









واعلم ان كل نوع ينافر الآخر لا يركب إلا في الثقب أو بطريقة التركيب الأعمى. وقد ركب بعض ذوات الأدهان في بعض ذوات الصموغ فأنتجت، وإن جعلت التراكيب كلها في الأواني المملوءة بالتراب الطيب. وكان ذلك أحسن وأنفع. وأما ما يركب بعضه في بعض مما يظهر له أثر، كالرمان، فإنه يجود في الرمان قطعا، والأترج في الكرم، والتوت في الأترج، والأترج في التفاح والعكس بالعكس ويحمر التفاح، ويركب في الدلب والقراصيا فيجود والأترج في الفرصاد فيثمر ثمرا أحمر، والأترج يطعم في الرمان فتحمر ثمرته، والآجاص الأصفر في الأترج وفي التفاح والخوخ لكنه يهرم سريعا وإن طعم في الأجاص واللوز طالت حياته. والخوخ أن ركب في الأجاص عظم ثمره، والأجاص يطعم في الكمشري، والسفرجل يقبل كل ما يركب فيه من شجر، وجميع الأشجار تألف السفرجل، والتفاح ينشب في الكمثري والسفرجل، والتفاح في الرمان، ويثمر الكرم في الأجاص الأسود، والتين ينشب في الفرصاد، والشاهبلوط، والبندق، والتفاح، والكمثري هذه كلها يطعم بعضها في بعض. وقد يركب في اللحاء دون الأصل.
وما يضاف من الكمثري إلى الفرصاذ يكون ثمره أحمر. والتفاح يألف الكمثري والسفرجل. وكذا يركب التفاح بالأجاص فيثمر تفاحا أحمر، والخوخ يألف الأجاص واللوز والكمثري والتفاح والسفرجل، والشاهبلوط يألف الجوز والبندق والبلوط، والسفرجل يألف الكمثري، والمشمش يألف الأجاص وإن أضفيت الكرمة إلى القراصيا أثمرت في الربيع.
وشجرة الزيتون تألف الكرم، والكمثري يألف التفاح والسفرجل ويعلق الرمان بالآس، وأجود الفرصاد ما تركب على البلوط، والأجاص يركب في التفاح، والأترج يطعم في السنة مرتين، وتطعم القراصيا في الآجاص، والسفرجل في الرمان، والورد ينشب في اللوز فيعلق، ويزهر في الخرفي، وهو كثير بأشبيلية وغيرها. وإذا ركب التفاح في الرمان اكتسب من الرمان كثرة الحلاوة وشيئا من طعمه. وإن ركب الأترج في الكمثري اكتسب رائحة الأترج ولونه، والنبق في التفاح تبقى النبقة قدر التفاحة في حلاوتها، والكمثري في التوت يخرج كمثري صغيرة حلوة ويسرع في حمله. والزيتون في الكرمة يثمر مع العنب زيتونا، وإن أضفي قضيب الزيتون إلى أصل شجرة العنب في ثقب على وجه الأرض حلي الزيتون وبحلاوة العنب، وإن أضفي قضيب العنب لشجرة الزيتون جاء عنبه كأنه مخلوط بالزيت وإذا ركب العنب في الحامض جاء طعمه مزيجا من الحلو والحامض والتفاح في الأترج والأجاص يحمل في السنة مرتين شتاء وصفيا. ويركب البرقوق في اللوز فيكون طعم نواه كطعم اللوز. والتطعيم إذا كسر باليد من غير حديد أحسن ويكون ذلك في يوم ساكن الريح عند بدء النهار، ويحفظ من الريح. والمطر لا يضر التطعيم بل ينفعه، إلا ما كان في اللحاء فإنه يضره، وتوضع أغصان التطعيم في التراب عند اشتداد الهواء مدة ثمانية أيام لا أكثر، وإذا أخرجت نقعت في الماء يوما أو يومين وإلا فسدت إلا العنب فلا يضره الماء. وقد تنقل الأقلام من بلد إلى بلد في عدة أيام وذلك بأن تخزن في آنية من فخار ضيقة الفم كان فيها ماء عذب ولم تتعرض لدهن ويسد فمها بخرقة سدا محكما وتدفن في الأرض، وهكذا تنقل من بلد إلى بلد.
والورد إذا أضفي إلى التفاح أو اللوز أو العنب يؤخذ لعروقه التي تحت الأرض وذلك بإزاحة التراب عنها وتقطع من الموضع الصلب وتنقل فتعيش. والأشجار إذا ركبت بالشق فأكثر ما يستعمل في هذه العملية أواني الفخار الجديدة المثقوبة بمقدار ما يتسع للغصن والتراب الذي فيها يؤخذ من وجه الأرض، ويلف حول الغصن حبل ويشد عليه، فيكون شبه خلخال ليمنع نزوله من الفخارة ويعامل بلطف وحذر ولا يهمل التراب من ترطيبه بالماء حتى لا يجف. وقيل يجعل عليه اسفنجة أو صوفة منقوعة بالماء من أول الليل، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، أو يعلق على التركيب كوز ماء عذب في أسفله ثقب يقطر منه الماء، وكلما نقص الماء زيد، ولا بد للورد إذا ركب في اللوز والعنب والتين من ذلك. ولا يربط التطعيم بخيط كتان أو قنب مضفور أو مفتول ولا بحبل صلب مفتول، فإنه يؤثر في القشر ويقطعه ويؤذي التركيب وفيسده، بل يستعمل خيط صوف أو ما يشبهه، وإذا طالت أغصان التركيب دعمت بدعائم خشب غليظ يركز في أصل الشجرة ويربط من أسفل موضع التركيب برفق وذلك حفظا لها من الريح والطير ثم تزال الدعائم عند الاستغناء عنها. وكذا يجعل حوله شباك تمنع حتى نزول الطير عليها. وإن احتيج إلى تخففي شيء من أغصانه كسرت باليد برفق دون أن يمسها حديد. وإذا ظهر في التركيب ضعف فيفتش عن سببه فإن كان الجفاف سقي بالماء وإن كان من زوال الطين أو التشقق أو النمل طين بطين آخر.
واعلم أن الشجر على اختلاف أنواعه له أعمار فالزيتون يعمر ثلاثة آلاف عام، والنخل يعمر خمسمائة عام، والبلوط أربعمائة عام، والخروب ثلاثمائة عام، والعناب والجوز والتين والتوت والميس والدردار والبشم تعمر مائتي عام، والعنب مائة وخمسين عاما حتى يجف، والنبق يعمر مائة سنة، والخوخ من أربع سنين إلى ست سنين، والكمثري والزعرور والمشتهى والرمان والسفرجل والقراصيا والمشمش والبندق والأترج والنارنج والسرو مائة عام، والأجاص والسبستان والدلب والدفلى والأزادرخت تعمر خمسين عاما. والورد يعمر ثلاثين عاما، والخيري يعمر عامين أو ثلاثة أعوام، والقصب الحلو يعمر ثلاثة أعوام، والمردوش ستة أعوام، والماميتا أربعة أعوام، والصفصاف عشرين عاما.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)