه غضب الصبي وأخذه أخذ الأسد
الأصمعي حدثنا ابن عون قال كان الرجل يقول لمعاوية والله لتستقيمن بنا يا معاوية أو لنقومنك فيقول بماذا فيقولون بالخشب فيقول إذا أستقيم عن ابن عباس قال علمت بما كان معاوية يغلب الناس كان إذا طاروا وقع وإذا وقعوا طار مجالد عن الشعبي عن زياد بن أبيه قال ما غلبني معاوية في شيء إلا بابا واحدا استعملت فلانا فكسر الخراج فخشي أن أعاقبه ففر مني إلى معاوية فكتبت إليه إن هذا أدب سوء لمن قبلي فكتب إلي إنه لا ينبغي أن نسوس الناس سياسة واحدة أن نلين جميعا فيمرح الناس في المعصية ولا نشتد جميعا فنحمل الناس على المهالك ولكن تكون للشدة والفظاظة وأكون أنا للين والألفة أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار وقال عروة بعث معاوية مرة إلى عائشة بمئة ألف فوالله ما أمست حتى فرقتها حسين بن واقد عن ابن بريدة دخل الحسن بن علي على معاوية فقال لأجيزنك بجائزة لم يجزها أحد كان قبلي فأعطاه أربع مئة ألف جرير عن مغيرة قال بعث الحسن وابن جعفر إلى معاوية يسألانه فأعطى كلا منهما مئة ألف فبلغ ذلك عليا فقال لهما ألا تستحيان رجل نطعن في عيبه غدوة وعشية تسألانه المال قالا لأنك حرمتنا وجاد هو لنا أبو هلال عن قتادة قال معاوية واعجبا للحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه ثم قال لابن عباس لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن قال أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني قال فأعطاه ألف ألف من بين عروض وعين قال اقسمه في أهلك روى العتبي قال قيل لمعاوية أسرع إليك الشيب قال كيف لا ولا أعدم رجلا من العرب قائما على رأسي يلقح لي كلاما يلزمني جوابه فإن أصبت لم أحمد وإن أخطأت سارت به البرد قال مالك إن معاوية قال لقد نتفت الشيب مدة قال وكان يخرج إلى مصلاه ورداؤه يحمل من الكبر ودخل عليه إنسان وهو يبكي فقال ما يبكيك قال هذا الذي كنتم تمنون لي محمد بن الحسن بن أبي يزيد عن مجالد عن الشعبي قال لما أصاب معاوية اللقوة بكى فقال له مروان ما يبكيك قال راجعت ما كنت عنه عزوفا كبرت سني ورق عظمي وكثر دمعي ورميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هواي في يزيد لأبصرت قصدي هشام بن عمار حدثنا عبد المؤمن بن مهلهل حدثني رجل قال حج معاوية فاطلع في بئر عادية بالأبواء فضربته اللقوة فدخل داره بمكة وأرخى حجابه واعتم بعمامة سوداء على شقه الذي لم يصب ثم أذن للناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن ابن آدم بعرض بلاء إما مبتلى ليؤجر أو معاقب بذنب وإما مستعتب ليعتب وما أعتذر من واحدة من ثلاث فإن ابتليت فقد ابتلي الصالحون قبلي وإن عوقبت فقد عوقب الخاطئون قبلي وما آمن أن أكون منهم
-
وإن مرض عضو مني فما أحصي صحيحي ولو كان الأمر إلى نفسي ما كان لي على ربي أكثر مما أعطاني فأنا ابن بضع وستين فرحم الله من دعا لي بالعافية فوالله لئن عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا على عامتكم فعج الناس يدعون له وبكى مغيرة عن الشعبي قال أول من خطب جالسا معاوية حين سمن أبو المليح عن ميمون بن مهران قال أول من جلس على المنبر واستأذن الناس معاوية فأذنوا له وعن عبادة بن نسي خطبنا معاوية بالصنبرة فقال لقد شهد معي صفين ثلاث مئة من أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ما بقي منهم غيري إسناده لين يوسف بن عبدة سمعت ابن سيرين يقول أخذت معاوية قرة فاتخذ لحفاخفافا تلقى عليه فلم يلبث أن يتأذى بها فإذا رفعت سأل أن ترد عليه فقال قبحك الله من دار مكثت فيك عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة وصرت إلى ما أرى قال الزبير بن بكار كان معاوية أول من اتخذ الديوان للختم وأمر بالنيروز والمهرجان واتخذ المقاصير في الجامع وأول من قتل مسلما صبرا وأول من قام على رأسه حرس وأول من قيدت بين يديه الجنائب وأول من اتخذ الخدام الخصيان في الإسلام وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة وكان يقول أنا أول الملوك قلت نعم فقد روى سفينة عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا. فانقضت خلافة النبوة ثلاثين عاما وولي معاوية فبالغ في التجمل والهيئة وقل أن بلغ سلطان إلى رتبته، وليته لم يعهد بالأمر إلى ابنه يزيد وترك الأمة من اختياره لهم
