صفحة 39 من 120 الأولىالأولى ... 2937383940414989 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 153 إلى 156 من 477

الموضوع: رغـد : أنـت لــي (كتـير حلـوة)

العرض المتطور


  1. #1
    الحالة : ابو عمر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 2283
    المشاركات: 2,076
    معدل تقييم المستوى : 362
    Array

    هلا وقتو أبو سمرة ......!!؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    ....
    بدن يخلصوا الاسبوعين شايف
    وبعدهم عم يداقروا......

    متابع ......ناطر
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 33
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1405
    Array

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عمر مشاهدة المشاركة
    هلا وقتو أبو سمرة ......!!؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    ....
    بدن يخلصوا الاسبوعين شايف
    وبعدهم عم يداقروا......

    متابع ......ناطر
    يسعد صباحك ابو عمر
    مشكور للمتابعة وهي رح نزل الحلقة اللي بعدا
    تحيتي
    .......


  • #3

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 33
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1405
    Array

    الحلقةالثانيةوالعشرون
    ********






    لم تمر ليلتي بسلام ...

    و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة إلا أنني نهضت باكرا ...

    لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد !

    دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا ...

    بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور ... و تناولنا حصصنا من الكعكة ...

    سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم ...

    قالت دانة :

    " أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! "

    قال وليد :

    " و أنا سأخرج الآن "

    و نهض مباشرة ...

    سامر قال :

    " إلى أين ؟؟ "

    " سأتجول في المنطقة "


    و سرعان ما غادر

    قال سامر :

    " ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! "

    قلت :

    " إنه يريد الرحيل "

    قال :

    " لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! "

    ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول :

    " بعد أيام فقط ... "



    أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي !

    لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه !

    قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر ...

    و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر :

    " حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل "

    قلت :

    " أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! "

    سامر التفت إلي باستغراب و قال :

    " لا أحضر ؟؟ في يوم مميز كهذا ؟؟ "

    قلت :

    " أقصد .. مشقة السفر ... حضورا و ذهابا ... "

    قال :

    " لأجلك أنت ِ "


    صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة ...

    بعد قليل ، قال سامر :

    " لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر ... البارحة ؟؟ "


    التفت نحوه بتعجب !

    قلت :

    " لم أشعر بالنعاس قبلها ... "

    و أضفت :

    " كما و أن ... وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل "


    قال :

    " هل ... يسهر بعيدا كل ليلة ؟؟ "

    " لا ! أبدا ... فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! "

    عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين

    تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة ... سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب ...

    " تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل "

    و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة

    لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة ...

    قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا

    لذا أتى سامر و قال :

    " أ آخذك إلى بيت خالتك ؟؟ "

    لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا ... لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد ...

    قلت :

    " أين هو وليد ؟؟ "

    " يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور ... "

    و تنهد سامر باستياء !

    إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب !

    قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل

    و أيضا لم نجد أحدا هناك ...

    عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء ...

    " إن علي ّ الذهاب الآن ... فمتى ستعود ؟؟ "



    و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد !

    قال سامر :

    " و الآن هل لا حضرت ؟؟ "

    بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد ...

    بادره سامر بالعتاب :

    " تأخرت يا وليد كثيرا .. متى سأصل إلى شقتي ؟؟ "

    قال :

    " شاركت الآخرين مهرجانات العيد ... لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا "


    فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز ...

    التزمت الصمت ... قال سامر :

    " سأذهب الآن ... "

    و صافحني ، ثم صافح وليد و قال :

    " تصبحان على خير "



    بقيت مع وليد ... وحيدين في المنزل ...

    حينما رأيت الضجر باد عليه قلت :

    " إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما ... فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب "


    و ببساطة تجاهلني !

    قلت بغضب :

    " وليد أنا أتحدث معك ! "

    الفت إلي و قال :

    " أسمعك ، لكنني لست أبلها لأفعل ذلك "

    صمت قليلا ، ثم قلت :

    " أنا آسفة ... للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة ... بقيت بضع أيام "

    لم يرد ...

    قلت :

    " أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة ... و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا "


    رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني !

    لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي ... أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم !

    وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة

    لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار ...

    بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ...

    أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ...

    و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :

    " مرحبا ، أنا وليد شاكر "

    ( .................. )

    " أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ "


    تركت ُ القلم من يدي و أصغيت ُ باهتمام ...


    " ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ "

    ( .................... )

    " أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ "

    ( .................... )

    " لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "

    ( .................. )

    " شكرا لك ِ ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "



    و أنهى المكالمة ...

    و عاد و شغّل التلفاز ، إلا أنه كان شاردا ...

    من تكون أروى هذه ؟؟

    تركت ُ اللوحة جانبا ، و قلت ُ بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :

    " وليد "

    " نعم ؟؟ "

    " من كنت تحدّث ؟؟ "

    بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :

    " لم السؤال ؟؟ "

    " لاحظت ... استياءك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ "

    قال :

    " زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "

    صمت ّ قليلا ثم سألته :

    " و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ "

    " كلا . هذه ابنتها "


    ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
    بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة

    قلت :

    " إلى أين ؟؟ "

    التفت إلي بانزعاج و قال :

    " سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "

    لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ...

    ليته يعرف !

    استدار ليخرج فعدت ُ أناديه :

    " وليد "

    تنهّد و هو يلتفت نحوي قائلا :

    " ماذا الآن ؟؟ "

    تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ...

    " نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ "

    توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :

    " هل أعجبَتـْـك ؟؟ "

    " ما هي ؟؟ "

    " الهدية ! "

    وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :

    " لا أذكر أين تركتها ... آسف ! "



    هنا عند هذه اللحظة تمزّقت أوهامي ...
    فإن كان قد أضاع هدية أعطيتها له مساء الأمس ...قبل أن يفتحها ... فكيف بماض ولى منذ تسع سنين ؟؟

    و إدراكي لحقيقة أن وليد لم يعد وليد ... قتل كل رغبة في الحياة و السعادة لدي ...

    الأيام التالية قضيتها حبيسة الغرفة في أنهار من الدموع ... حتى أن دانة و التي عادة ما تتهمني بأنني أتدلل بدموعي هذه بدأت تقلق بشأني و صارت تحضر لي الطعام إلى غرفتي ...

    زارتني نهلة ، و خالتي ... الجميع يحاول التحدث ليعرف سبب حزني إلا أنني لم أكن أدع الفرصة لهم ...

    و عندما تتصل أمي أكتفي بكلمات بسيطة معها أو مع أبي ، و أعود إلى غرفتي ...

    أما سامر ، فقد كنت أتحاشى الحديث معه قدر الإمكان ...

    في إحدى الليالي ، جاءتني دانة و قالت بمرح ـ محاولة بث البهجة في قلبي ـ

    " رغد ! أنت مدعوّة على العشاء معي و مع وليد في أرقى مطاعم المدينة ! هيا بسرعة وليد ينتظرنا "

    هي نظرة عابرة ألقيتها على دانة ثم أشحت بوجهي عنها و قلت :

    " لن أذهب "

    " ماذا رغد ! هيا لا تدعي الفرصة تفوتنا ! "

    " لا أريد دانة رجاء ً دعيني وحدي "

    دانة اقتربت مني ... و قد غطت وجهها تعبيرات القلق و قالت :

    " هيا رغد ! "

    هززت رأسي اعتراضا ، فقالت :

    " إذن سنذهب و نتركك وحدك ! "

    كانت تعرف أن نقطة ضعفي هي الوحدة ... و أتت تستخدمها كسلاح لجبري على الذهاب معهما ...

    حدقت بها لبرهة ثم قلت :

    " افعلا ما تشاءان "

    رفعت حاجبيها دهشة و قالت :

    " رغد ! معقول ! هل تخلّصت من الخوف ! "

    قلت بعصبية :

    " اذهبا و اتركاني وحدي ... دعيني وحدي يا دانة ... دعيني وحدي ... "

    و انخرطت في بكاء مرير ...


    دانة خرجت ... و بعد قليل عادت مع وليد ...




    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






  • #4

    ۞لَا إلَه إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله ۞

     

    الحالة : دمعة فرح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Jul 2010
    رقم العضوية: 1921
    الدولة: ملتقى المغتربيين السوريين
    الإهتمامات: الانمي
    العمر: 33
    المشاركات: 11,160
    الحالة الإجتماعية: مخطوبــة
    معدل تقييم المستوى : 1405
    Array




    أحوال صغيرتي كانت غريبة ، و أصبحت مقلقة آخر الأيام ...

    في الواقع هي كانت مستاءة جدا منذ أن قدمت ، إلا أن استياءها ازداد مؤخرا ...

