هذا قال لا نقول كما قالت الجهمية هو معنا ها هنا قلت الجهمية يقولون إن الباري تعالى في كل مكان والسلف يقولون إن علم الباري في كل مكان ويحتجون بقوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " يعني بالعلم ويقولون إنه على عرشه استوى كما نطق به القرآن والسنة وقال الأوزاعي وهو إمام وقته كنا والتابعون متوافرون تقول إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ومعلوم عند أهل العلم من الطوائف أن مذهب السلف إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تحريف ولا تشيبه ولا تكييف فإن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات المقدسة وقد علم المسلمون أن ذات الباري موجودة حقيقية لا مثل لها وكذلك صفاته تعالى موجودة لا مثل لها أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة أخبرنا عبد القادر الحافظ أخبرنا محمد بن أبي نصر بأصبهان أخبرنا حسين بن عبد الملك أخبرنا عبد الله بن شبيب أخبرنا أبو عمر السلمي أخبرنا أبو الحسن اللبناني حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية له قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال سألت ابن المبارك كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا قال على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ها هنا في الأرض وروى عبد الله بن أحمد في هذا الكتاب بإسناده عن ابن المبارك أن رجلا قال له يا أبا عبد الرحمن قد خفت الله تعالى من كثرة ما أدعوعلى الجهمية قال لا تخف فإنهم يزعمون أن ألهك الذي في السماء ليس بشيء قال عبد الله بن إدريس كل حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء وعن ابن المبارك قال في صحيح الحديث شغل عن سقيمة أخبرنا يحيىبن أحمد الجذامي أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا أبو الحسن الخلعي أخبرنا ابن الحاج أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرملي حدثناالعباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا أحمد بن يونس سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من القرآن ثم قال من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر بالله العظيم قال علي بن الحسن بن شقيق قمت لأخرج من ابن المبارك في ليلة باردةمن المسجد فذاكراني عند الباب بحديث أو ذاكرته فما زلنا نتذاكرحتى جاء المؤذن للصبح وقال فضالة النسائي كنت أجالسهم بالكوفة فإذا تشاجروا في حديث قالوا مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله يعنون ابن المبارك قال وهب بن زمعة المروزي حدث جرير بن عبد الحميد بحديث عن ابن المبارك فقالوا له يا أبا عبد الحميد تحدث عن عبد الله وقد لقيت منصور بن المعتمر فغضب وقال أنا مثل عبد الله أحمل علم أهل خراسان وعلم أهل العراق وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل الشام قال أحمد بن أبي الحواري جاء رجل من بني هاشم إلى عبد الله ابن المبارك ليسمع منه فأبى أن يحدثه فقال الشريف لغلامه قم فإن أبا عبد الرحمن لايرى أن يحدثنا فلما قام ليركب جاء ابن المبارك ليمسك بركابه فقال يا أبا عبد الرحمن تفعل هذا ولاترى أن تحدثني فقال أذل لك بدني ولا أذل لك الحديث روى المسيب بن واضح أنه سمع ابن المبارك وسأله رجل عمن يأخذ فقال قد يلقي الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة وقد يلقى الرجل غير ثقة يحدث عن ثقة ولكن ينبغي أن يكون ثقةعن ثقة عثمان بن سعيد الدارمي سمعت نعيم بن حماد يقول مارأيت ابن المبارك يقول قط حدثنا كان يرى أخبرنا أوسع وكان لايرد على أحد حرفا إذا قرأ وقال نعيم مارأيت أعقل من ابن المبارك ولاأكثر اجتهادا في العبادة الحسن بن الربيع قال ابن المبارك في حديث ثوبان عن النبي استقيموا لقريش ما استقامو لكم يفسره حديث أم سلمة لا تقتلوهم ما صلوا واحتج ابن المبارك في مسألة الارجاء وأن الإيمان يتفاوت بما روى عن ابن شوذب عن سلمة بن كهيل عن هزيل بن شرحبيل قال قال عمر لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح قلت مراد عمر رضي الله عنه أهل أرض زمانه نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ولا أقول لأحد منهم هو مفتون وعن ابن المبارك وسئل من السفلة