وقال سالم عن أبيه مرفوعا يخرج نار من قبل اليمن ورواه نافع عن ابن عمر عن كعب قوله قال أبو سالم أجل من نافع وأحاديث نافع أولى بالصواب وقال ابن سعد كان سالم ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا قال أبو ضمرة الليثي حج هشام بن عبد الملك في سالم بن عبد الله فأعجبته سحنته فقال أي شيء تأكل فقال الخبز والزيت قال فإذا لم تشتهه قال أخمره حتى اشتهيه فعانه هشام فمرض ومات فشهده هشام وأجفل الناس في جنازته فرآهم هشام فقال إن أهل المدينة لكثير فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم فلم يرجع منهم أحدا فتشاءم به أهل المدينة فقالوا عان فقيهنا وعان أهل بلدنا قال جويرية بن أسماء حدثني أشعب الطمع قال قال لي سالم لا تسأل أحدا غير الله تعالى وقال فطر بن خليفة رأيت سالم بن عبد الله أبيض الرأس واللحية
وقال معن بن عيسى حدثني خالد بن أبي بكر قال رأيت على سالم قلنسوة بيضاء وعمامة بيضاء يسدل منها خلفه أكثر من شبر قال أيوب السختياني أتينا سالم بن عبد الله وهو في قميص وجبة قد أتزر فوقها قال نافع كان سالم يركب في عهد ابن عمر بالقطيفة الأرجوان قال ابن سعد أخبرت عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن ابن المسيب قال أشبه ولد ابن عمر به سالم وقيل كان سالم يركب حمارا عتيقا زريا فعمد أولاده فقطعوا ذنبه حتى لا يعود يركبه سالم فركب وهو أقطش الذنب فعمدوا فقطعواأذنه فركبه ولم يغيره ذلك ثم جدعوا أذنه الأخرى وهو مع ذلك يركبه تواضعا واطراحا للتكلف الأصمعي عن أشعب قال دخلت على سالم بن عبد الله فقال حمل إلينا هريسة وأنا صائم فاقعد كل قال فأمعنت فقال ارفق فما بقي يحمل معه قال فرجعت فقالت المرأة يا مشؤوم بعث عبد الله بن عمرو ابن عثمان يطلبك وقلت إنك مريض قال أحسنت فدخل حماما وتمرج بدهن وصفرة قال وعصبت رأسي وأخذت قصبة أتوكأ عليها وأتيته فقال أشعب قلت نعم جعلت فيذاك ما قمت منذ شهرين قال وعنده سالم ولم أشعر فقال ويحك يا أشعب غضب وخرج فقال عبد الله ما غضب خالي سالم إلا من شيء فاعترفت له فضحك هو وجلساؤه ووهب لي فخرجت فإذا أشعب قد لقي سالما فقال ويحك ألم تأكل عندي الهريسة قلت بلى فقال والله لقد شككتني وحكى الأصمعي أن أشعب مر في طريق فبعث به الصبيان فقال ويحكم سالم يقسم جوزا أو تمرا فمروا يعدون فغدا أشعب معهم وقال ما يدريني لعله حق مات سالم في سنة ست ومئة قال ابن شوذب وعطاف بن خالد وضمرة وأبو نعيم وعدة زاد بعضهم في ذي القعدة وقال بعضهم في ذي الحجة فصلى عليه هشام بن عبد الملك بعد انصرافه من الحج وقال خليفة وأبو أمية بن يعلى سنة سبع ومئة وقال الهيثم بن عدي وأبو عمر الضرير سنة ثمان والأول أصح قال الحافظ ابن عساكر قدم سالم الشام وافدا على عبد الملك ببيعة والده له ثم قدم على الوليد ثم على عمر بن عبد العزيز قال يحيى بن سعيد قلت لسالم في الحديث أسمعته من ابن عمر فقال مرة واحدة أكثر من مئة مرة
قال همام عن عطاء بن السائب دفع الحجاج رجلا إلى سالم بن عبد الله ليقتله فقال للرجل أمسلم أنت قال نعم قال وصليت اليوم الصبح قال نعم فرد إلى الحجاج فرمى بالسيف فقال ذكر أنه مسلم وأنه صلى الصبح وأن رسول الله قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله فقال لسنا نقتله على صلاة ولكنه ممن أعان على قتل عثمان فقال ها هنا من هو أولى بعثمان مني فبلغ ذلك ابن عمر فقال مكيس مكيس قال ابن عيينة دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال سلني حاجة قال إني استحيي من الله أن أسأل في بيته غيره فلما خرجا قال الأن فسلني حاجة ( فقال له سالم من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة فقال من حوائج الدنيا ) قال والله ماسألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها وكان سالم حسن الخلق فروي عن إبراهيم بن عقبة قال كان سالم إذا خلا حدثنا حديث الفتيان وعن أبي سعد قال كان سالم غليظا كأنه حمال وقيل كان على سمت أبيه في عدم الرفاهية حماد بن عيسى الجهني حدثنا حنظله عن سالم عن أبيه عن عمر قال كان رسول الله إذا مد يديه في الدعاء لم يرسلهما حتى يمسح بهما وجهه تفرد به حماد وفيه لين