رد المخرج السوري نجدة أنزور على مطالبة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بإيقاف عرض مسلسل " وماملكت أيمانكم " لما اعتبره البوطي من " سخرية من الله ومن القرآن الكريم " يحمله العمل في طياته ، بأن المسلسل مذكرات لأحد " الجهاديين " وأنه " مسلم ويعتز بثقافته الاسلامية ".
وقال أنزور لوكالة الأنباء الألمانية " مع احترامي الشديد في كل أعمالي السابقة ، التاريخية والمعاصرة حرصت على ابداء أكبر قدر من التقدير للاسلام دينا وثقافة ورجالا.. " صلاح الدين " ، " فارس بني مروان " ، " سقف العالم "، " الحور العين "، لكن البعض لا يفرقون بين الاسلام كدين عظيم متسامح وبين بعض المسلمين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين وهذا لا يحق لهم أصلا".
وكان الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ناشد المحطات الفضائية بوقف بث المسلسل السوري " وماملكت أيمانكم " .
وقال " البوطي " في رسالة بثتها وسائل إعلام محلية " إنني لست متنبئاً بغيب، ولست من المتكهنين بأحداث المستقبل. ولكني أحمل إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق، هابطة من السماء وليست من تصرفات الخلائق .. إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء مسلسل السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد الله ، إنه المسلسل الذي أبى المسؤول عنه إلا أن يبالغ في سخريته بالله وبدينه، فيقتطع من كلام الله في قرآنه عنواناً عليه، ويسميه ساخراً: (وما ملكت أيمانكم) ".
وقال أنزور "ماذا لو سميت أحد مسلسلاتي " التين والزيتون " أو " طور السنين " أو " سبأ " أو " مكة المكرمة " ، إضافة إلى ذلك أنا انطلق من كوني أحمل ثقافة اسلامية اعتز بها والاسلام العظيم ليس ملكا لفرد أو لجماعة أو هو أرث الأمة الباقي إلى أبد الدهر".
وتابع بالقول: "أنا كفنان أتعامل مع مجتمع إسلامي بألوان مختلفة ،لقد قدمت رجل الدين النموذج الأمثل وقدمت آخر يحاول تحقيق مشروعه السياسي عن طريق الدعاوة الدينية في المجتمع الإسلامي، منقبات ومحجبات وسافرات ، ليس لي موقف مسبق من أي منهن، سلوك المرأة وحركتها هي التي تعنيني كفنان، أعرف محجبات رائعات ثقافة وسلوكا وإيمانا ورقيا وأعرف أخريات لسن كذلك".
وأضاف بالقول: "أمي محجبة وقريباتي محجبات، وهذا أمر طبيعي وفطري، لكن الغير طبيعي أن يتم استثمار هذا الأمر لتحقيق مشاريع سياسية والأهم من كل ذلك أننا أمام لوحة حركية تحوي عشرات بل مئات الجماعات السياسية الاسلامية الجهادية، والدعوية، والصوفية، وكل جماعة لها رأي يخالف الآخر وأحيانا يتناحر معها، الأمثلة تملأ الأمة في الصومال ولبنان والعراق وافغانستان".
وقال " أنزور " : "مسلسل ما ملكت ايمانكم يهدف الى مكاشفة منطقية ويجب ان لا يختبأ احد خلف اسلامه ويشعل الحرائق ويبيح المحرامات ثم يقول أني مسلم ، لا احد مسلما اكثر من احد كلنا مسلمون". وكشف المخرج بأن هذا "الخط في المسلسل هو مذكرات شخصية لأحد الجهاديين وهي موثقة مئة بالمئة، السيناريو حول المذكرات إلى مشاهد، وحذف منها الكثير من القصص القاسية والمؤلمة والتي قد تفهم خطأ".
وتابع بالقول: "لا أحد فوق النقد، ما عدا النبي محمد، فالأمر مفتوح للحوار والنقاش الهادئ والعميق والذي يحترم الأطراف كلها ، قليل من التواضع إيها الأخوة ، لستم أكثر حرصا مني على الإسلام ومن حقي أن أقدم وجهة نظر مختلفة".مضيفا: "لا أوحي من أعمالي إلى إدانة أحد أو الترويج لأحد فأنا فنان معروف بما يكفي لكي لا أتوسل موقعا ، لكن أعتقد أن لكل منا دورا وأتمنى أن اسمع نقدا موضوعيا أو بالتي هي أحسن فإنني سأشكره ، لكن أن تمتلئ المواقع الالكترونية لبعض الجهات بالشتائم والاستفزازات فأعتقد أن هذا ليس من أدب الإسلام ولا من أدب الحوار وهو لا يؤدي إلى أي نتيجة".
ومسلسل " وماملكت أيمانكم " يروي قصص ثلاث شابات عربيات عام 2018 ، ويتحدث عن " معاناتهن في مجتمع ذكوري، وتتداخل حوادثه ما بين الماضي والحاضر والمستقبل ". ويتولى بطولة المسلسل مصطفى الخاني وسلافة المعمار وديمة قندلفت وعبد الحكيم قطيفان ورنا الأبيض ونادين خوري ، وهو من إخراج نجدة اسماعيل انزور .
وكانت محطات فضائية عربية عديدة رفضت عرض المسلسل في رمضان لأنه يتطرق إلى " المحرمات " ، إلى أن تبنت قناة " المستقبل " اللبنانية العمل ، حيث قال وقتها أنزور لوكالة الأنباء الفرنسية " إن عرض مسلسل ما ملكت أيمانكم على قناة لبنانية خطوة جريئة ".




عكس السير