ـ أومت برأسها وتمتمت بشفاهها معلنة ? الموافقة..
ـ هذا أنا ..." قلتها وأنا أحس بالدنيا تدور بي فتعملقني لأمتلك أسرار الحياة وأسباب الفرح المتعلقة كدوالي العنب بعيون صاحبة المنديل"
بدأت أرقص على نغمات ضحكاتها كأنما مسّ عقلي الجنون فقالت بصوتٍ حنون :اهدأ أرجوك سيفتضح أمرنا..
توقفت عن الرقص مستسلماً للهاث التعب ..وبعيون تقطر شوقاً قلت لها:
يالا تراتيب القدر العجيبة ..كيف هيأت لنا لقاءاً آخر في عالم الصدق..أهو إله الحب يريد أن يثبت لنا أنّ لابد غارقين في بحر الهوى ..
أمتارٌ قليلة تفصل ما بيننا وضوء القمر يرشد عيوننا لتتبادل الغزل ,دقائق هادئة تكلمنا فيها بالهمس ,باللمس بالآهات ,بالصمت الرهيبِ.
إلى أن عادت صاحبة المنديل بصوتها العذب:
ـ لقد تأخرت وعليّ العودة الآن إلى المنزل..ولكن كيف سأراك يا....
ـ ما دمنا قد افترقنا على أمل اللقاء فإن عناية السماء لا بد ستحقق أمانينا وإذا كان القدر شاء لنا هذا اللقاء فلا بدّ لنا لقاءات أخرى.
ـ من أنتَ ?
ـ أنا ذاك المتيم ضيع عمره بالهوى
ـ أقصد ما أسمك..?
ـ اخترعي لي اسماً
ـ لماذا؟!
ـ حتى نستلذ في رحلة البحث ? الانتظار
ـ حسنٌ من أنا..
ـ أنت نون المنديل الوردي
ـ اسمٌ جميلٌ وغريب امنحني حرفاً
"أخرجت من جيبي علاقة مفاتيح حفر عليها حرف / الميم/ ,وأهديتها إياها فأمسكتها بيدها الناعمة فلامست أصابعي أناملها.فشعرت بنشوة لم أشعر بها سابقاً ،وغرقت هي بخجلها الذي قطعته بقولها:
ـ كنت فارس الليل ,الفارس الذي ألتقط المنديل فسأسميك ميم فارس الليل..
ـ سنمضي على درب الهوى إلى أن يصير حبّنا أكبر من الأسماء ,حينها ستسقط أسماؤنا على الشفاه
/ ومضى كلّ ٍمنا في طريق والأمل يحدونا بلقاءٍ قريب../ }
هنا حلّ الظلام وبدأت نسائم الخريف الباردة تنخر في عظامنا ,فنهض /مؤمن/ معتذراً ليمضي بهدوء
فسألته بلهفة المتشوق: آ لن تكمل لي القصة ؟