صفحة 30 من 33 الأولىالأولى ... 202829303132 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 117 إلى 120 من 131

الموضوع: تاريخ الرسل والملوك(الجزء الثاني)

العرض المتطور

عاشق الوطنية تاريخ الرسل والملوك(الجزء... 07-24-2010, 10:48 PM
عاشق الوطنية حدثنا الحسن بن يحيى، قال:... 07-24-2010, 10:49 PM
عاشق الوطنية حدثني المثنى بن إبراهيم، قال:... 07-24-2010, 10:49 PM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثنا ابن... 07-24-2010, 10:50 PM
عاشق الوطنية ذكر خبر جرجيس وكان جرجيس... 07-24-2010, 10:50 PM
عاشق الوطنية فلم يشعر الآخرون إلا وقد أقبل... 07-24-2010, 10:51 PM
عاشق الوطنية فلما نظر إلى ذلك الملك... 07-24-2010, 10:52 PM
عاشق الوطنية ذكر الخبر عن ملوك الفرس وسني... 07-24-2010, 10:52 PM
عاشق الوطنية ثم سار من موضعه إلى همذان... 07-24-2010, 10:53 PM
عاشق الوطنية فغبر أردشير دهرًا لا يولد له،... 07-24-2010, 10:54 PM
عاشق الوطنية ثم إن ابنة للضيزن يقال لها... 07-24-2010, 10:54 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك بهرام بن هرمز ثم... 07-24-2010, 10:55 PM
عاشق الوطنية ذكرها فأبى. ثم انتخب ألف فارس... 07-24-2010, 10:56 PM
عاشق الوطنية ثم أقام سابور في مملكته... 07-24-2010, 10:56 PM
عاشق الوطنية وقال سليط بن سعد: جزى بنوه... 07-24-2010, 10:57 PM
عاشق الوطنية فوجه المنذر ساعة سمع مقالة... 07-24-2010, 10:57 PM
عاشق الوطنية وتفرقوا على هذا الرأي، فعاد... 07-24-2010, 10:58 PM
عاشق الوطنية وكان مهر نرسي معظمًا عند جميع... 07-24-2010, 10:59 PM
عاشق الوطنية ولما حييت بلاد فيروز، واستوثق... 07-24-2010, 10:59 PM
عاشق الوطنية ذكر ما كان من الأحداث في أيام... 07-24-2010, 11:00 PM
عاشق الوطنية ذكر ما كان من الحوادث التي... 07-24-2010, 11:01 PM
عاشق الوطنية وكان يلي الإصبهبذة - وهي... 07-24-2010, 11:01 PM
عاشق الوطنية قال هشام: وكان ملك أنوشروان... 07-24-2010, 11:02 PM
عاشق الوطنية فلما أجمع لما قالوا، أرسل إلى... 07-24-2010, 11:03 PM
عاشق الوطنية حنقًا على سبطين حلا يثربًا **... 07-24-2010, 11:03 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:04 PM
عاشق الوطنية وكان لخنيعة ينوف ذو شناتر... 07-24-2010, 11:05 PM
عاشق الوطنية رجع الحديث إلى حديث ابن... 07-24-2010, 11:06 PM
عاشق الوطنية وأقام أبرهة ملكًا على صنعاء... 07-24-2010, 11:06 PM
عاشق الوطنية أبرهة، وأخذ له نفيل أسيرًا،... 07-24-2010, 11:11 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:12 PM
عاشق الوطنية وجمع كسرى مرازبته وأهل الرأي... 07-24-2010, 11:14 PM
عاشق الوطنية قال كسرى: هذا الرأي، وأمر بمن... 07-24-2010, 11:14 PM
عاشق الوطنية وكان - فيما ذكر - بين كسرى... 07-24-2010, 11:15 PM
عاشق الوطنية وكان كسرى ولى رجلًا من الكتاب... 07-24-2010, 11:16 PM
عاشق الوطنية وأما غير ابن إسحاق، فإنه قال... 07-24-2010, 11:17 PM
عاشق الوطنية بين مفرق صدري إلى منتهى... 07-24-2010, 11:17 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:18 PM
عاشق الوطنية ثم قضى سطيح مكانه، فقام عبد... 07-24-2010, 11:18 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك هرمز بن كسرى أنوشروان... 07-24-2010, 11:19 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك كسرى أبرويز بن هرمز ... 07-24-2010, 11:20 PM
عاشق الوطنية وذكر أن المنجمين أجمعت أن... 07-24-2010, 11:20 PM
عاشق الوطنية حدثنا القاسم، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:21 PM
عاشق الوطنية قال عبد الله بن أبي بكر: فقال... 07-24-2010, 11:21 PM
عاشق الوطنية وقال عدي بن مرينا للأسود: أما... 07-24-2010, 11:22 PM
عاشق الوطنية فأنزلهما يومين، ثم كتب إلى... 07-24-2010, 11:23 PM
عاشق الوطنية فقاتلوهم بالجبابات يومًا. ثم... 07-24-2010, 11:24 PM
عاشق الوطنية قال أبو عمرو بن العلاء: فلما... 07-24-2010, 11:25 PM
عاشق الوطنية وإنه أمر أن يحصى ما اجتبى من... 07-24-2010, 11:25 PM
عاشق الوطنية فاندفع أسفاذ جشنس في تبليغ... 07-24-2010, 11:26 PM
عاشق الوطنية نحاس، ورد ذلك كله إلى موضعه؛... 07-24-2010, 11:26 PM
عاشق الوطنية ذكر ملك جشنسده ثم ملك... 07-24-2010, 11:27 PM
عاشق الوطنية حدثني محمد بن سهل بن عسكر،... 07-24-2010, 11:27 PM
عاشق الوطنية وقالت له قريش وبنوه: لا تفعل... 07-24-2010, 11:28 PM
عاشق الوطنية ابن عبد المطلب وعبد... 07-24-2010, 11:29 PM
عاشق الوطنية قال: فانصرفوا عنه إلى بلادهم.... 07-24-2010, 11:29 PM
عاشق الوطنية وأما ابن إسحاق، فإنه ذكر أن... 07-24-2010, 11:30 PM
عاشق الوطنية ابن كعب وأم كعب ماوية -... 07-24-2010, 11:31 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:32 PM
عاشق الوطنية ابن نزار وقيل إن نزارًا... 07-24-2010, 11:32 PM
عاشق الوطنية فلم تقبل توبته، فألقى غزالي... 07-24-2010, 11:40 PM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثني محمد... 07-24-2010, 11:41 PM
عاشق الوطنية قال: فقال عمر عند ذلك يحدث... 07-24-2010, 11:43 PM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:44 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:45 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن... 07-24-2010, 11:46 PM
