ااتفضل و سماع اخر سمعة
هكذا ومن دون مقدمات، يرن جرس الهاتف في بيوت بعض المواطنين الفلسطينين، او على هواتفهم الخلوية.. المتصل ضابط مخابرات اسرائيلي يتحدث بلغة عربية ركيكة، ويقول عبارات محددة " نحن من جيش الدفاع الاسرائيلي.. اخلي منزلك سنقوم بتدميره خلال نصف ساعة".
يقول ابو العبد المملوك والذي قصف منزله الليلة الماضية:" كنت جالساً في منزلي بحي الشجاعية، وفجأة رن هاتفي المحمول، وكان المتصل يتحدث من رقم خاص فاجبت، فطلب مني اخلاء المنزل لقصفه خلال نصف ساعة، اعتقدت للحظة ان المتصل يمزح لكني علمت ان الامر تكرر مع غيري فاسرعت الى اخلاء المنزل الذي دمر بشكل كامل.
ما جرى مع المملوك جرى مع محمد الشيخ ديب قبل ذلك بساعات حيث رن هاتف منزله، وكانت لهجة تهكمية من ضابط مخابرات الذي قال بالحرف الواحد:" اخلي اطفالك والنساء والاثاث اذا اردت, فسنقوم بقصف المنزل خلال ساعتين وهو ما جرى بالفعل".
الامر لم يقتصر على منازل نشطاء الانتفاضة بل تعداه الى اخلاء جميع المنازل الواقعة في محيط هذه المنازل، خوفاً من ان يلحق بهم الاذى جراء القصف الاسرائيلي.
مصادر فلسطينية أكدت ان خمسة فلسطينين على الاقل من رجال المقاومة الفلسطينية ابلغوا بنية الجيش الاسرائيلي تدمير منازلهم، وقد تم في الليلة الماضية تدمير ثلاثة منازل، عدا عن الاضرار التي لحقت بابراج الندى شمال القطاع حيث رفض الصليب الاحمر الدولي القيام بمهمة الوسيط في نقل رسائل الجيش الاسرائيلي لاصحاب المنازل باعتبار ان ما يجري هو غير قانوني.
ويخشى كثير من الفلسطينين ان تتوسع السياسة الاسرئيلية في هذا الاتجاه لتطال منازل القادة السياسين لحركات المقاومة، او نشطائها وليس الاماكن التي تتواجد بها ذخيرة كما يدعي الجيش الاسرائيلي.
وكان الجيش الاسرائيلي قد استخدم الطائرات الحربية من طراز اف 16 لقصف عدة منازل في مناطق مختلفة في قطاع غزة، بحجة انها تابعة لنشطاء فلسطينيين بعد ساعات من تلقيهم تحذيراً من الجيش للمغادرة، الامر الذي اوقع عدد من الاصابات في صفوف المواطنين.
واستهدفت الطائرات منزلاً لاحد نشطاء الجهاد الاسلامي ويدعى صلاح الشاعر شمالي خان يونس اوقع اصابة واحدة, في حين قصفت ذات الطائرات منزلا اخر في حي البرازيل بمدينة رفح يعود للناشط القسامي توفيق ابو محسين اسفر عن وقوع 6اصابات نقلوا الى مشفى ابو يوسف النجار لتلقي العلاج.
وقصفت الطائرات في وقت سابق من فجر اليوم منزلاً يعود لاحد المواطنين في حي الشجاعية وسط مدينة غزة خلف اربعة اصابات وصفت بالمتوسطة نقلوا الى مشفى الشفاء لتلقي العلاج.
وكان الجيش الاسرائيلي قد اطلق صواريخه نحو منزل مهجور في حي الزيتون جنوب مدينة غزة عصر امس بداعي استخدامه كمخزن متفجرات ليرتفع عدد المنازل التي جري قصفها خلال الساعات الاخيرة الى ستة منازل.
لا حول ولا قوه الا بالله
