









تفريق المال على طلاب الأدب
وفيها فرّق ابن الفرات على طلّاب الأدب مالا وعلى من يكتب الحديث مثله، وكان السبب في ذلك أنّه جرى حديثهم في مجلسه فقيل لعلّ الواحد منهم يبخل على نفسه بدانق فضّة أو دونها ويصرفه إلى ثمن ورق وحبر.
وكان ابن الفرات موصوفا بسعة الصدر وحسن الخلق، وكان فرّق في الشعراء مالا. فقال لمّا جرى حديث هؤلاء:
« أنا أولى من عاونهم على أمرهم. » وأطلق لهم لما يصرفونه إلى ذلك عشرين ألف درهم. » فذكر أنّه لم يسبق ابن الفرات إلى ذلك إلّا ما حدّث به الضبعي عن رجاله أنّ مسلمة بن عبد الملك أوصى عند وفاته بالثلث من ثلثه لطلّاب الأدب وقال:
« هم مجفوءون. » وكان يستعمل كلّ يوم في مطبخ ابن الفرات من لحوم الحيوان وفي دوره من الثلج الكثير ومن الأشربة التي تعرض على كلّ من دخل ومن الشمع ومن القراطيس ما لم يستعمله أحد قبله ولا بعده. وكان إذا ولى الوزارة ارتفعت أسعار الشمع والثلج والقراطيس خاصّة وإذا عزل رخصت.
وكان أهدى إلى مونس المظفّر عند موافاته من المغرب وإلى بشرى ويلبق وإلى نازوك وغيرهم من الغلمان والخدم لمّا حضر النوروز هدايا عظيمة لم تسمح نفس أحد بمثلها وقدّر أنّهم يستكفّهم بها فلم يقع موقعه الذي أراد.
ذكر السبب في ضعف أمر ابن الفرات بعد تناهيه في القوة والاستقامة
اتّفق أن ورد الخبر إلى بغداد على ابن الفرات بأنّ أبا طاهر ابن أبي سعيد الجنّابى ورد إلى الهبير ليتلقّى حاجّ سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في رجوعهم، فأوقع بقافلة فيها خلق كثير من أهل بغداد وغيرها واتّصل خبره بهم وهم بفيد فأقاموا حتى فنى زاد من فيها وضاق بهم البلد فارتحلوا على وجوههم.
وأشار عليهم أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان - وكان إليه طريق الكوفة وطريق مكّة وبذرقة الحاجّ - لمّا بلغهم خبر الهجري، أن يعدل بهم من فيد إلى وادي القرى لئلّا يجتازوا بالهبير فضجّوا من ذلك وامتنعوا عليه وساروا وسار معهم ضرورة إلى الهبير.
فلمّا قربوا من الهبير عارضهم أبو طاهر ابن أبي سعيد الجنّابى وقاتلهم فظفر بهم وقتل منهم خلقا كثيرا وأسر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان وأحمد بن كشمرد وغرير العمرى وأحمد بن بدر عمّ السيّدة أمّ المقتدر وجماعة من خدم السلطان وحرمه.
وأخذ أبو طاهر جمال الحاجّ في سائر القوافل وسبى ممّن كان فيها من اختار من النساء والرجال والصبيان وسار بهم إلى هجر وترك باقى الحاجّ في مواضعهم بلا زاد ولا جمال. وكانت سنّ أبي طاهر في ذلك الوقت سبعة عشر سنة ومات أكثر من خلّف من الحاجّ بالعطش والحفا والرجلة.
وانقلبت بغداد وطرقها في الجانبين وخرج النساء حفاة منشّرات الشعور مسوّدات الوجوه يلطمن ويصرخن في الشوارع وانضاف إليهن حرم المنكوبين الذين نكبهم ابن الفرات وذلك في يوم السبت لسبع خلون من صفر فكانت صورة فظيعة قبيحة شنعة لم ير مثلها.