عاشق الوطنية حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:48 PM
عاشق الوطنية وأقبل على عمه فقال له عمه: يا... 07-24-2010, 11:49 PM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد... 07-24-2010, 11:50 PM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: ولما استقر... 07-24-2010, 11:51 PM
عاشق الوطنية حدثني القاسم بن الحسن، قال:... 07-24-2010, 11:52 PM
عاشق الوطنية فلما رأى ابنا ربيعة: عتبة... 07-24-2010, 11:53 PM
عاشق الوطنية قال: فتصدى له رسول الله ص... 07-24-2010, 11:54 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:55 PM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-24-2010, 11:57 PM
عاشق الوطنية الحرب؛ وكان عبادة من الاثنى... 07-24-2010, 11:59 PM
عاشق الوطنية على رسول الله ص... 07-25-2010, 12:00 AM
عاشق الوطنية فإن يسلم السعدان يصبح محمدٌ... 07-25-2010, 12:01 AM
عاشق الوطنية ذكر من قال ذلك حدثنا ابن... 07-25-2010, 12:02 AM
عاشق الوطنية حدثني محمد بن إسماعيل، قال:... 07-25-2010, 12:03 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:05 AM
عاشق الوطنية حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن... 07-25-2010, 12:06 AM
عاشق الوطنية ثم كانت السنة الثانية من... 07-25-2010, 12:07 AM
عاشق الوطنية فلما قال ذلك رسول الله... 07-25-2010, 12:08 AM
عاشق الوطنية ثم اختلفوا في اليوم الذي فيه... 07-25-2010, 12:37 AM
عاشق الوطنية حدثني هارون بن إسحاق، قال:... 07-25-2010, 12:39 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:40 AM
عاشق الوطنية وأقبل أبو سفيان قد تقدم العير... 07-25-2010, 12:41 AM
عاشق الوطنية رجع الحديث إلى حديث ابن... 07-25-2010, 12:43 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 12:44 AM
عاشق الوطنية حدثني عبد الرحمن بن عبد الله... 07-25-2010, 12:45 AM
عاشق الوطنية ثم ارتحل رسول الله ص... 07-25-2010, 12:52 AM
عاشق الوطنية قال: وكان في الأسارى أبو... 07-25-2010, 12:54 AM
عاشق الوطنية ثم احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل... 07-25-2010, 01:04 AM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: وكان جميع من... 07-25-2010, 01:06 AM
عاشق الوطنية وأما بعضهم، فإنه قال: كان بين... 07-25-2010, 01:07 AM
عاشق الوطنية خبر كعب بن الأشرف قال أبو... 07-25-2010, 01:08 AM
عاشق الوطنية مقتل أبي رافع اليهودي قال... 07-25-2010, 01:10 AM
عاشق الوطنية حدثني موسى بن عبد الرحمن... 07-25-2010, 01:11 AM
عاشق الوطنية قال أبو جعفر: وأما السدي؛... 07-25-2010, 01:13 AM
عاشق الوطنية حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثني... 07-25-2010, 01:14 AM
عاشق الوطنية وتقول: ويهًا بنى عبد الدار!... 07-25-2010, 01:16 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 01:57 AM
عاشق الوطنية وقال أبو سفيان بن حرب، وهو... 07-25-2010, 02:00 AM
عاشق الوطنية وقد كان الحليس بن زبان أخو... 07-25-2010, 02:02 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:05 AM
عاشق الوطنية ذكر الأحداث التي كانت في سنة... 07-25-2010, 02:06 AM
عاشق الوطنية حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:09 AM
عاشق الوطنية وكان في سرح القوم عمرو بن... 07-25-2010, 02:13 AM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:17 AM
عاشق الوطنية ثم كانت السنة الخامسة من... 07-25-2010, 02:20 AM
عاشق الوطنية فلما انتهى إلى رسول الله ص... 07-25-2010, 02:23 AM
عاشق الوطنية قالت: فلما جاوزني قمت فاقتحمت... 07-25-2010, 02:24 AM
عاشق الوطنية ثم قام إلى جمله وهو معقول،... 07-25-2010, 02:31 AM
عاشق الوطنية فلما كلمه الأوس قال رسول الله... 07-25-2010, 02:35 AM
عاشق الوطنية فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:37 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:38 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:42 AM
عاشق الوطنية وأصيب من بني المصطلق يومئذ... 07-25-2010, 02:44 AM
عاشق الوطنية قالت: فوالله ما برح رسول الله... 07-25-2010, 02:45 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:47 AM
عاشق الوطنية وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:48 AM
عاشق الوطنية وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:50 AM
عاشق الوطنية فلما فرغ من الكتاب أشهد على... 07-25-2010, 02:55 AM
عاشق الوطنية قال: وفيها بعث رسول الله ص... 07-25-2010, 02:56 AM
عاشق الوطنية قال ابن إسحاق: ثم فرق رسول... 07-25-2010, 02:58 AM
عاشق الوطنية ثم كتب إلى رجل برومية كان... 07-25-2010, 02:59 AM
عاشق الوطنية ثم رجع إلى حديث يزيد بن أبي... 07-25-2010, 03:00 AM
عاشق الوطنية ذكر تزويج النبي ص... 07-24-2010, 11:39 PM
عاشق الوطنية وقد حدثنا محمد بن بشار، قال:... 07-25-2010, 02:19 AM
عاشق الوطنية حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا... 07-25-2010, 02:54 AM

  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومن لا أتهم، عن عبيد الله بن كعب بن مالك، كل قد حدث في غزوة ذي قرد بعض الحديث، أنه أول من نذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي، غدا يريد الغابة متوشحًا قوسه ونبله، ومعه غلام لطلحة بن عبد الله.
