بن غطفان يتناقلون وينتجعون الغيث فسمع عقيل بن علفة بنتاً له ضحكت فشهقت في آخر ضحكها فاخترط السيف وحمل عليها وهو يقول‏:‏ فرقت إني رجل فروق بضحكة آخرها شهيق وقال عقيل‏:‏ إني وإن سيق إلي المهر ألف وعبدان وذود عشر أحب أصهاري إلي القبر وقال الأصمعي‏:‏ كان عقيل بن علفة المري رجلاً غيوراً وكان يصهر إليه الخلفاء وإذا خرج يمتار خرج بابنته الجرباء معه‏.‏ قال‏:‏ فنزلوا ديراً من ديرة الشام يقال لها دير سعد فلما ارتحلوا قال عقيل‏:‏ قضت وطراً من دير سعد وطالماً على عرض ناطحنه بالجماجم ثم قال لابنه‏:‏ يا عملس أجز فقال‏:‏ ثم قال لابنته‏:‏ يا جرباء أجيزي فقالت‏:‏ كأن الكرى سقاهم صرخدية عقاراً تمشى في المطا والقوائم قال‏:‏ وما يدريك أنت ما نعت الخمر‏!‏ فأخذ السيف وهوى نحوها فاستعانت بأخيها عملس فحال بينه وبينها‏.‏ قال‏:‏ فأراد أن يضربه‏.‏ قال‏:‏ فرماه بسهم فاختل فخذيه فبرك ومضوا وتركوه حتى إذا بلغو أدنى ماء للأعراب قالوا لهم‏:‏ إنا أسقطنا جزروا فأدركوها وخذوا معكم الماء فإذا عقيل بارك وهو يقول‏:‏ إن بني زملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم من يلق أبطال الرجال يكلم والشنشنة‏:‏ الطبيعة وأخزم‏:‏ فحل معروف وهذا مثل للعرب ومن أعز الناس نفساً وأشرفهم همماً الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا قيلة لم يؤدوا إتاوة قط في الجاهلية إلى أحد من الملوك وكتب إليهم تبع يدعوهم إلى طاعته ويتوعدهم إن لم يفعلوا أن يغزوهم‏.‏ فكتبوا إليه‏:‏ العبد تبع كم يروم قتالنا ومكانه بالمنزل المتذلل إنا أناس لا ينام بأرضنا عض الرسول ببظر أم المرسل فغزاهم تبع أبو كرب فكانوا يقاتلونه نهاراً ويخرجون إليه القرى ليلاً فتذمم من قتالهم ورحل عنهم‏.‏ ودخل الفرزدق على سليمان بن عبد الملك فقال له‏:‏ من أنت وتجهم له كأنه لا يعرفه‏:‏ فقال له الفرزدق‏:‏ وما تعرفني يا أمير المؤمنين قال‏:‏ لا قال‏:‏ أنا من قوم منهم أوفى العرب أسود العرب وأجود العرب وأحلم العرب وأفرس العرب وأشعر العرب‏:‏ قال‏:‏ والله لتبينن ما قلت أو لأوجعن ظهرك ولأهدمن دارك قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين أما أوفى العرب فحاجب بن زرارة الذي رهن قوسه عن جميع العرب فوفى بها‏:‏ وأما أسود العرب فقيس بن عاصم الذي وفد على رسول الله فبسط له رداءه وقال‏:‏ هذا سيد الوبر وأما أحلم العرب فعتاب بن ورقاء الرياحي وأما أفرس العرب فالحريش بن هلال السعدي أما أشعر العرب فأنذا بين يديك يا أمير المؤمنين فاغتم سليمان مما سمع من فخره ولم ينكره وقال‏:‏ ارجع على عقبيك فما لك عندنا شيء من خير‏.‏ فرجع الفرزدق وقال‏:‏ أتيناك لا من حاجة عرضت لنا إليك ولا من قلة في مجاشع وقال الفرزدق في الفخر‏:‏ بنو دارم قومي ترى حجزاتهم عتاقاً حواشيها رقاقاً نعالها وقال الأحوص في الفخر وهو أفخر بيت قالته العرب‏:‏ ما من مصيبة نكبة أرمى بها ألا تشرفني وترفع شاني وإذا سألت عن الكرام وجدتني كالشمس لا تخفى بكل مكان وقال أبو عبيدة‏:‏ اجتمعت وفود العرب عند النعمان بن المنذر فأخرج إليهم بردي محرق وقال‏:‏ ليقم أعز العرب قبيلة فليلبسهما فقام عامر بن أحيمر السعدي فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر فقال له النعمان‏:‏ بم أنت أعز العرب قال‏:‏ العز والعدد من العرب في معد ثم في نزار ثم في تميم ثم في سعد ثم في كعب ثم في عوف ثم في بهدلة فمن أنكر هذا من العرب فلينافرني فسكت الناس‏.‏ ثم قال النعمان‏:‏ هذه حالك في قومك فكيف أنت في نفسك وأهل بيتك قال‏:‏ أنا أبو عشرة وخال عشرة وعم عشرة وأما أنا في نفسي فهذا شاهدي ثم وضع قدمه في الأرض ثم قال‏:‏ من أزالها من مكانها فله مائة من الإبل‏.