-
سير أعلام النبلاء السادس
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد
عبد الرحمن بن القاسم ( ع ) عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن خليفة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبي بكر الصديق الإمام الثبت الفقيه أبو محمد القرشي التيمي البكري المدني سمع اباه واسلم العمري ومحمد بن جعفر بن الزبير وطائفة سواهم وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة وعداده في صغار التابعين حدث عنه شعبة وسفيان الثوري والأوزاعي ومالك وسفيان بن عينية وآخرون وكان اماما حجة ورعا فقيه النفس كبير الشأن روى البخاري في كتاب الحج عن علي عن ابن عينية حدثنا عبد الرحمن بن القاسم وكان أفضل أهل زمانه قلت وهو خال جعفر بن محمد الصادق مولده في خلافة معاوية وانا اتعجب كيف لم يحمل عن جابر وسهل بن سعد وقد طلبه الخليفة الفاسق الوليد بن يزيد إلى الشام في جماعة ليستفتيهم فأدركه أجله بحوران في سنة ست وعشرين ومئة وهو في عشر السبعين قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق أخبركم محمد بن أبي الفرج هبة الله بن عبد العزيز أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن المهدي حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا سفيان بن عينية عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت حاضت صفية بنت حيي بعدما افاضت فذكرت ذلك لرسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال احابستنا هي فقلت يا رسول الله انها قد افاضت ثم حاضت بعد ذلك قال فلتنفر إذا وبه إلى الزعفراني حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مثله إلا أنه قال فلا إذا اخرج الأول النسائي والثاني مسلم كلاهما من حديث ابن عينية
-
سالم أبو النضر
سالم أبو النضر ( ع ) سالم أبو النضر بن أبي أمية المدني كاتب عمر بن عبيد الله التيمي ومولاه حدث عن أنس بن مالك وعبيد بن حنين وبسر بن سعيد وسليمان بن يسار وعمير مولى ابن عباس وعامر بن سعد وكتب اليه بحديث عبد الله ابن أبي اوفى رضي الله عنه وهو مخرج في الصحيحين وهو حديث لا تتمنوا لقاء العدو روى عنه موسى بن عقبة وعمرو بن الحارث ومالك والليث بن سعد والسفيانات وفليح بن سليمان وآخرون قال ابن المديني له نحو من خمسين حديثا وقال أبو حاتم صالح ثقة قيل توفي سالم أبو النضر سنة تسع وعشرين ومئة وقال أبو عبيد القاسم ابن سلام توفي سنة ثلاث وثلاثين ومئة
-
الخلال
الخلال الوزير القائم بأعباء الدولة السفاحية أبو سلمة حفص بن سليمان الهمداني مولاهم الكوفي رجل شهم سائس شجاع متمول ذو مفاكهة وأدب وخبرة بالامور وكان صريفيا أنفق اموالا كثيرة في اقامة الدولة وذهب إلى خراسان وكان أبو مسلم تابعا له في الدعوة ثم توهم منه ميل إلى آل علي عندما قتل مروان إبراهيم الإمام فلما قام السفاح وزر له وفي النفس شيء ثم كتب أبو مسلم إلى السفاح يحسن له قتله فأبى وقال رجل قد بذل نفسه وماله لنا فدس عليه أبو مسلم من سافر اليه وقتله غيلة ليلا بالانبار فإنه خرج من السمر من عند الخليفة فشد عليه جماعة فقتلوه وذلك بعد قيام السفاح بأربعة اشهر سنة اثنتين وثلاثين ومئة في رجبها وتحدث العوام أن الخوارج قتلوه وكان سامحه الله يقال له وزير آل محمد وكان ينزل درب الخلالين فعرف بذلك وفيه قيل
إن الوزير وزير آل محمد * اودى فمن يشناك صار وزيرا
-
عبيد الله بن أبي جعفر
عبيد الله بن أبي جعفر ( ع ) الإمام الحافظ فقيه مصر أبو بكر المصري الكناني مولاهم الليثي وقيل ولاؤه لبني أمية واسم أبيه يسار قال ابن ماكولا يسار مولى عروة بن شييم الليثي راى عبد الله بن الحارث بن جزء الصحابي وحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والشعبي وعطاء وعبد الرحمن ابن هرمز الاعرج وحمزة بن عبد الله بن عمر ونافع مولى ابن عمر وأبي الأسود يتيم عروة وأبي عبد الرحمن الحبلي وعبد الله بن أبي قتادة ومحمد بن جعفر بن الزبير وسالم بن أبي سالم الجيشاني وبكير بن الاشج وطائفة
وعنه عمرو بن مالك الشرعبي وعمارة بن غزية وسعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شريح وعبد الرحمن بن شريح وابن إسحاق ويحيى بن أيوب والليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث وخالد بن حميد المهري وآخرون قال أحمد بن حنبل ليس به بأس كان يتفقه وقال أبو حاتم ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب وقال النسائي ثقة وقال ابن سعد ثقة فقيه زمانه وقال أبو نصر الكلاباذي كان فقيها في زمانه وقال ابن يونس كان عالما زاهدا عابدا سعيد بن زكريا الادم كان سليمان بن أبي داود يقول ما رأت عيناي عالما زاهدا إلا عبيد الله بن أبي جعفر وروى إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن عبيد الله بن أبي جعفر قال كان يقال ما استعان عبد على دينه بمثل الخشية من الله وقال عبد الرحمن بن شريح عن عبيد الله بن أبي جعفر قال غزونا القسطنطينية فكسر بنا مركبنا فألقانا الموج على خشبة في البحر وكنا خمسة أو ستة فأنبت الله لنا بعددنا ورقة لكل رجل منا فكنا نمصها فتشبعنا وتروينا فإذا امسينا أنبت الله لنا مكانها
قال رشدين بن سعد حدثنا الحجاج بن شداد سمع عبيد الله بن أبي جعفر وكان أحد الحكماء قال إذا كان المرء يحدث في مجلس فأعجبه الحديث فليمسك واذا كان ساكتا فأعجبه السكوت فليتحدث قال ابن لهيعة ولد ابن أبي جعفر سنة ستين وهو من سبي طرابلس المغرب وقال غيره توفي مدخل المسودة يعني بني العباس في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئة وصلى عليه أبو عون عبد الملك بن يزيد أمير مصر وقال خليفة مات سنة أربع وثلاثين وقيل سنة خمس أو ست وقال أبو سعيد بن يونس توفي سنة ست وثلاثين ومئة وقد قال أحمد بن حنبل مرة ليس بالقوي واستنكر له حديثا ثابتا في الصحيحين في من مات وعليه صوم صام عنه وليه
-
مغيرة بن مقسم
مغيرة ( ع ) مغيرة بن مقسم الإمام العلامة الثقة أبو هشام الضبي مولاهم
الكوفي الأعمى الفقيه يلحق بصغار التابعين لكني لم أعلم له شيئا عن أحد من الصحابة حدث عن أبي وائل ومجاهد وإبراهيم النخعي والشعبي وعكرمة وأم موسى سرية علي رضي الله عنه وأبي رزين الاسدي ونعيم بن أبي هند ومعبد بن خالد وعبد الرحمن بن أبي نعم وأبي معشر زياد بن حبيب والحارث العكلي وسعد بن عبيدة وسماك بن حرب وعدة
روى عنه سليمان التيمي أحد التابعين وشعبة والثوري وزائدة وزهير وأبو عوانة وهشيم وإبراهيم بن طهمان واسرائيل والحسن بن صالح وسعير بن الخمس ومفضل بن مهلهل وأبو الاحوص وجرير بن عبد الحميد وأبو بكر بن عياش وخالد بن عبد الله الطحان وعمر بن عبيد وعبثر بن القاسم والمفضل بن محمد النحوي ومنصور بن أبي الأسود ومحمد بن فضيل وخلق
روى حجاج بن محمد عن شعبة قال كان مغيرة أحفظ من الحكم وفي رواية أحفظ من حماد وروى نعيم بن حماد عن ابن فضيل قال كان مغيرة يدلس وكنا لا نكتب إلا ما قال
حدثنا إبراهيم وقال أبو بكر بن عياش كان مغيرة من أفقههم ما رأيت أحدا أفقه منه فلزمته قال يحي بن المغيرة عن جرير بن عبد الحميد قال قال مغيرة ما وقع في مسامعي شىء فنسيته قلت هذا والله الحفظ لا حفظ من درس كتابا مرات عدة حتى عرضه ثم تخبط عليه ثم درسه وحفظه ثم نسيه أو أكثره
قال معتمر بن سليمان كان أبي يحثني على حديث المغيرة وكان عنده كتاب وقال أحمد بن أبي مريم عن يحي بن معين ثقة مأمون وروى أبو حاتم عن يحي قال كان مغيرة احفظ من حماد بن أبي سليمان وقال ابن أبي حاتم سألت أبي مغيرة عن الشعبي أحب اليك أم ابن شبرمة فقال جميعا ثقتان قال العجلي مغيرة ثقة فقيه إلا أنه كان يرسل الحديث عن ابراهينم واذا وقف أخبرهم ممن سمعه وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم وكان أعمى وكان عثمانيا يحمل بعض الحمل على علي قال أبو داود سمع مغيرة من أبي وائل ومن أبي رزين وسمع من إبراهيم مئة وثمانين حديثا إلى أن قال ومغيرة لا يدلس قال أبو داود قال جرير جلست إلى أبي جعفر الرازي فقال إنما سمع مغيرة من إبراهيم أربعة أحاديث فلم أقل شيئا قال علي وكتاب جرير عن مغيرة عن إبراهيم مئة حديث سماع قال أبو داود ادخل مغيرة بينه وبين إبراهيم قريبا من عشرين رجلا وقال النسائي ثقة وقال جرير عن مغيرة إني لاحتسب اليوم في منعي الحديث كما يحتسبون في بذله وروى جرير عنه قال إذا تكلم اللسان بما لا يعنيه قال القفا واحرباه
قال ابن نمير وأحمد مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة وقال ابن معين سنة أربع وثلاثين قرأت ببعلبك على أبي الحسين علي بن محمد وعبد الولى بن رافع الخطيب وسمعته بدمشق من عيسى بن بركة وأحمد بن هبة الله وجماعة قالوا أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا سعيد بن أحمد حضورا أنبأنا محمد بن محمد أنبأنا محمد بن عمر بن زنبور حدثنا يحي بن صاعد حدثنا زياد بن أيوب حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إن اعف الناس قتلة أهل الايمان تابعه شعبة عن مغيرة أخرجه أبو داود عن زياد
-
عاصم بن سليمان
عاصم بن سليمان ( ع ) الإمام الحافظ محدث البصرة أبو عبد الرحمن البصري الأحول محتسب المدائن قيل ولاؤه لتميم وقيل لبني أمية روى عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك وعن رفيع أبي العالية ومعاذة وحفصة بنت سيرين وعمرو بن سلمة الجرمي وعبد الله بن شقيق العقيلي وأبي قلابة والشعبي والنضر بن أنس وأبي نضرة وأبي الصديق الناجي وبكر المزني وسوادة بن عاصم وأبي عثمان النهدي والحسن وابن سيرين وأبي المتوكل الناجي وأبي الوليد عبد الله بن يوسف بن عبد الله وخلق سواهم وكان من الحفاظ المعدودين روى عنه قتادة وداود بن أبي هند وسليمان التيمي وشعبة وشريك ومعمر وهشيم وثابت بن يزيد االأحول والحسن بن حي وحماد بن زيد وحفص بن غياث وابن علية وجرير بن عبد الحميد وزهير والسفيانات وعباد بن عباد وأبو معاوية وعلي بن مسهر وابن فضيل ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون وعبد الله بن نمير وخلق كثير قال ابن المديني له نحو مئة وخمسين حديثا قال علي سمعت يحيى بن سعيد يقول عاصم الأحول لم يكن بالحافظ وقال ابن معين كان يحي القطان يضعف عاصما الأحول وقال حجاج بن محمد عن شعبة عاصم أحب الي من قتادة في أبي عثمان النهدي لانه احفظهما ابن المبارك عن الثوري قال ادركت حفاظ الناس أربعة إسماعيل بن أبي خالد وعاصم الأحول ويحي بن سعيد قال وارى هشاما الدستوائي منهم وروى نوفل بن مطهر عن ابن المبارك عن سفيان قال حفاظ البصرة ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وقال حفص بن غيثان إذا قال عاصم زعم فهو الذي ليس بشك وقال ابن مهدي كان عاصم الأحول من حفاظ أصحابه وقال أحمد بن حنبل وابن معين وأبو زرعة وطائفة ثقة ووثقه علي ابن المديني وقال مرة ثبت وقال يحيى القطان وابن مثنى وغيرهما مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومئة وقال البخاري مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومئة
أخبرنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا علي بن مختار ( ح ) وأنبأنا علي بن محمد أنبأنا جعفر بن منير قالا أنبأنا أبو طاهر السلفي أخبرنا القاسم بن الفضل أخبر نا هلال بن محمد حدثنا الحسين بن عياش حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا حماد عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن سرجس قال اتيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وهو جالس في أصحابه فدرت من خلفه فعرف الذي أريد فألقى الرداء عن ظهره فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلان كأنها الثآليل فرجعت حتى استقبلته فقلت غفر الله لك يا رسول الله فقال ولك فقال القوم استغفر لك رسول الله فقال نعم ولكم ثم تلا " واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات "
-
أيوب السختياني
أيوب السختياني ( ع ) الإمام الحافظ سيد العلماء أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العتري مولاهم البصري الآدمي ويقال ولاؤه لطهية وقيل لجهينة عداده في صغار التابعين سمع من أبي بريد عمرو بن سلمة الجرمي وأبي عثمان النهدي وسعيد ابن جبير وأبي العالية الرياحي وعبد الله بن شقيق وأبي قلابة الجرمي ومجاهد بن جبر والحسن البصري ومحمد بن سيرين ومعاذة العدوية وقيس بن عباية الحنفي وأبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي وعكرمة مولى بن عباس وأبي مجلز لاحق بن حميد وحفصة بنت سيرين ويوسف ابن ماهك وعطاء بن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر وأبي الشعثاء جابر بن زيد وحميد بن هلال وأبي الوليد عبد الله بن الحارث والاعرج وعمرو ابن شعيب والقاسم بن عاصم والقاسم بن محمد وابن أبي مليكة وقتادة وخلق سواهم حدث عنه محمد بن سيرين وعمرو بن دينار والزهري وقتادة وهم من شيوخه ويحيى بن كثير وشعبة وسفيان ومالك ومعمر وعبد الوارث وحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان ووهيب وعبيد الله بن عمرو وإسماعيل بن علية وعبد السلام بن حرب ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ونوح بن قيس الحداني وهشيم ابن بشير ويزيد بن زريع وخالد بن الحارث وسفيان بن عيينة وعبد الوهاب الثقفي وامم سواهم مولده عام توفي ابن عباس سنة ثمان وستين وقد راى أنس بن مالك وما وجدنا له عنه رواية مع كونه معه في بلد وكونه ادركه وهو ابن بضع وعشرين سنة قرأت على أسحاق بن أبي بكر أنبأنا ابن خليل أنبأنا اللبان أنبأنا الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني عباس النرسي حدثنا وهيب حدثنا الجعد أبو عثمان سمعت الحسن يقول أيوب سيد شباب أهل البصرة وبه إلى أبي نعيم حدثنا أبو علي الصواف حدثنا بشر حدثنا الحميدي قا ل لقي ابن عيينة سته وثمانين من التابعين وكان يقول ما رأيت مثل أيوب حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا يسر بن أنس البغدادي حدثنا أبو يونس المديني حدثني إسحاق بن محمد سمعت مالكا يقول كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديث رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بكى حتى نرحمه حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن الصباح حدثنا سعيد بن عامر عن سلام قال كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا الفريابي حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا ابن مهدي حدثنا حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له مالك لا تنظر في هذا يعني الرأي فقال قيل للحمار ألا تجتر فقال اكره مضغ الباطل حدثنا سليمان حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عارم حدثنا حماد قال ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الرجال من أيوب حدثنا سليمان حدثنا محمد بن محمد الجذوعي حدثنا هدبة حدثنا سلام بن مسكين سمعت أيوب يقول لا خبيث أخبث من قارىء فاجر
قال أبو أحمد في الكنى أيوب روى عنه ابن سيرين وقتادة وحميد الطويل والاعمش وعمرو بن دينار وابن عون ويحيى بن أبي كثير وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس أخبرنا الفخر علي بن أحمد وغيره قالا أنبأنا ابن طبرزد أنبأنا عبد الوهاب الوهاب الحافظ أخبرنا أبو محمد بن هزارمرد أخبرنا ابن حبابة أخبرنا البغوي حدثنا عمي حدثنا عارم حدثنا حماد بن زيد قال ولد أيوب قبل طاعون الجارف بسنة قال البغوي بلغني أن مولد أيوب سنة ثمان وستين قلت وكان الطاعون في سنة تسع وستين يقال مات بالبصرة فيه في ثلاثة أيام أو نحوها مئتا ألف نفس وبه قال البغوي حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا حماد قال رأيت أيوب وضع يده على رأسه وقال الحمد لله الذي عافاني من الشرك ليس بيني وبينه إلا أبو تميمة وبه حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا حماد حدثنا ميمون الغزال قال جاء أيوب فسأل الحسن عن اشياء فلما قام قال لنا الحسن هذا سيد الفتيان وعن سفيان الثوري قال قال الحسن لأيوب هذا سيد شباب أهل البصرة وبه أخبرنا الصلت بن مسعود حدثنا سفيان سمعت هشام بن عروة يقول ما رأيت بالبصرة مثل أيوب السختياني ولا بالكوفة مثل مسعر وبه حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الوليد سمعت شعبة يقول حدثني أيوب سيد الفقهاء وبه حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود عن شعبة ما رأيت قط مثل أيوب ويونس وابن عون وعن الثوري قال ما رأيت بالبصرة مثل أربعة فبدأ بأيوب وقال أبو عوانة رأيت الناس ما رأيت مثل هؤلاء أيوب ويونس وابن عون وبه حدثنا علي بن مسلم حدثني حبان مولى بني أمية سمعت سلام بن أبي مطيع يقول ما فقنا أهل الامصار في عصر قط إلا في زمن أيوب ويونس وابن عون لم يكن في الأرض مثلهم وبه حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا حماد بن زيد كان أيوب لا يقف على آية إلا إذا قال " إن الله وملائكته يصلون على النبي " الاحزاب 56 سكت سكتة وحدثنا أحمد حدثنا حماد عن أيوب قال ادركت الناس ها هنا وكلامهم إن قضي وان قدر وكان يقول ليتق الله رجل فإن زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس فلأن يخفي الرجل زهده خير من أن يلعنه وكان أيوب ممن يخفي زهده دخلنا عليه فإذا هو على فراش مخمس احمر فرفعته أو رفعه بعض أصحابنا فإذا خصفة محشوة بليف وبه حدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود قال قال شعبة ما واعدت أيوب موعدا قط إلا قال حين يفارقني ليس بيني وبينك موعد فإذا جئت وجدته قد سبقني وبه حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي حدثنا النضر بن شميل أخبرني الخليل بن أحمد قال لحن أيوب في حرف فقال استغفر الله وبه حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا حماد بن زيد أخبرني رجل أنه راى أيوب بين قبري الحسن ومحمد قائما يبكي ينظر إلى هذا مرة والى هذا مرة وبه حدثنا أحمد حدثنا حماد حدثنا أيوب قال رأيت الحسن في النوم مقيدا ورأيت ابن سيرين مقيدا في سجن قال كأنه اعجبه ذلك قال مخلد بن الحسين قال أيوب ما صدق عبد قط فأحب الشهرة روى مؤمل عن شعبة قال من اراد أيوب فعليه بحماد بن زيد قلت صدق اثبت الناس في أيوب هو وقال حماد لم يكن أحد اكرم على ابن سيرين من أيوب وقال يونس بن عبيد ما رأيت أحدا أنصح للعامة من أيوب والحسن وروى سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة فجعل يمتخط ويقول ما اشد الزكام وقال ابن عون مات ابن سيرين فقلنا من ثم قلنا أيوب قال محمد بن سعد الكاتب كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا وقال أبو حاتم وسئل عن أيوب فقال ثقة لا يسأل عن مثله قلت إليه المنتهى في الاتقان قال ابن المديني له نحو من ثمان مئة حديث واما ابن علية فقال كنا نقول حديث أيوب ألفا حديث فما أقل ما ذهب علي منها وسئل ابن المديني عن أصحاب نافع فقال أيوب وفضله ومالك واتقانه وعبيد الله وحفظه. روى ضمرة عن ابن شوذب قال كان أيوب يؤم أهل مسجده في شهر رمضان ويصلي بهم في الركعة قدر ثلاثين آية ويصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وكان يقول هو بنفسه للناس الصلاة ويوتر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمن من خلفه وآخر ذلك يصلي على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ويقول اللهم استعملنا بسنته وأوزعنا بهديه واجعلنا للمتقين إماما ثم يسجد وإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات قال حماد بن زيد أيوب عندي أفضل من جالسته واشده إتباعا للسنة قال سعيد بن عامر الضبعي عن سلام بن أبي مطيع قال رأى أيوب رجلا من أصحاب الاهواء فقال إني لاعرف الذلة في وجهه ثم تلا " سينالهم غضب من ربهم وذلة " الاعراف 152 ثم قال هذه لكل مفتر وكان يسمي أصحاب الاهواء خوارج ويقول إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف وقال له رجل من أصحاب الاهواء يا أبا بكر