    وأما الرواية عن سلمة بن الأكوع بهذه الغزوة من رسول الله ص بعد مقدمة المدينة، منصرفًا من مكة عام الحديبية، فإن كان ذلك صحيحًا، فينبغي أن يكون ما روى عن سلمة بن الأكوع كان إما في ذي الحجة من سنة ست من الهجرة، وإما في أول سنة سبع، وذلك أن انصراف رسول الله ص من مكة إلى المدينة عام الحديبية كان في ذي الحجة في سنة ست من الهجرة، وبين الوقت الذي وقته ابن إسحاق لغزوة ذي قرد والوقت الذي روى عن سلمة بن الأكوع قريب من ستة أشهر. حدثنا حديث سلمة بن الأكوع الحسن بن يحيى، قال: حدثنا أبو عامر العقدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: أقبلنا مع رسول الله ص إلى المدينة - يعني بعد صلح الحديبية - فبعث رسول الله ص بظهره مع رباح غلام رسول الله، وخرجت معه بفرس لطلحة بن عبيد الله. فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله ص، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه. قلت: يا رباح؛ خذ هذا الفرس وأبلغه طلحة. وأخبر رسول الله أن المشركين قد أغاروا على سرحه. ثم قمت على أكمة فاستقبلت المدينة، فناديت ثلاثة أصوات: يا صباحاه! ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل، وارتجز وأقول: " أنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع ".
    قال: فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلى فارس منهم أتيت شجرةً وقعدت في أصلها، فرميته فعقرت به؛ وإذا تضايق الجبل فدخلوا في متضايقٍ علوت الجبل، ثم أرديهم بالحجارة؛ فوالله ما زلت كذلك حتى ما خلق الله بعيرًا من ظهر رسول الله ص إلا جعلته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه وحتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحًا وثلاثين بردةً، يستخفون بها لا يقلون شيئًا إلا جعلت عليه آرما حتى يعرفه رسول الله ص وأصحابه، حتى إذا انتهوا إلى متضايق من ثنية وإذا هم قد أتاهم عيينة عن حصن بن بدر ممدًا، فقعدوا يتضحون، وقعدت على قرن فوقهم، فنظر عيينة، فقال: مت الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، لا والله ما فارقنا هذا منذ غلس، يرمينا حتى استنقذ كل شيء في أيدينا. قال: فليقم إليه منكم أربعة. فعمد إلى أربعة منهم. فلما أمكنوني من الكلام، قلت: أتعرفوني؟ قالوا: من أنت؟ قلت: سلمة بن الأكوع؛ والذي كرم وجه محمد لا أطلب أحدًا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني.
    قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا فما برحت مكاني ذاك حتى نظرت إلى فوارس رسول الله ص يتخللون الشجر؛ أولهم الأخرم الأسدي، وعلى إثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، فأخذت بعنان فرس الأخرم، فولوا مدبرين، فقلت: يا أخرم؛ إن القوم قليل، فاحذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق بنا رسول الله وأصحابه. فقال: يا سلمة، إن كنت تؤمن باللله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق وأن النار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة. قال: فحليته، فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة، فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه، فطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول عبد الرحمن على فرسه، ولحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه وقتله، وعقر عبد الرحمن بأبي قتادة فرسه، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم؛ فانطلقوا هاربين. قال سلمة: فوالذي كرم وجه محمد، لتبعتهم أعدو على رجلي؛ حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد ولا غبارهم شيئًا.
    قال: ويعدلون قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد يشربون منه وهم عطاش؛ فنظروا إلى أعدو في آثارهم؛ فحليتهم فما ذاقوا منه قطرة.
    قال: ويسندون في ثنية ذي أثير، ويعطف علي واحدٌ فأرشقه بسهم فيقع في نغض كتفه، فقلت:
    خذها وأنا ابن الأكوع ** واليوم يوم الرضع
    فقال أكوعي غدوةً! قلت: نعم يا عدو نفسه؛ وإذا فرسان على الثنية، فجئت بهما أقودهما إلى رسول الله، ولحقني عامر عمي بعدما أظلمت بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وصليت وشربت، ثم جئت إلى رسول الله ص وهو على الماء الذي حليتهم عنه، عند ذي قرد، وإذا رسول الله قد أخذ تلك ألإبل التي استنقذت من العدو، وكل رمح، وكل بردة؛ وإذا بلال قد نحر ناقة من الإبل التي استنقذت العدو، فهو يشوى لرسول الله ص من كبدها وسنامها، فقلت: يا رسول الله؛ خلني فلأنتخب مائة رجل من القوم، فأتبع القوم فلا يبقى منهم عين. فضحك رسول الله ص حتى بدا - وقد بانت - نواجذه. في ضوء النار. ثم قال: أكنت فاعلًا! فقلت: إي والذي أكرمك! فلما أصبحنا قال رسول الله إنهم ليقرون بارض غطفان. قال: فجاء رجلٌ من غطفان، فقال: نحر لهم فلان جزورا، فلما كشطوا عنها جلدها رأوا غبارًا؛ فقالوا: أتيتم! فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسول الله ص: خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع.
