قولهم سَدَّ ابن بَيْض الطريقَ سدًّا‏.‏ وابن بيض‏:‏ رجل عقر ناقة في رأس ثَنيَّة فسدَ بها الطريق‏.‏ اليأس والخيبة - منه قولهم‏:‏ جاء بخُفي حُنين‏.‏ وقد فسرناه في الكتاب الذي قبل هذا‏.‏ ومنه‏:‏ أطالَ الغيبة وجاء بالخَيْبة‏.‏ ونظير هذا قولهم‏:‏ سَكت ألفاً ونَطَق خَلْفاً أي أطال السكوت وتكلم بالقبيح وهذا المثل يقع في باب العيّ وله ها هنا وجه أيضاً‏.‏ وقال الشاعر‏:‏ ومازِلْتُ اقطعُ عَرْضَ البِلادِ مِن المَشْرِقين إلى المَغْرِبَين وَأدَّرعُ الخوفَ تحتَ الدُجى وَأسْتَصْحِبُ الْجَدْى وَالفَرْقَدَيْن وَأطوِى وَأنْشُرُ ثوبَ الهُموم إلى أن رَجَعتُ بخُفي حُنَيْنِ طلب الحاجة في غير موضعها - قالوا‏:‏ لم أجد لشفْرَتي مَحَزّا‏.‏ وقولهم‏:‏ كَدَمْتَ غير مَكدَم‏.‏ وقولهم‏:‏ نَفختَ لو تنفخ في فَحَم‏.‏ وقالت العامة‏:‏ يَضرب في حديدٍ بارد‏.‏ طلب الحاجة بعد فواتها - منه قولهم‏:‏ لا تطلب أثراً بعد عَين‏.‏ وقولهم‏:‏ ‏"‏ في ‏"‏ الصيَّف ضَيّعتِ اللبن‏.‏ معناه أنّ الرجل إذا لم يُطرق ماشيَته في الصيَّف كان مُضَيِّعاً ‏"‏ لألبانها عند الحاجة ‏"‏‏.‏ الرضا من الحاجة بتركها - منه قولهم‏:‏ نجا برأسه فقد رَبح‏.‏ وقولهم‏:‏ وقول العامة‏:‏ الهزيمة مع السلامة غنِيمة‏.‏ وقال امرؤ القيس‏:‏ وقد طوَفْتُ في الآفاقِ حتَّى رَضِيتُ من الغنيمة بالإيابِ وقال آخر‏:‏ الليلُ داج والكِباشُ تَنْتَطِحْ فَمن نَجَا برأسه فقد رَبِحْ من طلب الزيِادة فانتقص - منه‏:‏ كطالب القَرْن جُدِعت أُذُنه‏.‏ وقولهم‏:‏ كطالب الصَّيد في عريسة الأسد‏.‏ وقولهم‏:‏ سَقَط العَشاء بها على سِرْحان‏.‏ يريد دابة خَرجت تطلب العَشاء فصادفت ذِئباً‏.‏ ونظير هذا من قولنا‏:‏ طلبْتُ بك التكثير فازددتُ قِلَّةً وقد يَخْسر الإنسان في طلب الرِّبْح الرجل يخلو بحاجته - منه قولهم‏:‏ خلا لكِ الجوُّ فبِيضى واصْفِرى ومنه‏:‏ ‏"‏ رًمِي ‏"‏ برَسنك على غاربك‏.‏ وهذا المثلُ قالته عائشة لابن أخت مَيْمونة زوج النبىّ ‏:‏ ذهبت والله ميمونة ورُمي برَسَنك على غاربك‏.‏ ارسالك في الحاجة من تثق به - أرْسِل حكيماً ولا توصِه‏.‏ وقولهم‏:‏ الحريص يَصِيد لك لا الجواد‏.‏ يقول‏:‏ إنّ الذي له هوىً وحِرْص على حاجتك هو الذي يقُوم بها لا القويّ عليها ولا هَوَى له فيها‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ لا يُرَحِّلنّ رحلَك مَن ليس معك‏.‏ ومنه في ‏"‏ هذا ‏"‏ المعنى‏:‏ الحاجة يجعلها نُصْبَ عينيه ويَحْملها بين أذنه وعاتقه ولم يجعلها بظَهْر‏.‏ قضاء الحاجة قبل السؤال - لا تسأل الصارخ وانظر ماله‏.‏ يريد لم يأتك مُستصرخاً إلا منِ ذُعر‏.‏ أصابه فأغِثه قبل أن يسألك‏.‏ ومنه كَفي برُغائها منادياً‏.‏ ومنه‏:‏ يُخْبِر عن مجهوله ‏"‏ مَعْلومُه ‏"‏‏.‏ وقولهم‏:‏ في عَيْنه فَرَارُه‏.‏ يَعْنون في نظرك إلى الفَرس ما يُغْنيك عن فَراره‏.‏ الانصراف بحاجة تامة مقضية - جاء فلان ثانياً من عِنانه‏.‏ فإن جاء بغير قضاء حاجته قالوا‏:‏ جاء يضرْب أصْدَرَيْه أي عِطْفيه‏.‏ وجاء وقد لَفَظ لِجَامه‏.‏ وجاء سَبَهْلَلاً‏.‏ فإن جاء بعد شدّة قيل‏:‏ جاء