وما إن بجوف العير من متلذذ ** مسيرة يوم للمطي الرواسم فهذا يقوي قول أبي المنذر هشام بن محمد الكليي، قلت ولله دره ما تنازع العلماء في شيء من مصر العرب إلا وكان قوله أقوى حجة وهو مع ذلك مظلوم وبالقوارص مكلوم، والجوف أيضا أرض مطمئنة أو خارجة في البحر في غربي الأندلس مشرفة على البحر المحيط، والجوف أيضا من إقليم أكشونية من الأندلس. والجوف أيضا من أرض مراد له ذكر في تفسير قوله عز وجل: إنا أرسلنا نوحا إلى قومه نوح: ا رواه الحميدي الجرف ورواه النسفي الحول وهو فاسد وهو في أرض سبأ وقد ردد فروة بن مسيك ذكره في شعره، فقال:
فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ** نطقت ولكن الرماح أجرت
شهدنا بأن الجوف كان لأمكم ** فزال عقار الأم منها فعرت
سيمنعكم يوم اللقاء فوارس ** بطعن كأفواه المزاد اسبكرت قال أبو زياد الجوف جوف المحورة ببلاد همذان ومراد مآبة القوم أي: مبيت القوم حيث يبيتون ولعله الذي قبله، والجوف أيضأ جوف الحميلة موضع بأرض عمان فيه أهوت ناقة لسامة بن لؤي إلى عرفجة فانتشلتها وفيه حية فنفختها فرمت بها على ساق سامة فنهشته فمات وكان مر برجل من الأزد فأضافه فأحبته امرأته فأخذ سامة يوما عودا فاستاك به وألقاه فأخذته زوجة الأزدي فمصته فضربها زوجها فألقى سما في لبن ليقتله فلما تناول القدح ليشرب غمزته أن لا يفعل فأراقه فقالت امرأة الأزدي تذكر القصة وترثيه:
عين بكي لسامة بن لؤي ** حملت حتفة إليه الناقة
لا أرى مثل سامة بن لؤي ** علقت ساق سامة العلاقة
رب كأس هرقتها ابن لؤي ** حذر الموت لم تكن مهراقة وقيل اسم الموضع الذي هلك به سامة بن لؤي جو.
الجولان: بالفتح ثم السكون، قرية وقيل جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران. قال ابن دريد: يقال للجبل حارث الجولان وقيل: حارث قلة فيه. قال النابغة:
بكى حارث الجولان من فقد ربه ** وحوران منه موحش متضائل وقال حسان:
هبلت أمهم وقد هبلتهم ** يوم راحها لحارث الجولان وقال الراعي:
كذا حارث الجولان يبرق دونه ** دساكر في أطرافهن بروج جوكان: بالضم ثم الفتح وكاف وألف ونون، بليدة بفارس بينها وبين نوبندجان مرحلة منها أبو سعد عبد الرحمن بن محمد واسمه مأمون بن علي المتولي الفقيه وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني هو من أبيورد وتفقه ببخارى وكان مؤيد الملك ابن نظام الملك قد رد إليه التدريس بمدرسة بغداد بعد أبي اسحاق الشيرازي ولقبه شرف الأئمة وهو من أصحاب القاضي حسين المروزي وتمم كتاب الإبانة الذي ألفه الفوراني في عشر مجلدات فصار أضعاف الإبانا في مجلدين ومات المتولي في شوال سنة 478 وكان مولده سنة 427.
جولى: بوزن سكرى، موضع عن أبي الحسن المهلبي.
جومل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم ولام، ناحية من نواحي الموصل. وقنطرة جومل مذكورة في الأخبار.
الجومة: بالضم، من نواحي حلب. وجومة أيضا مدينة بفارس، وينسب بهذه النسبة عمر بن إسحاق بن حماد الجومي سمع عبد الله بن أحمد بن محمد بن القاسم الحلبي السراج.
