تُعْرَفوا به واْعْمَلوا به تكونوا من أهله‏.‏ وقالوا‏:‏ الكلمة إذا خرجتْ من القلب وقعتْ في القلب وإذا خرجتْ من اللّسان لم تُجَاوز الآذان‏.‏ وَرَوَى زِيَاد عن مالك قال‏:‏ كًنْ عالماً أو مًتَعلّماً ‏"‏ أو مُسْتمعا ‏"‏ وإيَّاك والرابعة فإنها مَهلكة ولا تكونُ عالماً حتى تكون عاملاً ولا تكون مؤمناً حتى تكون تقيَّاً‏.‏ وكان الشَّعبي والزُّهري يقولان‏:‏ ما سَمِعْنا حديثاً قَطُّ وسأَلْنا إعادَته‏.‏ رفع العلم وقولهم فيه قال عبد الله بن مسعود‏:‏ تَعلَّمُوا العِلم قبل أن يُرفِع‏.‏ وقال النبي ‏:‏ إنَّ الله لا يَقْبض العِلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يَقْبضه بقَبْض العُلماء‏.‏ وقال عبد الله بن عبَّاس رضوان الله عليهما لما وُورِيَ زيدُ بن ثابت في قبره‏:‏ مَن سرَّه أن يرى كيف يُقبض العلم فهكذا يُقبض‏.‏
تحامل الجاهل على العالم

قال النبي ‏:‏ وَيْل لعالم أمْرٍ من جاهله‏.‏ وقالوا‏:‏ إذا أردتَ أن تُفْحم عالماً فأحْضره جاهلاً‏.‏ وقالوا‏:‏ لا تُناظر جاهلاً‏.‏ وقالوا‏:‏ لا تُناظر جاهلاً ولا لجوجاً فإنه يجعل المُناظرة ذريعة إلى التعلّم بغير شكر‏.‏ وقال النبي ‏:‏ آرحموا عزيزاً ذلّ اْرحموا غنيّاً افتقر آرحموا عالماً ضاع بين وجاء كَيْسان إلى الخليل بن أَحمد يَسأله عن شيء ففكَّر فيه الخليلُ ليُجيبه فلما استفتح الكلام قال له‏:‏ لا أَدري ما تقول فأنشأ الخليل يقول‏:‏ لو كنتَ تَعْلم ما أقولً عَذَرْتَتي أو كنتُ أَجْهل ما تقولُ عذلْتُكا لكن جَهِلْت مَقالتي فعَذلْتَني وعلمتُ أنك جاهل فعَذَرْتُكا وقال حَبِيب‏:‏ وعاذِلٍ عذلتُه في عَذْله فظَنَّ أنيِّ جاهلٌ مِن جَهْلِه ما غبن المَغْبُونَ مثل عَقْلِه مَن لكَ يوماً بأخيك كُلِّهِ تبجيل العلماء وتعظيمهم الشِّعبي قال‏:‏ رَكب زيدُ بن ثابت فأَخذ عبد الله بن عبَّاس بركابه فقال‏:‏ لا تَفعل بابن عَمَّ رسول الله صلى الله عليه فقال‏:‏ هكذا أُمِرْنا أن نَفعل بعُلمائنا‏.‏ قال زيد‏:‏ أرني يدك فلما أَخرَج يدَه قبَّلها وقال‏:‏ هكذا أًمرنا أن نَفعَل بابن عمِّ نبِّينا‏.‏ وقالو‏:‏ خِدْمة العاِلم عبادة‏.‏ وقال عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليه‏:‏ من حق العاِلم عليكَ إذا أتيتَه أن تُسَلِّم عليه خاصَّة وعلى القوم عامَّة وتَجْلس قُدَامه ولا تشِر بيدك ولا تَغْمِز بعَيْليْك ولا تَقُل‏:‏ قال فلان خلافَ قولك ولا تأخذ بثَوْبه ولا تُلحَّ عليه في السؤال فإنما هو بمنزلة النَخلة المرطبة التيِ لا يزال يَسْقط عليك منها شيء‏.‏ وقالوا‏:‏ إذا جلستَ إلى العاِلم فَسَلْ تَفَقُّهاَ ولا تَسَلْ تعَنَتاً‏.‏