لم يكن أبو علاء و زوجته يعلمان أن النزول من السيارة لشراء بعض الحاجيات سيكلفهم كل ذلك الأرق والقلق , ليس خوفاً من فقدان السيارة التي استغل اللص نزول صاحبها منها دون إطفاء المحرك , ولكن هلع الوالدين -و خاصة الأم - تركز على ابنتهما جودي ذات السنوات الأربع و التي حال نومها في المقعد الخلفي للسيارة دون مرافقة والديها (الخبر) سمعت القصة من والدي جودي أهل الحادثة التي أرقت ليلة حمصية أربعائية لم تكن عادية , فقد استنفرت الشرطة بدءاً من قسم باب السباع و ليس انتهاء بمعاون قائد شرطة حمص العميد محمد أمين المرعي , إضافة إلى الأهل و الأصحاب و أصدقاء العائلة التي تضم نجماً ساهمت شهرته بالتسريع في النهاية السعيدة لقصة ضياع استمرت لنحو أربع ساعات , ألا و هو لاعب فريق الكرامة علاء الشبلي، شقيق جودي التي وضعها سارق سيارة ذويها، عندما اكتشف وجودها في السيارة، على قارعة الطريق في قرية الزربة (20 كم جنوب حلب ), ليبدأ رعب الطفلة مجللاً بصراخها الذي وصل إلى آذان عبد الجبار العلي ( أبو ركان ) صاحب أقرب البيوت إلى الطريق , ليصطحبها إلى بيته محاولاً طمأنتها قدر الإمكان ليأخذ منها بعض المعلومات عن أهلها و بلدها بعد أن أيقظ كل العائلة لإحاطة الطفلة بجو من الأمان .

و لدى سؤاله عن اسمها و بلدها لم تبخل بنت الرابعة بالجواب، فأجابته بأن اسمها جودي الشبلي من حي الشماس الذي لم يسمع به أبو ركان من قبل , ولكن لأن الكنية مطابقة لكنية رئيس مجلس مدينة حلب اتصل صاحب البيت بالسيد معن الشبلي رئيس بلدية حلب لينفي فقدان فتاة من عائلته , ولكن ما إن عرف أن الفتاة من حي الشماس حتى أخبر أبا ركان بأنه أحد أحياء حمص .


و لكن لم تنفع محاولات أبي ركان حتى طلب من جودي ذكر أسماء أهلها الذين برز منهم علاء الذي (يلعب بالطابة مع الكرامة وبيطلع عالتلفزيون) حسب التعبير الطفولي لجودي , وهنا ما كان أمام عبد الجبار إلا أن يوقظ جاره المهووس بأخبار كرة القدم، و الذي لم يتأخر بمعرفة علاء الشبلي ابن نادي الكرامة .


و من حسن حظ جودي و أهلها أن يكون هذا المهووس الكروي قريباً لوالدة لاعب آخر من الكرامة هو مهند إبراهيم , ليبادر إلى الاتصال بأم مهند و يخبرها بأن أخت علاء الشبلي موجودة في البيت المذكور , و لتخمد أم مهند بدورها حرقة قلب والدة الطفلة بخبر وجودها سليمة معافاة دون أي أذية , و لينتهي الفصل الأهم من القصة عند الساعة الثانية من بعد منتصف الليل .


أما الفصل الثاني و الأخير فقد شهد يوم السبت الماضي أحداثه , حين أخبر الرائد في قسم مرور حلب معين حزوم أبا علاء بوجود سيارته الكورية (كيا سيراتو) مركونة على الرصيف في منطقة باب النيرب دون أن يلحق بها السارق أي أذى أيضاً، باستثناء سرقته لشهادتي قيادة سيارة لعلاء وشقيقه أسامة , وبطاقة الصراف لعلاء و بطاقة ميكانيك السيارة , و عقد التأمين.