    كانت تحبس نفسها في الغرفة ، و لا تشاركنا لا الطعام و لا الكلام .

    قررت أن نخرج معها لتناول العشاء في أحد المطاعم و من ثم التنزه فعلّ ذلك ينعشها ... إلا أن دانة أخبرتني بأنها رفضت القدوم معنا و قالت لها
    ( اذهبا و دعوني وحدي )

    في السابق كانت دانة تترجم تصرفات رغد على أنها تدلل ، فهي متدللة جدا ... إلا أنها الآن قالت :

    " أنا قلقة يا وليد ... هناك شيء تخفيه عنا ... لا أعرف ما الذي يحزنها هكذا "

    كنت خلال الفترة الأخيرة أتحاشى اللقاء بها ، فلا قلبي و لا معدتي بقادرين على تحمل المزيد ... إلا أنني هذه اللحظة لم أتمالك نفسي و ذهبت مع دانة إلى رغد ...

    الأخيرة كانت في غرفتها تبكي بغزارة تفطر قلب الحجر ... فكيف بقلبي أنا ؟؟
    حاولت التحدث معها إلا أنها لم تستجب لي ، و قالت بعصبية :

    " اخرجا و دعاني و شأني "

    بقيت أيام على موعد عودة والدي ّ من رحلة الحج ... ربما يعود كل شيء على ما كان بعد عودتهما ...

    و لكن إلى ذلك الحين يجب أن أفعل شيئا !

    صبرت ساعة أو ما شابه ، ثم عدت إليها بمفردي ... و للأسى وجدتها لا تزال تبكي ...

    " رغد ... انهضي ... دعينا نذهب لأي مكان تحبين ! "

    ما وصلني منها أي جواب ...

    كانت تجلس على السرير و تضع الوسادة في حضنها ...

    " رغد ... ما بك ؟؟ أخبريني ؟؟ "

    " لا شيء "

    " إذن لم تبكين ؟ "

    " لا لسبب "

    " أرجوك ... أبلغيني بما يزعجك ؟؟ "

    " قلت لا شيء "

    " ربما أنا ؟؟ "

    حين قلت ذلك نظرت إلي رغد نظرة غريبة مليئة بالمعاني ...

    " إن ... كنتِ منزعجة بسببي ... فأنا آسف ... ما هي إلا أيام معدودة و يعود والداي و سامر ... "

    عندها أغمضت رغد عينيها و ارتفع صوت بكائها المرير ...

    كيف لي أن أحتمل رؤيتها هكذا ؟؟

    بصعوبة بالغة منعت ُ يدي من التربيت على كتفيها ... و لكنني لم أستطع منع نفسي من قول :

    " صغيرتي الغالية كفى أرجوك ... لا أحتمل دموعك "

    رغد قالت :

    " أخرج "

    و كررت الكلمة مرتين ، فغادرت الغرفة و أنا في قعر التعاسة و الكآبة ...

    عند الفجر كنت في طريقي للخروج من المنزل قاصدا المسجد ...

    فيما أنا أمر من غرفة المعيشة سمعت صوتا يصدر من هناك ...

    سرت بحذر حتى دخلت الغرفة ، و أذهلتني رؤية رغد تبكي و تنحب هناك

    " رغد ! "

    التفتت إلي رغد بذعر إذ يبدو أنها لم تنتبه لقدومي ... ثم نهضت واقفة بارتباك ...

    تقدمت منها ، و قلت :

    " بالله عليك أخبريني ... ما بك ؟؟ "

    رغد أرادت الخروج لكنني وقفت سادا فتحة الباب مانعا إياها من الخروج

    " أخبريني ما بك أولا "

    " دعني و شأني "

    " لن أدعك حتى تخبريني "

    " و لم َ تود أن تعرف ؟؟ ماذا يهمك أنت ؟؟ "

    " يهمني كل شيء يتعلق بك ... كل شيء "

    " كذّاب "


    انقبضت عضلاتي استياء ً ... و استدرت للمغادرة ...

    خطوت خطوتين ، و توقعت أن تخرج رغد من بعدي ، إلا أنها لم تخرج ...

    عدت إلى الغرفة فرأيتها جاثية على الأرض باستسلام تام للدموع ...

    نفس الجلسة التي كانت تجلسها و هي طفلة ، حين يعتصرها الألم ...


    دنوت ُ منها حتى صرت ازاءها مباشرة ، و انحنيت و قلت بصوت أجش :

    " أرجوك يا رغد .. أرجوك توقفي عن هذا و أخبريني بما يزعجك ، و أيا كان ... أنا سأزيحه عنك نهائيا "

    رغد رفعت نظرها ... كأنها تطلب التأكيد ...