    ثم أعطاني رسول الله ص سهمين سهم الفارس، وسهم الراجل؛ فجمعهما لي جميعًا، ثم أردفني رسول الله وراءه على العضباء؛ راجعين إلى المدينة. فبينما نحن نسير؛ وكان رجلٌ من الأنصار لا يسبق شدًا فجعل يقول: ألا من مسابق! فقال ذاك مرارًا؛ فلما سمعته قلت: أما تكرم كريمًا ولا تهاب شريفًا! فقال: لا، إلا أن يكون رسول الله، فقلت: يا رسول الله، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي! ائذن لي فلأسابق الرجل! قال: إن شئت، قال: فطفرت فع***، فربطت شرفًا أو شرفين فألحقه وأصكه بين كتفيه، فقلت: سبقتك والله! فقال: إني أظن، فسبقته إلى المدينة، فلم نمكث بها ثلاثًا حتى خرجنا إلى خيبر.
    رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق. ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله - يعني مع سلمة بن الأكوع - معه فرس له يقوده، حتى إذا علا على ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم، فأشرف في ناحية سلع، ثم صرخ: واصباحاه! ثم خرج يشتد في آثار القوم - وكان مثل السبع - حتى لحق بالقوم، فجعل يردهم بالنبل، ويقول إذا رمى: " خذها منى وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع ".
    فإذا وجهت الخيل نحوه، انطلق هاربًا، ثم عارضهم؛ فإذا أمكنه الرمي رمى، ثم قال:
    خذها وأنا ابن الأكوع ** واليوم يوم الرضع
    قال: فيقول قائلهم: أويكعنا هو أول النهار.
    قال: وبلغ رسول الله ص صياح ابن الأكوع؛ فصرخ بالمدينة: الفزع الفزع! فتتامت الخيول إلى رسول الله ص؛ فكان أول من انتهى إليه من الفرسان المقداد بن عمرو.
    ثم كان أول فارس وقف على رسول الله ص بعد المقداد من الأنصار، عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعورا، وأخو بني عبد الأشهل، وسعد بن زيد، أحد بني كعب بن عبد الأشهل، وأسيد بن ظهير أخو بني حارثة بن الحارث - يشك فيه - وعكاشة بن محصن، أخو بني أسد بن خزيمة، ومحرز بن نضلة، أخو بني أسد بن خزيمة، وأبو قتادة الحارث ربعي، أخو بني سلمة، وأبو عياش؛ وهو عبيد بن زيد بن صامت، أخو بني زريق.
    فلما اجتمعوا إلى رسول الله ص أمر عليهم سعد بن زيد. ثم قال: اخرج في طلب القوم حتى ألحقك في الناس.
    وقد قال رسول الله ص - فيما بلغني عن رجال من بني زريق - لأبي عياش: با أبا عياش، لو أعطيت هذا الفرس رجلًا هو أفرس منك فلحق بالقوم! قال أبو عياش: فقلت: يا رسول الله، أنا أفرسٌ الناس، ثم ضربت الفرس، فزالله ما جرى خمسين ذراعًا حتى طرحني؛ فعجبت أن رسول الله ص يقول: لو أعطيه أفرس منك! وأقول: أنا أفرس الناس. فزعم رجال من بني زريق أن رسول الله ص أعطى فرس أبي عياش معاذ بن ماعص - أو عائذ بن ما عص - ابن قيس بن خلدة - وكان ثامنًا - وبعض الناس يعد سلمة بن عمرو بن الأكوع أحد الثمانية، ويطرح أسيد بن ظهير أخا بني حارثة، ولم يكن سلمة يومئذ فارسًا، وكان أول من لحق بالقوم على رجليه؛ فخرج الفرسان في طلب القوم، حتى تلاحقوا.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: وحدثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أن أول فارسٍ لحق بالقوم محرز بن نضلة، أخو بني أسد بن خزيمة - ويقال لمحرز: الأخرم، ويقال له: قمير - وأن الفزع لما كان، جال فرسٌ لمحمود بن مسلمة في الحائط حين سمع صاهلة الخيل، وكان فرسًا صنيعًا جامًا، فقال نساءٌ من نساء بني عبد الأشهل حين رأى الفرس يجول في الحائط بجذع من نخل هو مربوط به: يا قمير، هل لك في أن تركب هذا الفرس - فإنه كما ترى - ثم تلحق برسول الله ص وبالمسلمين! قال: نعم، فأعطينه إياه، فخرج عليه، فلم ينشب أن بذ الخيل بجمامه حتى أدرك القوم، فوقف لهم بين أيديهم، ثم قال: قفوا معشر اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من أدباركم من المهاجرين والأنصار.
    قال: وحمل عليه رجلٌ منهم فقتله، وجال الفرس فلم يقدروا عليه؛ حتى وقف على آريه في بني عبد الأشهل، فلم يقتل من المسلمين غيره، وكان اسم فرس محمود ذا اللمة.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم، عن عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، أن محرزًا إنما كان على فرس لعكاشة بن محصن يقال له الجناح، فقتل محرز، واستلب الجناح. ولما تلاحقت الخيول قتل أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة، حبيب بن عيينة بن حصن، وغشاه ببردته، ثم لحق بالناس، وأقبل رسول الله ص والمسلمون، فإذا حبيب مسجىً ببردة أبي قتادة، فاسترجع الناس، وقالوا: قتل أبو قتادة، فقال رسول الله ص: ليس بأبي قتادة، ولكنه قتيلٌ لأبي قتادة، وضع عليه بردته، لتعرفوا أنه صاحبه. وأدرك عكاشة ابن محصن أو بارًا وابنه عمرو بن أو بار على بعير واحد، فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعًا، واستنقذوا بعض اللقاح. وسار رسول الله ص حتى نزل بالجبل من ذي قرد، وتلاحق به الناس، فنزل رسول الله ص، وأقام عليه يومًا وليلة. فقال له سلمة بن الأكوع: يا رسول الله، لو سرحتني في مائة رجل لاستنقذت بقية السرح، وأخذت بأعناق القوم. فقال رسول الله ص - فيما بلغني: إنهم الآن ليغبقون في غطفان.