الجونان: تثنية الجون وهو الأسود والجون الأبيض وهو من الأضداد. والجونان قاعان أحمران يحقنان الماء. قال جرير:
أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة ** بإثبيت فالجونين بال جديدها وقيل الجونان قرية من نواحي البحرين قرب عين محلم دونها الكثيب الأحمر ومن أيام العرب يوم ظاهرة الجونين، قال خراشة بن عمرو العبسي:
أبى الرسم بالجونين أن يتحولا ** وقد زاد حولا بعد حول مكملا
وبدل من ليلى بما قد تحله ** نعاج الفلا ترعى الدخول فحوملا
ملمعة بالشام سفع خدودها ** كأن عليها سابريا مذيلا جونب: آخره باء موحدة، موضع في شعر السيد الحميري.
الجون: الذي ذكرنا أنه من الأضداد، جبل وقيل حصن باليمامة من بناء طسم وجديس. قال المتلمس:
ألم تر أن الجون أصبح راسيا ** تطيف به الأيام ما يتأتس
عصى تبعا أيام أهلكت القرى ** يطان عليه بالصفيح ويكلس جونة: بالهاء، اسم قرية بين مكة والطائف يقال لها الجونة وهي للأنصار.
جونية: بالضم ثم السكون وكسر النون وياء مخففة. قال الحافظ أبو القاسم جونية، من أعمال طرابلس من ساحل دمشق حدث بها أحمد بن محمد بن عبيد السلمي الجوني يروي عن إسماعيل بن حصن بن حسان القرشي الجبيلي والعباس بن الوليد بن مزيد بن - عمرو بن محمد بن يحيى العثماني بالمدينة والحسن بن سعيد بن مرزوق الحناء روى عنه الطبراني ومحمد بن الوليد بن العباس البزاز العكاوي بمدينة جونية. قال الحافظ ومحمد بن أحمد بن عمرو أبو الحسن البغدادي وقيل الواسطي البزاز نزيل جونية وإامامها وخطيبها حدث عن الحسن بن علي القطان وأبي بكر السراج.
الجو: بالفتح وتشديد الواو وهو في اللغة ما اتسع من الأوعية. قال بعضهم:
خلا لك الجو فبيضي وآصفري وجو اسم لناحية اليمامة وإنما سميت اليمامة بعد باليمامة الزرقاء في حديث طسم وجديس وقد ذكر في اليمامة. قال جحدر اللص:
وإن امرأ يعدو وحجر وراءه ** وجو ولا يغزوهما لضعيف
إذا حلة أبليتها ابتعت حلة ** كسانيها طوع القياد عليف
سعى العبد إثري ساعة ثم رده ** تذكر تنور له ورغبف وقال بعضهم:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي ** وما عدلت عن أهلها لسواكا وجو الخضارم باليمامة، وجو الجوادة باليمامة، وجو سويقة وقد ذكرت فيما أضيف إليه جو. وجو أثال، وجو مرامر يقال لهما الجوان وهما غائطان في بلاد بني عبس أحدهما على جادة الطريق، وجو قرية بأجأ لبني ثعلبة بن درماء وزهير وفيها يقول شاعرهم:
وأجأ وجوها فوادها ** إذا القني كثير انخضادها
وصاح في حافاتها جذاذها قال القني جمع قنو وهي أعذاق النخل. وجذاذها: صرامها، وجو أيضا أرض لبني ثعل بالجبلين. قال امرؤ القيس:
تظل لبوني بين جو ومنسطح ** تراعي الفراخ الدارجات من الحجل ولعلها التي قبلها، وجو برذعة في طرف اليمامة في جوف الرمل نخل لبني نمير. وجو أوس لبني نمير أيضا، قال أبو زياد وهذه الجواء لبني نمير في جوف الرمل وليس في قعرها رمل إنما الرمل محيط بها وربما كان سعة الجو فرسخا أو أقل من ذلك. وجو الضبيب تصغير ضب لبني نمير أيضا فيه نخل وهو أوسع مما ذكرت لك و أضخم ومعهم فيه حلفاؤهم بنو وعلة بن جرم بن ربان، وجو الملا موضع في أسفل الملا كان لبني يربوع فحلت عليها فيه بنو جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد و ذلك في أول الإسلام فانتزعتها منهم ففي ذلك، يقول الخنجر الجنمي:
ومن يتداع الجو بعد مناخنا ** وأرماحنا يوم ابن ألية تجهل