-
أسألك عن كلمة فولى وهو يقول ولا نصف كلمة مرتين وروى جرير الضبي عن اشعث قال كان أيوب جهبذ العلماء قال سلام بن أبي مطيع كان أفقههم في دينه أيوب وعن هشام بن حسان أن أيوب السختياني حج أربعين حجة وقال وهيب سمعت أيوب يقول إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل وقال حماد بن زيد كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولي الخلافة قال أيوب اللهم انسه ذكري وكان يقول ليتق الله رجل وان زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس وقال حماد غلبه البكاء مرة فقال الشيخ إذا كبر مج قال معمر كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له فقال الشهرة اليوم في التشمير قال صالح بن أبي الاخضر قلت لأيوب اوصيني قال أقل الكلام قال حماد بن زيد لو رأيتم أيوب ثم استقاكم شربة على نسكه لما سقيتموه له شعر وافر وشارب وافر وقميص جيد هروي يشم الأرض وقلنسوة متركة جيدة وطيلسان كردي جيد ورداء عدني يعني ليس عليه شيء من سيما النساك ولا التصنع قال شعبة قال أيوب ذكرت ولا أحب أن اذكر قال حماد بن زيد كان لأيوب برد احمر يلبسه إذا احرم وكان يعده كفنا وكنت امشي معه فيأخذ في طرق إني لاعجب له كيف يهتدي لها فرارا من الناس أن يقال هذا أيوب وقال شعبة ربما ذهبت مع أيوب لحاجة فلا يدعني امشي معه ويخرج من ها هنا ها هنا لكي لا يفطن له وفي شمائل الزهاد لابن عقيل البلخي حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش حتى خافوا فقال أيوب اتكتمون علي قالوا نعم فدور رداءة ودعا فنبع الماء وسقوا الجمال ورووا ثم امر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بالقصة فقال حدثني عبد الواحد بن زيد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي المكارم اللبان أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم حدثنا عثمان بن محمد العثماني حدثنا خالد بن النضر حدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا النضر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي وقلت له قد خفت على نفسي قال تستر علي قلت نعم فاستحلفني فحلفت له إلا أخبر أحدا ما دام حيا فغمر برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء قلت لا يثبت هذا وعثمان تالف وبه إلى أبي نعيم حدثنا فاروق حدثنا هشام بن علي حدثنا عون ابن الحكم الباهلي حدثنا حماد بن زيد قال غدا علي ميمون أبو حمزة يوم الجمعة قبل الصلاة فقال إني رأيت البارحة أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في النوم فقلت لهما ما جاء بكما قالا جئنا نصلي على أيوب السختياني قال ولم يكن علم بموته فقيل له قد مات أيوب البارحة قال أبو نعيم الحافظ أسند أيوب عن أنس بن مالك وعمرو بن سلمة وأبي العالية وأبي رجاء وآخرين بلغنا أنهم قالوا لمالك إنك تتكلم في حديث أهل العراق وتروي مع هذا عن أيوب فقال ما حدثتكم عن أحد إلا وأيوب أوثق منه أنبأنا أحمد بن سلامة عن محمد بن أبي زيد الكراني أخبرنا محمود بن إسماعيل أخبرنا ابن قادشاه أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا العباس بن الفضل الاسفاطي حدثنا سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد سمعت أيوب وذكر المعتزلة وقال إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء قال علي بن المديني لأيوب نحو من ثمان مئة حديث قلت اتفقوا على أنه توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة بالبصرة زمن الطاعون وله ثلاث وستون سنة وآخر من روى حديثه عاليا أبو الحسن بن البخاري أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد الفقيه وأبو المعالي أحمد بن عبد السلام وجماعة إجازة قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أخبرنا موسى بن سهل الوشاء حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما خلقتم أخرجه مسلم أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا أبو الاشعث حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال كنت جالسا إلى ابن عمر فسئل عنها فقال تقيم حتى يكون آخر عهدها بالبيت قال طاووس فلا ادري ابن عمر نسيه أم لم يسمع ما سمع أصحابه فقال نبئت أنه رخص لهن يعني الحائض في حجها وبه إلى المخلص حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قرأ هذه الآية " يوم يقوم الناس لرب العالمين " المطففين 6 قال يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم
أنبأنا طائفة عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرنا أبو علي الحداد حضورا أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أيوب السختياني عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال نهاني رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أن ابيع ما ليس عندى أخرجه النسائي عن الحسن بن إسحاق المروزي عن خالد بن خداش المهلبي وهو صدوق مكثر عن حماد بن زيد ينفرد عنه بغرائب
-
جهم بن صفوان
جهم بن صفوان أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي الكاتب المتكلم أس الضلالة ورأس الجهمية كان صاحب ذكاء وجدال كتب للامير حارث بن سريج التميمي وكان ينكر الصفات وينزه الباري عنها بزعمه ويقول بخلق القرآن ويقول إن الله في الأمكنة كلها
قال ابن حزم كان يخالف مقاتلا في التجسيم وكان يقول الإيمان عقد بالقلب وإن تلفظ بالكفر
قيل إن سلم بن أحوز قتل الجهم لانكاره أن الله كلم موسى
-
يحيى بن أبي كثير
يحيى بن أبي كثير ( ع ) الإمام الحافظ أحد الاعلام أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي واسم أبيه صالح وقيل يسار وقيل نشيط
روى عن أبي امامة الباهلي وذلك في صحيح مسلم ولكنه مرسل وعن أنس بن مالك وذلك في كتاب النسائي وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبي قتادة وأبي قلابة الجرمي وبعجة بن عبد الله الجهني وعمران بن حطان وهلال بن أبي ميمونة وعدة وروى عن جابر مرسلا ودينار والسائب بن يزيد وضمضم بن جوس وعقبة بن عبد الله الغافر وعبيد الله بن مقسم وعكرمة وحية بن حابس ونافع ومحمد بن إبراهيم التيمي وأبي سلام الحبشي وينزل إلى أن روى عن زيد بن سلام حفيد هذا وعن الأوزاعي وهو تلميذه وكان طلابة للعلم حجة روى عنه ابنه عبد الله ومعمر والأوزاعي وهشام بن أبي عبد الله وحرب بن شداد وعكرمة بن عمار وشيبان النحوي وهمام بن يحيى وأبان ابن يزيد زأيوب بن عتبة ومحمد بن جابر وأيوب بن النجار وجرير بن حازم وسليمان بن ارقم وأبو عامر الخزاز وعمران القطان وعلي بن المبارك وأبو إسماعيل القناد وخلق وقال حرب بن شداد عن يحيى قال كل شيء عندي عن أبي سلام الأسود إنما هو كتاب وروى وهيب بن خالد عن أيوب قال ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير وقال شعبة يحيى بن أبي كثير احسن حديثا من الزهري وقال أحمد بن حنبل إذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى وقال أبو حاتم الرازي هو امام لا يروي إلا عن ثقة وقد نالته محنة وضرب لكلامه في ولاة الجور نقل جماعة أنه توفي سنة تسع وعشرين ومئة وبعضهم نقل أنه بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومئة والأول أصح قال أحمد هو من اثبت الناس إنما يعد مع الزهري ويحيى بن سعيد وقال ابن حبان كان من العباد إذا حضر جنازة لم يتعش تلك الليلة ولا يكلمه أحد وقال العقيلي كان يذكر بالتدليس وقال أبو حاتم قد رأى أنسا يصلي في الحرم وقال حسين المعلم قال لي يحيى كل شيء عن أبي سلام إنما هو كتاب المعافي بن عمران عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان عليه السلام يا بني إياك والمراء فإنه ليس فيه منفعة وهو يورث العداوة بين الاخوان عبد الله بن يحيى بن أبي كثير سمعت أبي يقول لا يستطاع العلم براحة الجسد أبو إسحاق الفراري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال إذا رأيت المبتدع في طريق فخذ في غيره ابن وهب أخبرني من سمع الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان ابن داود قال لابنه إن الاحلام تصدق قليلا وتكذب كثيرا فعليك بكتاب الله فالزمه واياه فتأول عبد الرزاق عن معمر قال حدث يحيى بن أبي كثير بأحاديث فقال اكتب لي حديث كذا وحديث كذا فقلت يا أبا نصر اما تكره كتب العلم قال اكتبه لي فإنك إن لم تكتب فقد ضيعت أو عجزت أخبرنا أحمد بن سلامة وعلي بن أحمد كتابة عن المبارك بن المبارك أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الخطيب أخبرنا عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو بحر ابن محمد بن الحسن حدثنا محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أبو عاصم حدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة حدثني حجاج بن عمر الانصاري أنه سمع رسول الله يقول من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل رواه أحمد في مسنده عن يحيى بن سعيد عن حجاج ورواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن أصحاب يحي نحوه ورواه الترمذي عن الكوسج عن روح والانصاري عن حجاج وحسنه لكنه معلول بما رواه معمر ومعاوية بن سلام عن يحيى عن عكرمة فقال عن عبد الله بن رافع عن الحجاج قال البخاري وهذا أصح قال حسين المعلم قلنا ليحيى بن أبي كثير هذه المرسلات عمن قال اترى رجلا آخذ مدادا وصحيفة فكتب على رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png الكذب قال فقلت إذا جاء مثل هذا فأخبرنا قال إذا قلت بلغني فإنه من كتاب وقال يحيى القطان مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح وقال الفلاس ما حدثنا يحي القطان لقتادة ولا ليحيى بن أبي كثير بشيء مرسل إلا حديثا واحدا حدثنا عن الأوزاعي عن يحيى أن ابن عباس كان لا يرى طلاق المكره شيئا قال يزيد بن هارون عن همام قال ما رأيت أصلب وجها من يحيى ابن أبي كثير كنا نحدثه بالغداة فنروح بالعشي فيحدثناه ويروى أن يحيى بن أبي كثير اقام بالمدينة عشر سنين في طلب العلم قال الفلاس مات سنة تسع وعشرين ومئة
-
يزيد بن أبي حبيب
يزيد بن أبي حبيب ( ع ) الإمام الحجة مفتي الديار المصرية أبو رجا الأزدي مولاهم المصري وقيل كان أبوه سويد مولى امرأة مولاة لبني حسل وامه مولاة لتجيب ولد بعد سنة خمسين في دولة معاوية وهو من صغار التابعين حدث عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي الصحابي وأبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني وأبي الطفيل الليثي إن صح وسعيد بن أبي هند وعكرمة وعطاء وعلي بن رباح وعراك بن مالك وعمرو بن شعيب ونافع وأبي وهب الجيشاني وإبراهيم بن عبد الله بن حنين واسلم أبي عمران التجيبي والحارث بن يعقوب وسويد بن قيس وعبد الرحمن بن شماسة وعيسى بن طلحة بن عبيد الله ولهيعة بن عقبة والد عبد الله ومحمد بن عمرو بن حلحلة ومحمد بن عمرو بن عطاء والهيثم بن شفي وخلق وينزل إلى أن روى عن الزهري بالإجازة وكان من جلة العلماء العاملين ارتفع بالتقوى مع كونه مولى أسود حدث عنه سليمان التيمي وزيد بن أبي أنيسة ومحمد بن إسحاق وعبد الحميد بن جعفر وعمرو بن الحارث وعبد الله بن عياش القتباني وحيوة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب ومعاوية بن سعيد التجيبي ويحيى بن أيوب والليث وابن لهيعة ورشدين بن سعد وإبراهيم بن يزيد الثاتي وآخرون وهو مجمع على الاحتجاج به وذكره أبو حاتم البستي في كتاب الثقات له قال أبو سعيد بن يونس كان مفتي أهل مصر في أيامه وكان حليما عاقلا وكان أول من اظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام ومسائل وقيل إنهم كانوا قبل ذلك يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب في الخير وقال الليث بن سعد يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا وقال ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن عبد الله الكناني اجتمع ناس فيهم يزيد بن أبي حبيب وهم يريدون أن يعودوا مريضا فتدافعوا الاستئذان على المريض فقال يزيد قد علمت أن الضآن والمعزى إذا اجتمعت تقدمت المعزى فتقدم فاستأذن قال محمد بن سعد يزيد بن حبيب مولى لبني عامر بن لؤي من قريش وكان ثقة كثير الحديث مات سنة ثمان وعشرين ومئة وقال غيره بلغ زيادة على خمس وسبعين سنة أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا اكمل بن أبي الازهر العلوي أخبرنا سعيد ابن أحمد وأخبرنا علي بن محمد وأحمد بن عبد الحميد وأحمد بن مكتوم وسنقر الزيني وأحمد بن محمد المفيد وآخرون قالوا أنبأنا عبد الله ابن عمر أنبأنا سعيد بن أحمد حضورا أنبأنا محمد بن محمد الزيني أخبرنا أبو بكر بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا عيسى بن حماد حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم على الحوض وأنا شهيد عليكم وإني والله لانظر إلى حوضي الآن واني قد اعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض واني والله ما اخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها هذا حديث صحيح عال أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من وجوه عن يزيد
-
إسحاق بن عبد الله
إسحاق بن عبد الله ( ع ) ابن صاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الفقيه أحد الثقات سمع من عمه أنس بن مالك وأبي مرة مولى عقيل والطفيل بن أبي وسعيد بن يسار وجماعة وعنه عكرمة بن عمار وهمام بن يحيى ومالك وابن عيينة وجماعة وكان مالك يثني عليه ولا يقدم عليه أحدا وأبوه عبد الله قد حنكه النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حمله اليه اخوه أنس وامهما أم سليم
مات إسحاق سنة اثنتين وثلاثين وقيل سنة أربع وثلاثين ومئة روى له الجماعة واخرج مسلم لوالده عبد الله يروي عن ابنه وعن اخيه أنس حدث عنه أبو طوالة وسليمان مولى الحسن بن علي توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك عن نحو من ثمانين سنة
-
هشام بن عروة
هشام بن عروة ( ع ) ابن الزبير بن العوام بن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
الإمام الثقة شيخ الإسلام أبو المنذر القرشي الأسدي الزبيري المدني ولد سنة إحدى وستين وسمع من أبيه وعمه ابن الزبير وزوجته أسماء بنت عمه المنذر وأخيه عبد الله بن عروة وعبد الله بن عثمان وطائفة من كبراء التابعين منهم اخوة عثمان وابن عمه عباد وابن ابن عمه عباد بن حمزة بن عبد الله وأبو سلمة وابن المنكدر وعمر بن عبد الله بن عمر وعمرو بن خزيمة وعمرو بن شعيب وعبد الله بن عامر بن ربيعة وعبد الرحمن بن سعد وعبد الرحمن بن كعب وعوف بن الطفيل ومحمد والد السفاح وابن شهاب وأبو الزبير ووهب بن كيسان وأبو وجزة وكريب ومحمد بن إبراهيم التيمي وبكر بن وائل وهو اصغر منه وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وأبو الزناد وابن القاسم ويزيد بن رومان وغيرهم
ولقد كان يمكنه السماع من جابر وسهل بن سعد وأنس وسعيد بن المسيب فما تهيأ له عنهم رواية وقد رأى ابن عمر وحفظ عنه أنه دعا له ومسح برأسه
