من وقت ما اخترعوا كلمة (عفواً) كتروا الحمير،
هذا ما قاله رجل من الجيل القديم لشاب موديرن طالع على الدنيا تازة (جديد) إلى الحياة مسلحاً ببعض العبارات والكلمات،
ومنها كلمة (عفواً) اعتذاراً عن أيّ تخريب أو تخبيص أو تدمير، http://board.syriarose.com/images/smilies/31.gif
بقصد أو بدون قصد،
فالسائق الذي يسوق بسرعة مائة وأربعين كيلو متراً باصاً يركبه شي ستين راس بالحلال يتزحلق بقشرة موز ويمضي باتجاه الوادي متشقلباً والركاب يصرخون ويستنجدون ويزعقون، وفي لحظة صمت رهيبة نسمع صوت السائق العجيب يقول (عفواً شباب) ثمّ للتدهور معاً جميعاً يكملون، http://board.syriarose.com/images/smilies/21.gif
والشاب الذي يبوس رجل الفتاة كي تقبل به بعلاً لها، ثم يغالي في جلد الذات فيطلب أن يكون بغلاً لها، وما إن توافق عليه حتى يمضي معها بعض الأيام برومانسية قل نظيرها وفجأة ينسحب من عقده ومن مواثيقه ومن توسلاته ومن دمعاته ومن رجاءاته ويكتشف أنهما لا يظبطان مع بعضهما البعض قائلاًً لها عبر خدمة الحمام الزاجل (عفواً .. كلنا بنغلط لا تؤاخذيني مشان ألله) http://board.syriarose.com/images/smilies/34.gif
وهو يعتقد أن الاعتراف بالخطأ كافٍ لترميم روحٍ تمّ تدميرها عن سابق إصرار وترصد أو بالغلط لا فرق،
كالذي لعب بالمسدس فأصابت رصاصة صديقه بالغلط فقال مسرعاً (عفواً)،http://board.syriarose.com/images/smilies/37.gif
كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاعتذارات، وبانت جليّة حالة الاعترافات، حتى أضحى الاعتذار وقاحة عوض أن يكون شجاعة، وأصبح الاعتراف تدبيراً عوض أن يكون تطهيراً،
وبات المعترفون أمام عمو علاء الدين الأيوبي يقولون كلمة (ندمان يا سيدي ندمان)http://board.syriarose.com/images/smilies/51.gif
بكلّ وقاحة، بعد أن كانوا يقولونها بخجل وعلى استحياء، لا .. لم يعد أحد يخشى من الاعتذار،
ولم يعد أحد يخجل من الاعتراف، صارت الأخطاء والتخبيصات أمر واقع ولا مفر منه
حسب فلاسفة هذه الأيام، وآه آه على هالأيام!!
http://board.syriarose.com/images/smilies/48.gif
http://board.syriarose.com/images/smilies/59.gif
http://board.syriarose.com/images/smilies/11.gif
وأخيرا
http://board.syriarose.com/images/smilies/14.gif
