









الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه. فذكر بطليموس أن قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد والخل. قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفتها كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع مايصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد وفيها مدن كثيرة وقرى كبار يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعصمة.شلب وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين في حوز وطزت العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابل لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لاعلم له يعتقد أن ألأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيها ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه. فذكر بطليموس أن قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد والخل. قلت: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفتها كثير وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان لجميع مايصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الانقياد وفيها مدن كثيرة وقرى كبار يجيء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعصمة. والأندلس: أيضا محلة كبيرة كانت بالفسطاط في خطة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجواني في كتاب النقط من تصنيفه ومسجد الأندلس هو مصلى المعافر على الجنائز وهو ما بين النقعة والرباط وكان دكة وعليه محاريب وقد ذكره القضاعي في كتابه قال وبنته جهة مكنون علم الآمرية أم بنيه ثم بنته ست القصور مسجدا في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تراب الصواف وكيلها والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه بنته مكنون أيضا سنة 526 رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات وأجرت لهن رزقا وفي سنة 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادلي رحمه الله تعالى في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا وجمع بين مصلى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان أندوان: قرية من قرى أصبهان في ناحية قهاب قرب البلد كبيرة أندوشر: بالضم ثم السكون والشين معجمة. حصن بالأندلس بقرب قرطبة. منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندوشري كتب عنه السلفي شيئا من شعره بالإسكندرية وقال كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة شرفها الله مدة مديدة وقدم علينا الإسكندرية سنة 548 ومدحني وسافر في ركب إلى الشام متوجها إلى العراق وذكر لي أنه قرأ النحو بجيان على أبي الركب النحوي المشهور بالأندلس وعلى غيره وكان ظاهر الصلاح.
أندة: بالضم ثم السكون مدينة من أعمال بلنسية با لأندلس كثيرة المياه والرساتيق والشجر وعلى الخصوص التين فإنه يكثر بها، وقد نسب إليها كثير من أهل العلم. منهم أبو عمر يوسف أبو عبد الله خيرون القضاعي الأندي سمع من أبي عمر يوسف بن عبد البر وحدث عنه الموطأ ودخل بغداد سنة 104 وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي الغنائم بن النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى المغرب فهو أول من دخلها بالمقامات قاله ابن الدبيثي، وينسب إليها أيضا أبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي مات في سنة 542 قال أبو الحسن بن المفضل المقدسي، وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندي المعروف بابن الدباغ حدث عن أبي عمران بن أبي تليد وغيره وله كتاب لطيف في مشتبه الأسماء ومشتبه النسبة سمع منه الحافظ أبو عبد الله محمد الاشبيري.
أنساباذ: بفتح أوله وثانيه قرية من رستاق الأعلم من أعمال همذان بينها وبين زنجان وهي قرب دركزين ويقال إن الوزير الدركزيني من أهلها ونذكره في دركزين إن شاء الله تعالى.
إنسان: بلفظ الإنسان ضد البهيمة قال أبو زياد من بلاد جعفر بن كلاب، وقال: في موضع للضباب في جبال طخفة بالحمى حمى ضرية إنسان وهو ماء بالحمي إلى جنب جبل يسمى الريان، وإنسان الذي يقول فيه الراجز:
خلية أبوابها كالطيقان ** أحمى بها الملك جنوب الريان
فكبشات فجنوبي إنسان أنسب:آخره باء بوزن أحمر من حصون بني زبيد باليمن.
الأنسر: بضم السين بلفظ جمع النسر من الطير ماء لطيىء دون الرمل قرب الجبلين، وعن نصر الأنسر رضمات صغار في وضح حمى ضرية وهو في الأشعار بالنسار، وقال ابن السكيت الأنسر براق أبيض بين مزعا والجثجاثة من الحمى وليس بين القولين خلاف والرضمات جمع رضمة وهي صخور يرضم بعضها على بعض.
أنشاج: اخره جيم. كأنه من نواحي المدينة في شعر أبي وجزة السعدي:
يا دار أسماء قد أقوت بأتشاج ** كالوشم أوكإمام الكتاب الهاجي أتشاق: بالشين المعجمة محلة أنشاق. من قرى مصر بالدقهلية، وبمصر أيضا في كورة البهنسا أبشاق بالباء الموحدة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)