قاتل المخلوع مقتول ودم القاتل مطلول قد يخون الرمح عامله وسنان الرمح مصقول وينال الوتر طالبه بعد ما تسلو المثاكيل بأخي المخلوع طلت يداً لم يكن في باعها طول وبنعماه التي كفرت جالت الخيل الأبابيل إن خير القول أصدقه حين تصطك الأقاويل مراسلات الملوك العتبي عن أبيه قال‏:‏ أهدى ملك اليمن عشر جزائر إلى مكة وأمر أن ينحرها أعز قريشي‏.‏ فقدمت وأبو سفيان عروس بهند بنت عتبة فقال له‏:‏ أيها الرجل لا يشغلنك النساء عن هذه المكرمة التي لعلها أن تفوتك فقال لها‏:‏ يا هذه دعي زوجك وما يختاره لنفسه والله ما نحرها غيري إلا نحرته‏.‏ فكانت في عقلها حتى خرج أبو سفيان في اليوم السابع فنحرها‏.‏ زهير عن أبي الجويرية الجرمي قال‏:‏ كتب قيصر إلى معاوية‏:‏ أخبرني عما لا قبلة له وعمن لا أب له وعمن لا عشيرة له وعمن سار به قبره وعن ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم وعن شيء ونصف شيء ولا شيء وابعث إلي في هذه القارورة ببزر كل شيء فبعث معاوية بالكتاب والقارورة إلى ابن عباس‏.‏ فقال ابن عباس‏:‏ أما مالا قبلة قبله له فالكعبة وأما من لا أب له فعيسى وأما من لا عشيرة له فآدم وأما من سار به قبره فيونس وأما ثلاثة أشياء لم تخلق في رحم‏:‏ فكبش إبراهيم وناقة ثمود وحية موسى وأما شيء فالرجل له عقل يعمل بعقله وأما نصف شيء فالرجل ليس له عقل ويعمل برأي ذوي العقول وأما لا شيء فالذي ليس له عقل يعمل به ولا يستعين بعقل غيره وملأ القارورة ماء وقال‏:‏ هذا بزر كل شيء‏:‏ فبعث به إلى معاوية فبعث به معاوية إلى قيصر‏.‏ فلما وصل إليه الكتاب والقارورة قال‏:‏ ما خرج هذا إلا من أهل بيت النبوة‏.‏ نعيم بن حماد قال‏:‏ بعث ملك الهند إلى عمر بن عبد العزيز كتاباً فيه‏:‏ من ملك الأملاك الذي هو ابن ألف ملك والذي تحته ابنه ألف ملك والذي مربطه ألف فيل والذي له نهران ينبتان العود والألوة والجوز والكافور والذي يوجد ريحه على مسيرة اثني عشر ميلاً إلى ملك العرب الذي لا يشرك بالله شيئاً أما بعد فإني قد بعثت إليك بهدية وما بهدية ولكنها تحية وأحببت أن تبعث إلي رجلاً يعلمني ويفهمني الإسلام والسلام يعني الهدية الكتاب‏.‏ الرياشي قال‏:‏ لما هدم الوليد كنيسة دمشق كتب إليه ملك الروم‏:‏ إنك هدمت الكنيسة التي رأى أبوك تركها فإن كان صواباً فقد أخطأ أبوك وإن كان خطأ فما عذرك فكتب إليه‏:‏ ‏"‏ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً ‏"‏‏.‏ وكتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان‏:‏ أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لأغزينك جنوداً مائة ألف ومائة ألف‏.‏ فكتب عبد الملك إلى الحجاج أن يبعث إلى عبد الله بن الحسن ويتوعده ويكتب إليه بما يقول ففعل فقال عبد الله بن الحسن‏:‏ إن الله عزل وجل لوحاً محفوظاً يلحظه كل يوم ثلثمائة لحظة ليس منها لحظة إلا يحيي فيها ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء وإني لأرجو أن يكفينيك منها بلحظة واحدة‏.‏ فكتب به الحجاج إلى عبد الملك بن مروان وكتب به عبد الملك إلى ملك الروم فلما قرأه قال‏:‏ ما خرج هذا إلا من كلام النبوة‏.‏ بعث ملك الهند إلى هارون الرشيد بسيوف قلعية وكلاب سيورية وثياب من ثياب الهند فلما أتته الرسل بالهدية أمر الأتراك فصفوا صفين ولبسوا الجديد حتى لا يرى منهم إلا الحدق وأذن للرسل فدخلوا عليه فقال لهم‏:‏ ما جئتم به قالوا‏:‏ هذه أشرف كسوة بلدنا فأمر هارون القطاع بأن يقطع منها جلالاً وبراقع كثيرة لخيله فصلب الرسل على وجوههم وتذمموا من ذلك ونكسوا رؤوسهم ثم قال لهم الحاجب‏:‏ ما عندكم غير هذا قالوا له‏:‏ هذه سيوف قلعية لا نظير لها‏.‏ فدعا هارون بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب فقطعت به السيوف بين يديه سيفاً سيفاً كما يقط الفجل من غير أن تنثني له شفرة ثم عرض عليهم حد السيف فإذا لا فل فيه فصلب القوم على وجوههم ثم قيل لهم‏:‏ ما عندكم غير هذا قالوا‏:‏ هذه كلاب سيورية لا يلقاها سبع إلا عقرته فقال لهم هارون‏:‏ فإن عند سبعا فإن عقرته فهي كما ذكرتم ثم أمر بالأسد فأخرج إليهم‏:‏ فلما نظروا إليه هالهم وقالوا‏:‏ فنرسلها عليه وكانت الأكلب ثلاثة فأرسلت عليه فمزقته فأعجب بها هارون وقال لهم‏:‏ تمنوا في هذه الكلاب ما شئتم من طرائف بلدنا قالوا‏:‏ ما نتمنى إلا السيف الذي قطعت به سيوفنا قال لهم‏:‏ ما كنا لنبخل عليكم ولكنه لا يجوز في ديننا أن نهاديكم بالسلاح ولكن تمنوا غير ذلك ما شئتم قالوا‏:‏ ما نتمنى إلا السيف قال‏:‏ لا سبيل إليه ثم أمر لهم بتحف كثيرة وأحسن جائزتهم‏.‏ أبو جعفر البغدادي قال‏:‏ لما انقبض طاهر بن الحسين بخراسان عن المأمون وأخذ حذره أدب له المأمون وصيفاً بأحسن الآداب وعلمه فنون العلم ثم أهداه إليه مع ألطاف كثيرة من طرائف العراق وقد واطأه على أن يسمه وأعطاه سم ساعة ووعده على ذلك بأموال كثيرة‏.‏ فلما انتهى إلى خراسان وأوصل إلى طاهر الهدية قبل الهدية وأمر بإنزال الوصيف في دار وأجرى عليه ما يحتاج