    وقسم رسول الله ص في أصحابه في كل مائة جزورًا، فأقاموا عليها، ثم رجع رسول الله ص قافلا حتى قدم المدينة.
    فأقام بها. بعض جمادى الآخرة ورجب. ثم غزا بلمصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست.
    ذكر غزوة بني المصطلق

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وعن عبد الله بن أبي بكر. وعن محمد بن يحيى بن حبان، قال: كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق، قالوا: بلغ رسول الله ص أن بلمصطلق يجتمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار؛ أبو جويرية بنت الحارث، زوج النبي ص، فلما سمع بهم رسول الله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياهم، يقال له: المريسيع، من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحف الناس واقتتلوا قتالًا شديدًا، فهزم الله بني المصطلق، وقتل من قتل منهم، ونفل رسول الله ص أبناءهم ونساءهم وأموالهم؛ فأفاءهم الله عليه.
    وقد أصيب رجلٌ من المسلمين من بنى كلب بن عوف بن عامر بن ليث ابن بكر، يقال له هشام بن صبابة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة ابن الصامت، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ.
    فبينا الناس على ذلك الماء وردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجيرٌ له من بنى غفار يقال له جهجاه بن سعيد، يقود له فرسه، فازدحم جهجاه وسنان الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، فغضب عبد الله بن أبي بن سلول، وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم غلام حديث السن، فقال: أقد فعلوها! قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما عدونا وجلابيب قريش ما قال القائل: " سمن كلبك يأكلك "؛ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأول! ثم أقلب على من حضره من قومه، فقال: هذا ما فعلتم بأنفسكم! أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم! أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير بلادكم.
    فسمع ذلك زيد بن أرقم، فمشى به إلى رسول الله ص، وذلك عند فراغ رسول الله ص من عدوه. فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله مر به عباد بن بشر بن وقش فليقتله، فقال رسول الله ص: فكيف يا عمر إذا تحدث الناس: أن محمدًا يقتل أصحابه! لا، ولكن أذن بالرحيل - وذلك في ساعة لم يكن رسول الله ص يرتحل فيها - فارتحل الناس، وقد مشى عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله ص حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلغه ما سمع منه. فحلف بالله: ما قلت ما قال، ولا تكلمت به - وكان عبد الله بن أبي في قومه شريفًا عظيمًا - فقال من حضر رسول الله ص من أصحابه من الأنصار يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام أو هم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل! حدبًا على عبد الله بن أبي ودفعًا عنه.
    فلما استقل رسول الله ص وسار، لقيه أسيد بن حضير، فحياه تحية النبوة، وسلم عليه، ثم قال: يا رسول الله، لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها! فقال له رسول الله ص أو ما بلغك ماقال صاحبكم! قال: وأي صاحب يا رسول الله! قال: عبد الله بن أبي، قال: وما قال؟ قال: زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل، قال أسيد: فأنت والله يا رسول الله تخرجه إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز! ثم قال: يا رسول الله، ارفق به فوالله لقد جاء الله بك، وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه؛ فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكًا.
    ثم متن رسول الله ص بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس.
    ثم نزل بالناس؛ فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نياما؛ وإنما فعل ذلك رسول الله ص ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبي.
    ثم راح بالناس، وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع، يقال له نقعاء، فلما راح رسول الله ص هبت على الناس ريح شديدة آذتهم، وتخوفوها، فقال رسول الله ص: لا تخافوا، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار، فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت، أحد بني قينقاع - وكان من عظماء يهود، وكهفًا للمنافقين - قد مات في ذلك اليوم.
    ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في عبد الله بن أبي بن سلول ومن كان معه على مثل أمره، فقال: " إذا جاءك المنافقون "، فلما نزلت هذه السورة أخذ رسول الله ص بأذن زيد بن أرقم فقال: هذا الذي أوفى الله بأذنه.
    حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: خرجت مع عمي في غزاةٍ، فسمعت عبد الله بن أبي بن سلول يقول لأصحابه: " لا تنفقوا على من عند رسول الله " والله، " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل "؛ فذكرت ذلك لعمى، فذكره عمي لرسول الله ص، فأرسل إلي فحدثته، فأرسل إلى عبد الله وأصحابه، فحلفوا ما قالوا؛ قال: فكذبني رسول الله ص وصدقه، فأصابني همٌ لم يصبني مثله قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلى أن كذبك رسول الله ومقتك! قال: حتى أنزل الله عز وجل: " إذا جاءك المنافقون "، قال فبعث إلى رسول الله ص فقرأها، ثم قال: إن الله صدقك يا زيد.
    رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق. وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي الذي كان من أمر أبيه. فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة؛ أن عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول أتى رسول الله ص، فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي - فيما بلغك عنه - فإن كنت فاعلًا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه؛ فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجلٌ أبر بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله؛ فأقتل مؤمنًا بكافر أدخل النار، فقال رسول الله ص: بل نرفق به، ونحسن صحبته ما بقي معنا. وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث، كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه، ويعنفونه ويتوعدونه، فقال رسول الله ص لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك عنهم من شأنهم: كيف ترى يا عمر! أما والله لو قتلته يوم ما أمرتني بقتله، لأرعدت له آنفٌ لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته. قال: فقال عمر: قد والله علمت، لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري.