وتقدّم ابن الفرات إلى نازوك بالركوب إلى المساجد الجامعة في الجانبين ببغداد بسبب حركة العامّة فركب في جميع جيشه من الفرسان والرجّالة والنفّاطين حتى سكّن العامّة.
ثم قدم سائق الحاجّ فشرح الصورة لابن الفرات، فركب ابن الفرات آخر هذا اليوم وقد ضعفت نفسه إلى المقتدر وشرح له الحال واستدعى نصرا الحاجب وأدخله في المشاورة وتمكّن نصر من خطاب ابن الفرات بحضرة المقتدر وانبسط لسانه عليه وقال له:
« الساعة تقول: أيّ شيء الرأي، بعد أن زعزعت أركان الدولة وعرّضتها للزوال بإبعادك مونسا الذي يناضل الأعداء ويدفع عن الدولة، فمن يمنع الآن هذا الرجل عن السرير ومن الذي أسلم رجال السلطان وقوّاده وحرمه وخدمه إلى القرمطي سواك وقد ظهر الآن أمر الأعجميّ الذي وجد في دار السلطان وأنّه إنّما كان صاحب القرمطي. » وأشار نصر على المقتدر بمكاتبة مونس بالتعجّل إلى الحضرة، فأمر أن يكتب بذلك. ووثبت العامّة على ابن الفرات ورجمت طيّاره وبالآجرّ، وركب المحسّن من داره يريد طيّاره فرجموه وضجّت العامّة في الطرقات بأنّ:
« ابن الفرات القرمطي الكبير وليس يقنعه إلّا إتلاف أمّة محمّد. » وتحرّكت العامّة فامتنعت من الصلاة في المساجد الجامعة ذلك اليوم وارتجّت بغداد بأسرها من الجانبين. وأشار ابن الفرات بإنفاذ ياقوت إلى الكوفة لضبطها لئلّا تردها الهجريّة ويضمّ الغلمان الحجريّة ووجوه القوّاد إليه وإن كان الهجري مقيما سار لمحاربته.
فتقدّم المقتدر إلى ياقوت بالشخوص، وإلى ابن الفرات بإزاحة علّته فالتزم ابن الفرات له ولولديه وهما المظفّر ومحمّد وللزيادة في إقطاعهم وموائدهم ولمن ضمّ إليه أموالا عظيمة.
وخرج ياقوت بمضربه إلى باب الكناسة، وورد الخبر على ابن الفرات بانصراف الهجري إلى بلده. فوقّع إلى ياقوت بالرجوع فرجع وبطل نفوذه إلى الكوفة.
وأصلح المقتدر بين ابن الفرات وبين نصر وأمر الجماعة بالتضافر على ما فيه الصلاح للدولة وكفاية الهجري.
دخول مونس بغداد
ودخل مونس بغداد وتلقّاه الناس فلم يتأخّر عنه أحد وركب إليه ابن الفرات للسلام عليه ولم تجر له بذلك عادة ولا لأحد قبله. فلمّا عرف مونس خبره خرج إلى باب داره وتلقّاه وسأله أن ينصرف فلم يفعل، وصعد إليه من طيّاره حتى هنّاه بمقدمه. فلمّا خرج لينصرف خرج معه مونس إلى أن نزل إلى طيّاره.
ما عامل به المحسن المنكوبين لما اضطرب أمره وأمر أبيه
استوحش المحسّن بعد إيقاع الهجري بالحاجّ من المنكوبين ونظر إلى سقوط حشمته، فخاف أن يظهر ما أخذه وارتفق به وما أسقطه من أداء المصادرين وفاز به، فنصب أبا جعفر محمّد بن عليّ الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر وكان هذا يدّعى من حلول اللاهوت فيه ما ادّعاه الحلّاج.
وكان المحسّن قد غنى بهذا الرجل فاستخلفه بالحضرة لجماعة من العمّال وكان له صاحب يعرف بملازمته مقدام على الدماء من أهل البصرة. فسلّم المحسّن إلى صاحب ابن الفرات هذا البصري جماعة فيهم النعمان بن عبد الله وعبد الوهّاب ابن ما شاء الله ومونس خادم حامد وأظهر أنّه يطالبهم بما بقي عليهم من المال، فلمّا حصلوا في يده ذبحهم كما يذبح الغنم. وكان جماعة مستترين، فكتب ابن الفرات إليهم كتبا جميلة حتى ظهروا، ثم صادرهم واستخرج منهم أموالا كثيرة.
