مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة
TROUBLES SEXUELS FÉMININS
مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة
LA FRIGIDITÉ. البرودة الجنسية ..
عبارة البرودة الجنسية ليست كلمة طبية، و إنما هي تعريفا يستعمله العوام بشكل واسع.
بالواقع، لم يتفق علماء الجنس على إعطائها أي تعريف واضح، و أنما تبقى عبارة غامضة تشير إلى مشاكل جنسية عديدة و متنوعة تحتاج لتحليل و لتفصيل.
سنشرح بالأسطر التالية كيف تتلاشى هذه العبارة الغامضة أمام تعابير اكثر وضوحا و تعبيرا عن الخلل الحقيقي بالوظيفة الجنسية.
الوجه المرضي للمشكلة الجنسية:
بالواقع، عندما نتحدث عن المشاكل الجنسية، نتحدث عن أعراض، و على المعالج الجنسي أن يبحث عن الحالة المرضية التي تكمن خلف هذه الأعراض.
تتمحور هذه الأعراض الجنسية على الوظيفة الجنسية، و بالتالي تتوزع هذه الأعراض على الدعائم الأساسية التي تقوم عليها الوظيفة الجنسية أي
désir الرغبة الجنسية
excitation التهيج الجنسي
orgasme الرعشة
و يضاف إليها الألم.
LA PHYSIOLOGIE FÉMININE الآلية الفيزيولوجية للوظيفة الجنسية عند المرآة تتمتع بخواص مميزة تفرقها عن الرجل
عندما تشكو المرآة من مشكلة جنسية، و مهما كانت الأعراض التي تصفها السيدة، تتركز مهمة الطبيب المعالج من خلال تحليله الجنسي السريري على النقاط التالية
= إجراء التشخيص
= تفهم سبب اختلال الوظيفة
= إفهام المريضة لمشكلتها
و بالنهاية اقتراح الخطوات العلاجية التي تحترم الشخص قبل كل شيء و تتأكد من التزامه الإدراكي و العاطفي بالمشروع العلاجي.
الخواص العامة لاختلال الوظيفة الجنسية عند المرآة.
العمر:
قد يتنوع عمر المرآة التي تشكو من مشاكل جنسية بين سن الـ 15 إلى 85 سنة. أي أن المشكلة الجنسية قد تبدأ حتى قبل بدأ الحياة الجنسية. أو على العكس قد تحصل مع إقلاع مرحلة جديدة من الحياة الإرتباطية و العاطفية أو مع الشيخوخة.
معدل الانتشار
من الصعب تحديد معدل انتشار هذه الشكوى الجنسية وهذا يعود لأسباب عديدة أولها صعوبة تعريف المشكلة، و صعوبة القول ما هو طبيعي و ما هو مرضي بالسلوك الجنسي. إن كان من الصعب دراسة الأسس الفيزيولوجية الطبيعية للتصرف الجنسي عند المرآة، فدراسة الناحية المرضية أصعب، و ذلك على عكس الحالة عند الرجال
سوء المعرفة و نقصها حول العديد من أطراف الجنسانية
نلاحظ أن عددا كبيرا من حالات اختلال الوظيفة الجنسية يعود إلى سوء تفهم و عدم معرفة للمركبات الأساسية للجنسانية.
كما نلاحظ أن الخرافات و المحظورات تحيط بالعديد من الممارسات و التصرفات الجنسية مما يؤدي إلى:
= الشعور بالذنب
= قلق الأداء
= الاختلال الترابطي بين الشريكين
= الاختلال الكاذب و الوهمي للوظيفة الجنسية.
الوقاية من هذه المشاكل يرتكز على التعليم و التربية الجنسية الصحيحة، للمراهقين و للكبار
الخواص السريرية لأي اختلال وظيفي
=> أولي أو ثانوي: تعاني منه منذ البداية أو أنه ظهر حديثا.
=> متقطع أو دائم
=> اختياري و انتقائي، مع شريك معين أو لسلوك معين أو بظرف معين أم أنه عام
اختلال أي وظيفة جنسية، من النادر أن يكون منعزلا. و أي اختلال هو شيء متطور:
ـ قد يتبدل من اختلال إلى أخر: مثلا عسرة الجماع قد تتطور إلى فقدان الرغبة. فقدان الرغبة قد يتطور إلى غياب الرعشة.
