المبادئ ثابتة لا يمكن أن تتحرك
تحدث فرانك كوخ عن قصة قد جرت معه, فقال : كان هناك سفينتان حربيتان مخصصتان لسرب التدريب و كانتا مبحرتين في مناورة تدريبية وسط جو عاصف استمر عدة أيام، و كنت أخدم على متن سفينة القيادة، وأقوم بأعمال المراقبة على الجسر عندما هبط الليل ، كانت الرؤية ضعيفة مع ضباب متقطع يغطي المنطقة، مما حدا بالقبطان إلى البقاء على الجسر لمراقبة جميع النشاطات، و بعد حلول الظلام بوقت قصير أبلغ الملاحظ الموجود على جناح الجسر بأن هناك أضواء، تشع من جانب القوس الأيمن.
فسأل القبطان : (( هل هي ثابتة أم تتحرك مبتعدة ؟)) ...
فرد الملاحظ )) ثابتة، أيها القبطان مما يعني أننا نسير في خط اصطدام مع تلك السفينة )).
عند ذلك خاطب القبطان مأمور الإشارة:) أرسل إشارة إلى تلك السفينة، نحن في مسار اصطدام، ونقترح أن تغيروا خط سيركم بمقدار 20 درجة )).
فجاء الرد بإشارة تقول:(( من الأفضل لكم أن تغيروا أنتم خط سيركم بمقدار 20 درجة)).
فقال القبطان:(( أرسل و قل لهم : أنا قبطان، وآمرك أن تغير مسارك 20 درجة)).
فجاء الرد:(( و أنا بحار من الدرجة الثانية، و من الأفضل لكم أن تغيروا أنتم مساركم 20 درجة)) .
عندها انفجر غضب القبطان و صرخ قائلاً: (( أرسل، أنا سفينة حربية، غير مسارك 20 درجة)) فجاء الرد بالإشارة الضوئية: (( أنا منارة))....فغيرنا نحن مسارنا.....

اليوم ..اليوم اتخذ القرار
كانت ربة بيت و أم لأربعة أولاد، الابن الأكبر لديه 17عاماً و الثاني 12و الثالث 8 سنوات و الأصغر 5 سنوات، حياتها الزوجية مستقرة و هادئة. وفي يوم من الأيام وجدت نفسها محبطة ويائسة من حياتها، وبدأت تناقش إحدى صديقاتها عن المسؤول عن تحديد مصير الإنسان، هل هو الإنسان؟ أم هي الظروف؟! ، و توصلت مع صديقتها إلى نقطة هامة هي أن الإنسان هو الذي يحدد مصير نفسه وليست الظروف هي التي تصنعه, ثم توصلت إلى نتيجة هامةأدت بها إلى أن تسأل نفسها بصوت مسموع أمام صديقتها أسئلة صريحة في لحظة صدق مع النفس :
أين أنا على خريطة العالم؟ ماذا صنعت لنفسي؟ وماذا حققت لذاتي؟ وأين هي طموحاتي؟ وأحلامي وآمالي؟ الآن.. الجميع في سباق مع الزمن إلا أنا خرجت من المدرسة لكي أتزوج و أنا في سن السابعة عشر في الصف الثاني الثانوي، وجلست في البيت بعد الزواج و تفرغت لتربية الأولاد، صحيح أني أربي جيل و أخدم زوجي وأساعد كل فرد في الأسرة لكي يحقق هدفه، أما أنا فأين أهدافي ؟!و أين أنا من هذا كله؟!
وتقول عن نفسها أنها إنسانة فاشلة ما بدأت برنامجاً قط في حياتها إلا و فشلت فيه و لم تكمله :
• دخلت المدرسة حتى وصلت إلى الصف الثاني الثانوي و لم تكمل تعليمها.
• بدأت في تعلم الطباعة لكي تحصل على وظيفة و لكنها لم تكمل البرنامج.
• بدأت في تعلم الخياطة ووجدتها مهنة سخيفة و مملة، و توقفت بعد عدة أيام.
• بدأت العمل في حضانة الأطفال، وتركت العمل بعد عدة شهور نتيجة لبعض الصعوبات.
ولكنها أخيراً اتخذت القرار أن تغير في حياتها، و وضعت خطة بأن تستكمل تعليمها.
• في البداية واجهت بعض الصعوبات، لكنها تغلبت عليها، فكانت أول خطوة قامت بها أنها دخلت امتحان الثانوية العامة و نجحت بتقدير مقبول.
• الخطوة الثانية التحقت بالجامعة (كلية التجارة) حيث واجهت مجموعة من الصعوبات و لكنها تغلبت عليها جميعها، فكل مشكلة وجدت لديها الحل، وحصلت على البكالوريوس بعد أربع سنوات.
• حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال بعد ثلاث سنوات دراسية في الجامعة.
• وهي الآن تحضر للدكتوراه !!
و تتجلى في هذه القصة الواقعية أهمية القرار، فباتخاذ القرار الجاد القوي انقلبت حياتها رأساً على عقب
و حققت النجاح في رسالتها الشخصية.

استمر و لا تيأس
كان في مقتبل العمر عندما اشترى قطعة أرض بمبلغ كبير، و اقترض من هذا المبلغ الجزء الأكبر كي يحقق حلمه و هو التنقيب عن الماس، وعندما علم أن هذه الأرض مملوءة بالماس و تحتاج إلى معدات و عمال، عزم على شرائها و لم يدخر وسعاً أن يجمع المال الذي ادخره في شبابه لكي يحقق حلمه، واقترض الجزء الباقي من البنك حتى يستطيع أن يبدأ المشروع.
و بعد أشهر من الحفر و التنقيب لم يعثر العمال و المهندسون على شيء، و يئس الرجل من الحصول على الماس فقرر التوقف و التخلي عن العمل ثم أنهى خدمات العمال و المهندسين و باع الأرض، و الآلات و المعدات بثمن زهيد, ثم دخل في موجة من الحزن نتيجة لخسارته... حتى أنه كان لا يغادر منزله و اعتزل الناس و الحياة العامة، حتى وجدوه ميتاً في بيته .
بعد عدة أيام من موته، اشترى الأرض شخص آخر و صمم أن يجد الكنز المخبأ في هذه الأرض و الذي يحكي عنه الناس.
وعيّن فريقاً من المهندسين والعمال وبنفس الآلات والمعدات، بدأ فريق العمل المهمة الشاقة, و بعد تسعة أشهر من التنقيب و العمل الشاق ليلاً نهاراً، بدأ العمال يجدون تباشير الماس على بعد عشرة أمتار بدءاً من المكان الذي أوقف فيه المالك السابق البحث و التنقيب عن الماس .
و أصبح المالك الجديد للأرض، بعد فترة وجيزة يمتلك أغنى مناجم الماس في البلاد .
و لو عرف الشخص الآخر كم كان قريباً من النجاح عندما توقف لما يئس أبداً و لأصر على النجاح .
والآن عندما تمسك بالورقة والقلم لتعلن ولادة رسالتك الشخصية في هذه الحياة, تذكر.... أنك وضعت البذرة الأولى في توازنك النفسي مع هذه الحياة الصاخبة، وبينما أنت تعيش وتحب وتتعلم وترنو إلى هدف سامٍ في عمل صالح وخالد إلى ما بعد موتك، تكون بذلك قد رويت بذرتك الأولى بالماء الطاهر....