ذكر القبض على أبي الحسن ابن الفرات وهرب ابنه المحسن
واشتدّ الإرجاف بابن الفرات حتى استتر أولاده وكتّابه فراسله المقتدر على لسان نسيم.
فحكى أبو القاسم ابن زنجي أنّه كان بين يديه إذ جاءه نسيم فتقدّم إليه فأدّى الرسالة التي كانت معه، فسمعته يقول في جوابها:
« قل له: أنت تعلم يا أمير المؤمنين أنّى عاديت في استيفاء حقوقك الصغير والكبير واستخرجت لك المال من الدنيء والشريف وبلغت غاية ما أمكننى في تأييد دولتك ولم أفكّر في أحد مع سلامة نيّتك وما قرّبنى منك واجتلب لي حسن رأيك، فلا تقبل فيّ قول من يريد إبعادى عن خدمتك ويغريك بما لا فائدة فيه ويدعوك إلى ما تذمّ عواقبه.
« وبعد فطالعى وطالعك واحد وليس يلحقني شيء ولا يلحقك مثله، فلا تلتفت إلى ما يقال، فقد علمت الخاصّة والعامّة أنّى أطلقت للرجال النافذين إلى طريق مكّة ما لم يطلقه أحد تقدّمنى واخترت رؤساء الجند والقوّاد وشجعان الرجال وأزحت العلّة في كلّ ما التمس مني، فحدث من قضاء الله عز وجل على الحاجّ ما قد حدث مثله في أيّام المكتفي بالله رحمه الله فما أنكره على وزيره ولا ألزمه جريرته ولا أفسد عليه رأيه. » وتكلّم في هذا المعنى بما يشاكله وانصرف نسيم والغلمان بانصراف نسيم.
واحتدّت الأراجيف وكثرت بأبي الحسن ابن الفرات والمحسّن ابنه، وأراد المقتدر أن يسكّن منهما فكتب إليهما رقعة يحلف فيها على ما هو عليه لهما وما يعتقده من الثقة بهما، وأنّه ينبغي لهما أن يثقا بما تقرّر في نفسه من موالاتهما وأمرهما أن يظهرا رقعته إليهما لأهل الحضرة ويكتب بنسختها إلى جميع عمّال الحرب والخراج في البلدان.
ثم ركب بعد ذلك ابن الفرات والمحسّن إلى الدار، فوصلا إلى المقتدر في شهر ربيع الأوّل سنة اثنتي عشرة، ولمّا خرجا أجلسهما نصر الحاجب وكان راسل الغلمان الحجريّة المقتدر في القبض عليهما فدخل مفلح برسالتهم، ثم أشار عليه بتأخير الأمر وقال له:
« إنّ صرف الوزير بكلام الأعداء خطر وخطأ في التدبير وإطماع للغلمان. » فأمره أن يتقدّم إلى نصر بإطلاقهما ويعرّف الغلمان أنّ الأمر يجرى فيما راسلوه على محبّتهم فتقدم مفلح وقال:
« لينصرف الوزير. »
فأذن نصر للوزير وابنه في الانصراف فقام ابن الفرات في الممرّات كالمهزول حتى وصل إلى طيّاره وكذلك ابنه المحسّن. فلمّا وصلا إلى دار الوزير دخل إليه المحسّن فسارّه سرارا طويلا ثم خرج من عنده وانصرف إلى منزله وجلس فيه ساعة وتقدّم بما أراد ثم خرج فاستتر.
وجلس أبوه غير مكترث ينظر في العمل وبين يديه وجوه الكتّاب وانصرفوا آخر النهار وقد تشكّكوا فيما بلغهم من صورة الأمر لمّا رأوه من نشاطه وانبساطه وجريه على رسمه في الحديث والأنس والأمر والنهى.