حدث عنه شعبة ومالك والثوري وخلق كثير ولحق البخاري بقايا أصحابه كعبيد الله بن موسى قال وهيب قدم علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين وقال ابن سعد كان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة وقال أبو حاتم الرازي ثقة إمام في الحديث المحدثين وقال علي بن المديني له نحو من أربع مئة حديث وقال يحيى بن معين وجماعة ثقة وقال يعقوب بن شيبة هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية وأرسل عن أبيه أشياء مما كان قد سمعه من غير أبيه عن أبيه وقال عبد الرحمن بن خراش بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق وكان لا يرضاه ثم قال قدم الكوفة ثلاث مرات قدمة كان يقول فيها حدثني أبي قال سمعت عائشة والثانية فكان يقول أخبرني أبي عن عائشة وقدم الثالثة فكان يقول أبي عن عائشة يعني يرسل عن أبيه قلت الرجل حجة مطلقا ولا عبرة بما قاله الحافظ أبو الحسن بن القطان من أنه هو وسهيل بن أبي صالح اختلطا وتغيرا فإن الحافظ قد يتغير حفظه إذا كبر وتنقص حدة ذهنه فليس هو في شيخوخته كهو في شبيبه وما ثم أحد بمعصوم من السهو والنسيان وما هذا التغير بضار اصلا وانما الذي يضر الاختلاط وهشام فلم يختلط قط هذا امر مقطوع به وحديثه محتج في الموطأ والصحاح والسنن فقول ابن القطان إنه اختلط قول مردود مرذول فأرني اماما من الكبار سلم من الخطأ والوهم فهذا شعبة وهو في الذروة له اوهام وكذلك معمر والأوزاعي ومالك رحمة الله عليهم أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن خليل بن أبي الرجاء وأنبأنا محمد بن سليمان وعبد المحسن بن محمد وإسماعيل بن صالح وجماعة قالوا أنبأنا يوسف بن خليل أنبأنا خليل بن بدر أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو النعيم الحافظ أنبأنا أبو بكر بن يوسف حدثنا الحارث بن محمد بن أبي اسامة حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال إن الله لا يقبض العلم بأن ينتزعه انتزاعا ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا هذا حديث ثابت متصل الاسناد هو في دواوين الإسلام الخمسة ما عدا سنن أبي داود وهو من ثلاثة عشر طريقا عن هشام ومن طريق أبي الأسود يتيم عروة عن عروة نحوه وقد حدث به عن هشام عدد كثير سماهم أبو القاسم العبدي منهم ابن عجلان وأبو حمزة السكري وابن شهاب وهو اكبر منه وأبو معاوية ومحمد بن أبي عدي ومحمد بن سواد ومحمد بن إسحاق ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وما احسبه لحقه ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ومحمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن بشر ومحمد بن عبيد الطنافسي ومحمد بن فضيل وابن كناسة ومحمد بن عيسى بن سميع ومحمد بن ربيعة الكلابي ومحمد بن عبيد ومحمد بن الحجاج بن سويد البرجمي ومحمد بن فليح بن سليمان ومحمد بن منصور بن أبي الأسود ومحمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وأحمد بن أبي ظبية وأحمد بن بشير وأيوب السختياني وهو اقدم منه وأيوب بن خوط وأيوب بن مسكين وأيوب بن واقد وإبراهيم بن طعمان وإبراهيم بن أبي يحيى وإبراهيم بن عثمان العبسي وإبراهيم بن سعد وإبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وإبراهيم بن حميد الرؤاسي وإبراهيم بن المغيرة وإبراهيم بن أبي حية وإبراهيم بن عيينة وإسماعيل ابن ابان الغنوي وأسماعيل السدي إن صح وإسماعيل بن عياش وإسماعيل بن زكريا وإسماعيل بن زيد بن قيس وإسماعيل بن عبد الكريم ابن معقل وإسماعيل بن هلال وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وإسحاق ابن يوسف الازرق واسباط بن محمد وأنس بن عياض وأنس بن عبد الحميد اخو جرير وأبان بن يزيد وابيض بن ابان الثقفي وابيض بن عجلان واسرائيل وابيض بن الاغر واسامة بن حفص واشعث بن سعيد السمان واياس بن دغفل وآدم بن عيينة واشعث بن عبد الله أبو الربيع القاضي وبحر بن كثير وبكر بن سليمان الصواف وبكر بن عبد الملك الاعتق وبكير بن الاشج قديم وبزيع بن حسان وبشر بن المفضل وتليد بن سليمان وثابت بن كثير وثابت بن زهير وثابت بن قيس وثابت بن حماد وجعفر بن عون وجعفر بن زياد الاحمر وجعفر بن برقان وجنادة بن سلم أبو سلم وجرير بن عبد الحميد وجارية بن هرم وجامع بن مدرك اللخمي وجعفر بن سليمان وجابر بن نوح والحسن بن أبي جعفر والخشني الحسن بن يحيى والحسن بن دينار والحسن بن عمارة والحسين بن علوان وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وحماد بن اسامة وحماد بن عبد الملك قاضي افريقية وحماد بن مصبح وحماد بن شعيب وحماد بن مسعدة والحارث بن عبيدة والحارث بن عمران الجعفري وحفص بن قيس الصنعائي وحفص بن راشد وحفص ابن غياث وحفص بن عمرو الجعفري وحفص بن سلم أبو مقاتل وحفص ابن مخارق وحفص بن ميسرة وحفص بن
-
سويد البرجمي وحجاج بن ارطاة وحجوة بن مدرك الغساني وحكيم بن نافع وحكيم بن بشير النهدي وحبان بن علي وحسان بن إبراهيم وحمزة بن حبيب وحبيب بن الشهيد وحصين بن مخارق وحديج بن معاوية وحسام بن مصك وخالد بن يزيد وخالد بن إسماعيل المخزومي وخالد بن أبي عمران وخالد بن الحارث وخالد بن يزيد القشيري وخالد العبد وخالد بن رباح وخالد بن الياس والخليل بن مرة وخارجة بن مصعب والخصيب بن ناصح وخاقان بن الحجاج والخليل بن موسى وداود بن الزبرقان وداود العطار وداود بن الأسود وداود الطائي ودلهم العجلي ودلهم بن صالح النميري ودجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي وذواد بن علبة وروح بن القاسم وروح بن مسافر ورحيل بن معاوية ورقبة بن مصقلة والربيع بن صبيح ورافع بن الليث ورواد بن الفضل ورواد بن داود وأبو عمرو بن العلاء زبان وزيد بن يحيى وزيد بن بكر بن حبيش وزائدة بن قدامة وزياد بن خيثمة وزياد بن سعد وأبو معشر زياد بن كليب وزكريا بن منظور وزمعة بن صالح والزبير بن حبيب وزفر بن الهذيل وزكريا بن مسافر وزهير بن محمد وزهير بن معاوية والسفيانات وسليمان الاعمش وسليمان بن حيان أبو خالد الاحمر وسليمان بن بلال وسليمان بن قرم وسليمان بن عمرو أبو داود النخعي وسليمان بن مسلم وسليمان بن عياش وسعيد بن دريك وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي وسعيد بن أبي عروبة وسعيد بن عبد الرحمن الزهري وسعيد بن الحسن وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام وسعيد بن أبي سعيد الزبيدي وسعيد بن خالد القرشي وسعير بن الخمس وسويد بن عبد العزيز وسعيد الازرق وسلام بن سعيد القطان وسلام بن أبي مطيع وسلام ابن سليم أبو الاحوص وسلم بن رزين وسيف بن محمد وسلام بن مسكين وسعد بن الحسن وسابق البربري وسليمان بن أبي داود وسليمان بن يزيد الكعبي وشعبة وشريك وشعيب بن إسحاق وشعيب بن أبي حمزة وشعيب ابن حرب وشجاع بن الوليد وشبيب بن شيبة وشبيب بن عبد الرحمن وشبيل بن عزير وشرقي بن قطامي وصفوان بن سليم وهو كبر منه والصلت بن الحجاج والصباح بن محارب والصباح بن عمير المزني وصدقة بن عبد الله وصالح بن حسان وصالح بن قدامة والصباح بن يحيى والضحاك بن عثمان وعبد الله بن ادريس وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن عون وعبد الله ابن عاصم وعبد الله بن نمير وعبد الله بن الحارث الجمحي وعبد الله بن الزبير والد مصعب وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة وعبد الله بن محمد بن طلحة وعبد الله الخريبي وعبد الله بن بشر وعبد الله بن جعفر والد ابن المديني وعبد الله بن فروخ وعبد الله بن المغيرة وعبد الله بن قطاف أبو بكر النهشلي وعبد الله بن عبد الله أبو أويس وعبد الله بن فرقد وعبد الله بن الاجلح الكندي وعبد الله أبو نافع بن يعقوب وعبد الله بن محمد ابن زاذان وعبد الله بن يزيد الكوفي وعبد الله بن رجاء وعبد الله بن عياش القتباني وعبيد بن عمر العمري وعبيد الله بن موسى العبسي وعبيد الله ابن هشام بن عروة وعبيد الله بن سعيد بن العاص وعبد الله بن العلاء بن خالد الحنفي وعبيد الله بن الوازع وعبد الله بن محمد بن حاطب وعبد الله بن عمير وعبد الله بن حكيم المدني وعبد الله بن معاوية بن عاصم الزبيري وعبد الله أبو ظبية وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وعبد الرحمن المسعودي وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن زيد ابن أسلم وعبد الرحمن بن مغراء وعبد الملك بن جريح وعبد الملك بن عبد الوارث وعبد الملك بن محمد وعبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي وعبد الملك بن قدامة الجمحي وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز الدراوردي وعبد العزيز بن مسلم القسملي وعبد العزيز بن المختار وعبد العزيز بن الحصين وعبد العزيز بن عمران وعبد الوهاب الثقفي وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد المجيد الثقفي والد عبد الوهاب وعبد الوهاب بن مجاهد وعبد القاهر بن السري وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوارث بن صخر وعبد القدوس بن بكر بن خنيس وعبد الحكيم ابن منصور وعبد الغفار بن القاسم أبو مريم وعبدة بن سليمان وعبيدة بن أبي رائطة وعبيدة بن الأسود عبيد بن القاسم البصري وعمار بن عمير وعصمة بن المنذر وعباد بن عباد المهلبي وعباد بن العوام وعباد بن صهيب الكليبي وعباد بن راشد وعباد بن كثير وعباد بن منصور وعمر بن علي المقدمي وعمر بن حبيب القاضي وعمر بن عبيد وعمر بن صهيان الاسلمي وعمر بن أبي زائدة وعمر بن محمد بن زيد العمري وعمر بن مجاشع وعمر بن هارون البلخي وعمر بن المغيرة وعمر بن رباح وعمر بن نبهان وعثمان بن فرقد العطار وعثمان بن الحكم الجذامي وعثمان بن عثمان وعثمان بن مكيل وعثمان بن مخارق وعثمان بن خالد وعلي بن المبارك وعلي بن مسهر وعلي بن هاشم بن البريد وعلي بن ثابت وعلي ابن علي الرفاعي وعلي بن غراب وعلي بن مصعب والعلاء بن راشد والعلاء بن المنهال وعيسى بن ميمون وعيسى بن يونس وعيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي وعمران القطان وعمران بن أبي الفضل وعتاب بن محمد بن شوذب وعثام بن علي وعصمة بن محمد الزرقي وعصمة بن عياض وعصمة بن المنذر وعاصم غير منسوب وعقبة بن خالد السكوني وعمرو بن الحارث وعمرو بن فايد وعمرو بن هاشم الجنبي وعمرو بن خليفة الاعشى أبو يوسف وعطاء بن السائب وعطاء بن عروة وعمرو بن عثمان الجعفي وعطاف بن خالد وعنبسة بن سعيد وعنبسة بن عبد الواحد وعابد بن حبيب وعباية بن عمر وعكرمة بن إبراهيم وعقيل بن خالد وعمارة بن غزية وعدي بن الفضل وعرعرة بن البرند وعبيس بن ميمون وعلي بن حي وعبد الوهاب الحجبي وعمار بن رزيق وعاصم بن سليمان وعبد الاعلى بن سليمان الزراد وعمر بن عبد الغافر وعمران بن عبد العزيز العوفي وعمار بن سيف وعثمان بن زائدة وغالب بن فائدة والفضل بن موسى والفضل بن خالد أبو معاذ النحوي وفليح بن سليمان وفليح بن مسلم الحجبي وفرج بن فضالة وفزارة بن جرير والقاسم بن غصن والقاسم بن معن والقاسم بن بهرام والقاسم بن إسماعيل أبو العتاهية والقاسم بن يحيى وقطبة بن عبد العزيز وقطبة بن العلاء وقران بن تمام وقيس بن الربيع وكثير بن جعفر بن أبي كثير وكثير بن همام وكنانة بن جبلة وأم كلثوم بنت عثمان بن مصعب ولوذان بن سليمان والليس ومالك ومالك بن سعير ومسلمة بن سعيد ابن عبد الملك ومسلمة بن قعن ومسلمة بن علي ومبارك بن فضالة ومبارك بن مجاهد الخرساني ومفضل بن صالح أبو جميلة ومفضل بن فضالة ومغيرة بن مطرف ومغيرة بن عبد الرحمن وموسى بن يعقوب الزمعي وموسى بن عقبة ومعمر ومحاضر بن المورع ومعافى بن عمران ولم يلحقه ومهدي بن ميمون المعولي والمسيب بن شريك
-
ومسلم الزنجي ومصعب بن المقدام ومصعب بن ثابت ومصعب بن سلام ومسعر ومهلب بن أبي عيسى ومروان بن معاوية ومطر الوراق وهو اقدم منه ومنصور بن أبي الأسود ومشمعل بن ملحان ووالد إبراهيم بن المنذر الحزامي ومجاشع بن عمرو والمحبر بن قحذم ومرجى بن رجاء ومروان بن جناح ومؤمل بن هارون ومعاوية الضال ومعلى بن هلال ومقاتل بن حيان ومندل بن علي وميمون بن توبة ونوح بن أبي مريم الجامع ونوح بن دراج ونوح بن ذكوان ونوح بن قيس والنضر بن شميل والنضر بن محمد العامري المروزيان ونصر بن طريف ونصر بن قابوس ونصر بن باب وأبو حنيفة النعمان ونعيم بن المورع وأبو معشر نجيح ونجيح العطار ونافع المقرىء ونافع بن يزيد ووكيع ووهيب وأبو عوانة وضاح ووهب بن وهب أبو البختري وهشام بن عبد الله المخزومي وهشام بن يحيى وهشام بن زياد وهشام ابن يحيى الغساني وهشام بن أبي خبزة وهمام بن يحيى وهدبة بن المنهال والهيثم بن عدى ويحيى بن سعيد الانصاري ومات قبله ويحيى بن أبي كثير كذلك ويحيى بن سعيد بن العاص ويحيى بن سعيد الاموي ويحيى بن محمد أبو زكير ويحيى بن أبي زائدة ويحيى بن دينار أبو هاشم الرماني ويحيى بن زكريا الغساني ويحيى بن سليم الطائي ويحيى بن عبد الله بن سالم ويحيى بن عيسى الرملي ويحيى بن يونس ويحيى بن هاشم السمسار التالف ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ويحيى بن عمير مولى بني هاشم ويحيى بن أبي زكريا ويحيى بن يعلي ويحيى بن الحارث المرهبي ويحيى بن كثير ويعقوب بن عبد الرحمن ويعقوب بن إبراهيم بن سعد قلت ما لحقه ابدا بل ذا ي يعقوب بن إبراهيم مدني ويعقوب أبو يوسف القاضي ويعقوب بن محمد الدراوردي ويعقوب بن أبي المتئد وأبو يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة الاعشى ويقال اسمه عمرو كما مر ويعقوب أصح ويعقوب بن الوليد المدني ويزيد بن سنان الرهاوي ويزيد ابن عبد العزيز بن سياه ويزيد بن عبد الله بن الهاد ومات قبله ويزيد بن زريع ويزيد بن عياض وياسين بن معاذ الزيات ويعلي بن عبيد ويونس ابن راشد ويونس بن يزيد ويونس بن عبيد ومات قبله ويونس بن بكير الكوفي وأبو بكر الهنشلي وأبو بكر بن أبي سبرة وأبو بكر بن عياش وأبو سهل الخرساني وأبو إسماعيل المؤدب إبراهيم وأبو مروان الغساني وغيرهم وتابع هشاما علية الزهري وأبو الأسود يتيم عروة ويحيى بن أبي كثير ورواه عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عن أبيه عمرو وقيل عن هشام بن عروة عن اخويه يحيى وعثمان عن أبيهما ولم يصح روى عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة قال وضع محمد بن علي والد المنصور وصيته عندي وروى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن قال قال المنصور لهشام بن عروة يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا واخوتي مع أبي وانت تشرب سويقا بقصبة يراع فلما خرجنا قال ابونا اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي قال لا اذكر ذلك يا أمير المؤمنين قال فليم في ذلك فقال لم يعودني الله في الصدق إلا خيرا يونس بن بكير عن هشام قال رأيت ابن عمر له جمة تضرب اطراف منكبيه علي بن مسهر عن هشام قال رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صفنا خلفه فصلى بنا ركعتين ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا فيسلم ثم يجلس ويؤذن المؤذنون فإذا فرغوا قام فتوكأ على العصا فخطب عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة أنه دخل على المنصور فقال يا أمير المؤمنين اقض عني ديني قال وكم دينك قال مئة ألف قال وانت في فقهك وفضلك تأخذ مئة ألف ليس عندك قضاؤها قال يا أمير المؤمنين شب فتيان من فتياننا فأحببت أن ابوئهم واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم خشيت أن ينتشر علي من امرهم ما اكره ففعلت ثقة بالله وبأمير المؤمنين قال فردد عليه مئة ألف استعظاما لها ثم قال قد امرنا لك بعشرة الاف فقال يا أمير المؤمنين فأعطني ما اعطيت وانت طيب النفس فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي والآخذ قال فإني طيب النفس بها هذا حديث مرسل
وروى أن هشاما اهوى إلى يد أبي جعفر ليقبلها فمنعه وقال يا ابن عروة إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك قلت كان يرى له لشرفه وعلمه ولكونه من أولاد صفية اخت العباس وقال يعقوب بن شيبة هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد مصيره إلى العراق فإنه انبسط في الرواية وارسل عن أبيه مما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه قلت في حديث العراقيين عن هشام اوهام تحتمل كما وقع في حديثهم عن معمر اوهام وضبط جماعة وفاة هشام ببغداد في سنة سته وأربعين ومئة وصلى عليه أبو جعفر المنصور وشذ الفلاس فقال سنة سبع وأربعين وقيل سنة خمس وقيل عاش سبعا وثمانين سنة وقيل غير ذلك وقع لي الكثير من عواليه حتى في الجامع الصحيح من رواية عبيد الله بن موسى عنه واعلى من ذلك ما حدثنا وأخبرنا عن عمر بن طبرزد سماعا أنبأنا هبة الله بن الحصين أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن غالب تمتام حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يحب الحلواء والعسل لكن يحيى السمسار ليس بثقة واما المتن ففي الصحاح وحديث هشام لعله أزيد من ألف حديث والله أعلم
-
إسحاق بن سويد
إسحاق بن سويد ( خ م د س ) ابن هبيرة التميمي البصري أحد الثقات حدث عن ابن عمر ومعاذة العدوية وأبي قتادة تميم بن نذير العدوي وعبد الرحمن بن أبي بكر الثقفي وطائفة حدث عنه الحمادان وإسماعيل بن علية وعلي بن عاصم وآخرون وثقه أحمد وابن معين وكان كبير السن مات في سنة إحدى وثلاثين ومئة
-
عطاء بن أبي ميمونة
عطاء بن أبي ميمونة ( خ م د س ق ) بصري حجة حدث عن عمران بن حصين فلعله مرسل وعن جابر بن سمرة وأنس وجماعة وعنه خالد الحذاء وروح بن القاسم وشعبة وحماد بن سلمة وثقه ابن معين وقال هو وولده قدريان قيل مات سنة إحدى وثلاثين ومئة
-
أبو مسلم الخرساني اسمه عبد الرحمن بن مسلم ويقال عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخرساني
الأمير صاحب الدعوة وهازم جيوش الدولة الاموية والقائم بإنشاء الدولة العباسية
كان من أكبر الملوك في الإسلام كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب على حمار بإكاف من الشام حتى يدخل خرسان ثم يملك خرسان بعد تسعة أعوام ويعود بكتائب أمثال الجبال ويقلب الدولة ويقيم دولة أخرى
ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال كان قصيرا أسمر جميلا حلوا نقي البشرة أحور العينين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر طويل الظهر خافض الصوت فصيحا بالعربية وبالفارسية حلو المنطق وكان راوية للشعر عارفا بالأمور لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقته وكان لا يكاد يقطب في شيء من أحواله تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه السرور وتنزل به الفادحة الشديدة فلا يرى مكتئبا وكان إذا غضب لم يستفزه الغضب إلى أن قال وكان لا يأتي النساء في العام إلا مرة يشير إلى شرف نفسه وتشاغلها بأعباء الملك. قيل مولده في سنة مئة وأول ظهوره كان بمرو في شهر رمضان يوم الجمعة من سنة تسع وعشرين ومئة ومتولي خرسان إذ ذاك الأمير نصر بن سيار الليثي نائب مروان بن محمد الحمار خاتمة خلفاء بني مروان إلى أن قال فكان ظهوره يومئذ في خمسين رجلا وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار قاصدا العراق فنزل به الموت بناحية ساوة وصفا أقليم خراسان لأبي مسلم صاحب الدعوة في ثمانية وعشرين شهرا قال وكان أبوه من أهل رستاق فريذين من قرية تسمى سنجرد وكانت هي وغيرها ملكا له وكان يجلب في بعض الاوقات مواشي إلى الكوفة ثم إنه قاطع على رستاق فريذين يعني ضمنه فغرم فنفذ إليه عامل البلد من يحضره فهرب بجاريته وهي حبلى فولدت له هذا فطلع ذكيا واختلف إلى الكتاب وحصل ثم اتصل بعيسى بن معقل جد الأمير أبي دلف العجلي وبأخيه إدريس بن معقل فحبسهما أمير العراق على خراج انكسر فكان أبو مسلم يختلف اليهما إلى السجن ويتعهدهما وذلك بالكوفة في اعتقال الأمير خالد بن عبد الله القسري فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد المنصور والسفاح فدخلوا على الأخوين يسلمون عليهما فرأوا عندهما أبا مسلم فأعجبهم عقله وادبه وكلامه ومال هو اليهم ثم إنه عرف أمرهم ودعوتهم يعني إلى بني العباس ثم هرب الأخوان عيسى وإدريس من السجن فلزم هو النقباء وسار صحبتهم إلى مكة فأحضروا إلى إبراهيم بن الإمام وقد مات الإمام محمد عشرين ألف دينار ومئتي ألف درهم واهدوا له أبا مسلم فأعجب به وقال إبراهيم لهم هذا عضلة من العضل فأقام مسلم يخدم الإمام إبراهيم ورجع النقباء إلى خرسان فقال إني جربت هذا الاصبهاني وعرفت ظاهره وباطنه فوجدته حجر الأرض ثم قلده الامر وندبه إلى المضي إلى خرسان فكان من امره ما كان
قال المأمون أجل ملوك الأرض ثلاثة الذين قاموا بنقل الدول وهم الاسكندر وازدشير وأبو مسلم