    قلت :

    " أي شيء يضايقك و يحزنك لهذا الحد ... أبلغيني و أنا أبعده عنك .. "

    " صحيح ؟؟ "

    " نعم يا رغد ، لا تظني أنني فقط أكذب و أدعي ... لا تعرفين كم هي غالية دموعك عندي ... "

    " مهما كانت غالية ... هناك ما هو أغلى ... و هناك ما لا يمكن فعله أبدا"

    " أخبريني أنت فقط ، و سترين "

    رغد هزت رأسها نفيا ... و قالت :

    " لا لن تفعل ! لن تستطيع شيئا ! "

    " أخبريني ماذا تريدين ؟؟ "

    " أريد أمي "

    قلت بتعجب :

    " تريدين أمي !؟؟ "

    هزت رغد رأسها اعتراضا و قالت في صيحة قاتلة :

    " أريد أمي أنا ... لا أمك أنت ... أنا أريد أمي ... فهي من يستطيع مساعدتي ... لو بقيت حية ... لا أحد منكم يستطيع ... هل يمكنك إحضارها إلي ؟؟ "


    فوجئت بقولها هذا و شعرت بشرايين قلبي تتفجر بعنف ...

    أيعقل أنها لا تزل تفكر في أمها ـ التي لم تعرفها يوما ـ حتى الآن ؟؟

    أتقصّر أمي في شيء للحد الذي يجعل رغد تبحث عن المساعدة من أمها الراحلة منذ 15 عاما ؟؟

    بعدما انتهت من نوبة بكائها قالت بتحد ٍ :

    " هل تستطيع إحضار أمي إلي ؟؟ "

    وجدت نفسي أقول :

    " اعتبريني أنا أمك ... "

    ثم أضفت :

    " ألم أكن كذلك ذات يوم ؟؟ "

    نظرت إلي رغد بيأس ...

    قلت :

    " لطالما كنت ِ تعتمدين علي و تثقين بي ... "

    و لما لم أجد منها تفاعلا ... نهضت و أنا أقول :

    " سأذهب لتأدية الصلاة "



    عدت ُ من الخارج بعد قليل ، و لم أجدها ... ذهبت إلى غرفة سامر و اضطجعت على سريره و أخذتني دوامة الأفكار إلى عالم من المتاهات و الدهاليز ...

    تذكرت ... يوما كنت فيه في غرفتي بمنزلنا القديم ، و سمعت طرقا خفيفا على الباب ... و حين فتحته ، وجدت رغد تبكي بألم ... مليئة بالخدوش و الكدمات ...

    أعتقد أنني تعلقت بها ابتداء ً من ذلك اليوم ... و لا أعلم انتهاء ً بأي يوم ؟؟

    فجأة ... سمعت ُ طرقات خفيفة بالكاد التقطتها أذناي ، ما يدل على تردد اليد الطارقة ...

    قمت و فتحت الباب ... و وجدت رغد تقف عنده ...

    كانت عيناها شديدتي التورم و الاحمرار ، و وجهها شديد الحزن و الكآبة ...

    قلت :

    " صغيرتي ... "

    ما أن نطقت بذلك حتى قفزت الدموع من عينيها ... حاولت ُ تهدئتها ... فمسحت ْ الدموع و لملمت ْ شيئا من شتات قوتها و همت بالكلام ... لكن التردد كان مسيطرا عليها ...

    قلت مشجعا :

    " نعم صغيرتي ... قولي ما تودين ؟ "

    ازدردت ريقها و سحبت عدة أنفاس ... ثم نظرت إلي نظرة مريرة ...

    تراجعت ، و خطت خطوة للوراء لكنني استوقفتها :

    " هيا رغد ... أنا أسمعك "

    " لن تستطيع مساعدتي "

    " بلى سأفعل ... قولي ماذا يحزنك ؟؟ "

    هنا انفجرت بالبكاء و غطت وجهها بيديها و قالت بصوت متقطع :

    "أنا ... أنا ... لا أريد أن ... أتزوج سامر "


  • صفحة 39 من 120 الأولىالأولى ... 2937383940414989 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. لا تعـوّدني على [ قـربك ] كثـير
      بواسطة سوسن في المنتدى ملتقى الثقافة و الأدب و الشعر و القصص والروايات
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 03-11-2010, 05:13 AM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1