علي بن عاصم عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاووس عن ابن عباس قال لما احتضر معاوية قال إني كنت مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على الصفا وإني دعوت بمشقص فأخذت من شعره وهو في موضع كذا وكذا فإذا أنا مت فخذوا ذلك الشعر فاحشوا به فمي ومنخري وروي بإسناد عن ميمون بن مهران نحوه محمد بن مصفى حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان قال وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود ورجل من الأسد له صحبة إلى معاوية فقال معاوية للمقدام توفي الحسن فاسترجع فقال أتراها مصيبة قال ولم لا وقد وضعه رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في حجره وقال هذا مني وحسين من علي فقال للأسدي ما تقول أنت قال جمرة أطفئت فقال المقدام أنشدك الله هل سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ينهى عن لبس الذهب والحرير وعن جلود السباع والركوب عليها قال نعم قال فوالله لقد رأيت هذا كله بيتك فقال معاوية عرفت أني لا أنجو منك إسناده قوي ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم وما هو ببريء من الهنات والله يعفو عنه المدائني عن أبي عبيد الله عن عبادة بن نسي قال خطب معاوية فقال إني من زرع قد استحصد وقد طالت إمرتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني ولا يأتيكم بعدي خير مني كما أن من كان قبلي خير مني اللهم قد أحببت لقاءك فأحب لقائي الواقدي حدثنا ابن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى قال قال معاوية ليزيد وهو يوصيه اتق الله فقد وطأت لك الأمر ووليت من ذلك ما وليت فإن يك خيرا فأنا أسعد به وإن كان غير ذلك شقيت به فارفق بالناس وإياك وجبه أهل الشرف والتكبر عليهم وقيل إن معاوية قال ليزيد إن أخوف ما أخافه شيء عملته في أمرك شهدت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يوما قلم أظفاره وأخذ من شعره فجمعت ذلك فإذا مت فاحش به فمي وأنفي عبد الأعلى بن ميمون بن مهران عن أبيه أن معاوية أوصى فقال كنت أوضئ رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فنزع قميصه وكسانيه فرفعته وخبأت قلامة أظفاره فإذا مت فألبسوني القميص على جلدي واجعلوا القلامة مسحوقة في عيني فعسى الله أن يرحمني ببركتها حميد بن هلال عن أبي بردة قال دخلت على معاوية حين أصابته قرحته فقال هلم يا ابن أخي فانظر فنظرت فإذا هي قد سرت قال أبو عمرو بن العلاء لما احتضر معاوية قيل له ألا توصي فقال اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فما وراءك مذهب وقال
هو الموت لا منجى من الموت والذي * نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
قال أبو مسهر صلى الضحاك بن قيس الفهري على معاوية ودفن بين باب الجبابية وباب الصغير فيما بلغني قال أبو عبيدة عن أبي يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال لما ثقل معاوية قال احشوا عيني بالإثمد وأوسعوا رأسي دهنا ففعلوا وبرقوا وجهه بالدهن ثم مهد له وأجلس وسند ثم قال ليدن الناس فليسلموا قياما فيدخل الرجل ويقول يقولون هو لما به وهو أصح الناس فلما خرجوا قال معاوية
وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنفع
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال أخرج معاوية يديه كأنهما عسيبا نخل فقال هل الدنيا إلا ما ذقنا وجربنا والله لوددت أني لم أغبر فيكم إلا ثلاثا ثم ألحق بالله قالوا إلى مغفرة الله ورضوانه قال إلى ما شاء الله قد علم الله أني لم آل ولو أراد الله أن يغير غير وعن عمرو بن ميمون قال مات معاوية وابنه يزيد بحوارين أبو مسهر حدثنا خالد بن يزيد حدثني سعيد بن حريث قال مات معاوية ففزع الناس إلى المسجد فأتيت فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء وابنه يزيد في البرية وهو ولي عهده وكان مع أخواله بني كلب فقدم في زيهم فتلقيناه وهو على بختي له زجل قال وليس عليه عمامة ولا سيف وكان عظيم الجسم سمينا فسار إلى باب الصغير فنزل ومشى بين يديه الضحاك الفهري إلى قبر معاوية فصفنا خلفه وكبر أربعا ثم ركب بغلته إلى الخضراء ثم نودي وقت الظهر الصلاة جامعة فاغتسل وخرج فجلس على المنبر وعجل العطاء وأعفاهم من غزو البحر فافترقوا وما يفضلون عليه أحدا قال الليث وأبو معشر وعدة مات معاوية في رجب سنة ستين فقيل في نصف رجب وقيل لثمان بقين منه وعاش سبعا وسبعين سنة مسنده في مسند بقي مئة وثلاثة وستون حديثا وقد عمل الأهوازي مسنده في مجلد واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة
-
عدي بن حاتم
عدي بن حاتم ابن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرىء القيس بن عدي
