









رجال أراهم من ملوك وسوقة ** جنوا بعد ما نالوا السلامة والغنى بعيقبة: تصغير بعقوبا، قرية بينها وبين بعقوبا فرسخان وهي التي أنعم بها فيما ذكر بعضهم المسترشد بالله على الحيص بيص فلم يرضها وبها كانت الوقعة بين البقش كون خر والمقتفي لأمر الله.
[عدل] باب الباء والغين وما يليهما
بغاث: بالكسر وآخره ثاء مثلثة، برق بيض في أقصى بلاد أبي بكر بن كلاب.
بغانخذ: بالضم والنون مكسورة والخاء معجمة مفتوحة والذال معجمة، قال أبو سعد: أظنها من قرى نيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هاشم البغانخذي النيسابوري سمع الزبير بن بكار.
بغاوزجان: الواو مكسورة والزاي ساكنة وجيم وألف ونون، من قرى سرخس على أربعة فراسخ ويقال لها: غاوزجان خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن علي بن علي البغاوزجاني.
بغث: بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة، اسم واد عند خيبر بقرب بغيث.
بغد خزرقند: هذا اسم مركب من ثلاثة بلاد، ينسب إليه أبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم السلامي البغدخزز قندي وكان أبوه يقول إنما قيل لابني: البغدخزر قندي لأن أباه بغدادي وأمه خزرية وولد بسمرقند سمع أباه وتوفي بنسف في تاسع صفر سنة 421.
بغدل: أصلها باغ عبد الله، محلة بأصبهان، يشب إليها أبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق القطان البغدلي الأصبهاني روى عن يحيى بن أبي طالب و غيره روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ.
بغداد: أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري: أصل بغداد للأعاجم والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل فباغ بستان وداد اسم رجل وبعضهم يقول بغ اسم للصنم فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصي من المشرق فأقطعه إياها وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ دادي أي الصنم أعطاني وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرب عن باغ داذويه لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطها فاعتل فقالوا: ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة فقال: هليدوه وروز أي خلوها بسلام فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات بغداد وبغدان ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداد في آخره الذال المعجمة وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري: فما تقول في قولهم? خزداذ فقال: هو فارس ليس من كلام العرب قلت أنا وهذا حجة من قال: بغداذ فإنه ليس من كلام العرب وأجاز الكسائي بغداد على الأصل وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان وحكى الخارزنجي بغداد بدالين مهملتين وهي في اللغات كلها تذكر وتؤنث وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء فمدينة المنصور خاصة وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها: وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي: كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت فقال له: من بغداد فقال: لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطي ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدن كلها له وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الربح الواسع وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا بغ داد أي أن هذا الربح الذي ربحناه من عطية الملك وقيل: إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطليموس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الاقليم الثالث، قال: وطالعها السماك الأغزل بيت حياتها القوس لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت: أنا ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظن أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق وغاية ارتفاع الشمس، بها ثمانون درجة وثلث وظل الظهر بها درجتان وظل العصر أربع عشرة درجة وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة في الوجود ثلاثمائة درجة هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد بن حنبل: بغداد من الصراة إلى باب التبن وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن الامام علي بن أبي طالب ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرم وقطربل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد يقال لها: بغداد وكذا كانت إذ ذاك فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار فتحصن فيها أهلها منه فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل له الأمان فعبر المرزبان إليه فخلا به المثنى وقال له: إني أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث أدلاء فيدلوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك في سنة 13 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك. الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك في سنة 13 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك.
فصل في بدء عمارة بغداد. كان أول من مصرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء وانقتل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطها أخوه أبو العباس السفاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم فانقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عياش: بعث المنصور روادا وهو بالهاشمية يرتادوا له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واصطا رافقا بالعامة والجند فنعت له موضع قريب من بارما وذكر له غذاء وطيب هواء فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المورياني وعبد الملك بن حميد الكاتب: مارأيكم في هذا الموضع قالوا: طيب موافق فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والأمتعة في البر والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر وذلك في صيف وحر شديد وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أغيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله فخط البناء وقدر المدينة ووضع أول لبنة بيده قال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال: ابنو على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصوراستشار دهقان بغداد وكانت قرية في المربعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد فإنك تصير بين أربعة طساسيج طسوجان في الجانب الغربي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)