السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في بدايات علم الطب كشفت للعلماء تشابه بين أعضاء البشر في شكل الأعضاء

وتشابه الدماء ونوعية خلاياها حتى إعتقدوا إمكانية تناقل الدماء والأعضاء دون ضرر

لكن ظهر جلياً فشل تجربتهم حين قاومت أجساد هؤلاء المرضى غريب الأعضاء والدماء فمات بعضهم

لكن مع مزيد دراسه وتفحص وتحليل ظهر إختلاف في نوعية هذه الدماء

فكانت فصائل الدم AوBو... ولايمكن خلط هذا مع هذا فيفسد




أرى هذه المقدمة العلميه شبيهه جداً لواقعنا الإجتماعي بعد أن نشبه أنفسنا بهذه الدماء التي تجري في العروق وماتحمله من غاية وهدف من هذا الجريان

كذلك الإنسان يعدو في هذه الحياة لغاية وهدف يسعى لتحقيقه

وليكتمل نصاب هذا التشبيه لنأخذ ماتوصل إليه العلماء بعد طول عناء كقاعده لنا

فــ حتى لاتفسد هذه الذات الإنسانيه بإختلاط بلا تحليل فكانت مجريات هذا التحليل بأن نسعى للتغلغل إلى ذواتنا

ونستكشف مكنوناتها ونعرف نواميسها ونتلمس مبتغاها ومطالبها

فنغوص في بحر الذات حتى نتمكن من الغوص في بحر الحياة بأمان

فنجعل من ناتج هذا التحليل الذي أظهر نوعية الأفكار وطبيعة أنفسنا كوقاية وتحصين

قبل الإختلاط بمجتمعنا وذوات الأخرين فنحسن إختيار البيئه التي تنمى أفكارنا وتلبي مطالبنا

وإن كان قد يخل بهذا التشبيه قدرة الإنسان على التكيف وتغيير طبيعته حتى يتأقلم مع مجتمعه

إلا أنه تشبيه بتحريض من خوف داخلي من أن يكون هذا التكيف تغيير عكسي وإنحدار




فـ من يخالط من يلهث وراء السراب سيلحق السراب مهرولا مالم يحصن

ومن يخالط من لايملك من رأسة إلا ضحل الأفكار ومن جوارحه متعة الهوى وتلبية الشهوه فسيكون تابعاً مالم يحصن وتتلقفه رحمه
وإن كان تمتعه لايتعدى الوهم فلن يصل إلى لذة المتعه التي أحلها الله حين يسعى إليها بطريق الحرام

لأنه كمن يطلب الإرواء من البحر ومن يسعى للقبض على الريح فلن يرتقي حتى للسراب

كذلك من إمتلك همه عاليه وخالط من تشبع بدنو الهمه فلن يكسب إلا تثبيط لعزائمه وقتل لهمته مالم يحصن
وحين موازنتها بتشبيهنا كمن يخلط نوعين من فصائل الدماء فيصاب دمه بالتجلط

ومن جهه أخرى من يخالط من ينادي للإرتقاء سيجهر بصوته منادياً له وهذا دليل تحصين




كان مقصدي من التحصين ماكان فطرياً أو مايحتاج إلى حقن فكما الدم يحوي أجسام مضادة تقاوم كل ماهو غريب وضار
كذلك الإنسان محصن بفطرة سليمة وضمير حي يقاوم شواذ الفكر والفعل الدخيل الشاذ

وإن كنا نحتاج إلى مزيد حقن من شرع ربنا و إعمال عقولنا حتى لاتلوث ذواتنا بمخالطة مافسد من ذوات المجتمع وأفكارهم

فإن أغفلنا هذه الحقن فهو نذير إستقبال سموم من أفكار وأفعال مشوهه وبداية لجرعات من سموم قاتله لهذه الذات

فحين قلت المناعه وعدمت كانت الذات سهله لقبول مريض الفكر فتشوه الذات

كالدماء تماماً حين تحقن بالسموم والأمراض تجري وتفسد كافة الأعضاء وإن كان هدف الدماء أساساً تغذية هذا العضو فكانت النتيجه قتلة

فنقاء الدماء وإن كان مقصدي نقاء المجتمع سبيل لتغذية الذات الغذاء السليم وسبيل لمناشدة الهدف من الحياة وبلوغ الغايه