الأمير الشريف أبو وهب وأبو طريف الطائي صاحب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وَلد حاتم طي الذي يضرب بجوده المثل. وفد عدي على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في وسط سنة سبع فأكرمه واحترمه له أحاديث روى عنه الشعبي ومحل بن خليفة وسعيد بن جبير وخيثمة بن عبد الرحمن وتميم بن طرفة وعبد الله بن معقل المزني ومصعب بن سعد وهمام بن الحارث وأبو إسحاق السبيعي وآخرون وكان أحد من قطع برية السماوة مع خالد بن الوليد إلى الشام وقد وجهه خالد بالأخماس إلى الصديق نزل الكوفة مدة ثم قرقيسيا من الجزيرة أيوب السختياني عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أسأل الناس عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه ثم أتيته فسألته فقال بعث النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فكرهته ثم كنت بأرض الروم فقلت لو أتيت هذا الرجل فإن كان صادقا تبعته فلما قدمت المدينة استشرفني الناس فقال لي يا عدي أسلم تسلم قلت إن لي دينا قال أنا أعلم بدينك منك ألست ترأس قومك قلت بلى قال ألست ركوسيا تأكل المرباع قلت بلى قال فإن ذلك لا يحل لك في دينك فتضعضعت لذلك ثم قال يا عدي أسلم تسلم فأظن مما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها بمن حولي وأنك ترى الناس علينا إلبا واحدا هل أتيت الحيرة قلت لم آتها وقد علمت مكانها قال توشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ولتفتحن علينا كنوز كسرى قلت كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز وليفيضن المال حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة قال عدي فلقد رأيت اثنتين وأحلف بالله لتجيئن الثالثة يعني فيض المال روى قيس بن أبي حازم أن عدي بن حاتم جاء إلى عمر فقال أما تعرفني قال أعرفك أقمت إذ كفروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا قال ابن عيينة حدثت عن الشعبي عن عدي قال ما دخل وقت صلاة حتى أشتاق إليها وعنه ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء قال أبو عبيدة كان عدي بن حاتم على طيء يوم صفين مع علي وروى سعيد بن عبد الرحمن عن ابن سيرين قال لما قتل عثمان قال عدي لا ينتطح فيها عنزان ففقئت عينه يوم صفين فقيل له أما قلت لا ينتطح فيها عنزان قال بلى وتفقأ عيون كثيرة وقيل قتل ولده يومئذ قال أبو إسحاق رأيت عديا رجلا جسيما أعور يسجد على جدار ارتفاعه نحو ذراع قال أبو حاتم السجستاني قالوا عاش عدي بن حاتم مئة وثمانين سنة جرير عن مغيرة قال خرج عدي وجرير البجلي وحنظلة الكاتب من الكوفة فنزلوا قرقيسياء وقالوا لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان قال ابن الكلبي مات عدي سنة سبع وستين وله مئة وعشرون سنة وقال ابن سعد سنة ثمان وستين وقيل سنة ست وستين
-
زيد بن أرقم
زيد بن أرقم ابن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عمرو ويقال أبو عامر ويقال أبو سعيد ويقال أبو سعد ويقال أبو أنيسة الأنصاري الخزرجي
نزيل الكوفة من مشاهير الصحابة شهد غزوة مؤتة وغيرها وله عدة أحاديث حدث عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عمرو الشيباني وطاووس والنضر بن أنس ويزيد بن حيان التيمي وأبو إسحاق الشيباني وعطاء بن أبي رباح وعدة قال ابن إسحاق أنبأنا عبد الله بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد ابن أرقم قال كنت يتيما في حجر ابن رواحة فخرج بي معه إلى مؤتة مردفي على حقيبة رحله وعن عروة قال رد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png نفرا يوم أحد استصغرهم منهم أسامة وابن عمر والبراء وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وجعلهم حرسا للذرية يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال زيد بن أرقم رمدت فعادني رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال أرأيت يا زيد ان كانت عيناك لما بهما كيف تصنع قلت أصبر وأحتسب قال إن فعلت دخلت الجنة وفي لفظ إذا تلقى الله ولا ذنب لك وفي مسند أبي يعلى من طريق أنيسة أن أباها زيد بن أرقم عمي بعد موت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم رد الله عليه بصره قال أبو المنهال سألت البراء عن الصرف فقال سل زيد بن أرقم فإنه خير مني وأعلم أبو إسحاق عن زيد بن أرقم كنت مع النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من عنده ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فحدثت به عمي فأتى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فأخبره فدعاني رسول الله فأخبرته فبعث إلى عبدالله بن أبي وأصحابه فجاؤوا فحلفوا بالله ما قالوا فصدقه رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكذبني فدخلني من ذلك هم وقال لي عمي ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ومقتك فأنزل الله " إذا جاءكم المنافقون " فدعاهم رسول الله فقرأها عليهم ثم قال إن الله قد صدقك يا زيد وروى شعبة عن الحكم عن محمد بن كعب القرظي عن زيد بن أرقم نحوا منه قال المدائني وخليفة توفي زيد بن أرقم سنة ست وستين وقال الواقدي وإبراهيم بن المنذر الحزامي مات بالكوفة سنة ثمان وستين وقد طول ترجمته أبو القاسم ابن عساكر