عرض قبل عقدين للبيع مقابل 30 مليون دولار



شيده «تشاتو دي ثونز» في القرن الثامن عشر، في منطقة لا تبعد كثيرا عن ديجون بفرنسا. وفي عام 1927 قام رجل الأعمال آشبل بارني بشحن جناح منه عبر الأطلسي وأعاد بناءه في الولايات المتحدة داخل غولد كوست كنصب تذكاري لابنه، الذي خدم داخل فرنسا في الحرب العالمية الأولى. ويعرف القصر باسم قلعة فولتير، تيمنا باسم الفيلسوف الفرنسي، الذي تشير الروايات التاريخية إلى أنه كان يتردد عليه للقاء عشيقته. لكن التاريخ الارستقراطي للقصر ينطوي على مصير حزين؛ فبعد عقدين من إدراجه للبيع ثم إعادة طرحه مرة أخرى من قبل مالكه ستيفن براون - في البداية مقابل ما يقرب من 30 مليون دولار - يدخل القصر إلى مزاد ظهيرة يوم الخامس عشر من مايو (أيار) حيث سيكون عرض الافتتاح الأدنى 3.2 مليون دولار (الشركة راعية المزاد هي «بريمير استيت أوكشن كمباني»، من مانهاتن بيتش بولاية كاليفورنيا).
ويقول براون (73 عاما)، الذي يعمل حاليا مستشارا لدى مؤسسات غير ربحية، إنه اشترى القلعة عام 1987 من أجل زوجته، التي «أرادت العيش حياة البارونات» وكانت تتخيل «سيارة رولز - رويس تتحرك بصوت مرتفع على الطريق الجانبي». وحدد الزوجان خططا لإعادة ترميم المكان، ولكنهما انفصلا بعد ذلك بوقت قصير. وانتقلت الزوجة إلى ويست كوست، فيما ذهب براون إلى مانهاتن.
وقال إنه خلال الفترة الملكية الطويلة، تم تأجير المنزل لاستخدامه في التصوير للعرض داخل كاتالوغات أو في إعلانات تلفزيونية. وكتبت مانيكا راندال، وهي من أنصار المحافظة على البيئة ومتخصصة في البحث عن الأماكن المناسبة لتصوير الأفلام، في عام 1988 كتابا «قصور على كوست غولد داخل لونغ آيلاند». ويتناول الكتاب قلاعا وقصورا متاحة لتصوير الأفلام وأعمال التلفزيون والأعمال المطبوعة. وتقول إنه على مدار العقدين الماضيين سمح لها براون بالدخول إلى القلعة لاستخدامها في الإنتاج التلفزيوني والتصوير لمجلات «فوغ» و«هاربرز» و«فانيتي فير»، وكانت تدفع له ما بين 5000 دولار إلى 10000 دولار يوميا.
وعندما اشترى المنزل كان يتبعه 12 فدانا. ولكن في النهاية باع براون قطعتين أرض مقابل 900000 دولار لكل قطعة (تبلغ مساحة إحداهما فدانين ونصف الفدان، وكان يوجد بها مكان لإيواء السيارات ويتسع لأكثر من سيارة، بالإضافة إلى بركة مياه. وقام الملاك الجدد بهدم البناء وإلغاء بركة المياه).
وفي عام 2005، وبعد عامين من العيش هناك مع ابنة له حتى ذهبت للجامعة، أعاد براون طرح القصر للبيع مع ليندا براون، وهي قريبة وسمسارة مع دانيال غيل في «سوثبيز إنترناشونال ريالتي». وحددت ليندا السعر بـ6.995 مليون دولار، وخفضته إلى 5.995 مليون دولار وبعد ذلك إلى 4.995 مليون دولار.
وأخذه براون مرة أخرى من السوق قبل عام ونصف العام، وسمح لأصدقاء بالإقامة فيه بصورة مؤقتة. وفي مارس (آذار) قامت ليندا بعرضه مرة أخرى بسعر 3.2 مليون دولار في المزاد. وتبلغ ضرائب العقار السنوية 47.654 دولار.
ويوجد في المبنى ست غرف نوم وستة حمامات، بالإضافة إلى حمام صغير، ودرابزين عمره 300 عام. وجرى تجديد المطبخ، وزينت غرفة تناول الطعام بسقف به مرايا وزخارف. وتوجد سجاجيد مطبوع عليها نمور على السلم المنحوت وصولا إلى جناح غرفة النوم الرئيسية. وجرى إعادة تجديد الحمامات مؤخرا برخام أبيض. وتقول ليندا إن حمام السباحة جرى تغيير أرضيته العام الماضي.
وقال براون إنه في هذه الأثناء لم يجد «مليارديرا يريد أن يشتري المنزل». وفكر في أن «الأشخاص الذين يبحثون عن منزل بهذا السعر الذي جرى تسويقه به سيرغبون في منزل أحدث».
وأصبح القصر نموذجا لمنازل أخرى في هذه المنطقة التي كانت من قبل تزخر بعائلة فاندربيلت وبرات ووولورث وأقطاب آخرين. وقال إن رجلا وزوجته يزوران لويزيانا أحبا القصر كثيرا إلى درجة أنهما قاما ببناء شيء مماثل يطل على البحر في بلدتهما.
واتخذ براون قرار طرح القصر في مزاد بعد أن باع براون منزلا في مستعمرة ماليبو داخ كاليفورنيا في مزاد خلال شهر فبراير (شباط) مقابل أكثر من 5 ملايين دولار.
وقال: «في هذا المناخ الاقتصادي، لا تتحرك المنازل بالأسلوب التقليدي عبر سماسرة عقارات». وقام توني فيتزغرالد، وهو سمسار يعمل لدى «بريمير استيتس»، ببيع عقار ماليبو.
وقال فيتزغرالد: «كان المزاد قويا جدا، وكان الناس يحبون الحصول على صفقة»، ولا سيما في ظل السوق الضعيفة، ولكن من أجل المشاركة في المزاد يتعين التسجيل مسبقا وتقديم شيك بالاطلاع قيمته 100000 دولار. ويتحمل العرض الفائز مصاريف شراء نسبتها 8 في المائة، وتأمينا نسبته 10 في المائة.