بَرِح الخَفاء وكُشِف الغِطَاء‏.‏ ابداء السر - قالوا‏:‏ أفضيتُ إليك بشُقُوري أي أخبرتُك بأمْري وأطلعتُك على سرِّي‏.‏ وقولهم‏:‏ أخبرتُك بعُجَري وبُجَرى أي أطلعتُك على مَعايبي‏.‏ والعُجَر‏:‏ العرُوق المنعقدة وأما البجُر فَهي في البَطن خاصّة‏.‏ وتقول العامة‏:‏ لو كان في جَسَدي بَرَصَ ما كَتَمْتُكه‏.‏ الحديث يتذكر به غيره - قالوا‏:‏ الحديث ذو شُجُون - وهذا المثل لضَبَّة ابن أُدّ وكان له ابنان‏:‏ سَعْد وسَعِيد‏.‏ فخرجا في طلب إبل لهما فرجع سَعْد ولم يَرْجع سعيد فكان ضَبّة كلما رأى رجلاً مُقْبلا قال‏:‏ أسَعْد أم سَعيد فذهبت مثلاً‏.‏ ثم إن ضبّة بينما هو يَسير يوماً ومعه الحارث بن كَعْب في الشَّهر الحَرام إذ أتى على مكان فقال له الحارث‏:‏ أتَرى هذا اْلمَوضع فإني لقيتُ فتىً هيئتُه كذا وكذا فقتلتُه وأخذت منه هذا السيفَ فإذا بصفة سعيد فقال له ضَبَّة‏:‏ أرني السيفَ أنْظُر إليه فناولَه فَعَرفه فقال له‏:‏ إن الحديث ذو شجون ثم ضرَبه به حتى قَتله فلامَه الناسُ في ذلك وقالوا‏:‏ أقتلتَ في الشهر الحرام‏!‏ قال‏:‏ سَبق السيفُ العَذَل فذهبتَ مَثلا‏.‏ ومنه‏:‏ ذَكّرْتَني الطًعنَ وكنتُ ناسياً‏.‏ وأصل هذا أنّ رجلا حَمَل ليقتل رجلاً وكان بيد المَحْمول عليه رُمْح فأَنْساه الدًهشُ والجَزَع ما في يده فقال له الحامل‏:‏ أَلْقِ الرُّمح قال الآخر‏:‏ فإنّ رُمْحي لَمَعي‏!‏ ذَكِّرتني الطعن وكنتُ ناسياً ثم كًرّ على صاحبه فَهَزمه أو قَتَله‏.‏ ويقال‏:‏ إنّ الحاملَ صَخْر أو مُعاوية السُّلَمي أخو الخَنساء والمَحْمول عليه يَزيد بن الصَّعِقْ‏.‏ العذر يكون للرجل ولا يمكن أن يبديه - منه قولهم‏:‏ رُبَّ سامع بخبري لم يَسْمَع عًذْري‏.‏ ورُبَّ مَلُوم لا ذَنْب له‏.‏ ولعَلَّ له عُذْراً وأنت تَلوم‏.‏ وقولهُم‏:‏ المرْء أَعْلم بشأنه‏.‏ الاعتذار في غير موضعه - منه قولهم‏:‏ تَرْكً الذًنب أيسرُ من التماس العُذْر‏.‏ وتَرْك الذَّنب أيسرُ من طَلَب التَّوبة‏.‏ التعريض بالكناية - منه قولُهم‏:‏ أَعَن صَبُوحٍ تُرَقِّق ومنه قولهم‏:‏ إيّاكِ أَعْني واسمعي يا جارة‏.‏ المن بالعروف - قالوا‏:‏ شَوى أخوك فلما انضج رمَد‏.‏ وقولهم‏:‏ فَضْلُ القَوْل على الفِعْل دنَاءة وفَضْل الفِعْل على القَوْل مَكْرُمة‏.‏ الحمد قبل الاختبار - لا تَحْمدنّ أمةً عام آشترائها ولا حُرَّة عام بِنَائها‏.‏ وقولهم‏:‏ لا تَهْرِف قبلَ إنجاز الوعد - قالوا‏:‏ أنْجز حُرُّ ما وَعد‏.‏ وقولهم‏:‏ العِدَة عطيّة‏.‏ وقولهم‏:‏ من أَخَّر حاجةً فقد ضَمِنها‏.‏ وقالوا‏:‏ وَعْدُ الحرِّ فِعْل ووَعْد اللًئيم تَسْويف‏.‏ وقالت العامّة‏:‏ الوَعد من العَهد‏.‏ التحفظ من المقالة القبيحة وان كانت باطلاَ - حَسْبُك من شَرِ سَماعَهُ وما اْعتذارُك من شيء إذا قِيل الدعاء بالخير - منه قولهم للقادم من سفره‏:‏ خَيْرُ ما رُدَّ في أهلٍ ومال‏.‏ أي جعلك الله كذلك‏.‏ وقولُهم‏:‏ بَلَغ اللَهُ بك أكلأ العُمر أي أقصاه‏.‏ وقولهم‏:‏ نِعم عَوْفُك أي نَعِم بالك 0 وقولهم في النِّكاح‏:‏ على يَدِ الخَير واليُمْن‏.‏ وقولهم‏:‏ بالرِّفاء والبَنِين يريد بالرِّفاء‏:‏ الكثرة يقال منه‏:‏ رفأته إذا دعوت لَه بالكثرة‏.‏ وقولهمِ‏:‏ هُنِّئْتَ ولا تُنْكَه أي أصابك خَيْر ولا أصابك ضُرّ‏.‏ وقولهم‏:‏ هَوَت أمّه‏.‏ وهبِلته أمُّه‏.‏ يدعون عليه وهم يريدون الحمدَ له‏.‏ ونحوُه‏:‏ قاتَله الله وأَخْزاه الله إذا أحسن‏.