    قال: وقدم مقيس بن صبابة من مكة مسلمًا فيما ظهر، فقال: يا رسول الله، جئتك مسلمًا وجئت أطلب دية أخي قتل خطأ. فأمر له رسول الله ص ديه أخيه هشام بن صبابة، فأقام عند رسول الله غير كثير، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ثم خرج إلى مكة مرتدًا، فقال في شعر:
    شفى النفس أن قد بات بالقاع مسندًا ** تضرج ثوبيه دماء الأخادع
    وكانت هموم النفس من قبل قتله ** تلم، فتحميني وطاء المضاجع
    حللت به وترى، وأدركت ثؤرتي ** وكنت إلى الأوثان أول راجع
    تأرت به فهرًا وحملت عقله ** سراة بني النجار أرباب فارغ
    وقال مقيس بن صبابة أيضًا:
    جللته ضربة باءت، لها وشلٌ ** من ناقع الجوف يعلوه وينصرم
    فقلت والموت تغشاه أسرته ** لا تأمنن بني بكرٍ إذا ظلموا


  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    وأصيب من بني المصطلق يومئذ ناس كثير، وقتل علي بن أبي طالب منهم رجلين: مالكًا وابنه، وأصاب رسول الله ص منهم سبيًا كثيرًا، ففشا قسمة في المسلمين؛ ومنهم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار زوج النبي ص حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة زوج النبي ص، قالت: لما قسم رسول الله ص سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس ابن الشماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسها - وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحدٌ إلا أخذت بنفسه - فأتت رسول الله ص تستعينه على كتابتها، قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها مثل ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء مالم يخف عليك؛ فوقعت بالسهم لثابت بن قيس بن الشماس - أو لابن عم له - فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله ص قد تزوج جورية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله ص، فأرسلوا ما بأيديهم.
    قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
    حديث الإفك

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: وأقبل رسول الله ص من سفره ذلك - كما حدثني أبي إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - حتى إذا كان قريبًا من المدينة - وكانت معه عائشة في سفره ذلك - قال أهل الإفك فيها ما قالوا.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن علقمة بن وقاص الليثي وعن سعيد بن المسيب، وعن عروة بن الزبير وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال الزهري: كل قد حدثني بعض هذا الحديث، وبعض القوم كان أوعى له من بعض. قال: وقد جمعت لك كل الذي حدثني القوم.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، قال: وكل قد اجتمع حديثه في خبر قصة عائشة عن نفسها حين قال أهل الإفك فيها ما قالوا:، فكل قد دخل في حديثها عن هؤلاء جميعًا، ويحدث بعضهم ما يحدث بعضٌ، وكل كان عنها ثقة، وكل قد حدث عنها بما سمع.
    قالت عائشة: كان رسول الله ص إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه؛ فلما كانت غزوة بني المصطلق، أقرع بين نسائه كما كان يصنع؛ فخرج سهمي عليهن، فخرج بي رسول الله ص. قالت: وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق لم يبهجن اللحم فيثقلن. قالت: وكنت إذا رحل بعيري جلست في هودجي، ثم يأتي القوم الذين يرحلون هودجي في بعيري، ويحملوني فيأخذون بأسفل الهودج، فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير، فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير، فينطلقون به. قالت: لما فرغ رسول الله ص من سفره ذلك، وجه قافلا، حتى إذا كان قريبًا من المدينة نزل منزلا، فبات فيه بعض الليل، ثم اذن في الناس بالرحيل، فلما ارتحل الناس خرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقدٌ لي فيه جزع ظفار، فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري؛ فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي فلم أجده، وقد أخذ الناس في الرحيل. قالت: فرجعت عودي على بدئي إلى المكان الذي ذهبت إليه، فالتمسته حتى وجدته، وجاء خلافي القوم الذين كانوا يرجلون لي البعير، وقد فرغوا من رحلته، فأخذوا الهودج، وهم يظنون أني فيه كما أصنع، فاحتملوه، فشدوه على البعير، ولم يشكوا أني فيه. ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به، ورجعت إلى العسكر وما فيه داعٍ ولا مجيب، قد انطلق الناس. قالت: فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني الذي ذهبت إليه؛ وعرفت أن لو قد افتقدوني قد رجعوا إلي. قالت: فوالله إني لمضجعة، إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته، فلم يبت مع الناس في العسكر؛ فلما رأى سوادي أقبل حتى وقف علي فعرفني - وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب - فلما رآني قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! أظعينة رسول الله! وأنا متلففه في ثيابي. قال: ما خلفك رحمك الله؟ قالت: فما كلمته، ثم قرب البعير فقال: اركبي رحمك الله! واستأخر عني. قالت فركبت وجاء فأخذ برأس البعير، فانطلق بي سريعًا يطلب الناس؛ فوالله ما أدركنا الناس، وما افتقدت حتى أصبحت، ونزل الناس؛ فلما اطمأنوا طلع الرجل يقودني، فقال أهل الإفك في ما قالوا. فارتج العسكر، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك. ثم قدمنا المدينة، فلم أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة، ولا يبلغني شيء من ذلك؛ وقد انتهى الحديث إلى رسول الله وإلى أبوي، ولا يذكران لي من ذلك قليلًا ولا كثيرًا، إلا أني قد أنكرت من رسول الله بعض لطفه بي؛ كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي؛ فلم يفعل ذلك في شكواي تلك، فأنكرت منه، وكان إذا دخل علي وأمي تمرضني، قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. قالت: حتى وجدت في نفسي مما رأيت من جفائه عني، فقلت له: يا رسول الله، لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني! قال: لا عليك! قالت: فانتقلت إلى أمي، ولا أعلم بشيء مما كان، حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة. قالت: وكنا قومًا عربًا لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم، نعافها ونكرهها، إنما كنا نخرج في فسح المدينة؛ وإنما كان النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن؛ فخرجت ليلةً لبعض حاجتي، ومعي أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، خالة أبي بكر. قالت: فوالله إنها لتمشي معي، إذ عثرت في مرطها، فقالت: تعس مسطح! قالت: قلت: بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرًا! قالت: أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر! قالت: قلت: وما الخبر؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك. قالت: قلت: وقد كان هذا! قالت: نعم والله لقد كان. قالت: فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي، ورجعت فما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي. قالت: وقلت لأمي: يغفر الله لك! تحدث الناس بما تحدثوا به وبلغك ما بلغك؛ ولا تذكرين لي من ذلك شيئًا! قالت: أي بنية خفضي الشأن؛ فوالله قلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها.
