









فلا تهلكن النفس لؤما وحسرة ** على الشيء سداه لغيرك قادره الأشيمان: بالفتح ثم السكون تثنية أشيم. موضعان وقيل حبلان بالحاء المهملة من رمل الدهناء وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة:
كأنها بعد أحوال مضين لها ** بالأشيمين يمان فيه تسهيم وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هجر.
الأشيم: واحد الذي قبله وياؤه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة، وهو موضع غير الذي قبله والله أعلم.
أشي: بالضم ثم الفتح والياء مشددة. قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج سار إلى القريتين ثم خرج منها إلى أشي وهو لعدي الرباب وقيل هو للأحمال من بلعدوية، وقال غيره: أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة، وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره:
لا حبذا أنت ياصنعاء من بلد ** ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبذا حين تمسي الريح باردة ** وادي أشي وفتيان به هضم
الواسعون إذا ما جر غيرهم ** على العشيرة والكافون ما جرموا
والمطعمون إذا هبت شآمية ** وباكر الحي في صرادها صرم
لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم ** إلا يزيدهم حبا إلي هم وهي قصيدة شاعر في اختبار أبي تمام أنا أذكره بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء، وقال عبدة بن الطبيب هذه الأبيات:
إن كنت تجهل مسعاتي فقد علمت ** بنو الحويرث مسعاتي وتكراري
والحي يوم أشي إذ ألم بهم ** يوم من الدهر إن الدهر مرار
لولا يجوده الحي الذين بها ** أمسى المزالف لا تذكو بها نار - والمزالف - ما دنا من النار. قال نصر بن حماد
الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أمشع بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبويه في ذلك وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة ونتبعه بحكاية كلامه في أشي ههنا. قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشي هذا فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاء ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشي من لفظ وشئت بهمزة لامه لانضمامها كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوجب وشياء لانفتاح الهمزة ولا تقيس على أحد وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفا فإن ظاهر أمره أن يكون فعيلا وفعيل أبدا مصروف عربيا كان أو عجميا، وقد روي أشي هذا غير معروف ولا أدفع أن يكون هذا جائزا فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت حقر وهو صفة فيكون أصله أشوى كأحوى حقر فحذفت لامه كحذف لام أخوى، وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا أشيو كما جاز من أحا أحيو غير أن ما فيه من علمية يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد يجوز عندي في أشي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينه شين فيكون بناؤه من أشء وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعلا كأنه أشاء أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة غير أنه حقر فصار تقديره أشيء كأشيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياء وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشي كقولكم في تحقيركم مع تخفيف الهمزة كمي وقد يجوز أن يكون أشي من قوله وادي أشي تحقير أشيا أفعل من لفظ شأؤت أو شأيت حقر فصار أشيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها كقولك فيم تخفيف تحقير رأس أروس فاجتمعت معك ثلاث ياآت ياء التحقير والتي بعدها بدلا من الهمزة ولام الفعل فصارت إلى أشي ومن حذف من آخر تحقير أحوى فقال أحي مصروفا أو غير مصروف من هذه الياآت الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياآت ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في حكم المحققة فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا كذلك لا يحذف في أشي أو لا تعلم أنك إن حقرت بريء اسم رجل في قياس قول يونس في رد المحذوف ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بري فتجمع بين ثلاث ياآت ولا تحذف منهن شيئا من حيث كانت الوسطى منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رؤيا ريا وقول الخليل في تخفيف فعل في أويت أوى وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معا من مثال إفعوعلت من وأيت إواويت أن تحذف حرفا من آخر أشي هذا فتقول أشيء مصروفا أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرى عليه غير اللازم مجرى اللازم، وقد يجوز في أشئ أيضا أن يكون تحقير أشأ وهو فعلى كأرطى من لفظ أشاة حقر كأريط فصار أشيا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشيا واصرفه في هذا ألبته كما تصرف أريط معرفة ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضا. قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسئلة مفردة لوجب بسطها وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)