









إنا من القوم اليمانيينا ** إن كنت عن ذلك تسألينا
وقد ضربنا في البلاد حينا ** ثمت أقبلنا مهاجرينا
إذا سامنا الضيم بنو أبينا ** وقد وقعنا اليوم فيما شينا
ريفا وماء واسعا معينا ويقال إن لغة طيىء هي لغة هذا الشيخ الصحاري والعجوز امرأته، وقال أبو المنذر: هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب لما خرجت طيىء من أرضهم من الشجر ونزلوا بالجبلين أجإ وسلمى ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في ذلك التمر خنافس فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس فجعل بعضهم يقول ويلكم الميت أطيب من الحي وقال أبو محمد الأعرابي أ كتبنا أبو الندى قال بينما طيىء ذات يوم جالس مع ولده بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس ممتد القامة عاري الجبلة كاد يسد الأفق طولا ويفرعهم باعا وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي وكان قد نجا من حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين فقال لطيىء من أدخلكم بلادي و إرثي عن آبائي أخرجوا عنها وإلافعلت وفعلت فقال طيىء البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء فقال الأسود اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد فاتعدا الوقت فقال طيىء لجندب بن خارجة بن سعدبن فطرة بن طيىء وأمه جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حمير وبها يعرنون وهم جديلة طييء وكان طييء لها مؤثرا فقال لجندب قاتل عن مكرمتك فقالت أمه و الله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل فقال طييء ويحك إنما خصصته بذلك فأبت فقال طيىء لعمروبن الغوث بن طييء فعليك يا عمرو الرجل فقاتله فقال عمرو لا أفعل وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيىء بعد طيىء:
ياطيىء أخبرني ولست بكاذب ** وأخوك صادقك الذي لا يكذب
أ من القضية أن إذا استغنيتم ** وأمنتم فأنا البعيد الأجنب
و إذا الشدائد بالشدائد مرة ** أشجتكم فأنا الحبيب الأقرب
عجب لتلك قضية و إقامتي ** فيكم على تلك القضية أعجب
ألكم معا طيب البلاد ورعيها ** ولي الثماد ورعيهن المجد ب
وإذا تكون كريهة أدعى لها ** وإذا يحا س الحيس يدعى جند ب
هذا لعمر كم الصغار بعينه ** لا أم لي إن كان ذاك ولا أ ب فقال طيىء يا بني إنها أ كرم دار في العرب فقال عمرو لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب فقال له طييء لك شرطك فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد فقال يا عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك و إلاسايفك. فقال عمرو الصراع أحب إلي فاكسر قوصك لأسرها أيضا ونصطرع وكانت لعمروبن الغوث بن طيىء قوس موصولة بزرافين إذا شاء خلعها فأهوى بها عها فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرهما فلما رأى عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي فقال الأسود خدعتني فقال عمرو الحرب خدعة فصارت مثلا فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطييء فنزلهما بنو الغوث ونزلت جديلة السهل منهما لذلك. قال عبيد الله الفقير إليه في هذا الخبر نظرمن وجوه. منها أن جندبا هو الرابع من ولد طييء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو بن الغوث وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب و غيرهما من الرواة الثقاة لهانىء بن أحمد الكناني شاعرجاهلئ، ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السهم إلا برجوعها والحديد إذا اعوج لا يرجع ألبتة ثم كيف يصح العقل أن قوسا بزرافين هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر، وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا وهو الأسود لما أفلت من حسان تتبع كما نذكره إن شاء تعالى في خبر اليمامة أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن ينزلهماطييء وكانت طييءوكانت طييءتنزل الجوف من أرض اليمن وهي اليوم محلة همدان ومراد وكان سيدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طييء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل يتتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم ولا يدرون أين يذهب إلا أنهم لا يرونه إلى قابل وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت لذلك وقالت قد ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف فلما هموا بالظعن قالوا لأسامة إن هذا البعير الذي يأتينا إنما يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النوى فلو أنا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا فلما كان الخريف جاء البعير فضرب إبلهم فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤى بن الغوث وحبة بن الحارث بن فطرة بن طيىء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله حتى أدخلهما باب أجإ فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما فرجعا إلى قومهما فأخبراهم به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين وجعل أسامة بن لؤي يقول:
اجعل ظريبا كحبيب ينسى ** لكل قوم مصبح وممسى وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين قال فهجمت طيء على النخل بالشعاب على مواش كثيرة وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن غفار فنهاهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوفوه فنزلوا ناحية من الأرض فسبروها فلم يروا بها أحدا غيره فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث يا بني إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد والبأس والرمي فاكفنا أمر هذا الرجل فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك اخر الدهر وكنت الذي أنزلتنا هذا البلد فانطلق الغوث حتى أتى الرجل فسأله فعجب الأسود من صغر خلق الغوث فقال له من أين أقبلتم فقال له من اليمن وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه فأخبرهم باسمه ونسبه ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله وأقامت طييء بالجبلين وهم بهما إلى الآن، وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 8 (0 من الأعضاء و 8 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)