ـ قد يتبدل من مشكلة اختلال بالوظيفة الجنسية إلى مشكلة زوجية و بالعكس.
مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة
و تتصف مشاكل الرغبة الجنسية بأنها محرك يجر مشاكل جنسية أخرى، مثل مشاكل التهيج الجنسي troubles de l ’excitation. و بدورها تجر ورائها اضطرابات عضوية أخرى مثل نقص إفراز السوائل المهبلية المزلقة خلال العملية الجنسية مما يسبب الم و تهيج المنطقة التناسلية، فتبدو المرآة و كأنها أجبرت نفسها على ممارسة الجنس
اضطراب الرغبة الجنسية قد يكون ناتج عن اختلال أخر بالوظيفة الجنسية. أي مشكلة جنسية أخرى تعاني منها السيدة، قد تسبب لها تناقص بالرغبة الجنسية، هذا التناقص يتظاهر و كأنه دافع مخفي يحث المرآة على تجنب الجنس كحل لتجنب المشكلة الجنسية الأخرى التي تعاني منها، أو لكي لا يخيب أملها من جديد.
و بالمقابل يمكن لاضطراب الرغبة أن يكون سبب لاختلال أخر بالوظيفة الجنسية.
و من هنا قبل اقتراح أي حل علاجي، يجب تحليل المشكلة عن كثب، لتحيد مكان اضطراب الرغبة، هل هو سبب أم أنه مسبب لاختلال الوظيفة الجنسية الظاهر، و الذي قد يكون هو الحافز الدافع للاستشارة
أسباب نقص الرغبة
=> من أوائل أسباب نقص الرغبة الجنسية هي حالة الإحباط état dépressif :
تشير الدراسات أن اضطرابات الشبق تتضاعف 6 مرات خلال نوبة الإحباط بالمقارنة مع مجمل النساء. علما انه ببعض الحالات قد يحصل العكس حيث قد تتزايد الحوافز الجنسية أثناء نوبة الإحباط.
و قد نعثر وراء اضطراب الرغبة
=> حالة حداد على اثر وفاة شخص عزيز
=> و قد تظهر مشكلة نقص الرغبة على اثر حوادث طارئة أثناء الحياة أو لدى المرور بمراحل حرجة:
الحمل و الولادة
الوصول إلى سن الأياس "سن اليأس"
أو بأي ظرف طارئ على حياة الشخص يضعف من عزمه: مرض، فقدان الوظيفة، خلاف عائلي. أو لدى التقدم بالعمر.
=> و من الشاثع جدا أن نلاحظ حالة اضطراب عصبي عند من يعاني من مشكلة نقص أو اضطراب الرغبة. و تتطور هذه الحالة بشكل شائع على أرضية عصبية. لدرجة أن العديد من الأطباء النفسانين يبحثون عن مشاكل الرغبة الجنسية لتشخيص الاضطراب العصبي
من الأسباب الأخرى لاضطراب الرغبة:
=> نقص النضج défaut de maturation :
=> التفهم سيء للجنسانية، أو صعوبة بتحديد الشخصية الجنسية
=> عندما نتحدث مع شخص يعاني من مشاكل الرغبة الجنسية نلاحظ غياب و تناقص طويل الأمد بالأفكار و الخيال الشهواني أو بالاستيهام الجنسي. يغيب ، التفكير بالنشاط الجنسي من فكر الشخص الذي يعاني من اضطراب الرغبة.
AVERSION SEXUELLE : حالة الاشمئزاز الجنسي
قد يصل نقص الرغبة إلى الدرجة القصوى فيرفض الشخص الجنس و يعمل كل شيء بوسعه لكي يتجنب أي ملامسة جنسية
لمعرفة المزيد عن مشاكل نقص الرغبة >> اضطراب الرغية الجنسية عند المرآة. الرغبة الجنسية قليلة الفعالية
L ’EXCITATION CHEZ LA FEMME..التهيج و الاستمتاع الجنسي عند المرآة.
