شحم ماعز ولوز مر مدقوقا دقا جيدا وطرحت قطع منه على طريق السباع فإنه تأكله وتموت، وكذا إذا دق كندس وخربق أسود وطرح للسباع وأكلته قتلها، والعنصل من خواصه أنه حيث ما وضع لا يقربه شيء من الهوام البتة كالأفاعي والحيات وغيرها وبل العنصل إذا دق ثم جعل على جحور الفأر فرائحته تقل الفأر. وإن طرح في جحور الفار رماد حطب البلوط هربت الفئران من رائحته وصارت تأكل بعضها بعضا. وإن أخذت فأرة وسلخ جلد وجهها ثم أطلقت في البيت أو في المخزن هربت منها سائر الفئران هناك. وإذا دفن حافر بغلة سوداء أو دهماء أو حافر برذون تحت عتبة باب البيت لا يقربه فأر. وإن بخر به هرب الفأر وسائر الهوام. وإن أخذت فأرة فقطع ذنبها ودفنت في أساس بيت لا يدخل البيت فأرة، وقثاء الحمار إذا دق أصله وجعل في بيوت الفيران فأي فأر شم رائحته مات بوقته. والرهج المعروف بسم الفأر لا يضاهيه شيء لقتل الفأر إذا أكله. وقثاء الحمار إذا رش بمائه على شجرة أو زرع لا تقربه جرادة إلا هلكت، وإن أخذ من الجراد جرادة فأحرقت هرب باب الجراد من ذلك المكان، وكذلك النمل والعقارب إذا فعل بواحد منها قتل ذلك. وإذا علق رأس خفاش على الشجرة العالية عند مجيء الجراد لا ينزل بذلك المكان ودخان قرن الثور يقتل الجراد. وريش النعام إذا علق في بيت هربت منه الحيات والأفاعي، وإذا شمته غشي عليها، وإذا دق الأسارون وجعل بماء الكرم وطلي به حبل وأداره النائم على نفسه في موضع يخاف فيه من الهوام أمن على نفسه من سائر الهوام والحيوان والوحوش. وإن نقع الحنظل والعوسج ورش به موضع هربت منه الهوام، وإن دخن البيت بورق القرع هرب منه الذباب، وإذا وضعت قشور الفجل في البيت هربت منه العقارب. ودخان العقارب يقتل العقارب. وإذا خفت على موضع من برد أو ثلج أو جليد ونحوها فخذ بيدك خطافا وامسكه بيمينك ثم ارفع وجهلك إلى السماء وادفنه في وسط القرية أو حيث شئت وأنت كذلك لا تنظر إليه، فإنه لا يقرب ذلك المكان ثلج أو جليد وأن فسد أصل الشجرة من البرد وعلامته احمرار ورقه. دق الرجلة وهي البقلة الحمقاء وتطلى بها أصل الشجرة وعناقيد الكرم، ومفاتيح الإغلاق إذا شدت في حبل وعلقت حول قرية يخاف عليها من البرد انحرف عنها البرد وقلب البومة الكبيرة إذا شد في جلد ذئب وعلق على الساعد أمن واضعه اللصوص وسائر الهوام وصار لا يخاف أحدا وأصبح مهابا معظما عند الناس. ومن أراد ان يطرد الزنابير عن العنب وسائر الفواكه فليرش عليها زيتا، ومن علق على أصل الكرمة قدر شبر من جلد ضبع لا يقربه دود وأن أخذ جلد ضبع فربط على المكيال عشرة أيام ثم كيلت به الحبوب وزرعت، فإنها تأمن من الطير والدود والفأر.
والسداب البري عدو للسباع كلها، فأن جعل في برج حمام أو علق تحت أجنحة الدجاج لا يقربه نمس ولا قط. والقطران إذا قطر في قرية النمل شيء منه ماتت، وإذا سحق الوجّ وهو الأيكر بماء الكندر ورش به سقف بيت وزواياه لا يبقى فيه شيء من الهوام والذباب، ومما يطرد النمل أن يذرّ في قريتها كبريت وزيت أو يجعل على باب قريتها وطواط، وإن طليت الشجرة بمرارة بقر أو بالزيت لا يصعدها نمل، وكذا إذا دق الترمس بالكلس وطليت به الشجرة لا يصعدها النمل. ومما تهرب منه العقارب الروائح الطيبة كلها. كالعود والعنبر والكافور والمسك والزعفران. ومما يصطاد به الطير إذا أخذ بنج وأصوله ونقع في الماء يوما وليلة ثم ألقي فيه قمح وطبخ جيدا ثم يعزل القمح ويرمى به في مراعي الحجل والدلم والطير كله، فإذا أكل كنه شيئا تحير حتى يؤخذ باليد، أو يؤخذ زرنيخ أحمر فتطبخ معه الحنطة، ثم يلقى للطير، فإذا أكل منه لا يقدر على الطيران. وإن طبخ عدس بماء الكلس ثم جفف ونثر للطير، فإذا أكل منه سكر. وإن طبخ البنج والخربق بالماء ثم نقع فيه الشعير ثم جفف في الظل وطرح للكراكي وغيرها من الطير فأكلته سكرت حتى تؤخذ باليد. وإذا طبخ الباقلا بعصارة الدفلى والخل الحاذق وجعل في مواضع الطير فإذا أكلت منه عجزت عن النهوض وصيدت باليد.
وإذا أردت مما تعلم به حال السنة من حيث غلاء الحنطة ورخصة ومعرفة الأيام والفصول والشهور، فإذا كان النصف من تموز فخذ اثني عشر مثقالا من الحنطة النظيفة الخالصة، واجعلها في قارورة بحيث لا تختلط بشيء واتركها إلى الغد وزنها وانظر هل نقصت أو زادت وسمّ ذلك اليوم المحرم ثم زنها ثاني يوم وانظر هل نقصت أو زادت وسمّ ذلك اليوم صفر، ثم زنها ثالث يوم وانظر هل نقصت أو زادت وسمّه ربيع الأول وهكذا تفعل كل يوم إلى تمام اثني عشر يوما على تمام اثني عشر شهرا وهو شهور السنة، فاليوم الذي زاد فيه وزنها يزيد سعرها في الشهر الذي سميت به واليوم الذي نقص فيه وزنها ينقص في شهره سعرها.