قال أبو القاسم بن عساكر ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس في تاريخه قدم أبو مسلم هو وحفص بن سلمة الخلال على إبراهيم بن محمد الإمام فأمرهما بالمصير إلى خرسان وكان إبراهيم بالحميمة من ارض البلقاء إذ ذاك سمع أبو مسلم من عكرمة. هكذا قال الحافظ أبو القاسم وهذا غلط لم يدركه قال وسمع ثابتا البناني وأبا الزبير المكي ومحمد بن علي الإمام وابنه وإسماعيل السدي وعبد الرحمن بن حرملة روى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ وابن شبرمة الفقيه وعبد الله بن منيب وعبد الله بن المبارك وغيرهم قلت ولا ادرك ابن المبارك الرواية عنه بل رآه
قال أبو أحمد علي بن محمد بن حبيب المروزي حدثنا أبو يوسف محمد ابن عبدك حدثنا مصعب بن بشر سمعت أبي يقول قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب فقال ما هذا السواد عليك فقال حدثني أبو الزبير عن جابر ابن عبد الله أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة يا غلام اضرب عنقه
وقال جماعة حدثنا أبو حاتم أحمد بن حسن بن هارون الرازي أنبأنا محمد بن محمد بن أبي خرسان حدثني أحمد بن محمد المروزي حدثنا عبد الله بن مصعب حدثنا أبو حامد الداوودي قال دخل رجل وعلى رأس أبي مسلم عمامة سوداء فقال ما هذا قال اسكت حدثني أبو الزبير عن جابر أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه عمامة سوداء يا غلام اضرب عنقه
ورويت القصة بإسناد ثالث مظلم
قلت كان أبو مسلم سفاكا للدماء يزيد على الحجاج في ذلك وهو أول من سن للدولة لبس السواد
قال محمد بن جرير في تاريخه ذكر علي بن محمد يعني المدائني أن حمزة بن طلحة السلمي حدثه عن أبيه قال كان بكير بن ماهان كاتبا لبعض عمال السند فقدم فاجتمعوا بالكوفة في دار فغمز بهم فأخذوا فحبس بكير وخلي عن الآخرين وكان في الحبس أبو عاصم وعيسى العجلي ومعه أبو مسلم الخرساني فحدثه فدعاهم بكير فأجابوه إلى رايه فقال لعيسى العجلي ما هذا الغلام قال مملوك قال تبعه قال هو لك قال أحب أن تأخذ ثمنه فأعطاه أربع مئة درهم ثم اخرجوا من السجن وبعث به إلى إبراهيم بن محمد فدفعه إبراهيم إلى موسى السراج فسمع منه حفظ ثم اختلف إلى خراسان
وقال غيره توجه سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة بن شبيب من بلاد خراسان للحج في سنة أربع وعشرين ومئة فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس العجلي وهو في الحبس فبدأهم بالدعاء إلى ولد العباس ومعه عيسى بن معقل العجلي واخوه حبسهما عيسى بن عمر أمير العراق فيمن حبس من عمال خالد القسري هكذا في هذه الرواية قال ومعهما أبو مسلم يخدمهما فرأوا فيه العلامات فقالوا من أين هذا الفتى قال غلام معنا من السراجين وقد كان أبو مسلم إذا سمع عيسى وادريس يتكلمان في هذا الرأي بكى فلما رأو ذلك دعوه إلى ما هم عليه يعني من نصره آل بيت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فأجاب قال أبو الحسن بن رزقويه أنبأنا مظفر بن يحيى حدثنا أحمد بن محمد المرثدي حدثنا أبو إسحاق الطلحي حدثني أبو مسلم محمد بن المطلب ابن فهم من ولد أبي مسلم صاحب الدعوة قال كان اسم أبي مسلم إبراهيم بن عثمان بن يسار من ولد بزرجمهر وكان يكنى أبا إسحاق ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة وكان أبوه اوصى إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين فقال له إبراهيم بن محمد بن علي لما عزم على توجيهه إلى خرسان غير اسمك فإنه لا يتم لنا الامر إلا بتغير اسمك على ما وجدته في الكتب فقال قد سميت نفسي عبد الرحمن بن مسلم ثم تكنى أبا مسلم ومضى لشأنه وله ذؤابة فمضى على الحمار فقال له خذ نفقة قال ثم مات عيسى السراج ومضى أبو مسلم لشأنه وله تسع عشرة سنة وزوجه إبراهيم الإمام بابنة أبي النجم عمران الطائي وكانت بخراسان فبنى بها ابن دريد حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال حدثني رجل من خراسان عن أبيه قال كنت اطلب العلم فلا آتي موضعا إلا وجدت أبا مسلم قد سبقني اليه فألفته فدعاني إلى منزله ودعا بما حضر ثم لاعبته بالشطرنج وهو يلهو بهذين البيتين
ذروني ذروني ما قررت فإنني * متى ما اهج حربا تضيق بكم ارضي
وابعث في سود الحديد اليكم * كتائب سود طالما انتظرت نهضي
قال رؤبة بن العجاج كان أبو مسلم عالما بالشعر وقال أبو أحمد الجلودي حدثنا محمد بن زكوية قال روي لنا أن أبا مسلم صاحب الدولة قال ارتديت الصبر وآثرت الكتمان وحالفت الاحزان والاشجعان وسامحت المقادير والاحكام حتى ادركت بغيتي ثم أنشد
قد نلت بالحزم والكتمان ما اعجزت * عنه ملوك بني مروان إذا حشدوا
ما زلت اضربهم بالسيف فأنتبهوا * من رقدة لم ينمها قبلهم أحدا
طفقت اسعى عليهم في ديارهم * والقوم في ملكهم بالشام قد رقدوا
ومن رعى غنما في ارض مسبعة * ونام عنها تولى رعيها الاسد
-
ورويت هذه عن الحسن بن عقيل التبعي عن أبيه قال محمد بن عبد الوهاب الفراء سمعت علي بن عثام يقول قال إبراهيم الصائغ لما رأيت العرب وصنيعها خفت ألا يكون لله فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أبا مسلم رجوت أن تكون لله فيهم حاجة قلت كان أبو مسلم بلاء عظيما على عرب خراسان فإنه ابادهم بحد السيف قال أحمد بن سيار في تاريخ مرو حدثنا الحسن بن رشيد العنبري سمعت يزيد النحوي يقول اتاني إبراهيم بن إسماعيل الصائغ فقال لي ما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه في سعة غيرنا أهل العلم قلت لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن امرت ونهيت يقيل أو يقتل ولكني اخاف أن يبسط علينا العذاب وانا شيخ كبير لا صبر لي على السياط فقال الصائغ لكني لا أنتهي عنه فذهب فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله وذكر بعضهم أن أبا مسلم كان يجتمع قبل أن يدعو بإبراهيم الصائغ ويعده باقامة الحق فلما ظهر وبسط يده دخل عليه فوعظه قال محمد بن سلام الجمحي دخل أبو مسلم على أبي العباس السفاح فسلم عليه وعنده اخوه أبو جعفر فقال له يا أبا مسلم هذا أبو جعفر فقال يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يؤدى فيه إلا حقك وكانت بخراسان فتن عظيمة وحروب متواترة فسار الكرماني في جيش في سنة تسع وعشرين ومئة فالتقاه سلم بن احوز المازني متولي مروالروذ فانهزم أولا الكرماني ثم كر عليهم بالليل فاقتتلوا ثم انهم تهانوا ثم سار نصر بن سيار فحاصر الكرماني ستة اشهر وجرت امور يطول شرحها اوجبت ظهور أبي مسلم لخلو الوقت له فقتل الكرماني ولحق جموعه شيبان بن مسلمة السدوسي الخارجي المتغلب على سرخس وطوس فحاربم نصر بن سيار نحوا من سنة ونصف ثم اصطلح نصر وجديع بن الكرماني على أن يحاربوا أبا مسلم فإذا فرغوا من حربه وظهروا نظروا في امرهم فدس أبو مسلم إلى ابن الكرماني يخدعه ويقول إني معك فوافقه ابن الكرماني وانضم اليه فحاربا نصرا وعضم الخطب ثم إن نصر بن يسار كتب إلى أبي مسلم أنا ابايعك وانا احق بك من ابن الكرماني فقوي امر أبي مسلم وكثرت جيوشه ثم عجز عنه نصر وتقهقر إلى نيسابور واستولى أبو مسلم على اسبابه واهله ثم جهز أبو مسلم جيشا إلى سرخس فقاتلهم فقتل شيبان وقتلت ابطاله ثم التقى جيش أبي مسلم وجيش نصر وسعادة أبي مسلم في اقبال فانهزم أصحاب نصر وتأخر هو إلى قومس ثم ظفر أبو مسلم بسلم بن احوز الأمير فقتله واستولى على مدائن خرسان في اواخر سنة ثلاثين وظفر بعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الهاشمي فقتله ثم جهز أبو مسلم قحطبة بن شبيب فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان فقتل الكلابي وتمزق جيشه وتقهقر نصر بن سيار إلى وراء وكتب إلى متولي العراق يزيد بن عمر بن هبيرة والى الخليفة مروان يستصرخ به ولات حين مناص وكثرت البثوق على مروان من خوارج المغرب ومن القائمين باليمن وبمكة وبالجزيرة وولت دولته فجهز ابن هبيرة جيشا عظيما فنزل بعضهم بهمدان وبعضهم بماه فالتقاهم قحطبة ابن شبيب بنواحي اصبهان في رجب سنة إحدى وثلاثين فانكسر جيش ابن هبيرة ثم نازل قحطبة نهاوند يحاصرها وتقهقر نصر بن سيار إلى الري ذكر ابن جرير أن جيش ابن هبيرة كانوا مئة ألف عليهم عامر بن ضبارة وكان قحطبة في عشرين ألفا فنصب قحطبة رمحا عليه مصحف ونادوا يا أهل الشام ندعوكم إلى ما في المصحف فشتموهم فحمل قحطبة فلم يطل القتال حتى انهزم جند مروان ومات نصر بن سيار بالري وقيل بساوة وامر أولاده أن يلحقوا بالشام وكان ينشد لما ابطأ عنه المدد
ارى خلل الرماد وميض نار * خليق أن يكون له ضرام
فإن النار بالزندين تورى * وان الفعل يقدمه الكلام
وان لم يطفها عقلاء قوم * يكون وقودها جثث وهام
اقول من التعجب ليت شعري * أيقظان أمية أم نيام
وكتب ابن هبيرة إلى مروان الخليفة يخبره بقتل ابن ضبارة فوجه لنجدته حوثرة بن سهيل الباهلي في عشرة لاف من القيسية فتجمعت عساكر مروان بنهاوند وعليهم مالك بن ادهم فحاصرهم قحطبة أربعة اشهر وضايقهم حتى اكلوا دوابهم من الجوع ثم خرجوا بالامان في شوال وقتل قحطبة وجوه امراء نصر بن سيار وأولاده واقبل يريد العراق فبرز له ابن هبيرة ونزل بقرب حلوان فكان في ثلاثة وخمسين ألف فارس وتقارب الجمعان ففي هذه السنة سنة إحدى وثلاثين تحول أبو مسلم من مرو فنزل بنيسابور ودان له الاقليم جميعه ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين فبلغ ابن هبيرة أن قحطبة توجه نحو الموصل فقال لأصحابه ما بالهم تنكبونا قيل يريدون الكوفة فرحل ابن هبيرة راجعا نحو الكوفة وكذلك فعل قحطبة ثم جاز قحطبة الفرات في سبع مئة فارس وتتام إلى ابن هبيرة نحو ذلك واقتتلوا فطعن قحطبة بن شبيب ثم وقع في الماء فهلك ولم يدر به قومه ولكن انهزم أيضا أصحاب ابن هبيرة وغرق بعضهم وراحت اثقالهم قال بيهس بن حبيب اجمع الناس بعد أن عدينا فنادى مناد من اراد الشام فهلم فذهب معه عنق من الناس ونادى اخر من اراد الجزيرة ونادى اخر من اراد الكوفة وتفرق الجيش إلى هذه النواحي فقلت من اراد واسط فهلم فأصبحنا بقناطر المسيب مع الأمير ابن هبيرة فدخلناها يوم عاشوراء واصبح المسودة قد فقدوا أميرهم قحطبة ثم اخرجوه من الماء ودفنوه وامروا مكانه ولده الحسن بن قحطبة فسار بهم إلى الكوفة فدخلوها يوم عاشوراء أيضا فهرب متوليها زياد بن صالح إلى واسط وترتب في امرة الكوفة للمسودة أبو سلمة الخلال ثم سار ابن قحطبة وحازم بن خزيمة فنازلوا واسط وعملوا على أنفسهم خندقا فعبأ ابن هبيرة جيوشه والتقاهم فانكسر جمعه ونجوا إلى واسط وقتل في المصاف يزيد اخو الحسن بن قحطبة وحكيم بن المسيب الجدلي وفي المحرم قتل أبو مسلم جماعة منهم ابن الكرماني وجلس على تخت الملك وبايعوه وخطب ودعا للسفاح وفي ثالث يوم من ربيع الأول بويع السفاح بالخلافة بالكوفة في دار مولاه الوليد بن سعد وسار الخليفة مروان في مئة ألف فارس حتى نزل الزابين دون الموصل يقصد العراق فجهز السفاح له عمه عبد الله بن علي فكانت الوقعة على كشاف في جمادي الاخرة فانكسر مروان وتقهقر وعدى الفرات وقطع وراءه الجسر وقصد الشام ليتقوى ويلتقي ثانيا فجد في طلبه عبد الله بن علي حتى طرده عن دمشق ونازلها وأخذها بعد أيام وبذل السيف وقتل بها في ثلاث ساعات نحوا من خمسين ألفا غالبهم من جند بني أمية وانقضت أيامهم وهرب مروان إلى مصر في عسكر قليل فجدوا في طلبه إلى أن بيتوه بقرية بوصير فقاتل حتى قتل وطيف برأسه في البلدان وهرب ابناه إلى بلاد النوبة
قال محمد بن جرير في تاريخه كان بدؤ امر بني العباس أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فيما قيل أعلم العباس أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل ولده يتوقعون ذلك قلت لم يصح هذا الخبر ولكن آل العباس كان الناس يحبونهم ويحبون آل علي ويودون أن الأمر يؤول اليهم حبا لآل رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وبغضا في آل مروان بن الحكم فبقوا يعملون على ذلك زمانا حتى تهيأت لهم الاسباب واقبلت دولتهم وظهرت من خراسان وعن رشدين بن كريب أن أبا هاشم بن محمد بن الحنفية خرج إلى الشام فلقي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح فقال يا ابن عم إن عندي علما اريد أن القيه اليك فلا تطلعن عليه أحدا إن هذا الأمر الذي يرتجيه الناس هو فيكم قال قد علمته فلا يسمعنه منك أحد قلت فرحنا بمصير الأمر اليهم ولكن والله ساءنا ما جرى لما جرى من سيول الدماء والسبي والنهب فإنا لله وانا اليه راجعون فالدولة الظالمة مع الامن وحقن الدماء ولا دولة عادلة تنتهك دونها المحارم وانى لها العدل بل اتت دولة اعجمية خرسانية جبارة ما اشبه الليلة بالبارحة روى أبو الحسن المدائني عن جماعة أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله قال لنا ثلاثة اوقات موت يزيد بن معاوية ورأس المئة وفتق بأفريقيا فعند ذلك يدعو لنا دعاة ثم يقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بأفريقية ونقضت البربر بعث محمد الإمام رجلا إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضا من آل محمد ولا يسمي أحدا ثم إنه وجه أبا مسلم وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه ثم وقع في يد مروان بن محمد كتاب لإبراهيم بن محمد إلى أبي مسلم جواب كتاب يأمر أبا مسلم بقتل كل من تكلم بالعربية بخراسان فقبض مروان على إبراهيم وقد كان مروان وصف له صفة السفاح التي كان يجدها في الكتب فلما جيء بإبراهيم قال ليست هذه الصفة ورد اعوانه في طلب المنعوت له واذا بالسفاح واخوته واعمامه قد هربوا إلى العراق واختفوا بها عند شيعتهم فيقال إن إبراهيم كان نعى اليهم نفسه وآمرهم بالهرب فهربوا من الحميمة فلما قدموا الكوفة أنزلهم أبو سلمة الخلال وكتم أمرهم فبلغ الخبر أبا الجهم فاجتمع بكبار الشيعة فدخلوا على آل العباس فقالوا أيكم عبد الله بن محمد بن الحارثية قالوا هذا فسلموا عليه بالخلافة ثم خرج أبو الجهم وموسى بن كعب والاعيان فهيئووا أمرهم وخرج السفاح على برذون فصلى بالناس الجمعة وذلك مستوفى في ترجمة السفاح وفي تاريخي الكبير وفي ترجمة عم السفاح عبد الله وفي سنة ثلاث وثلاثين ومئة سار أبو جعفر المنصور إلى خراسان إلى أبي مسلم ليأخذ رأيه في قتل أبي سلمة حفص بن سليمان الخلال وزيرهم وذلك أنه نزل به السفاح واقاربه حدثته نفسه بأن يبايع علويا ويدع هؤلاء وشرع يعمي أمرهم على قواد شيعتهم فبادر كبارهم وبايعوا لسفاح واخرجوه فخطب الناس فما وسعه اعني أبا سلمة إلا المبايعة فاتهموه فعن أبي جعفر قال انتدبني اخي السفاح للذهاب إلى أبي مسلم فسرت على وجل فقدمت الري ثم شرفت عنها فرسخين فلما صار بيني وبين مرو فرسخين تلقاني أبو مسلم في الجنود فلما دنا مني ترجل ماشيا فقبل يدي ثم نزلت فمكثت ثلاثة أيام لا يسألني عن شيء ثم سألني فأخبرته فقال فعلها أبو سلمة أنا اكفيكموه فدعا مرارا بن أنس الضبي فقال انطلق إلى الكوفة فاقتل أبا سلمة حيث لقيته قال فقتله بعد العشاء وكان يقال له وزير آل محمد ولما رأى أبو جعفر عظمة أبي مسلم وسفكه للدماء رجع من عنده وقال للسفاح لست بخليفة إن ابقيت أبا مسلم قال وكيف قال ما يصنع إلا ما يريد قال فاسكت واكتمها واما ابن هبيرة فدام ابن قحطبة يحاصره بواسط أحد عشر شهرا فلما تيقنوا هلاك مروان سلموها بالامان ثم قتلوا ابن هبيرة وغدروا به وبعدة من أمرائه وفي عام ثلاثة وثلاثين خرج على أبي مسلم شريك المهري ببخارى ونقم على أبي مسلم كثرة قتله وقال ما على هذا اتبعنا آل محمد فأتبعه ثلاثون ألفا فسار عسكر أبي مسلم فالتقوا فقتل شريك وفي سنة خمس وثلاثين خرج زياد بن صالح الخزاعي من كبار قواد أبي مسلم عليه وعسكر بما وراء النهر وكان قد جاءه عهد بولاية خراسان من السفاح وان يغتال أبا مسلم إن قدر عليه فظفر أبو مسلم برسول السفاح فقتله ثم تفلل عن زياد جموعه ولحقوا بأبي مسلم فلجأ زياد إلى دهقان فقتله غيلة وجاء برأسه إلى أبي مسلم وفي سنة ست بعث أبو مسلم إلى السفاح يستأذنه في القدوم فأذن له واستناب على خراسان خالد بن إبراهيم فقدم في هيئة عظيمة فاستأذن في الحج فقال لولا أن اخي حج لوليتك الموسم وكان أبو جعفر يقول للسفاح يا أمير المؤمنين اطعني واقتل أبا مسلم فوالله إن في رأسه لغدرة فقال يا اخي قد عرفت بلاءه وما كان منه وأبو جعفر يراجعه ثم حج أبو جعفر وأبو مسلم فلما قفلا تلقاهما موت السفاح بالجدري فولي الخلافة أبو جعفر وخرج عليه عمه عبد الله بن علي بالشام ودعا إلى نفسه واقام شهودا بأنه ولي عهد السفاح وانه سار لحرب مروان وهزمه واستأصله فخلا المنصور بأبي مسلم وقال أنما هو أنا وانت فسر إلى عبد الله عمي فسار بجيوشه من الانبار وسار لحربه عبد الله وقد خشي أن يخامر عليه الخراسانية فقتل منهم بضعة عشر ألفا صبرا ثم نزل نصيبين واقبل أبو مسلم فكاتب عبد الله أني لم اومر بقتالك وان أمير المؤمنين ولاني الشام وانا اريدها وذلك من مكر أبي مسلم ليفسد نيات الشاميين فقال جند الشاميين لعبد الله كيف نقيم معك وهذا يأتي بلادنا فيقتل ويسبي ولكن نمنعه عن بلادنا فقال لهم انه ما يريد الشام ولئن اقمتم ليقصدنكم قال فكان بين الطائفتين القتال مدة خمسة اشهر وكان أهل الشام أكثر فرسانا واكمل عدة فكان على ميمنة عبد الله الأمير بكار بن مسلم العقيلي وعلى الميسرة الأمير حبيب بن سويد الاسدي وكان على ميمنة أبي مسلم الحسن بن قحطبة وعلى ميسرته حازم بن خزيمة وطال الحرب ويستظهر الشاميون غير مرة وكاد جيش أبي مسلم أن ينهزم وأبو مسلم يثبتهم ويرتجز
من كان ينوي اهله فلا رجع * فر من الموت وفي الموت وقع
-
ثم انه اردف ميمنته وحملوا على ميسرة عبد الله فمزقوها فقال عبد الله لابن سراقة الأزدي ما ترى قال أرى أن تصبر وتقاتل فإن الفرار قبيح بمثلك وقد عبته على مروان قال إني أذهب إلى العراق قال فأنا معكم فانهزموا وتركوا الذخائر ووالخزائن والمعسكر فاحتوى أبو مسلم على الكل وكتب بالنصر إلى المنصور واختفى عبد الله وأرسل المنصور مولاه ليحصي ما حواه أبو مسلم فغضب من ذلك أبو المسلم وهم بقتل ذلك المولى وقال إنما للخليفة من هذا الخمس ومضى عبد الله وأخوه عبد الصمد بن على إلى الكوفة فدخلا على عيسى ابن موسى ولي العهد فاستأمن لعبد الصمد فأمنه المنصور وأما عبد الله فقصد أخاه سليمان بن على بالبصرة واقام عنده مختفيا ولما علم المنصور أن أبا مسلم قد تغير كتب إليه يلاطفه وإني قد وليتك مصر والشام فانزل بالشام واستنب عنك بمصر فلما جاءه الكتاب أظهر الغضب وقال يوليني هذا وخراسان كلها لي وشرع في المضي إلى خرسان ويقال إنه شتم المنصور وأجمع على الخلاف وسار وخرج المنصور إلى المدائن وكاتب أبا مسلم ليقدم عليه فكتب إليه أبو مسلم وهو قاصد طريق حلوان إنه لم يبق لك عدو إلا إمكنك الله منه وقد كنا نروي عن ملوك آل ساسان إن إخوف ما يكون الوزراء إذا سكنت الدهماء فنحن نافرون من قربك حريصون على الوفاء بعهدك ما وفيت فإن أرضاك ذلك فأنا كأحسن عبيدك وإن أبيت نقضت ما أبرمت من عهدك ضنا بنفسي و السلام فرد عليه الجواب يطمئنه ويمنيه مع جرير بن يزيد بن جرير البجلي وكان داهية وقته فخدعه ورده