وتحدّث بعض خواصّه قال: سمعته يقول في آخر الليل وهو في مرقده يتمثّل بهذا البيت:
وأصبح لا يدرى وإن كان حازما ** أقدّامه خير له أم وراؤه
فدلّ ذلك على سهره وتفكّره في أمره، وجلس من الغد ينظر في أمره.
قال أبو القاسم ابن زنجي: فبينا هو كذلك إذ وردت رقعة لطيفة مختومة فقرأها فما عرفت ممّن هي في الوقت ثم عرفت أنّها كانت من مفلح. ثم وردت رقعة أخرى من رجل يجرى مجرى الجند كان ملازما لدار السلطان.
فلمّا قرأها أمسك قليلا ثم دعا يحيى قهرمانه فأسرّ إليه بشيء وانصرف. ثم صرف الناس وواعدهم البكور ونهض ابن الفرات عن مجلسه إلى دور حرمه وتفرّق الناس.
فلمّا صرت إلى الرّوشن ذكرت شغلا عليّ كان شغلي به فانصرفت وجلست لذلك، فإذا بنازوك قد دخل عليه سيفه وبيده دبّوس وإذا بيلبق يتلوه وهما بخلاف ما أعهدهما من الانبساط ومع كلّ واحد منهما نحو خمسة عشر غلاما بسلاح. فلمّا لم يجدوه في مجلسه دخلوا إلى دار حرمه فأخرجوه منها حاسرا وأجلس في طيّار وحمل إلى دار نازوك وقبض معه على ابنيه الفضل والحسين ومن وجد من كتّابه.
ومضى نازوك ويلبق إلى مونس المظفّر وعرّفاه الخبر وكان قد خرج إلى باب الشمّاسية وأظهر أنّه خرج للنزهة، فانحدر معه هلال بن بدر وجماعة من قوّاده وذهب يلبق إلى دار نازوك وأخرج ابن الفرات من هناك مع ولديه وأسبابه وأخرج نازوك من داره رداء قصب وطرحه على رأسه لأنّه كان حاسرا. فلمّا رأى ابن الفرات مونسا أظهر الاستبشار بحصوله في يده فأجلسه معه في الطيّار وخاطبه بجميل مع عتاب وتذلّل ابن الفرات وخاطبه بالأستاذيّة فقال له مونس:
« الساعة تخاطبني بالأستاذيّة وبالأمس تخرجني على سبيل النفي إلى الرقّة والمطر يصبّ على رأسى ثم تذكر لمولانا أمير المؤمنين أنّى أسعى في فساد مملكته! » وانحدر به إلى دار السلطان وتقدّم بحمل ولديه وكتّابه إليها وتسليمهم إلى نصر. فتكاثر العامّة على ابن الفرات ومعهم أسباب المنكوبين يدعون عليه ويضجّون واجتهد مونس في دفعهم فما قدر على ذلك ورجموا طيّار مونس لمكان ابن الفرات فيه وصاحوا:
« قد قبض على القرمطي الكبير وبقي القرمطي الصغير. » ولمّا وصلوا إلى باب الخاصّة صعد جمع عظيم من السميريّات لرجم ابن الفرات وولديه وكتّابه بالآجر حتى حوربوا واحتيج إلى رميهم بالسهام وجرح بعضهم فانصرفوا وتسلّمهم نصر.
فكانت مدّة ابن الفرات في هذه الوزارة الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر يوما.
تسليم ابن الفرات إلى شفيع اللؤلؤي
ثم اجتمع وجوه القوّاد إلى دار السلطان وأقاموا على أنّ ابن الفرات إن حبس في دار الخلافة خرجوا بأسرهم إلى المصلّى وأسرفوا في التهدّد.
فدعا المقتدر مونسا ونصرا وشاورهما فأشارا بتسكين القوّاد وبأن يخرج ابن الفرات ويسلّم إلى شفيع اللؤلؤي ويعتقل عنده. فاستحضر شفيع وسلّم إليه.