‏ ومنه قولُ امرِىء القَيْس‏:‏ ما له عُدَّ من نَفَرِه تعيير الانسان صاحبه بعيبه - قالوا‏:‏ رَمَتْنِي بدائها وانسلَّت‏.‏ وقولهم‏:‏ عَيَّر بُجَيْر بُجَرَه نَسيَ بُجَيْر خَبَرَه‏.‏ وقولهم‏:‏ مُحْترَس من مِثْله وهو حارِس وقولهم‏:‏ تُبْصِر القَذى في عَيْن أخيك ولا تُبْصرِ الْجذع في عَيْنك‏.‏ الدعاء على الإنسان - منه قولهم‏:‏ فاهَا لِفِيك يريد الأرضَ لِفِيك‏.‏ وقولهم‏:‏ بِفِيك الحَجَر وبفيك الأثْلَب‏.‏ وقولهم‏:‏ لِلْيَدين وللفم‏.‏ ولما أتي عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه بسكران في رمضان قال له‏:‏ لليدين وللفم أولدانُنا صِيَامٌ وأنت مُفْطِر وضربه مائَةَ سَوْط‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ بجَنْبه فلْتكن الوَجْبَة‏.‏ يريد الصرعة‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ مِن كِلا جانِبَيك لا لبَّيك أي لا كانت لك تَلْبية ولا سَلامة من كلا جانِبَيك‏.‏ والتَّلبية‏:‏ الإقامة بالمكان وقولهم‏:‏ به لا بِظبْي‏.‏ وقال الفرزدق‏:‏ أقولُ له لما أتاني نَعِيُّه به لا بِظبْي بالصَّريمة أعفرَا ومنه قولهم‏:‏ جَدَع الله مَسامِعَهُ‏.‏ وقولهم‏:‏ عَقْراً حَلْقاً‏.‏ يريد عَقَره الله وحلَقه‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ لا لَعاً له أي لا أقامه الله‏.‏ قال الأخطل‏:‏ ولا لعاً لبَني ذَكْوانَ إذا عَثروا ولحبيب‏:‏ صَفْراء صُفْرةَ صِحَّة قد رَكبَّت جُثمانه في ثَوْب سُقْمٍ أصْفَرِ قَتلتْه سرٍّاً ثم قالتْ جَهْرةً قولَ الفَرزدق لا بِظَبْيٍ أعفَر رمى الرجل غيره بالمعضلات - منه قولهم‏:‏ رماه بأقحافِ رأسِه‏.‏ ورَماه بثالثة الأثافي يريد قطعةً من الجَبل يُجعل إلى جَنْبها أثفيّتان وتكون هي الثالثة‏.‏ ومنه‏:‏ يا للعَضِيهة والأَفِيكة إذا المكر والخلابة - منه قولهم‏:‏ فَتَل في ذِرْوَته‏.‏ أي خادَعه حتى أَزاله عن رأيه‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ ويُروي عن الزُبير أنه حين سأل عائشةَ الخُروجِ إلى البَصرِة فأَبَتْ عليه فما زالَ يفْتِل في الذِّرْوة والغارِب حتى أجابت‏.‏ وقولهم‏:‏ ضرَب أخماساَ لأسْداس يريدون المُماكرة‏.‏ وقال آخر‏:‏ إذا أراد امرؤ مَكراً جَنَى عِلَلاً وظَلَّ يَضرب أخماساً لأسْداس ومنه قولهم‏:‏ الذئب يأدو للغَزَال أي يَخْتِله ليُوقعه‏.‏ اللهو والباطل - منه قولهم‏:‏ جاء فلان بالتُرّه وجرى فلان السُّمَّة وهذا من أسماء الباطل‏.‏ وقال ‏:‏ ما أنا من ددٍ ولا دَدٌ مني‏.‏ وفيه ثلاث لغات‏:‏ دَدٌ وددا مثل قفا وددَن مثل حَزَن‏.‏ خلف الوعد - منه قولهم‏:‏ ما وَعْدُه إلا بَرْق خُلَّب وهو الذي لا مَطَر معه‏.‏ ومنه‏:‏ ما وَعْده إلا وَعْد عُرْقوب وهو رجل من العَماليق أتاه أخوه يسأله فقال‏:‏ إذا أطلعت هذه النخلةَ فلك طلعها فأتاه لِلِعدَة فقال‏:‏ دَعْها حتى تصيرَ بَلَحا فلما أبلحت قال‏:‏ دَعْها حتى تَصِير رًطَبا فلما أرْبطت قال‏:‏ دَعْها حتى تَصِير تمراً فلما أتمرت عَمَد إليها عُرقوبُ فجزَّها ولم يُعْطِ أخاه شيئاً فصارت مثلاً سائراً في الخُلف‏.‏ قال الأعشى‏:‏ اليمن الغموس - منه قولهم‏:‏ جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلْيانةَ وذلك أن الَعَيْرَ ربما اقتلع الصِّلْيانة إذا ارتعاها‏.‏ ومنه الحديثُ المرفوع‏:‏ اليمين الغَمًوس تَدَع الدَيار بلاقع