وأما علي بن محمد المدائني فنقل عن جماعة قالوا كتب أبو المسلم أما بعد فأني اتخذت رجلا اماما ودليلا على ما أفترضه الله وكان في محله العلم نازلا فاستجهلني بالقرآن فحرفه عن مواضعه طمعا في قليل قد نعاه الله إلى خلقه وكان كالذي دلي بغرور وأمرني أن أجرد السيف وأرفع الرحمة ففعلت توطئة لسلطانكم ثم استنقذني الله بالتوبه فإن يعف عني فقدما عرف به ونسب إليه وإن يعاقبني فبما قدمت يداي ثم صار نحو خراسان مرغما فأمر المنصور من حضره من بني هاشم يكتبون إلى أبي مسلم يعظمون شأنه وأن يتم على الطاعة ويحسنون له القدوم على المنصور ثم قال المنصور للرسول أبي حميد المروروذي كلم أبا مسلم بألين ما تقدر عليه ومنه وعرفه أني مضمر له كل خير فإن أيست منه فقل له قال والله لو خضت البحر لخضته وراءك ولو اقتحمت النار لا قتحمتها حتى أقتلك فقدم على أبي مسلم بحلوان قال فاستشار أبو مسلم خواصه فقالوا احذره فلما طلب الرسول الجواب قال ارجع إلى صاحبك فلست آتيه وقد عزمت على خلافه فقال لا تفعل فلما آيسه من المجيء كلمه بما أمره به المنصور فوجم لها طويلا ثم قال قم وكسره ذلك القول وأرعبه وكان المنصور قد كتب إلى أبي داود خليفة أبي مسلم على خراسان فاستماله وقال إمره خرسان لك فكتب أبو داود إلى أبي مسلم يلومه ويقول إنا لم نخرج لمعصية خلفاء الله واهل بيت النبوة فلا تخالفن امامك فوافاه كتابه وهو على تلك الحال فزاده هما ورعبا ثم انه ارسل من يثق به من امرأته إلى المنصور فلما قدم تلقاه بنو هاشم بكل ما يحب وقال له المنصور اصرفه عن وحهه ولك امرة بلاده فرجع وقال لم ار مكروها ورأيتهم معظمين لحقك فارجع واعتذر فأجمع رأيه على الرجوع فقال رسول أبو إسحاق
ما للرجال مع القضاء محالة * ذهب القضاء بحيلة الاقوام
خار الله لك احفظ عني واحدة إذا دخلت على المنصور فاقتله ثم بايع من شئت فإن الناس لا يخالفونك ثم إن المنصور سير أمراء لتلقي أبي مسلم ولا يظهرون أنه بعثهم ليطمئنه ويذكرون حسن نية المنصور له فلما سمع ذلك انخدع المغرور وفرح فلما وصل إلى المدائن أمر المنصور اكابر دولته فتلقوه فلما دخل عليه سلم عليه قائما فقال انصرف يا أبا مسلم فاسترح وادخل الحمام ثم اغد فانصرف وكان من نية المنصور أن يقتله تلك الليلة فمنعه وزيره أبو أيوب المورياني قال أبو أيوب فدخلت بعد خروجه فقال لي المنصور اقدر على هذا في مثل هذه الحال قائما على رجليه ولا ادري ما يحدث في ليلتي ثم كلمني في الفتك به فلما غ*** عليه قال لي يا ابن اللخناء لا مرحبا بك أنت منعتني منه امس والله ما نمت البارحة ادع لي عثمان بن نهيك فدعوته فقال يا عثمان كيف بلاء أمير المؤمنين عندك قال أنما أنا عبدك ولو أمرتني أن اتكيء على سيفي حتى يخرج من ظهري لفعلت قال كيف أنت إن أمرتك بقتل أبي مسلم قال فوجم لها ساعة لا يتكلم فقلت مالك ساكتا فقال قوله ضعيفة اقتله فقال انطلق فجيء بأربعة من وجوه الحرس شجعان فأحضر أربعة منهم شبيب بن واج فكلمهم فقالوا نقتله فقال كونوا خلف الرواق فإذا صفقت فأخرجوه فاقتلوه ثم طلب أبا مسلم فأتاه قال أبو أيوب وخرجت لانظر ما يقول الناس فتلقاني أبو مسلم داخلا فتبسم وسلمت عليه فدخل فرجعت فإذا هو مقتول ثم دخل أبو الجهم فقال يا أمير المؤمنين ألا ارد الناس قال بلى فأمر بمتاع يحول إلى رواق آخر وفرش وقال أبو الجهم للناس انصرفوا فإن الأمير أبا مسلم يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين وراوا الفرش والمتاع ينقل فظنوه صادقا فانصرفوا وأمر المنصور للأمراء بجوائزهم قال أبو أيوب فقال لي المنصور دخل علي أبو مسلم فعاتبته ثم شتمته وضربه عثمان بن نهيك فلم يصنع شيئا وخرج شبيب بن واج فضربوه فسقط فقال وهم يضربونه العفو قلت يا ابن اللخناء العفو والسيوف تعتورك وقلت اذبحوه فذبحوه وقيل القى جسده في دجلة ويقال لما دخل وهم خلوة قال له المنصور أخبرني عن سيفين اصبتهما في متاع عبد الله بن علي فقال هذا أحدهما قال دارنيه فانتضاه فناوله فهزه أبو جعفر ثم وضعه تحت مفرشه واقبل عليه يعاتبه وقال أخبرني عن كتابك إلى أبي العباس اخي تنهاه عن الموات اردت أن تعلمنا الدين قال ظننت أخذه لا يحل قال فأخبرني عن تقدمك علي في طريق الحج قال كرهت اجتماعنا على الماء فيضر ذلك بالناس قال فجارية عبد الله اردت أن تتخذها قال لا ولكن خفت عليها أن تضيع فحملتها في قبة ووكلت بها قال فمراغمتك وخروجك إلى خراسان قال خفت أن يكون قد دخلك مني شيء فقلت اذهب اليها واليك ابعث بعذري والان فقد ذهب ما في نفسك علي قال تالله ما رأيت كاليوم قط وضرب بيده فخرجوا عليه وقيل إنه قال له الست الكاتب الي تبدأ بنفسك والكاتب الي تخطب امينة بنت علي عمتي وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن عباس وايضا فما دعاك إلى قتل سليمان بن كثير مع أثره في دعوتنا وهو أحد نقبائنا قال عصاني واراد الخلاف علي فقتلته قال وانت قد خالفت علي قتلني الله إن لم اقتلك وضربه بعمود ثم وثبوا عليه وذلك لخمس بقين من شعبان ويقال إن المنصور لما سبه انكب على يده يقبلها ويعتذر وقيل أول ما ضربه ابن نهيك لم يصنع أكثر من قطع حمائل سيفه فصاح يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك قال لا ابقاني الله إذا وأى عدو اعدى لي منك ثم هم المنصور بقتل الأمير أبي إسحاق صاحب حرس أبي مسلم وبقتل نصر بن مالك الخزاعي فكلمه فيهما أبو الجهم وقال يا أمير المؤمنين إنما جنده جندك أمرتهم بطاعته فأطاعوه ثم انه اعطاهما مالا جزيلا وفرق عساكر أبي مسلم وكتب بعهد للامير أبي داود خالد بن إبراهيم على خراسان وقد كان بعض الزنادقه والطعام من التناسخية واعتقدوا أن البارى سبحانه وتعالى حل في أبي مسلم الخرساني المقتول عندما رأوا من تجبره واستيلائه على الممالك وسفكه للدماء فأخبار هذا الطاغية يطول شرحها قال خليفة بن خياط قدم أبو مسلم علي أبي جعفر بالمدائن فسمعت يحيى بن المسيب يقول قتله وهو في سرادقاته يعني الدهليز ثم بعث إلى عيسى بن موسى ولي العهد فأعلمه واعطاه الرأس والمال فخرج به فألقاه اليهم ونثر الذهب فتشاغلوا بأخذه وقال خليفة في مكان آخر فلما حل أبو مسلم بحلوان ترددت الرسل بينه وبين أبي جعفر فمن ذلك كتب اليه أبو جعفر اما بعد فإنه يرين علي القلوب ويطبع عليها المعاصي فقع أيها الطائر وافق أيها السكران وانتبه أيها الحالم فانك مغرور بأضغاث احلام كاذبه وفي برزخ دنيا قد غرت قبلك سوالف القرون فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وان الله لا يعجزه من هرب ولا يفوته من طلب فلا تغتر بمن معك من شيعتي واهل دعوتي فكأنهم قد صاولوك إن أنت خلعت الطاعة وفارقت الجماعة فبدا لك ما لم تكن تحتسب فمهلا مهلا احذر البغي أبا مسلم فإن من بغي واعتدى تخلى الله عنه ونصر عليه من يصرعه لليدين وللفم فأجابه أبو مسلم بكتاب فيه غلظ يقول فيه يا عبد الله بن محمد إني كنت فيكم متأولا فأخطأت فأجابه أيها المجرم تنقم علي اخي وانه لامام هدى اوضح لك السبيل فلو به اقتديت ما كنت عن الحق حائدا ولكنه لم يسنح لك أمران إلا كنت لارشدهما تاركا ولاغواهما موافقا تقتل قتل الفراعنة وتبطش بطش الجبارين ثم إن من خيرتي أيها الفاسق اني قد وليت خراسان موسى بن كعب فأمرته بالمقام بنيسابور فهو من دونك بمن معه من قوادي وشيعتي وانا موجه للقائك اقرانك فاجمع كيدك وأمرك غير موفق ولا مسدد وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل فشاور البائس أبا إسحاق المروزي فقال له ما الراي هذا موسى بن كعب لنا دون خراسان وهذه سيوف أبي جعفر من خلفنا وقد أنكرت من كنت اثق به من أمرائي فقال أيها الأمير هكذا رجل يضطغن عليك امورا متقدمة فلو كنت إذ ذاك هذا رأيك وواليت رجلا من آل علي كان اقرب ولو أنك قبلت توليته إياك خراسان والشام والصائفة مدت بك الايام وكنت في منسحة من أمرك فوجهت إلى المدينة فاختلست علويا فنصبته اماما فاستملت أهل خراسان واهل العراق ورميت أبا جعفر بنظيره لكنت على طريق تدبير اتطمع أن تحارب أبا جعفر وانت بحلوان وعساكره بالمدائن وهو خليفة مجمع عليه ليس ما ظننت لكن بقى لك أن تكتب إلى قوادك وتفعل كذا وكذا فقال هذا رأي إن وافقنا عليه قوادنا قال فما دعاك إلى خلع أبي جعفر وانت على غير ثقة من قوادك انا استودعك الله من قتيل ارى أن توجه بي إليه حتى اسأله لك الامان فإما صفح واما قتل على عز قبل أن ترى المذلة والصغار من عسكرك اما قتلوك واما أسلموك قال فسفرت بينه وبين المنصور السفراء وطلبوا له امانا فأتى المدائن فأمر أبو جعفر فتلقوه واذن له فدخل على فرسه ورحب به وعانقه وقال انصرف إلى منزلك وضع ثيابك وادخل الحمام وجعل ينتظر به الفرص فأقام أياما يأتي أبا جعفر فيرى كل يوم من الاكرام ما لم يره قبل ثم اقبل على التجني عليه فأتى أبو مسلم الأمير عيسى بن موسى فقال اركب معي إلى أمير المؤمنين فإني قد اردت عتابه قال تقدم وانا اجيء قال أني اخافه قال أنت في ذمتي قال فاقبل فلما صار في الرواق الداخل قيل له أمير المؤمنين يتوضأ فلو جلست وابطأ عليه عيسى وقد هيأ له أبو جعفر عثمان بن نهيك في عدة وقال إذا عاينته وعلا صوتى فدونكموه قال نفطويه حدثنا أبو العباس المنصوري قال لما قتل أبو جعفر أبا مسلم قال رحمك الله أبا مسلم بايعتنا وبايعناك وعاهدتنا وعاهدناك ووفيت لنا ووفينا لك وانا بايعنا على ألا يخرج علينا أحد إلا قتلناه فخرجت علينا فقتلناك وقيل قال لأولئك إذا سمعتم تصفيقي فاضربوه فضربه شبيب بن واج ثم ضربه القواد فدخل عيسى وكان قد كلم المنصور فيه فلما رآه قتيلا استرجع وقيل لما قتله ودخل جعفر بن حنظلة فقال ما تقول في أمر أبي مسلم قال إن كنت أخذت من شعره فاقتله فقال وفقك الله ها هو في البساط قتيلا فقال يا أمير المؤمنين عد هذا اليوم أول خلافتك وانشد المنصور
فألقيت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر
-
وقرأت في كتاب أن المنصور لم يزل يخدع أبا مسلم ويتحيل عليه حتى وقع في براثنه بعهود وأيمان وكان أبو مسلم ينظر في الملاحم ويجد أنه مميت دولة ومحيي دولة ثم يقتل ببلد الروم وكان المنصور يومئذ برومية المدائن وهي معدودة من مدائن كسرى بينها وبين بغداد سبعة فراسخ قيل بناها الإسكندر لما قام بالمدائن فلم يخطر ببال أبي مسلم أن بها مصرعه وذهب وهمه إلى الروم وقيل إن المنصور كان يقول فعلت وفعلت فقال أبو مسلم ما يقال لي هذا بعد بيعتي واجتهادي قال يا ابن الخبيثة انما فعلت ذلك بجدنا وحظنا ولو كان مكانك امة سوداء لعملت عملك وتفعل كذا وتخطب عمتي وتدعي أنك عباسي لقد ارتقيت مرتقى صعبا فأخذ يفرك يده ويقبلها ويخضع وأبو جعفر يتنمر وعن مسرور الخادم قال لما رد أبو مسلم أمره أبو جعفر أن يركب في خواص أصحابه فركب في أربعة آلاف غلام جرد مرد عليهم اقبية الديباج والسيوف بمناطق الذهب فأمر المنصور عمومته أن يستقبلوه وكان قد بقي من عمومته وصالح سليمان وداود فلما أن أصحر سايره صالح بجنبه فنظر إلى كتائب الغلمان ورأى شيئا لم يعهد مثله فأنشأ صالح يقول
سيأتيك ما افنى القرون التي مضت * وما حل في اكناف عاد وجرهم
ومن كان اقوى منك عزا ومفخرا * واقيد للجيش اللهام العرمرم
فبكى أبو مسلم ولم يحر جوابا قال أبو حسان الزيادي ويعقوب الفسوي وغيرهما قتل في شعبان سنة سبع وثلاثين ومئة قلت وعمره سبة وثلاثين عاما ولما قتل خرج بخراسان سنباد للطلب بثأر أبي مسلم وكان سنباد مجوسيا فغلب على نيسابور والري وظفر بخزائن أبي مسلم واستفحل أمره فجهز المنصور لحربه جمهور بن مرار العجلي في عشرة آلاف فارس وكان المصاف بين الري وهمدان فانهزم سنباد وقتل من عسكره نحو من ستين ألفا وعامتهم كانوا من أهل الجبال فسبيت ذراريهم ثم قتل سنباد بارض طبرستان أنباتنا فاطمة بنت علي أنبأنا فرقد بن عبد الله الكناني سنة ثمان وست مئة أنبأنا أبو طاهر السلفي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد ابن سليم المعلم أنبأنا أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان بن منحويه أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرىء حدثني أبو نصر غلام ابن الانباري سمعت ابن الانباري سمعت محمد بن يحيى النحوي سمعت مسرورا الخادم يقول لما استرد المنصور أبا مسلم من حلوان أمره أن ينصرف في خواص غلمانه فانصرف في أربعة آلاف غلام جرد مرد عليهم اقبية الديباج والسيوف ومناطق الذهب فأمر المنصور عمومته أن يستقبلوه وكان قد بقي من عمومته يومئذ صالح وسليمان وداود فلما أن أصحروا سايره صالح بجنبه فنظر إلى كتائب الغلمان فرأى شيئا لم يعهد مثله فأنشأ يقول
سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت * وما حل في اكناف عاد وجرهم
ومن كان اقوى منك عزا ومفخرا * واقيد للجيش اللهام العرمرم
فبكى أبو مسلم ولم يجر جوابا ولم ينطق حتى دخل على المنصور فأجلسه بين يديه وجعل يعاتبه ويقول تذكر يوم كذا وكذا فعلت كذا وكذا وكتبت الي بكذا وكذا ثم أنشأ يقول
زعمت أن الدين لا يقتضى * فاقتض بالدين أبا مجرم
واشرب بكأس كنت تسقي بها * أمرّ في الحلق من العلقم
ثم أمر أهل خراسان فقطعوه اربا اربا وبه إلى منجويه حدثنا أبو أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب الانماطي حدثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل حدثنا حسين بن فهم حدثنا محمد ابن سلام حدثنا محمد بن عمارة سمعت أبا مسلم صاحب الدولة يقرأ " فلا تسرف في القتل " سورة الاسراء 33 بالتاء قال ابن منجويه حكى لي الثقة عن أبي أحمد أنبأنا الإمام أن عبد الله بن منده كتب عنه هذا وحسين بن فهم هو ابن بنت أبي مسلم وبه حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الواحد الطبري املاء من اصله حدثنا أبو الحسين محمد بن موسى الحافظ حدثنا أحمد بن يحيى بن زكير حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن نجيح حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن منيب الخراساني حدثنا أبي عن أبي مسلم صاحب الدولة عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من اراد هوان قريش اهانه الله عز وجل وبه أخبرناه أحمد بن موسى الحافظ حدثنا إبراهيم بن محمد حدثني محمد بن جعفر الرقي بحران حدثني جعفر بن موسى بدمشق حدثني عبد الرحمن بن خالد بهذا لم يقل ابن منيب عن أبيه وهو اشبه آخر سيرة أبي مسلم والله سبحانه أعلم
-
يزيد بن الطثرية
يزيد بن الطثرية الشاعر المحسن أبو المكشوح يزيد بن سلمة بن سمرة وله شعر فائق كثير في الحماسة وقيل إن أبا الفرج صاحب الأغاني جمع شعره ودونه قتل اليمامة في سنة ستة وعشرين ومئة والطثر ضرب من اللبن
-
مروان بن محمد
مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو عبد الملك الخليفة الاموي يعرف بمروان الحمار وبمروان الجعدي نسبه إلى مؤدبه جعد بن درهم ويقال أصبر في الحرب من حمار وكان مروان بطلا شجاعا داهية رزينا جبارا يصل السير بالسرى ولا يجف له لبد دوخ الخوارج بالجزيرة ويقال بل العرب تسمي كل مئة عام حمارا فلما قارب ملك آل أمية مئة سنة لقبوا مروان بالحمار وذلك مأخوذ من موت حمار العزير عليه السلام وهو مئة عام ثم بعثهم الله تعالى مولد مروان بالجزيرة في سنة اثنتين وسبعين إذ أبوه متوليها وامه أم ولد وقد افتتح في سنة خمسين ومئة قونية وولي إمرة الجزيرة وأذربيجان لهشام في سنة أربع عشرة ومئة وقد غزا مرة حتى جاوز الروم شهر فاغار وسبى في الصقالبة وكان ابيض ضخم الهامة شديد الشهلة كث اللحية ابيضها ربعة مهيبا وشديد الوطأة اديبا بليغا له رسائل تؤثر ومع كمال أدواته لم يرزق سعادة بل اضطربت الامور وولت دولتهم بويع بالإمامة في نصف صفر سنة سبع وعشرين ومئة ولما سمع بمقتل الوليد في العام الماضي دعا إلى بيعة من رضيه المسلمون فبايعوه فلما بلغه موت يزيد الناقص أنفق الاموال واقبل في ثلاثين ألف فارس فلما وصل إلى حلب بايعوه ثم قدم حمص فدعاهم إلى بيعة وليي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد وكانا في حبس الخليفة إبراهيم فأقبل معه جيش حمص ثم التقى الجمعان بمرج عذراء وانتصر مروان فبرز إبراهيم وعسكر بميدان الحصا فتفلل جمعه فتوثب اعوانه فقتلوا وليي العهد ويوسف بن عمر في السجن وثار شباب دمشق بعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك فقتلوه لكونه أمر بقتل الثلاثة ثم اخرجوا من الحبس أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية السفياني ووضعوه على المنبر في قيوده ليبايعوه وبين يديه رأس عبد العزيز فخطب وحض على الجماعة واذعن بالبيعة لمروان فسمع إبراهيم الخليقة فهرب وآمن مروان الناس فأول من سلم عليه بالخلافة أبو محمد السفياني وأمر بنبش يزيد الناقص وصلبه وأما أبراهيم فخلع نفسه وكتب بالبيعة إلى مروان الحمار فآمنه فسكن بالرقة خاملا قال المدائني كان مروان عظيم المروءة محبا للهو غير أنه شغل بالحرب وكان يحب الحركة والسفر
قال الوزير أبو عبيد الله قال لي المنصور ما كان اشياخك الشاميون يقولون قلت ادركتهم يقولون إن الخليفة إذا استخلف غفر له ما مضى من ذنوبه فقال إي والله وما تأخر اتدري ما الخليفة به تقام الصلاة والحج والجهاد ويجاهد العدو قال فعدد من مناقب الخليفة ما لم اسمع أحدا ذكر مثله وقال والله لو عرفت من حق الخلافة في دهر بني أمية ما اعرف اليوم لاتيت الرجل منهم فبايعته فقال ابنه أفكان الوليد منهم فقال قبح الله الوليد ومن اقعده خليفة قال افكان مروان منهم فقال لله دره ما كان احزمه واسوسه واعفه عن الفيء قال فلم قتلتموه قال للأمر الذي سبق في علم الله تعالى قال خليفة سار مروان لحرب المسودة في مئة وخمسين ألفا حتى نزل بقرب الموصل فالتقى هو وعبد الله بن علي عم المنصور في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومئة فانكسر جمع مروان وفر فاستولى عبد الله على الجزيرة ثم طلب الشام ففر مروان إلى فلسطين فلما سمع بأخذ دمشق سار إلى مصر وطلب الصعيد ثم ادركوه وبيتوه ببوصير فقاتل حتى قتل وعاش اثنتين وستين سنة قتل في ذي الحجة سنة اثنتين وانتهت خلافة بني أمية وبويع السفاح قبل مقتل مروان الحمار بتسعة اشهر ومن جبروت مروان أن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري الأمير كان قد