ذكر توصل أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله الخاقاني إلى الوزارة
كان أبو القاسم عبد الله بن محمّد الخاقاني استتر في أيّام وزارة ابن الفرات الثالثة وأبوه أبو عليّ شديد العلّة وقد أسنّ وتغيّر فهمه ولمّا اضطرب أمر ابن الفرات عند ما جرى على الحاجّ ما جرى، سعى عليه أبو القاسم الخاقاني وعلى ابنه المحسّن وعمل لهما عملا وسعى له في ذلك نصر الحاجب وثمل القهرمانة وغيرهما. وكان مونس أشار بأبي القاسم الخاقاني قبل ذلك.
فقال المقتدر:
« أبوه خرّب الدنيا وهو شرّ من أبيه ولكن نقلّد الحسين بن أحمد المادرائى. » فعرّفه مونس أنّه قد نفذ إلى مصر وأنّ استحضاره يبعد. ثم ساعده نصر وابن الخال في ذلك، ثم استحضره المقتدر وشافهه بتقليده الوزارة والدواوين وخلع عليه وركب معه مونس المظفّر وهارون بن غريب إلى داره.
ذكر ما جرى عليه أمر ابن الفرات وأسبابه بعد تقلد أبي القاسم الخاقاني الوزارة
ذكر أبو الحسن أنّه سلّم إلى شفيع كما ذكرنا فراسله شفيع على يد المعروف بالجمل كاتبه، فيما يبذله من المصادرة عن نفسه ليسلم من أعدائه ومن تسليمه إلى الخاقاني وأبي العبّاس ابن بعد شرّ وهو كاتب الخاقاني فأجابه ابن الفرات بأنّه لا يفعل أو يثق من المقتدر بالله في حفظ نفسه من تسليمه إلى أحد من هذه الطبقة. وقال للكاتب الملقّب بالجمل:
« قل لصاحبك إني قد خلّفت في يد هارون الجهبذ وابنه مائة ونيّفا وستين ألف دينار حاصلة قبلهما من المصادرين ليعرف الخليفة ذلك ويتقدّم بحملها إلى بيت مال الخاصّة من وقته هذا حتى لا يوهمه الخاقاني أنّه هو استخرجه ثم يصرفه في النفقات التي سبيلها أن ينفق من بيت مال العامّة. » فركب شفيع للوقت وأنهى ذلك إلى المقتدر فوجّه إلى الجهبذين وكانا في دار الخاقاني لم يكلّمهما بعد لتشاغله بالتهنئة فأحضرا واعترافا بالمال وحملاه وصحّحاه في بيت مال الخاصّة.
وتقدّم المقتدر إلى نصر الحاجب بتسليم أولاد ابن الفرات وكتّابه وأسبابه إلى الخاقاني، فسلّمهم إليه وأخذ خطّه بتسلّمهم وسلّمهم الخاقاني إلى أبي العبّاس ابن بعد شرّ فقيّدهم وأجلسهم على الأرض في الحرّ الشديد ثم أخذ خطّ كلّ واحد من ولدي ابن الفرات بمائة ألف دينار وخطّ سعيد بن إبراهيم بمائتي ألف وخطّ أبي غانم كاتب المحسّن بمائتي ألف دينار، ووقع النداء على المحسّن وهشام وابني فرجويه والتهديد لمن وجدوا عنده بعد النداء بالنهب وإحراق المنازل وضرب ألف سوط. وواقف أبو الحسن شفيعا على أن يضمن عنده مالا إن ردّ إلى دار السلطان ولم يسلّم إلى أحد.
فذهب شفيع فخاطب في ذلك المقتدر فقال له المقتدر:
« إنّ مونسا ونصرا وهارون بن غريب قد أجمعوا على أنّه لا يمشى للخاقانى أمر إلّا بتسليم ابن الفرات إليه وضمن أن يستخرج منه ومن ابنه وأسبابه ألفي ألف دينار.
فانصرف شفيع ووجّه إلى ابن الفرات بكاتبه يشرح الصورة له.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)