    قالت: وقد قام رسول الله في الناس يخطبهم ولا أعلم بذلك. ثم قال: أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي، ويقولون عليهن غير الحق! والله ما علمت منهن إلا خيرًا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرًا! وما دخل بيتًا من بيوتي إلا وهو معي. قالت: وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج؛ مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش - وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله ص، ولم تكن من نسائه امرأة تناصبني في المنزلة عنده غيرها، فأما زينب فعصمها الله، وأما حمنة بنت جحش، فأشاعت من ذلك ما أشاعت، تضارني لأختها زينب بنت جحش - فشقيت بذلك.
    فلما قال رسول الله ص تلك المقالة، قال أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل: يا رسول الله، إن يكونوا من الأوس نكفكهم، وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك؛ فوالله إنهم لأهلٌ أن تضرب أعناقهم. قالت: فقام سعد بن عبادة - وكان قبل ذلك يرى رجلًا صالحًا - فقال: كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم! أما والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك قد عرفت أنهم من الخزرج، ولو كانوا من قومك ما قلت هذا! قال أسيد: كذبت لعمر الله! ولكنك منافق تجادل عن المنافقين! قالت: وتثاوره الناس حتى كاد أن يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر، ونزل رسول الله ، فدخل علي، قالت: فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد؛ فاستشارهما، فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله، ثم قال: يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم عليهن إلا خيرا؛ وهذا الكذب والباطل. وأما علي فإنه قال: يا رسول الله؛ إن النساء لكثيرٌ؛ وإنك لقادر على أن تستخلف؛ وسل الجارية فإنها تصدقك. فدعا رسول الله ص بريرة يسألها. قالت: فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا؛ وهو يقول: اصدقي رسول الله؛ قالت: فتقول: والله ما أعلم إلا خيرا، وما كنت أعيب على عائشة؛ إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه، فيأتي الداجن فيأكله.
    ثم دخل علي رسول الله ص وعندي أبواي، وعندي امرأة من الأنصار؛ وأنا أبكي وهي تبكي معي؛ فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا عائشة؛ إنه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقى الله؛ وان كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله؛ فإن الله يقبل التوبة عن عباده؛ قالت: فوالله ما هو إلا أن قال ذلك، تقلص دمعي؛ حتى ما أحس منه شيئا، وانتظرت أبوي أن يجيبا رسول الله ص فلم يتكلما. قالت: وايم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله عز وجل في قرآنا يقرأ به في المساجد، ويصلى به، ولكني قد كنت أرجو أن يرى رسول الله في نومه شيئا يكذب الله به عني، لما يعلم من براءتي، أو يخبر خبرا؛ فأما قرآن ينزل في، فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك. قالت: فلما لم أر أبوي يتكلمان. قالت: قلت ألا تجيبان رسول الله! قالت: فقالا لي: والله ما ندري بماذا نجيبه! قالت: وايم الله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام! قالت: فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت: والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا؛ والله لئن أقررت بما يقول الناس - والله يعلم أني منه بريئة - لتصدقني؛ لأقولن ما لم يكن؛ ولئن أنا أنكرت ما تقولون لاتصدقونني. قالت: ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره؛ ولكني أقول كما قال أبو يوسف: " فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون ".


  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 37
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 485
    Array

    قالت: فوالله ما برح رسول الله ص مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه، فسجي بثوبه، ووضعت وسادة من أدم تحت رأسه؛ فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت؛ فوالله ما فزعت كثيرا ولا باليت؛ قد عرفت أني بريئة، وأن الله غير ظالمي، وأما أبواي؛ فوالذي نفس عائشة بيده، ما سري عن رسسول الله ص حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقًا أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس. قالت: ثم سري عن رسول الله ص، فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات، فجعل يمسح العرق عن جبينه، ويقول: أبشري يا عائشة؛ فقد أنزل الله براءتك، قالت: فقلت: بحمد الله وذمكم. ثم خرج إلى الناس فخطبهم، وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القرآن في. ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش - وكانوا ممن أفصح بالفاحشة - فضربوا حدهم.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن بعض رجال بني النجار، أن أبا أيوب خالد بن زيد، قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب، أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى؛ وذلك الكذب؛ أكنت يا أم أيوب فاعلةً ذلك! قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال: فعائشة والله خيرٌ منك. قال: فلما نزل القرآن ذكر الله من قال من الفاحشة ما قال من أهل الإفك: " إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم.. ". الآية؛ وذلك حسان بن ثابت في أصحابه الذين قالوا ما قالوا.
    ثم قال الله عز وجل: " لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا. " الآية، أي كما قال أبو أيوب وصاحبته. ثم قال: " إذ تلقونه بألسنتكم.. " الآية. فلما نزل هذا في عائشة وفيمن قال لها ما قال قال أبو بكر - وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وحاجته: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة، وأدخل علينا ما أدخل! قالت: فأنزل الله عز وجل في ذلك: " ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى.. " الآية. قالت: فقال أبو بكر: والله لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا.
