









فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد اللهعي فقدمها سنة 144 فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث وقيل محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148 وجرت له حروب قتل في اخرها في شعبان سنة 155 وبلغ المنصور فولى مكانه عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزارمرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 54 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 177 فقتله الخوارج سنة 78 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أيمن فقدمها في سنة 179 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم بن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولى أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة ا 20 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 223 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 296 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية وأمرها، وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر بن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم إلي طعاما ومريقه من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال: يا جارية عندك حلواء قالت: لا، قال: ولا التمر قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون الأعراف: 129، قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت: أجل قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال: فقلت: يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقه من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت: يا جارية عندك حلواء قالت: لا قلت: ولا التمر قالت: ولا التمر فاستقليت ثم تلوت: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال: فنكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 251 وقيل سنة 240.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)