على الرغم من تطابق الآلية الفيزيولوجية للعلاقة الجنسية بين الرجل و المرآة، ألا أن التهيج الجنسي عند المرآة له خواص مميزة. فعلى العكس من الرجل الذي تتركز المتعة عنده على رأس القضيب، تمتلك المرآة أماكن حسية جنسية عديدة
و بالتالي فأن استمتاع المرآة قد يأتي من مواضع مختلفة قبل أن يوصلها إلى الرعشة
هذه المواضع قد تكون
== فرجية و بشكل خاص من البظر، كما يمكنها أن تأتي من أماكن أخرى بالفرج
== من الجدار الأمامي للمهبل بعد أن يحرض بالضعط أكثر من الاحتكاك، النقطة ج >> النقطة ج و التعرف عليها
== من العجان: بتراكب مجموعة من التوترات العضلية
== من أماكن خارج الحلقة التناسلية: مثل الثدي
== و قد يكون الاستمتاع نفساني فقط، مما يفسر حالات الرعشة التي قد تحس بها المرآة أثناء النوم أو الأستيهام FANTASME الجنسي، أو الأحلام المثيرة.
الوصول إلى الرعشة يمر بمراحل أساسية:
= تهيج جنسي
= تحرض نفساني
= التخلي عن كل شيء و الانغماس النهائي بالمشاعر التي تولدت من التهيج الجنسي و التحريض النفساني
و تحتاج المرآة الى التهيؤ الشهواني و إلى لتوفر ظروف عديدة كي تستمتع، و يجب أن تكون جاهزة و متفرغة للوصول إلى الرعشة notion de « disponibilité ».
عدد مرات الرعشة و تواترها و الأسلوب الذي تعيش به و تحس بها المرآة متنوعة جدا من أمرآة إلى أخرى، و عند نفس المرآة من تجربة جنسية إلى أخرى، سواء أكانت مع الشريك، أو لوحدها من خلال الاستمناء..
يتصف الشخص الذي يعاني من مشكلة نقص المتعة، أنه، و بشكل مستمر أو متكرر، غير قادر على المحافظة على الوتيرة الجنسية أثناء الجماع. فتعاني المرآة من جفاف المهبل و تناقص انتفاخ الأعضاء المنتعظة وقد تشعر بالألم أثناء الجماع، كل هذا يمنعها من الوصول إلى درجة الرعشة، أورغازم.
يلعب العمر و الحالة الهرمونية دورا مهما بتمتع المرآة.
مقدمة إلى المشاكل الجنسية عند المرآة
LE VAGINISME عسرة الجماع
يعرف بأنه تشنج غير إرادي متكرر أو مستمر يحصل بالجسم العضلي للثلث السفلي "الخارجي" للمهبل بشكل تختل معه العلاقة الجنسية.
يشارك بهذا التشنج الغير إرادي مجموعة من العضلات بشكل يغلق فتحة المهبل.
يلاحظ هذا التشنج أثناء محاولة الجماع و قد يحصل أثناء الفحص النسائي.
هذا التشنج يأخذ موقف دفاعي ضد عملية الإيلاج بالمهبل. و يمنع الغريب من كسر طوق الحلقة التناسلية. و قد تشارك به عضلات أخرى من الجسم.
يترافق هذا المنعكس الغير ارداي مع عدم تمثيل المهبل كعضو للمتعة و للإثارة الجنسية، أو عدم الإحساس به كموطئ للمتعة.
قد نلاحظ من عسرة الجماع درجات تتراوح من ألم طفيف إلى درجة تستحيل معها العلاقة الجنسية. فيقال عنها عسرة جماع كاملة أو جزئية
نميز منها أنواع: عسرة جماع أولية أو ثانوية
عسرة جماع أولية
أولية إن كانت المرآة تعاني منها منذ بداية حياتها الجنسية
ثانوية: أن كانت قد ظهرت بعد فترة من بداية الحياة الجنسية
كما قد يكون انتقائي أو غير انتقائي حسب ارتباطه بشريك معين أو بوضعية معينة
عندما تكون عسرة الجماع أولية، كاملة غير انتقائية، نتحدث عن منعكس تشنجي لا يمكن مقاومته contracture réflexe invincible.
من بين أسباب عسرة الجماع:
= أسباب عضوية وهي نادرة: و نذكر منها غشاء البكارة القاسي، أو الحجاب المهبلي،
أسباب نفسية و هي الخوف الذي لا مبرر له من الإيلاج، من الاعتداء القضيبي
agressivité phalique
تخاف الفتاة على كيانها و هويتها المؤنثة Intimité – identité féminine و التي يحيط بها الكثير من المجهول/
تخاف من الاعتداء الجنسي/
كل هذه المخاوف تترافق مع جهل بما يمكن أن يحصل بالحالة الطبيعية بأجسام الرجل و المرآة أثناء العملية الجنسية
LA DYSPAREUNIE الم الجماع
تعرّف هذه الحالة بألم يحصل بالمنطقة التناسلية يتشارك مع العلاقة الجنسية
يقال عن الم الجماع بأنه سطحي، متوسط أو عميق.