    ثم إن صفوان بن المعطل اعترض حسان بن ثابت بالسيف حين بلغه ما يقول فيه؛ وقد كان حسان قال شعرا مع ذلك يعرض بابن المعطل فيه وبمن أسلم من العرب من مضر، فقال:
    أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلد
    قد ثكلت أمه من كنت صاحبه ** أو كان منتشبًا في برثن الأسد
    ما لقتيلي الذي أغدو فآخذه ** من ديةٍ فيه يعطاها ولا قود
    ما البحر حين تهب الريح شامية ** فيغطئل ويرمي العبر بالزبد
    يوما بأغلب مني حين تبصرني ** ملغيظ أفري كفري العارض البرد
    فاعترضه صفوان بن المعطل بالسيف فضربه ثم قال - كما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق:
    تلق ذباب السيف عني فإني ** غلام إذا هو جيت لست بشاعر
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، أن ثابت بن قيس بن الشماس أخا بلحارث بن الخزرج، وثب على صفوان بن المعطل في ضربه حسان، فجمع يديه إلى عنقه، فانطلق به إلى دار بني الحارث بن الخزرج، فلقيه عبد الله بن رواحة، فقال: ما هذا؟ قال: ألا أعجبك ضرب حسان بن ثابت بالسيف! والله ما أراه إلا قد قتله. قال: فقال له عبد الله ابن رواحة: هل علم رسول الله ص بشىء مما صنعت؟ قال: لا والله، قال: لقد اجترأت! أطلق الرجل، فأطلقه. ثم أتوا رسول الله ص، فذكروا له ذلك؛ فدعا حسان وصفوان بن المعطل، فقال ابن المعطل: يا رسول الله، آذاني وهجاني، فاحتملني الغضب فضربته. فقال رسول الله ص لحسان: يا حسان أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام! ثم قال: أحسن يا حسان في الذي قد أصابك، قال: هي لك يا رسول الله.
    وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث، أن رسول الله ص أعطاه عوضا منها بيرحا - وهي قصر بني حديلة اليوم بالمدينة؛ كانت مالا لأبي طلحة بن سهل، تصدق بها إلى رسول الله ص، فأعطاها حسان في ضربته - وأعطاه سيرين؛ أمةً قبطيةً، فولدت له عبد الرحمن بن حسان. قال: وكانت عائشة تقول: لقد سئل عن صفوان بن المعطل فوجدوه رجلا حصورًا ما يأتي النساء. ثم قتل بعد ذلك شهيدا.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الواحد ابن حمزة، أن حديث عائشة كان في عمرة القضاء.
    قال أبو جعفر: ثم أقام رسول الله ص بالمدينة شهر رمضان وشوالا، وخرج في ذي القعدة من سنة ست معتمرًا.
    ذكر الخبر عن عمرة النبي ص التي صده المشركون فيها عن البيت وهي قصة الحديبية

    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا الحكم بن بشير، قال: حدثنا عمر ابن ذر الهمداني، عن مجاهد، أن النبي ص اعتمر ثلاث عمرٍ، كلها في ذي القعدة؛ يرجع في كلها إلى المدينة.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: خرج النبي ص معتمرا في ذي القعدة لا يريد حربًا، وقد استنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب أن يخرجوا معه، وهو يخشى من قريش الذي صنعوا به أن يعرضوا له بحرب، أو يصدوه عن البيت، فأبطأ عليه كثيرٌ من الأعراب، وخرج رسول الله ص ومن معه من المهاجرين والأنصار، ومن لحق به من العرب، وساق معه الهدى، وأحرم بالعمرة، ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه إنما جاء زائرا لهذا البيت، معظمًا له.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم؛ أنهما حدثاه قالا: خرج رسول الله ص عام الحديبية، يريد زيارة البيت، لا يريد قتالًا، وساق معه سبعين بدنة، وكان الناس سبعمائة رجل؛ كانت كل بدنة عن عشرة نفر.
    وأما حديث ابن عبد الأعلى؛ فحدثنا عن محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة.
    وحدثني يعقوب، قال: حدثني يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن مبارك، قال: حدثني معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله ص من الحديبية، في بضعة عشر ومائة من أصحابه.. ثم ذكر الحديث.
    حدثنا الحسن بن يحيى، حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: قدمنا مع رسول الله ص الحديبية، ونحن أربعة عشر ومائة.
    حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك وسعيد بن شرحبيل المصري، قالا: حدثنا الليث بن سعد المصري، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة.
    حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كان أهل البيعة تحت الشجرة ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين.
    حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، يقول: كنا يوم الشجرة ألفا وثلثمائة، وكانت أسلم ثمن المهاجرين.
    حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنا أصحاب الحديبية أربعة عشر ومائة.
    قال الزهري: فخرج رسول الله ص، حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي، فقال له: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعوا بمسيرك، فخرجوا معهم العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى، يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبدا؛ وهذا خالد بن الوليد في خيلهم، قد قدموها إلى كراع الغميم.
    قال أبو جعفر: وقد كان بعضهم يقول: إن خالد بن الوليد كان يومئذ مع رسول الله ص مسلمًا.
    ذكر من قال ذلك

  • صفحة 30 من 33 الأولىالأولى ... 202829303132 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. تاريخ الرسل والملوك(للطبري)1-
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى الطلاب السوريين المغتربين في مجال الطب Medical Students
      مشاركات: 83
      آخر مشاركة: 07-24-2010, 03:55 AM
    2. معجم البلدان الجزء الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 110
      آخر مشاركة: 07-15-2010, 11:59 PM
    3. فن الرسم في الماء
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 07-03-2010, 10:24 PM
    4. فن الرسم على البطاطس
      بواسطة رامون في المنتدى مكتبــة صــــور المنتدى
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 06-07-2010, 09:56 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1