قاتله ثم ظفر به فأدخل عليه يوما فاستدناه ولف على اصبعه منديلا ورص عينه حتى سالت ثم فعل كذلك بعينه الاخرى وما نطق يزيد بل صبر نسأل الله العافية وقيل إن أم مروان الحمار كردية يقال لها لبابة جارية إبراهيم بن الاشتر أخذها محمد من عسكر إبراهيم فولدت له مروان ومنصور وعبد الله ولما قتل مروان هرب ابناه عبد الله وعبيد الله إلى الحبشة فقتلت الحبشة عبيد الله وهرب عبد الله ثم بعد مدة ظفر به المنصور فاعتقله
-
لسفاح الخليفة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن حبر الامة عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي العباسي أول الخلفاء من بني العباس كان شابا مليحا مهيبا أبيض طويلا وقورا هرب السفاح وأهله من جيش مروان الحمار وأتوا الكوفة لما استفحل لهم الأمر بخراسان ثم بويع في ثالث ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومئة ثم جهز عمه عبد الله بن علي في الجيش فالتقى هو ومروان الحمار على كشاف فكانت وقعة عظيمة ثم تفلل جمع مروان وانطوت سعادته ولكن لم تطل أيام السفاح ومات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومئة وعاش ثمانيا وعشرين سنة في قول وقال الهيثم بن عدي وابن الكلبي عاش ثلاثا وثلاثين سنة وأقام بعده المنصور أخوه وقيل بل مولده سنة خمس ومئة وقيل خرج آل العباس هاربين إلى الكوفة فنزلوا على أبي سلمة الخلال فأواهم في سرب في داره وكان أبو مسلم قد استولى على خراسان وعين لهم يوما يخرجون فيه فخرجوا في جمع كثيف من الخيالة والحمارة والرجالة فنزل الخلال إلى السرداب وصاح يا عبد الله مد يدك فتبارى اليه الاخوان فقال أيكما الذي معه العلامة قال المنصور فعلمت أني اخرت لاني لم يكن معي علامة فتلا اخي العلامة وهي " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة " الاية القصص 5 فبايعه أبو سلمة وخرجوا جميعا إلى جامع الكوفة فبويع وخطب في الناس وهو يقول فأملى الله لبني أمية حينا فلما آسفوه انتقم منهم بايدينا ورد علينا حقنا فأنا السفاح المبيح والثائر المبير وكان موعوكا فجلس على المنبر فنهض عمه داود من بين يديه فقال أنا والله ما خرجنا لنحفر نهرا ولا لنبني قصرا ولا لنكثر مالا وانما خرجنا أنفة من ابتزازهم حقنا ولقد كانت اموركم تتصل بنا لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس أن نحكم فيكم بما أنزل الله ونسير فيكم بسنة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فاعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم فقام السيد الحميري وقال قصيدة ثم نزل السفاح ودخل القصر واجلس اخاه يأخذ بيعة العامة ومن كلامه من شدد نفر ومن لان تألف ويقال له هذان البيتان يا آل مروان إن الله مهلككم * ومبدل امنكم خوفا وتشريدا
لا عمر الله من أنسالكم أحدا * وبثكم في بلاد الله تبديدا
ثم تحول إلى الانبار وبها توفى وكان إذا علم بين اثنين تعاديا لم يقبل شهادة ذا على ذا يقول العداوة تزيل العدالة ثم إن أبا مسلم جهز من قتل أبا سلمة الخلال الوزير بعد العتمة غيلة بعد أن قام من السمر عند السفاح فقالت العامة قتلته الخوارج فقال سليمان بن مهاجر البجلي
إن المساءة قد تسر وربما * كان السرور بما كرهت جديرا
ان الوزير وزير آل محمد * اودى فمن يشتاك كان وزيرا
قتل بعد البيعة بأربعة اشهر وقيل وجه عبد الله بن عم السفاح مشيخة شاميين إلى السفاح ليعجبه منهم فحلفوا له أنهم ما علموا لرسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قرابة يرثونه سوى بني أمية حتى وليتم وعن السفاح قال إذا عظمت القدرة قلت الشهوة قبل تبرع إلا ومعه حق مضاع الصبر حسن إلا على ما اوتغ الدين واوهن السلطان قال الصولي احضر السفاح جوهرا من جواهر بني أمية فقسمه بينه وبين عبد الله بن حسن بن حسن وكان يضرب بجود السفاح المثل وكان إذا تعادى اثنان من خاصته لم يسمع من أحدهما في الآخر ويقول الضغائن تولد العداوة وكان يحضر الغناء من وراء ستارة كما كان يفعل ازدشير ويجزل العطاء ولما جيء برأس مروان الحمار سجد لله وقال أخذنا بثأر الحسين وآله وقتلنا مئتين من بني أمية بهم وقيل إن السفاح أعطى عبد الله بن حسن بن حسن ألفي ألف درهم
-
عبد الكريم بن مالك
عبد الكريم بن مالك الإمام الحافظ عالم الجزيرة أبو سعيد الجزري الحراني مولى بني أمية واصله من بلد اصطخر رأى أنس بن مالك وعدادة في صغار التابعين حدث عن سعيد بن المسيب وطاووس وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وعكرمة وعدة حدث عنه ابن جريح وشعبة ومعمر وفرات القزاز وسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وآخرون سواهم روينا من طريق الشافعي والقعنبي وأبي مصعب ويحيى بن بكير عن مالك عن عبد الكريم عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة حديث اتؤذيك هوامك في الفدية ثم قال الشافعي غلط مالك فيه الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قلت قد رواه عن مالك باثبات مجاهد إبراهيم بن طهمان وابن وهب وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن الحسن الفقيه وسماع هؤلاء منه قديم وأخرجه مسلم وغيره من حديث ابن عيينة عن عبد الكريم متصلا قال ابن سعد وخليفة عبد الكريم الجزري هو ابن عم خصيف لحا قال ابن سعد عبد الكريم ثقة كثير الحديث وقال ابن معين ثقة هكذا رواه النسائي عن معاوية بن صالح عنه قال الكلاباذي حديثه في تفسير اقرأ وفي النساء والحج قال أبو عروبة الحراني هو ثبت عند العارفين بالنقل وهو خضرمي نزل حران وخضرمة قرية باليمامة ينسبون اليها الحميدي عن سفيان قال حدثنا عبد الكريم بن مالك وكان حافظا وكان من الثقات لا يقول إلا سمعت وحدثنا ورأيت وقال أحمد بن حنبل عبد الكريم ثقة هو اثبت من خصيف أحمد بن زهير عن يحيى وسئل عن عبد الكريم الجزري فقال ثقة وعبد الكريم الآخر ليس بشيء يعني ابن أبي المخارق أبا أمية البصري قال الفسوي قد روى مالك وكان ينتقي الرجال عن عبد الكريم الجزري وقال أبو حاتم وأبو زرعة ثقة عباس الدوري عن ابن معين قال حديث عبد الكريم عن عطاء ردىء قال ابن عدي هو الحديث الذي رواه عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عطاء عن عائشة أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان يقبلها ولا يتوضأ قلت هذا غريب فرد وليس هو بمحفوظ قال ابن عدي عبد الكريم الجزري إذا روى عنه ثقة فأحاديثه مستقيمة وقال سفيان بن عيينة لزمت عبد الكريم سنة قلت وهذا يدل على سعة علمه قال البخاري قال لي علي عن ابن عيينة لم ار مثله ويقال اصله من اصطخر وقال ابن عيينة هو ثقة رضي وقال علي بن المديني ثبت ثبت ثقة وقال النفيلي وجماعة توفى سنة سبع وعشرين ومئة قال ابن حبان اتوقف فيه
-
عبد الكريم بن أبي المخارق
أما أبو أمية عبد الكريم بن أبي المخارق ( ت س ق م ) فضعيف الحديث مؤدب يروي عن أنس وعن مجاهد وسعيد بن جبير وعنه أيضا مالك والسفيانات وحماد بن سلمة وكان يرى الارجاء مع تعبد وخشوع يقال اسم أبيه قيس قال النسائي والدارقطني متروك وقال أحمد ضربت على حديثه وقال ابن عبد البر اغتر مالك ببكائه في المسجد وروى عنه في الفضائل قلت اشترك هو والجزري في الرواية عن ابن جبير ومجاهد والحسن وفي موتهما توفيا في عام واحد وفي رواية مالك والثوري وابن جريح عنهما فربما اشتبها في بعض الأسانيد
-
كرز الزاهد
كرز الزاهد القدوة أبو عبد الله كرز بن وبرة الحارثي الكوفي نزيل جرجان وكبيرها فإنه دخلها غازيا في سنة ثمان وتسعين مع يزيد بن المهلب فأتخذ كرز بها مسجدا بقرب قبره حدث عن أنس بن مالك والربيع بن خثيم ونعيم بن أبي هند وطاووس وطارق بن شهاب ومجاهد وعطاء وغيرهم حدث عنه أبو طيبة عيسى بن سليمان الدارمي وعبيد الله الوصافي وسفيان الثوري ومختار التميمي وابن شبرمة ومحمد بن النضر الحارثي ومحمد بن الفضل بن عطية ومحمد بن فضيل وآخرون قال أبو نعيم الحافظ كان يسكن جرجان له الصيت البليغ في النسك والتعبد أخبرنا إسحاق الصفار أنبأنا يوسف الحافظ أنبأنا أبو المكارم التميمي أنبأنا أبو علي المقري أنبأنا أبو نعيم حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا شريح بن يونس حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال دخلت على كرز بيته فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبنا وبسط عليها كساء من طول القيام فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات وبه قال أبو نعيم حدثنا ابن حيان حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أحمد الدورقي حدثني سعيد أبو عثمان سمعت ابن عينية يقول قال ابن شبرمة سأل كرز ربه أن يعطيه الاسم الاعظم على ألا يسأل به شيئا من الدنيا فأعطي فسأل أن يقوى حتى يختم القرآن في اليوم والليلة ثلاث مرات وبه حدثنا ابن مالك حدثنا عبد الله حدثنا شريح حدثنا ابن فضيل عن أبيه أو عن نفسه قال كان كرز إذا خرج أمر بالمعروف فيضربونه حتى يغشى عليه وروى ابن فضيل عن أبيه قال لم يرفع كرز بصره إلى السماء أربعين سنة وكان له عود عند المحراب يعتمد عليه إذا نعس قال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني جرير بن زياد بن كرز الحارثي عن شجاع بن صبيح مولى كرز بن وبرة قال أخبرني أبو سليمان المكتب قال صحبت كرزا إلى مكة فاحتبس يوما وقت الرحيل فانبثوا في طلبه فأصبته في وهدة يصلي في ساعة حارة واذا سحابة تظله فقال لي اكتم هذا واستحلفني قال أحمد وحدثني جرير عن النضر بن عبد الله حدثتني روضة مولاة كرز قلت من أين ينفق كرز قالت كان يقول لي يا روضة إذا اردت شيئا فخذي من هذه الكوة فكنت آخذ كلما أردت وأنشد ابن شبرمة
لو شئت كنت كرز في تعبده * أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما * وسارعا في طلاب الفوز والكرم
عن فضيل بن غزوان كان كرز يصلي حتى ترم قدماه فيحفر الحفيرة يعني تحت رجليه وقيل كان كرز لا ينزل منزلا إلا ابتنى فيه مسجدا فيصلي فيه
وعن أبي حفص السائح عن أبي بشر قال كان كرز بن وبرة من اعبد الناس وكان قد امتنع من الطعام حتى لم يوجد عليه من اللحم إلا بقدر ما يوجد على العصفور وكان يطوي أياما كثيرة وكان إذا دخل في الصلاة لا يرفع طرفه يمينا ولا شمالا وكان من المحبين المخبتين لله قد وله من ذلك فربما كلم فيجيب بعد مدة من شدة تعلق قلبه بالله واشتياقه اليه ابن يمان عن سفيان عن كرز قال لا يكون العبد قارئا حتى يزهد في الدرهم وعن عمرو بن حميد الدينوري عن بعض أهل جرجان عن أبيه رأيت في النوم كأني اتيت على قبور أهل جرجان فإذا هم جلوس على قبورهم عليهم ثياب بيض فقلت يا أهل القبور ما لكم قالوا انا كسينا ثيابا جددا لقدوم كرز بن وبرة علينا قلت هكذا كان زهاد السلف وعبادهم أصحاب خوف وخشوع وتعبد وقنوع ولا يدخلون في الدنيا وشهواتها ولا في عبارات أحدثها المتأخرون من الفناء والمحو والاصطلام والاتحاد واشباه ذلك مما لا يسوغه كبار العلماء فنسأل الله التوفيق والاخلاص ولزوم الاتباع
-
عطاء السليمي
عطاء السليمي البصري العابد من صغار التابعين ادرك أنس بن مالك وسمع من الحسن البصري وجعفر بن زيد وعبد الله بن غالب الزاهد واشتغل بنفسه عن الرواية روى عنه مرجى بن وداع وإبراهيم بن ادهم وخليد بن دعلج وصالح المري وعبد الواحد بن زياد وآخرون حكايات وما اظنه روى شيئا مسندا وكان قد ارعبه فرط الخوف من الله روى جماعة عن بشر بن منصور قال قلت لعطاء السليمي ارأيت لو أن نارا اشعلت ثم قيل من اقتحمها نجا ترى كان يدخلها أحد قال لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن اصل اليها قال نعيم بن مورع اتينا عطاء السليمي فجعل يقول ليت عطاء لم تلده امه وكرر ذلك حتى اصفرت الشمس وكان يقول في دعائه اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك قال أحمد الدورقي حدثنا علي بن بكار قال تركت عطاء السليمي فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج وكان يتوضأ على فراشه وقال أبو سليمان الداراني اشتد خوفه فكان لا يسأل الجنة بل يسأل العفو ويقال نسي عطاء القرآن من الخوف ويقول التمسوا لي أحاديث الرخص ليخف ما بي وقيل كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام بلياليها قال صالح المري قلت له يا شيخ قد خدعك ابليس فلو شربت ما تقوى به على صلاتك ووضوئك فأعطاني ثلاثة درهم وقال تعاهدني كل يوم بشربة سويق فشرب يومين وترك وقال يا صالح إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب وقيل إنه بكى حتى عمش وربما غشي عليه عند الموعظة وقيل إنه شيع جنازة فغشي عليه أربع مرات وعن خليد بن دعلج قال كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن ابن علي قتل أربع مئة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفسا هاه ثم خر ميتا وقيا كان إذا جاء برق وريح ورعد قال هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس ولعطاء حكايات في الخوف وازرائه على نفسه وقيل أنه مات بعد الأربعين ومئة رحمة الله عليه
-
زيد بن أبي أنيسة
زيد بن أبي أنيسة ( ع ) الإمام الحافظ الثبت أبو اسامة الجزري الرهاوي الغنوي مولى آل غني بن اعصر كان عالم الجزيرة في زمانه وهو من طبقة شعبه ومالك لكنه قديم الموت توفي كهلا في أيام بني أمية حدث عن الحكم بن عتيبة وعطاء بن أبي رباح وشهر بن حوشب وطلحة بن مصرف وعمرو بن مرة وعدي بن ثابت وسعيد المقبري ونعيم المجمر وأبي إسحاق السبيعي وخلق كثير حتى أنه يروي عن أصحابه حدث عنه أبو حنيفة وعمرو بن الحارث ومالك بن أنس ومعقل بن عبيد الله الجزري وأبو عبد الرحيم خالد بن يزيد وعبيد الله بن عمرو وآخرون وثقه يحيى بن معين وغيره وقال النسائي ليس به بأس قال ابن سعد كان ثقة فقيها رواية للعلم كثير الحديث قلت كان يسكن مدينة الرها وقع لي جزء من حديثه قيل إنه لم يبلغ الأربعين قال الواقدي مات سنة خمس وعشرين ومئة وقيل بل توفي سنة أربع وعشرين ومئة وفي تاريخ البخاري أنه عاش ستا وثلاثين سنة
-
ربيعة بن أبي عبد الرحمن
ربيعة ( ع ) ابن أبي عبد الرحمن فروخ الإمام مفتي المدينة وعالم الوقت أبو عثمان ويقال أبو عبد الرحمن القرشي التيمي مولاهم المشهور بربيعة الرأي من موالي آل المنكدر روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد وسعيد بن المسيب والحارث بن بلال بن الحارث ويزيد مولى المنبعث وحنظلة بن قيس الزرقي وعطاء بن يسار والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وعبد الملك بن سعيد بن سويد الانصاري ومحمد بن يحيى بن حبان وعبد الرحمن الاعرج وعدة وكان من ائمة الاجتهاد وعنه يحيى بن سعيد الانصاري وسليمان التيمي وسهيل بن أبي صالح وهم من اقراته وإسماعيل بن أمية والأوزاعي وشعبة وعقيل بن خالد وعمرو بن الحارث ومالك وعليه تفقه وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان والليث بن سعد ومسعر وعمارة بن غزية ونافع القارىء وإسماعيل بن جعفر وأبو بكر بن عياش وابن المبارك وسفيان بن عيينة وأنس بن عياض الليثي وخلق سواهم محمد بن كثير المصيصي عن ابن عيينة قال بكى ربيعة يوما فقيل ما يبكيك قال رياء حاضر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كصبيان في حجور امهاتهم إن أمروهم ائتمروا وان نهوهه انتهوا وروى ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن جميل قال قال ربيعة رأيت الرأي اهون علي من تبعة الحديث قال الاويسي قال مالك كان ربيعة يقول لابن شهاب إن حالي ليست تشبه حالك قال وكيف قال أنا اقول برأي من شاء أخذه ومن شاء تركه وانت تحدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فيحفظ قال أبو ضمرة وقف ربيعة على قوم يتذاكرون القدر فقال ما معناه إن كنتم صادقين فلما في أيديكم اعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم وقال أحمد بن عبد الله العجلي في تاريخه حدثني أبي قال قال ربيعة وسئل كيف استوى فقال الكيف غير معقول وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق وصح عن ربيعة قال العلم وسيلة إلى كل فضيلة قال مالك قدم ربيعة على أمير المؤمنين فأمر له بجارية فأبى فاعطاه خمسة آلاف ليشتري بها جارية فأبى أن يقبلها وعن ابن وهب أنفق ربيعة على اخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه
النسائي حدثنا أحمد بن يحيى بن وزير حدثنا الشافعي حدثنا سفيان كنا إذا رأينا طالبا للحديث يغشى ثلاثة ضحكنا منه ربيعة ومحمد بن أبي بكر بن حزم وجعفر بن محمد لانهم كانوا لا يتقنون الحديث روى مطرف عن ابن اخي ابن هرمز رأيت ربيعة جلد وحلق رأسه ولحيته قال إبراهيم بن المنذر كان سببه سعاية أبي الزناد به قال مطرف سمعت مالكا يقول ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة قلت وكان من اوعية العلم وثقه أحمد بن حنبل وأبو حاتم وجماعة وقال أحمد أبو الزناد أعلم منه وقال يعقوب بن سيبة ثقة ثبت أحد مفتي المدينة قال أبو داود ربيعة وعمر مولى غفرة ابنا خالة وقال مصعب الزبيري كان يقال له ربيعة الرأي وكان صاحب الفتوى بالمدينة وكان يجلس اليه وجوه الناس كان يحصى في مجلسه أربعون معتما وعنه أخذ مالك بن أنس وروى الليث عن يحيى بن سعيد قال ما رأيت أحدا افطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن وروى الليث عن عبيد الله بن عمر قال هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم قال فجالس القاسم فنطق بلب وعقل قال وكان القاسم إذا سئل عن شيء قال سلوا هذا لربيعة فإن كان في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png والا قال سلوا ربيعة أو سالما الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة فإذا غاب ربيعة حدثهم يحيى احسن الحديث وكان كثير الحديث فإذا حضر ربيعة كف يحيى أجلالا لربيعة وليس ربيعة اسن منه وهو فيما هو فيه وكان كل واحد منهما مبجلا لصاحبه وروى معاذ بن معاذ عن سوار بن عبد الله العنبري قال ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي قلت ولا الحسن وابن سيرين قال ولا الحسن وابن سيرين ابن وهب عن عبد العزيز بن أبي سلمة قال لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا حدثنا عن ربيعة الراي فقلت يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأي والله ما رأيت أحدا احفظ لسنة منه ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال صار ربيعة إلى فقه وفضل وما كان بالمدينة رجل اسخى بما في يديه لصديق أو لابن صديق أو لباغ يبتغيه منه كان يستصحبه القوم فيأبي صحبة أحد إلا أحدا لا يتزود معه ولم يكن في يده ما يحمل ذلك ابن وهب عن مالك قال لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين ابى أن يقبلها فابى أن يقبلها