قال الذي يدور على القضاة يطلب الشهادات وعنه قال إن البصراء لا يأمنون من أربع ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع فيه الرب عزوجل وعمرقد بقي لايدري ما فيه من الهلكة وفضل قد أعطي العبد لعله مكر واستدراج وضلالة قد زينت يراها هدى وزيغ قلب ساعة فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر قال منصور بن دينارصاحب ابن المبارك إن عبد الله كان يتصدق لمقامه ببغداد كل يوم بدينار وعن عبد الكريم السكري قال كان عبد الله يعجبه إذا ختم القرآن أن يكون دعاؤه في السجود قال إبراهيم بن نوح الموصلي قدم الرشيد عين زربة فأمر أبا سليم أن يأتيه بابن المبارك قال فقلت لا آمن أن يجيب ابن المبارك بما يكره فيقتله فقلت يا أمير المؤمنين هو رجل غليظ الطباع جلف فأمسك الرشيد الفضل بن محمد الشعراني حدثنا عبدة بن سليمان قال سمعت رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل يصوم يوما ويفطر يوما قال هذا رجل يضيع نصف عمره وهو لايدري يعني لم لا يصومها قلت أحسب ابن المبارك لم يذكر حينئذ حديث أفضل الصوم صوم داود ولا حديث النهي عن صوم الدهر قال أبو وهب المروزي سألت ابن المبارك ما الكبر قال أن تزدري الناس فسألته عن العجب قال أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك لا أعلم في المصلين شيئا شرا من العجب قال حاتم بن الجراح سمعت علي بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به فقال له اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ قال أحمد بن حنبل كان ابن المبارك يحدث من الكتاب فلم يكن له سقط كثير وكان وكيع يحدث من حفظه فكان يكون له سقط كم يكون حفظ الرجل وروى غير واحد أن ابن المبارك قيل له إلى متى تكتب العلم قال لعل الكلمةالتي أنتفع بها لم أكتبها بعد قال عمرو الناقد سمعت ابن عيينة يقول ما قدم علينا أحد يشبه ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة وقال مخلد بن الحسين جالست أيوب وابن عون فلم أجد فيهم من أفضله على ابن المبارك قال عبدان قال ابن المبارك وذكر التدليس فقال فيه قولا شديدا ثم أنشد دلس للناس أحاديثه * والله لا يقبل تدليسا
عن ابن المبارك قال من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته
قد أسلفنا لعبد الله ما يدل على فروسيته وقال محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن سنان قال كنت مع ابن المبارك ومعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس النفير فخرج ابن المبارك والناس فلما اصطف الجمعان خرج رومي فطلب البزاز فخرج إليه رجل فشد العلج عليه فقتله حتى قتل ستة من المسلمين وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة ولايخرج إليه أحد فالتفت إلي ابن المبارك فقال يا فلام إن قتلت فافعل كذا وكذاثم حرك دابته وبرز للعلج فعالج معه ساعة فقتل العلج وطلب المبارزة فبرزله علج آخر فقتله حتى قتل ستة علوج وطلب البزار فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابته وطرد بين الصفين ثم غاب فلم نشعر بشيء وإذا أنابه في الموضع الذي كان فقال لي يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحدا وأنا حي فذكر كلمة قال أبو صالح الفراء سألت ابن المبارك عن كتابه العلم فقال لولا الكتاب ما حفظنا وسمعته يقول الحبر في الثوب خلوق العلماء وقال تواطؤ الجيران على شيء أحب إلي من شهادة عدلين وقيل إن ابن المبارك مر براهب عند مقبرة ومزبلة فقال ياراهب عندك كنز الرجال وكنز الأموال وفيهما معتبر وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته وكان عبد الله غنيا شاكرا رأس ماله نحو الأربع مائة ألف قال حبان بن موسى رأيت سفرة ابن المبارك حملت على عجلة وقال أبو إسحاق الطالقاني رأيت بعيرين محملين دجاجا مشويا لسفرة ابن المبارك وروى عبد الله بن عبد الوهاب عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال كنت مع ابن المبارك فكان يأكل كل يوم فيشوي له جدي ويتخذ له فالوذج فقيل له في ذلك فقال إني دفعت إلى وكيلي ألف دينار وأمرته أن يوسع علينا قال الحسن بن حماد دخل أبو أسامة على ابن المبارك فوجد في وجهه عبد الله أثر الضر فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم وكتب إليه