كل عام وانت حبيبتي
أقولها لك
عند ما تدق الساعة منتصف الليل
وتغرق السنة الماضية في مياه احزاني
كسفينة مصنوعة من الورق
أقولها لك على طريقتي
متجاوزا كل الطقوس الاحتفالية
التي يمارسها العالم
وكاسرا كل تقاليد الفرح الكاذب
التي يتمسك بها الناس
ورافضا كل العبارات الكلاسيكية
التي يرددها الرجال على مسامع النساء

كل عام وانت حبيبتي
أقولها لك بكل بساطة
كما يقرأ طفل صلاته قبل النوم
وكما يقف عصفور على سنبلة قمح
فتزداد الازاهير المشغولة على ثوبك الابيض
زهرة
وتزداد المراكب المنتظرة في ميناء عينيك
مركبا
اقولها لك بحرارة ونزق
كما يضرب الراقص الاسباني قدمه بالارض
فتشكل الاف الدوائر
حول محيط الكرة الارضية

كل عام وانت حبيبتي
هذه هي الكلمات الاربع
التي سألفها بشريط من القصب
وارسلها اليك ليلة راس السنة
كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات
لا تقول ما اريده
وكل الرسوم التي عليها
من شموع واجراس واشجار وكرات ثلج
واطفال وملائكة
لا تناسبني
لانني لا ارتاح للبطاقات الجاهزة
ولا للقصائد الجاهزة
ولا للتمنيات التي برسم التصدير
فهي كلها مطبوعة في باريس او لندن او امستردام
و مكتوبة بالفرنسية او الانكليزية
لتصلح لكل المناسبات
وانت لست امرأة المناسبات
بل انت المرأة التي احبها
انت الوجع اليومي
الذي لا يقال ببطاقات المعايدة
ولا يقال بالحروف اللاتينية
ولا يقال بالمراسلة
وانما يقال عندما تدق الساعة منتصف الليل
وتدخلين كالسمكة الى مياهي الدافئة
وتستحمين هناك
ويسافر فمي في غابات شعرك الغجري
ويستوطن هناك

لانني احبك
تدخل السنة الجديدة علينا
دخول الملوك
ولانني احبك
احمل تصريحا خاصا من الله
بالتجول بين ملايين النجوم

لن نشتري هذا العيد شجرة
ستكونين انت الشجرة
وساعلق عليك
امنياتي وصلواتي
وقناديل دموعي

كل عام وانت حبيبتي
امنية اخاف ان اتمناها
حتى لا اتهم بالطمع او بالغرور
فكرة اخاف ان افكر بها
حتى لا يسرقها الناس مني
ويزعموا انهم اول من اخترع الشعر

كل عام وانت حبيبتي
كل عام وانا حبيبك
انا اعرف انني اتمنى اكثر مما ينبغي
واحلم اكثر من الحد المسموح به
ولكن
من له الحق ان يحاسبني على احلامي؟
من يحاسب الفقراء؟
اذا حلموا انهم جلسوا على العرش
لمدة خمس دقائق؟
من يحاسب الصحراء اذا توحمت على جدول ماء؟
هناك ثلاث حالات يصبح فيها الحلم شرعيا
حالة الجنون
وحالة الشعر
وحالة التعرف عىل امرأة مدهشة مثلك
وانا اعاني-لحسن الحظ
من الحالات الثلاث

اتركي عشيرتك
واتبعيني الى مغائري الداخلية
اتركي قبعة الورق
وموسيقى الجيرك
والملابس التنكرية
واجلسي معي تحت شجر البرق
وعباءة الشعر الزرقاء
ساغطيك بمعطفى من مطر بيروت
وساسقيك نبيذا احمر
من اقبية الرهبان
وساصنع لك طبقا اسبانيا
اتبعيني – يا سيدتي – الي شوارع الحلم الخلفية
فلسوف اطلعك على قصائد لم اقرأها لاحد
وافتح لك حقائب دموعي
التي لم افتحها لاحد
ولسوف احبك
كما لا احبك احد

عندما تدق الساعة الثانية عشرة
وتفقد الكرة الارضية توازنها
ويبدأ الراقصون يفكرون بأقدامهم
سانسحب الى داخل نفسي
وساسحبك معي
فانت امرأة لا ترتبط بالفرح العام
ولا بالزمن العام
ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمر امامنا
ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا
لا باقنعة الورق التي لا ييبقى منها في اخر الليل
سوى رجال من ورق ونساء من ورق

اه يا سيدتي
لوكان الامر بيدي
اذن لصنعت سنة لك وحدك
تفصلين ايامها كما تريدين
وتسندين ظهرك على اسابيعها كما تريدين
وتتسمسين
وتستحمين
وتركضين على رمال شهورها
كما تريدين
اه يا سيدتي
لوكان الامر بيدي
لاقمت عاصمة لك في ضاحية الوقت
لا تاخذ بنظام الساعة الشمسية والرملية
ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي
الا
عندما تأخذ يدك الصغيرة قيلولتها
داخل يدي

كل عام وانا متورط بك
وملاحق بتهمة حبك
كما السماء متهمة بالزرقة
والعصافير متهمة بالسفر
والشفة متهمة بالاستدارة
كل عام وانا مضروب بزلزالك
ومبلل بامطارك
ومحفور كالاناء الصيني – بتضاريس جسمك
كل عام وانت لا ادري ماذا اسميك
اختاري انت اسماءك
كما تختار النقطة مكانها على السطر
وكما يختار المشط مكانه في طيات الشعر
والى ان تختاري اسمك الجديد
اسمحي لي انا اناديك
يا حبيبتي