وحدثني مالك عن ربيعة قال قال لي حين اراد العراق إن سمعت أني حدثتهم أو افتيهم فلا تعدني شيئا قال فكان كما قال لما قدمها لزم بيته فلم يخرج اليهم ولم يحدثهم بشيء حتى رجع قال أحمد بن عمران سمعت أبا بكر بن عياش يقول دخلت المسجد فإذا ربيعة جالس وقد أحدق به غلمان أهل الرأي فسألته اسمعت من أنس شيئا قال حديثين قال أبو بكر الخطيب كان ربيعة فقيها عالما حافظا للفقه والحديث قدم على السفاح الانباري وكان اقدمه ليولية القضاء فيقال أنه توفي بالانبار ويقال بل توفي بالمدينة وقال ابن سعد توفي سنة ست وثلاثين ومئة بالمدينة فيما أخبرني به الواقدي وقال يحيى بن معين وغيره مات الانبار وكان ثقة كثير الحديث وكانوا يتقونه لموضع الرأي وكذا ارخه جماعة قال مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن ذكر حكاية باطلة قد رويت فأنبأنا المسلم بن محمد أنبأنا الكندي أنبأنا القزاز أنبأنا الخطيب أنبأنا أبو القاسم الازهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي بمصر حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخ والد ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا وربيعة حمل في بطن امه وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرس في يده رمح فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال يا عدو الله اتهجم على منزلي فقال لا وقال فروخ يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي فتواثبا وتلبث كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة فجعل ربيعة يقول والله لا فارقتك إلا عند السلطان وجعل فروخ يقول كذلك ويقول وانت مع امرأتي وكثر الضجيج فلما ابصروا بمالك سكت الناس كلهم فقال مالك أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار فقال الشيخ هي داري وانا فروخ مولى بنى فلان فسمعت امرأته كلامه فخرجت فقالت هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفته وانا حامل به فاعتنقا جميعا وبكيا فدخل فروخ المنزل وقال هذا ابني قالت نعم قال فأخرجي المال الذي عندك وهذه معي أربعة الاف دينار قالت المال قد دفنته وانا أخرجه بعد أيام فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته واتاه مالك بن أنس والحسن بن زيد وابن أبي علي اللهبي والمساحقي واشراف أهل المدينة واحدق الناس به فقالت امراته اخرج صل في مسجد الرسول http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فخرج فصلى فنظر إلى حلقة وافرة فأتاه فوقف عليه ففرجوا له قليلا ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال من هذا الرجل قالوا له هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن فقال لقد رفع الله ابني فرجع إلى منزله فقال لوالدته لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها فقالت امه فايما أحب اليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه قال لا والله إلا هذا قالت فأني قد انفقت المال كله عليه قال فوالله ما ضيعته قلت لو صح ذلك لكان يكفيه ألف دينار في السبع والعشرين سنة بل نصفها فهذه مجازفة بعيدة ثم لما كان ربيعة ابن سبع وعشرين سنة كان شابا لا حلقة له بل الدست لمثل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ومشايخ ربيعة وكان مالك لم يولد بعد أو هو رضيع والطويلة انما أخرجها للناس المنصور بعد موت ربيعة والحسن بن زيد وإنما كبر واشتهر بعد ربيعة بدهر وإسنادها منقطع ولعله قد جرى بعض ذلك قرأت على أبي المعالي أنبأنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو هريرة محمد بن الليث اللبان وزيد بن هبة الله البيع ببغداد قالا أنبأنا أبو القاسم أحمد بن المبارك بن عبد الباقي بن قفرجل أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا عبد الواحد ابن محمد حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء حدثنا أحمد بن أسماعيل حدثنا مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن حنظلة بن قيس الزرقي أنه سأل رافع بن خديج عن كراء الأرض فقال نهي رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عن كراء الأرض فقلت أبالذهب والورق قال أما الذهب والورق فلا بأس به هذا حديث صحيح عال أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبو داود عن قتيبة كلاهما عن مالك بن أنس قال ابن القاسم عن مالك قدم الزهري فأخذ بيد ربيعة ودخلا المنزل فما خرجا إلى العصر وخرج ابن شهاب يقول ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة وخرج ربيعة وهو يقول نحو ذلك قال أحمد بن صالح حدثنا عنبسة عن يونس شهدت أبا حنيفة في مجلس ربيعة مجهوده أن يفهم ما يقول
ربيعة مطرف بن عبد الله عن ابن اخي يزيد بن هرمز إن رجلا سأل ابن هرمز عن بول الحمار فقال نجس قال فإن ربيعة لا يرى به بأسا قال لا عليك ألا تذكر هنات ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فيها ثم نرجع إلى قوله بعد سنة قال مالك اعتممت وما في وجهي شعرة ولقد رأيت في مجلس ربيعة بضعة وثلاثين معتما قال عبد العزيز بن الماجشون والله ما رأيت أحوط لسنة من ربيعة وقال مالك كان ربيعة أعجل شيء جوابا
-
سلمة بن دينار
أبو حازم ( ع ) سلمة بن دينار الإمام القدوة الواعظ شيخ المدينة النبوية أبو حازم المديني المخزومي مولاهم الاعرج الافزر التمار القاص الزاهد وقيل ولاؤه لبني ليث ولد في أيام ابن الزبير وابن عمر وروى عن سهل بن سعد وأبي امامة بن سهل وسعيد بن المسيب وعبد الله بن أبي قتادة والنعمان بن أبي عياش وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأم الدرداء وعمارة بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن مقسم ومسلم بن قرط ومحمد بن المنكدر وأبي مرة مولى عقيل وبعجة بن عبد الله الجهني وعدة وروى عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وذلك منقطع روى عنه ابن شهاب ويزيد بن عبد الله بن الهاد وعمارة بن غزية وزيد ابن أبي أنيسة وعبيد الله بن عمر والحمادان والسفياناة ومالك وسليمان بن بلال وأبو غسان محمد بن مطرف وموسى بن يعقوب وهشام ابن سعد وفضيل بن سليمان والدراوردي وعمر بن علي المقدمي وعبد العزيز بن أبي حازم وخلق سواهم وثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم وقال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله قال يحيى الوحاظي قلت لابن أبي حازم اسمع ابوك من أبي هريرة قال من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب قال ابن عيينة عن أبي حازم اني لاعظ وما ارى موضعا وما اريد إلا نفسي وروى ابن عيينة عنه قال اشتدت مؤنة الدين والدنيا قيل وكيف قال أما الدين فلا تجد عليه اعوانا وأما الدنيا فلا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك اليه وقال عنه أيضا ليس للملوك صديق ولا للحسود راحة والنظر في العواقب تلقيح العقول قال سفيان فذاكرت الزهري هذه الكلمات فقال كان أبو حازم جاري وما ظننت أنه يحسن مثل هذا وروى عبيد الله عن عمر عن أبي حازم قال لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال لا تبغ على من فوقك ولا تحقر من دونك ولا تأخذ على علمك دنيا وروى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم وقال انظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت وقال يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة وقال انظر الذي يصلحك فاعمل به وإن كان فسادا للناس وانظر الذي يفسدك فدعه وإن كان صلاحا للناس وعنه قال شيئان إذا عملت بهما اصبت خير الدنيا والآخرة لا اطول عليك قيل ما هما قال تحمل ما تكره إذا أحبه الله وتترك ما تحب إذا كرهه الله وعنه نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا اعظم من نعمته فيما اعطاني منها لاني رأيته أعطاها قوما فهلكوا وروى محمد بن إسماعيل الصنعاني عن ابن عيينة قال أبو حازم لجلسائه وحلف لهم لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه كما يبقى على نعله أبو الوليد الطيالسي عن ابن عيينة سمعت أبا حازم يقول لا تعادين رجلا ولا تناصبنه حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله فإن يكن له سريرة حسنة فإن الله لم يكن ليخذله بعداوتك وان كانت له سريرة رديئة فقد كفاك مساوئه ولو اردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله لم تقدر وروى يحيى بن محمد المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قلت لأبي حازم اني لاجد شيئا يحزنني قال وما هو يا ابن اخي قلت حبي للدنيا قال اعلم أن هذا لشيء ما اعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إلي لأن الله قد حبب هذه الدنيا الينا لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا ألا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه الله ولا نمنع شيئا من شيء أحبه الله فإذا فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها ضمرة بن ربيعة عن ثوابة بن رافع قال قال أبو حازم وما ابليس لقد عصي فما ضر ولقد اطيع فما نفع وعنه ما الدنيا ما مضى منها فحلم وما بقي منها فأماني وروى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال السيء الخلق أشقى الناس به نفسه التي بين جنبيه هي منه في بلاء ثم زوجته ثم ولده حتى أنه ليدخل بيته وانهم لفي سرور فيسمعون صوته فينفرون عنه فرقا منه وحتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة وان كلبه ليراه فينزو على الجدار حتى إن قطه ليفر منه روى أبو نباتة المدني عن محمد بن مطرف قال دخلنا على أبي حازم الاعرج لما حضره الموت فقلنا كيف تجدك قال اجدني بخير راجيا لله حسن الظن به إنه والله ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها وتقوم له ومن غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلي فيه من أبي حازم يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال تجد الرجل يعمل بالمعاصي فإذا قيل له اتحب الموت قال لا وكيف وعندي ما عندي فيقال له أفلا تترك ما تعمل فيقول ما اريد تركه ولا أحب أن اموت حتى أتركه ابن عيينة عن أبي حازم قال وجدت الدنيا شيئين فشيئا هو لي وشيئا لغيري فأما ما كان لغيري فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه فيمنع رزق غيري مني كما يمنع رزقي من غيري يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال كل عمل تكره من أجله الموت فأتركه ثم لا يضرك متى مت محمد بن مطرف حدثنا أبو حازم قال لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله ألا أحسن الله ما بينه وبين العباد ولا يعور ما بينه وبين الله إلا عور فيما بينه وبين العباد لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها إنك إذا صانعته مالت الوجوه كلها اليك واذا استفسدت ما بينه شنئتك الوجوه كلها وعن أبي حازم قال اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك سفيان بن وكيع حدثنا ابن عيينة قال دخل أبو حازم على أمير المدينة فقال له تكلم قال له انظر الناس ببابك إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر وإن ادنيت أهل الشر ذهب أهل الخير وقال أبو حازم لانا من أن أمنع من الدعاء اخوف مني أن امنع ألاجابة وقال إن الرجل ليعمل السيئة ما عمل حسنة قط أنفع له منها وكذا في الحسنة وعن أبي حازم قال خصلتان من يكفل لي بهما تركك ما تحب واحتمالك ما تكره
وقيل إن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه وعنده الزهري والأفريقي وغيرهما فقال تكلم يا أبا حازم فقال أبو حازم إن خير الآمراء من أحب العلماء وإن شر العلماء من أحب الأمراء وعن أبي حازم قال إذا رأيت ربك يتابع نعمة عليك وأنت تعصيه فاحذره وإذا أحببت أخا في الله فأقل مخالطته في دنياه قال مصعب بن عبد الله الزبيري أبو حازم اصله فارسي وامه رومية وهو مولى بني ليث وكان أشقر افزر أحول وقال ابن سعد كان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة ومات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومئة قال وكان ثقة كثير الحديث و قال الفلاس والترمذي مات سنة ثلاث وثلاثين وقال خليفة سنة خمس وثلاثين وقال الهيثم مات سنة أربعين ومئة وقال يحيى بن معين مات سنة أربع وأربعين ومئة قلت آخر من حدث عنه أنس بن عياض الليثي وحديثه في الكتب السته أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنبأنا عبد الصمد بن محمد الحاكم أنبأنا علي بن المسلم الفقيه أنبأنا الحسين بن محمد الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد الصيداوي حدثنا أبراهيم بن محمد بن أبي عباد الصفار بالرملة حدثنا يونس بن عبد الاعلى حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال من نابه في صلاته شيء فليقل سبحان الله إنما التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، هذا حديث صحيح أخرجه ابن ماجه عن الثقة عن سفيان بن عيينة وهو في صحيح البخاري من طريق الثوري عن أبي حازم الاعرج أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا خلف بن هشام حدثنا العطاف بن خالد حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول غدوة في سبيل الله أو رواحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها أخرجه الترمذي من حديث العطاف وصححه وهو في البخاري ومسلم من رواية عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه
-
عبد العزيز بن صهيب
عبد العزيز بن صهيب ( ع ) البناني البصري الأعمى الحافظ حدث عن أنس بن مالك وأبي نضرة العبدي وشهر بن حوشب روى عنه شعبة والثوري وحماد بن زيد وهشيم وعبد الوارث والمبارك بن سحيم وسفيان بن عيينة وآخرون وثقه أحمد بن حنبل وغيره وما هو بالمكثر مات سنة ثلاثين ومئة وقع لنا من عواليه
-
عبد الله بن طاووس
عبد الله بن طاووس ( ع ) الإمام المحدث الثقة أبو محمد اليماني سمع من أبيه وأكثر عنه ومن عكرمة وعمرو بن شعيب وعكرمة بن خالد المخزومي وجماعة ولم يأخذ عن أحد من الصحابة ويسوغ أن يعد في صغار التابعين لتقدم وفاته حدث عنه ابن جريح ومعمر والثوري وروح بن القاسم ووهيب بن خالد وسفيان بن عيينة وآخرون وثغوه وقال معمر كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقا ما رأينا ابن فقيه مثله
وذكر القاضي شمس الدين في ترجمة طاووس أن المنصور طلب ابن طاووس ومالك بن أنس قال فصدعه ابن طاووس بكلام فهذا لا يتجه لان ابن طاووس مات في سنة اثنتين وثلاثين ومئة وذلك قبل دولة المنصور بل في هذه السنة قتل آخر الخلفاء الاموية مروان الحمار وقام فيها السفاح والله أعلم
-
عمرو بن عبيد
عمرو بن عبيد الزاهد العابد القدري كبير المعتزلة وأولهم أبو عثمان البصري
له عن أبي العالية وأبي قلابة والحسن البصري وعنه الحمادان وعبد الوارث وابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الوهاب الثقفي وعلي بن عاصم وقريش بن أنس ثم تركه القطان وقال النسائي ليس ثقة وقال حفص بن غياث ما لقيت ازهد منه وانتحل ما انتحل وقال ابن المبارك دعا إلى القدر فتركوه وقال معاذ بن معاذسمعت عمرا يقول إن كانت تبت يدا أبي لهب في اللوح المحفوظ فما لله على ابن ادم حجة وسمعته ذكر حديث الصادق المصدوق فقال لو سمعت الاعمش يقوله لكذبته إلى أن قال ولو سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول لرددته وقال عاصم ألأحول نمت فرأيت عمرو بن عبيد يحك آية فلمته فقال أعيدها قلت أعدها فقال لا استطيع وقال حماد بن زيد قيل لأيوب إن عمرو بن عبيد روى عن الحسن أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه قال كذب قال ابن علية أول من تكلم في الاعتزال واصل الغزال فدخل معه عمرو ابن عبيد فأعجب به وزوجه اخته وذكر محمد بن عبد الله الانصاري أنه راى عمرو بن عبيد في النوم قد مسخ قردا وقد كان المنصور يعظم ابن عبيد ويقول
كلكم يمشي رويدا * كلكم يطلب صيدا
غير عمرو بن عبيد
قلت اغتر بزهده وإخلاصه وأغفل بدعته قال الخطيب مات بطريق مكة سنة ثلاث وقيل سنة أربع وأربعين ومئة قال أحمد بن أبي خيثمة في تاريخه سمعت ابن معين يقول كان عمرو ابن عبيد من الدهرية وقال سلام بن أبي مطيع أنا للحجاج أرجى مني لعمرو بن عبيد
قد استوفيت ترجمته في تاريخ الإسلام وقد رثاه المنصور وله كتاب العدل والتوحيد وكتاب الرد على القدرية يريد السنة ومن كتاب تلامذته عثمان بن خالد الطويل شيخ العلاف وأبو حفص عمر بن أبي عثمان الشمزي
-
داود بن الحصين
داود بن الحصين الفقيه أبو سليمان الأموي مولاهم المدني حدث عن أبيه وعكرمة والاعرج وأبي سفيان مولى ابن أبي أحمد حدث عنه أبن إسحاق ومالك ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وإبراهيم بن أبي حبيبة وعدة وثقه يحيى بن معين مطلقا وقال النسائي وغيره ليس به بأس وقال ابن عيينة كنا نتقي حديثه وقال ابن المديني ما روى عن عكرمة فمنكر وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم لولا أن مالكا روى عنه لترك حديثه وقال أبو داود أحاديثه عن عكرمة مناكير وقال ابن حبان كان يرى الخروج وتكلم الترمذي في حفظه قلت نزل عكرمة في بيت داود وتوفي عنده
-
عبد الملك بن أبي سليمان
عبد الملك بن أبي سليمان ( خت م 4 ) الامام الحافظ أبو محمد وقيل أبو عبد الله وأبو سليمان العرزمي الكوفي نزل جبانة عرزم فنسب إليها وعرزم إنسان أسود واسم أبي سليمان ميسرة حدث عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير وعطاء وأنس بن سيرين وأبي الزبير وعبد الله بن كيسان وعبد الملك بن أعين ومسلم بن يناق وزبيد اليامي وسلمة بن كهيل وعبد الله بن عطاء وأبي حمزة اليماني لم يزد صاحب تهذيب الكمال على هؤلاء وعنه الثوري وزائدة وابن المبارك وعيسى بن يونس وعلي بن مسهر وهشيم ويحيى القطان وخالد بن عبد الله وحفص بن غياث وإسحاق بن يوسف وابن نمير وابن فضيل ويزيد بن هارون ويعلي بن عبيد وخلق آخرهم موتا عبد الرزاق وليس هو بالمكثر وكان يوصف بالحفظ ابن المديني عن عبد الرحمن قال كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك وروى نوفل بن المطهر عن ابن المبارك عن سفيان قال حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان ويحيى بن سعيد الانصاري وحفاظ البصريين ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أحفظهم
وقال سفيان الثوري حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان وأشار سفيان بيده كأنه يزن وقال ابن المبارك عبد الملك بن أبي سليمان ميزان وقال أبو داود قلت لأحمد عبد الملك بن أبي سليمان قال ثقة قلت يخطىء قال نعم وكان من احفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء وسئل يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جابر عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في الشفعة فقال لم يحدث به إلا عبد الملك وقد أنكره عليه الناس ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يرد على مثله قلت تكلم فيه شعبة لهذا الحديث وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال هذا حديث منكر قال محمد