ما يدفع للاستشارة الجنسية هو غالبا عسرة جماع لدى الإيلاج مما يجعله أمرا صعبا و مؤلم بشكل يتكرر لدى كل محاولة.
نفصل منه صنفين
= صنف مماثل لعسرة الجماع، و لكن بشكل غير كامل، إذ يمكن معه الإيلاج و يترافق مع درجات مختلفة من انفتاح المهبل.
= صنف يترافق مع ألم بسبب التهاب، أو تهيج، أو ضمور وجفاف بالمهبل. قد يعود السبب إلى خزع المهبل أثناء الولادة أو تمزقات الولادة التي تترك أثرا نفسيا يبقى حتى و لو شفي الجرح بسبب الخوف أن يسبب الجماع عودة هذا الألم.
لقراءة المزيد عن عسرة و ألم الجماع: >> عسرة و ألم الجماع
عسرة و ألم الجماع ـ أسئلة و مشاركات القراء
الخلاصة
بنهاية هذا العرض نخلص إلى النقاط التالية
لا يفضل استعمال عبارة البرودة الجنسية و أنما يجب تحديد المشكلة بثلاثة أصناف من الشكوى
لا اريد ... مشكلة باضطراب الرغبة
لا استمتع ... مشكلة بالهيج الجنسي و لا اصل ... مشكلة بالرعشة
أتألم... مشكلة عسرة أو الم جماع.
رغم هذا التمييز، تظل المشكلة الجنسية مشكلة متكاملة، إذ تتداخل هذه الأعراض الأربعة فيما بينها و يجر احدها إلى الأخر.
فمن تتألم أثناء الجماع... ستقول لا استمتع... و من لا تستمتع رغم العديد من المحاولات تقول لم اعد ارغب. و من لا ترغب و لا تستمتع تقول لا اعرف ما هي الرعشة.
الأمر الذي تشكو من السيدة بغالب الأحيان هو اعتقادها بأنها غير طبيعية. أو أنها لا ترضي الشريك، أو أنها لا تستطيع إرضاء نفسها لوحدها.
تعبر عن مشكلتها بعدم رضاء زوجي متبادل، أو بصعوبة التواصل و التفاهم مع الشريك الجنسي. لدرجة قد تصل إلى حل رباط الزوجية أو فقدان كل إمكانيات العيش سوية
للروابط الزوجية أهمية خاصة بالمشكلة الجنسية، وغالبا ما يكمن سوء التفاهم الزوجي خلف المشكلة الجنسية.
و بكل الحالات التي لا يعثر بها على سبب عضوي للمشكلة الجنسية، ينصح بالتحري عن التوافق الزوجي و مصاعبه.
علاج المشكلة و تدبيرها هو مبرر جيد لاستشارة المعالج الجنسي الخبير.
الخطوة الأولى هي العمل على تخفيف نتائج المصاعب الجنسية بهدف إعادة الثقة بالنفس و بالعلاقة الزوجية.
يمكن العمل على حل المشكلة إن عثرنا على سببها.
يمكن للمعالج الجنسي أن يقدم مساعدة نفسانية للشخص أو للزوجين معا.
لا ننسى أن الجنسانية، عند النساء و عند الرجال، هي تعبير عن الراحة النفسانية الداخلية. و أي تبدل أو اختلال بالصحة العامة للشخص تترجم بمشكلة جنسية.
الجنسانية هي تعبير صادق عن الشخصية و الهوية. و أي اختلال بالوظيفة الجنسية ينعكس شخصية الفرد و هويته و علاقاته الاجتماعية.
المرآة تعبر عن مشاعرها الشخصية بمجالين:
= الجنسانية
= الامومة
و لهذا فان المشكلة الجنسية أقل أهمية منها عند الرجل. فالمصاعب الجنسية قد لا تتنافر مع وظيفة الأمومة.
يمكن أن نضيف على هذه الفصول الثلاثة المشاكل الجنسية عند المرآة و الناتجة عن مشاكل مذكرة. و اجتماع الاثنين يدخل ضمن نطاق: المشاكل الزوجية