ابن عثمان بن أبي صفوان عن أمية بن خالد قلت لشعبة مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال تركت حديثه قلت تحدث عن محمد ابن عبيد الله العرزمي وتدع عبد الملك وقد كان حسن الحديث قال من حسنها فررت قال الخطيب أساء شعبة في اختياره لمحمد وتركه عبد الملك لان محمد بن عبيد الله لم يختلف ائمة الاثر في ذهاب حديثه وسقوط روايته وثناؤهم على عبد الملك مستفيض وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه أنه ثقة وقال العجلي ثقة ثبت وقال ابن عمار ثقة حجة وقال أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك ثم قال الفسوي ثقة متقن فقيه قال أبو نعيم مات سنة خمس وأربعين ومئة أخبرنا أحمد بن عبد الكريم أنبأنا نصر بن جرو أنبأنا أبو طاهر السلفي أنبأنا أبو البقاء الحبال أنبأنا زيد بن جعفر حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم أنبأنا يعلي بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا تتخذوا بيوتكم قبورا وصلوا فيها
-
عطاء بن السائب
عطاء بن السائب ( 4 ) الإمام الحافظ محدث الكوفة أبو السائب وقيل أبو زيد وقيل أبو يزيد وأبو محمد الكوفي عن أبيه السائب بن زيد وقيل ابن يزيد وقيل ابن مالك الثقفي مولاهم وعن أنس بن مالك ولم يثبت أنه سمع منه وقد جاء بإدخال يزيد الرقاشي بينهما وعن عبد الله بن أبي أوفى وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي وائل ومرة الطيب وعمرو بن ميمون الاودي ومجاهد وأبي البختري الطائي وذر بن عبد الله وأبي عبد الرحمن السلمي وسعيد بن جبير وعبد الله بن بريدة وعكرمة والحسن وأبي ظبيان وسالم البراد وخلق كثير وكان من كبار العلماء لكنه ساء حفظه قليلا في أواخر عمره حدث عنه إسماعيل بن أبي خالد وهو من طبقته والثوري وابن جريح وأبو جعفر الرازي وروح بن القاسم والحمادان وموسى بن أعين وأبو عوانة وجعفر بن سليمان وأبو الاحوص وشعبة وشريك وعبيدة بن حميد وابن فضيل وجرير بن عبد الحميد وزائدة وزهير بن معاوية وابن عيينة وهشيم وأبو إسحاق الفزاري وعلي بن عاصم وابن علية وخلق كثير قال ابن عيينة حدثني بعض أصحابنا أن أبا إسحاق كان يسأل عن عطاء ابن السائب فيقول إنه من البقايا
وروى إبراهيم بن مهدي عن حماد بن زيد قال اتينا أيوب فقال اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة اذهبوا إليه فسلوه عن حديث أبيه في التسبيح علي بن المديني عن يحيى بن سعيد قال ما سمعت أحدا يقول في عطاء بن السائب شيئا قط في حديثه القديم وما حدث سفيان وشعبة عنه صحيح إلا حديثين كان شعبة يقول سمعتهما بأخرة عن زاذان أحمد بن سنان عن عبد الرحمن قال ليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد ليث أحسنهم حالا عندي وروى عثمان بن أبي شيبة عن جرير وذكر الثلاثة فقال يزيد أحسنهم استقامة في الحديث ثم عطاء قال أحمد بن حنبل عطاء ثقة ثقة رجل صالح وقال من سمع منه قديما كان صحيحا ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء سمع منه قديما شعبة وسفيان وسمع منه حديثا جرير وخالد بن عبد الله وإسماعيل وعلي بن عاصم وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها
قال وقال وهيب لما قدم عطاء البصرة قال كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ولم يسمع من عبيدة شيئا وهذا اختلاط شديد
أبو داود عن أحمد كان عطاء بن السائب من خيار عباد الله كان يختم القرآن كل ليلة وقال شعبة حدثنا عطاء وكان نسيا وقال يحيى لم يسمع عطاء بن السائب من يعلي بن مرة قال واختلط عطاء فما سمع منه قديما فهو صحيح وقد سمع منه أبو عوانة في الصحة وفي الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه ابن عدى أنبأنا ابن أبي عصمة حدثنا أحمد بن أبي يحيى سمعت يحيى ابن معين يقول ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب وجميع من روى عن عطاء ففي الاختلاط إلا شعبة وسفيان قال ابن عدي عطاء اختلط في آخر عمره فمن سمع منه قديما مثل الثوري وشعبة فحديثه مستقيم ومن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النكرة وقال العجلي كان شيخا قديما ثقة روى عن ابن أبي أوفى ومن سمع منه قديما فهو صحيح منهم الثوري فأما من سمع منه بأخره فهو مضطرب الحديث منهم هشيم وخالد بن عبد الله وكان عطاء بأخرة يتلقن إذا لقن لأنه كان غير صالح الكتاب وأبوه تابعي ثقة وقال أبو حاتم كان محله الصدق قديما قبل أن يختلط ثم تغير حفظه في حديثه تخاليط كثيرة وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة وقال النسائي ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة الحميدي عن سفيان قال كنت سمعت من عطاء بن السائب قديما ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعته فخلط فيه فاتقيته واعتزلته وقال أبو النعمان عن يحيى بن سعيد عطاء بن السائب تغير حفظه بعد وحماد بن زيد سمع منه قبل أن يتغير وقال أبو قطن عن شعبة ثلاثة في القلب منهم هاجس عطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وآخر إسماعيل بن بهرام عن أبي بكر بن عياش قال كنت إذا رأيت عطاء بن السائب وضرار بن مرة رأيت أثر البكاء على خدودهما قال ابن سعد وغيره مات عطاء بن السائب سنة ست وثلاثين ومئة أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلي الموصلي حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن أنس ابن عباس أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال مررت ليلة اسري بي برائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة يا جبريل قال هذه ماشطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها قالت بسم الله قالت ابنة فرعون أبي قالت ربي ورب أبيك قالت أقول له إذا قالت قولي له قال لها أولك رب غيري قالت ربي وربك الذي في السماء قال فأحمى لها بقرة من نحاس فقالت إن لي اليك حاجة قال وما حاجتك قالت أن تجمع وعظام ولدي قال ذلك لك علينا لما لك علينا من الحق فألقى ولدها في البقرة أحدا واحدا فكان آخرهم صبي فقال يا امه اصبري فإنك على الحق قال ابن عباس فأربعة تكلموا وهم صبيان ابن ماشطة فرعون وصبي جريح وعيسى بن مريم والرابع لا أحفظه
-
موسى بن عقبة
موسى بن عقبة ( ع ) أبن أبي عياش الإمام الثقة الكبير أبو محمد القرشي مولاهم الاسدي المطرفي مولى آل الزبير ويقال بل مولى الصحابية أم خالد بنت خالد الاموية زوجة الزبير وكان بصيرا بالمغازي النبوية ألفها في مجلد فكان أول من صنف في ذلك وهو أخو إبراهيم بن عقبة ومحمد بن عقبة وعم إسماعيل بن إبراهيم أدرك ابن عمر وجابرا وحدث عن أم خالد وعداده في صغار التابعين وحدت أيضا عن علقمة بن وقاص وأبي سلمة وكريب وسالم بن عبد الله وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ونافع بن جبير بن مطعم ونافع مولى ابن عمر وصالح مولى التوأمة وعروة بن الزبير وعكرمة وابن المنكدر والزهري وأبي الزبير وسالم أبي الغيث وعبد الله بن دينار ومحمد بن يحيى بن حبان وحمزة بن عبد الله بن عمر وأبي الزناد ومحمد بن أبي بكر الثقفي وخلق سواهم وعنه بكير بن عبد الله بن لاشج مع تقدمه وشعبة ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن جريح ومالك وإبراهيم بن طهمان وابن أبي الزناد وحفص بن ميسرة والسفيانات وزهير وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز الدراوري ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ووهيب وأبو قرة موسى بن طارق وأبو إسحاق الفزاري وفضيل بن سليمان ومحمد بن فليح وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وإسماعيل بن عياش وأبو ضمرة الليثي وحاتم بن إسماعيل وزهير بن محمد المروزي وأبو بدر السكوني وعبد الله بن رجاء المكي وأبو همام محمد بن الزبرقان ويعقوب بن عبد الرحمن القاري وخلق كثير قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث كذا هنا وقال في موضع آخر وهو أشبه كان ثقة ثبتا كثير الحديث إبراهيم بن المنذر عن معن قال كان مالك إذا قيل له مغازي من نكتب قال عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة وقال ابن المنذر أيضا حدثني مطرف ومعن ومحمد بن الضحاك قالوا كان مالك إذا سئل عن المغازي قال عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنها أصح المغازي وقال أيضا سمعت محمد بن طلحة سمعت مالكا يقول عليكم بمغازي موسى فإنه رجل ثقة طلبها على كبر السن ليقيد من شهد مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولم يكثر كما كثر غيره قلت هذا تعريض بابن إسحاق ولا ريب أبن إسحاق كثر وطول بأنساب مستوفاة اختصارها أملح وبأشعار غير طائلة حذفها ارجح وباثار لم تصحح مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده فكتابه محتاج إلى تنقيح وتصحيح ورواية ما فاته وأما مغازي موسى بن عقبة فهي في مجلد ليس بالكبير سمعناها وغالبها صحيح ومرسل جيد لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة وقد احسن في عمل ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في تأليفه المسمى بكتاب دلائل النبوة وقد لخصت أنا الترجمة النبوية والمغازي المدنية في أول تاريخي الكبير وهو كامل في معناه إن شاء الله إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا سفيان بن عيينة قال كان بالمدينة شيخ يقال له شرحبيل أبو سعد وكان من أعلم الناس بالمغازي قال فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة وكان قد احتاج فأسقطوا مغازيه وعلمه قال أبراهيم فذكرت هذا لمحمد بن طلحة بن الطويل ولم يكن أحدا أعلم بالمغازي منه فقال لي كان شرحبيل أبو سعد عالما بالمغازي فاتهموه أن يكون يدخل فيهم من لم يشهد بدرا ومن قتل يوم أحدا والهجرة ومن لم يكن منهم وكان قد احتاج فسقط عند الناس فسمع بذلك موسى بن عقبة فقال وإن الناس قد اجترؤوا على هذا فدب على كبر السن وقيد من شهد بدرا وأحدا ومن هاجر إلى الحبشة والمدينة وكتب ذلك وقال إبراهيم حدثنا محمد بن الضحاك سمعت المسور بن عبد الملك المخزومي يقول لمالك يا أبا عبد الله فلان كلمني يعرض عليك وقد شهد جده بدرا فقال مالك لا تدري ما يقولون من كان في كتاب موسى بن عقبة قد شهد بدرا فقد شهدها ومن لم يكن في كتاب موسى فلم يشهد بدرا
قال أحمد بن أبي خيثمة كان يحيى بن معين يقول كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب وقال أحمد ويحيى وأبو حاتم والنسائي موسى ثقة وروى المفضل ابن غسان عن يحيى بن معين قال موسى بن عقبة ثقة يقولون روايته عن نافع فيها شيء وسمعت ابن معين يضعف موسى بعض الضعف قلت قد روى عباس الدوري وجماعة عن يحيى توثيقه فليحمل هذا التضعيف على معنى أنه ليس هو في القوة عن نافع كمالك ولا عبيد الله وكذلك روى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين قال ليس موسى بن عقبة في نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك قلت احتج الشيخان بموسى بن عقبة عن نافع ولله الحمد قلنا ثقة وأوثق منه فهذا من هذا الضرب قال الواقدي كان لإبراهيم وموسى ومحمد بني عقبة حلقة في مسجد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكانوا كلهم فقهاء محدثين وكان موسى يفتي وقال مصعب بن عبد الله الزبيري كان لهم هيئة وعلم وقال يحيى بن معين سمع ابن المبارك من موسى بن عقبة ولم يسمع من اخويه أقدمهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى وموسى أكثرهم حديثا وقال يحيى بن سعيد القطان فيما نقله عنه أبو حفص الفلاس مات موسى ابن عقبة قبل أن يدخل المدينة بسنة سنة إحدى وأربعين ومئة وفيها أرخه خليفة والترمذي وغيرهما وشذ نوح بن حبيب فقال مات سنة اثنتين وقع لنا حديثه عاليا في مواضع من اعلاها في جزء ابن عرفه أخبرنا أحمد بن فرح الاشبيلي الحافظ أنبأنا عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الدائم قالا أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب ( ح ) وأنبأنا أحمد ابن سلامة عن عبد المنعم أنبأنا علي بن بيان أنبأنا محمد بن محمد بن محمد البزاز أنبأنا إسماعيل بن محمد أنبأنا الحسن بن عرفه أنبأنا إسماعيل ابن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن هذا حديث لين الاسناد من قبل إسماعيل إذ روايته عن الحجازيين مضعفة أخرجه الترمذي عن ابن عرفه فوافقناه بعلو أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا أكمل بن أبي الازهر العلوي أنبأنا سعيد ابن أحمد أنبأنا أبو نصر الزينبي أنبأنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله ابن أبي داود حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبد الله بن رجاء عن موسى ابن عقبة عن أم خالد بنت خالد قالت كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يتعوذ من عذاب القبر تابعه وهيب بن خالد وإسماعيل بن جعفر أخرجه البخاري والنسائي
-
عمرو بن أبي عمرو
عمرو بن أبي عمرو ( ع ) مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي الفقيه أبو عثمان المدني
حدث عن أنس بن مالك وأبي سعيد المقبري وسعيد بن جبير وعكرمة والاعرج وعنه مالك ومحمد بن جعفر وأخوه إسماعيل بن جعفر وعبد العزيز الدراوردي وعبد الرحمن بن أبي الزناد وآخرون قال أبو حاتم لا بأس به وقال ابن معين ليس بحجة وقال أحمد ما به بأس اسم أبيه ميسرة وقال أبو داود ليس بذاك
-
محمد بن واسع
محمد بن واسع ( م د ت س ) ابن جابر بن الاخنس الإمام الرباني القدوة أبو بكر ويقال أبو عبد الله الأزدي البصري أحد الاعلام حدث عن أنس بن مالك وعبيد بن عمير ومطرف بن الشخير وعبد الله ابن الصامت وأبي صالح السمان ومحمد بن سيرين وغيرهم
وهو قليل الرواية حدث عنه هشام بن حسان وأزهر بن سنان وإسماعيل بن مسلم العبدي وسفيان الثوري ومعمر وحماد بن سلمة وسلام بن أبي مطيع وصالح المري وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي ونوح بن قيس وسلام القا رىء ومحمد بن الفضل بن عطية قال علي بن المديني له خمسة عشر حديثا وقال أحمد العجلي ثقة عابد صالح وقال الدارقطني ثقة بلى برواة ضعفاء قال أبن شوذب لم يكن لمحمد بن واسع عبادة ظاهرة وكانت الفتيا إلى غيره وإذا قيل من أفضل أهل البصرة قيل محمد بن واسع قال الاصمعي قال سليمان التيمي ما أحد أحب أن ألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع وروى معتمر عن أبيه ما رأيت أحدا قط أخشع من محمد بن واسع وقال جعفر بن سليمان كنت إذا وجدت من قلب قسوة غ*** فنظرت إلى وجه محمد بن واسع كان كأنه ثكلى قال حماد بن زيد قال رجل لمحمد بن واسع اوصيني قال اوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال كيف قال ازهد في الدنيا وعنه قال طوبى لمن وجد عشاء ولم يجد غداء ووجد غداء ولم يجد عشاء والله عنه راض قال ابن شوذب قسم أمير البصرة على قرائها فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ فقال له ابن واسع قبلت جوائزهم قال سل جلسائي قالوا يا أبا بكر اشترى بها رقيقا فأعتقهم قال أنشدك الله أقبلك الساعة على ما كان عليه قال اللهم لا إنما مالك حمار أنما يعبد الله مثل محمد بن واسع قال ابن عيينة قال ابن واسع لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد
قال الاصمعي لما صاف قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء قال تلك الاصبع أحب الي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير قال حزم القطعي قال ابن واسع وهو في الموت يا إخوتاه تدرون أين يذهب بي والله إلى النار أو يعفو الله عني قال ابن شوذب لم يكن له كثير عبادة كان يلبس قميصا بصريا وساجا قال مطر الوراق لا نزال بخير ما بقي لنا أشياخنا مالك بن دينار وثابت البناني ومحمد بن واسع قال جعفر بن سليمان قال محمد بن واسع إني لاغبط رجلا معه دينه وما معه من الدنيا شيء وهو راض وعن ابن واسع قال إذا أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله بقلوب العباد عليه وقال يكفي من الدعاء مع الورع يسير العمل روى هشام بن حسان عن محمد بن واسع وقيل له كيف اصبحت قال قريبا أجلي بعيدا أملي سيئا عملي وقيل اشتكى رجل من ولد محمد بن واسع اليه فقال لولده تستطيل على الناس وأمك اشتريتها بأربع مئة درهم وأبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله وقيل إنه قال لرجل هل أبكاك قط سابق علم الله فيك وعن أبي الطيب موسى بن يسار قال صحبت محمد بن واسع إلى مكة فكان يصلي الليل أجمعه يصلي في المحمل جالسا ويومىء وقيل إن حوشبا قال لمالك بن دينار رأيت كأن مناديا ينادي الرحيل الرحيل فما ارتحل إلا محمد بن واسع فبكى مالك وخر مغشيا عليه
قال مضر كان الحسن يسمي محمد بن واسع زين القراء وعن ابن واسع إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم أحمد بن أبراهيم الدورقي حدثني محمد بن عيسى حدثني مخلد بن الحسين عن هشام قال دعا مالك بن المنذر الوالي محمد بن واسع فقال أجلس على القضاء فأبى فعاوده وقال لتجلسن أو لاجلدنك ثلاث مئة قال إن تفعل فإنك مسلط وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة قال ودعاه بعض الأمراء فأراده على بعض الأمر فأبي فقال إنك احمق قال محمد ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير وروى أن قاصا كان يقرب محمد بن واسع فقال مالي أرى القلوب لا تخشع والعيون لا تدمع والجلود لا تقشعر فقال محمد يا فلان ما أرى القوم أتوا إلا من قبلك إن الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب وقيل كان محمد بن واسع يسرد الصوم ويخفيه قال سعيد بن عامر دخل محمد بن واسع على الأمير بلال بن أبي بردة فدعاه إلى طعامه فاعتل عليه فغضب وقال إني أراك تكره طعامنا قال لا تقل ذاك أيها الأمير فوالله لخياركم أحب الينا من أبنائنا أنبأنا أحمد بن أبي الخير عن أبي المكارم أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مسلم ابن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن مسلم عن محمد بن واسع عن مطرف ابن عبد الله عن عمران بن حصين قال تمتعنا مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مرتين فقال رجل برأيه ما شاء أخرجه مسلم من طريق إسماعيل هذا قال جعفر بن سليمان وخليفة بن خياط توفي محمد بن واسع سنة ثلاث وعشرين ومئة وقال بعض ولد محمد بن واسع مات سنة سبع وعشرين ومئة