الإنجاب هبة من الله عز وجل وهي العملية الفسيولوجية الوحيدة التيتبنى على فردين، الرجل والمرأة ولكل منهما دور هام يلعبه حتى تؤتي العلاقة الحميمةثمارها وهو الطفل، قرة عين الأب و الأم.
وتنتج المرأة بويضة واحدة شهريا عن طريقالمبيض، بينما ينتج الرجل ملايين الحيامن التي تخرج مع القذف في نهاية عملية الجماعوتحتاج البويضة إلى حيوان منوي واحد فقط لكي يتم تخصيبها وينتج الرجل ملايينالحيوانات المنوية عن طريق الخصيتين وهما مصنع إنتاج النطاف ولأن أكثر هذه الحيامنتسكب خارج المهبل أو تموت وهي في طريقها إلى قنوات فالوب وتحيط الحيامن المتبقيةبالبويضة ولكن نطفة واحدة فقط تصل إليها وتلقحها. وتعيش النطاف من ساعتين إلى 4ساعات داخل المهبل لكنها تمكث داخل عنق الرحم فترة قد تصل إلى 4 أيام. ويمكنهاتلقيح البويضة في أي وقت خلال هذه الفترة ولأن الحمل يجب أن يكون قريبا من وقتالإباضة الذي هو عادة منتصف الدورة الشهرية ففي الدورة الشهرية المنتظمة (28 يوما) تكون الأيام 12، 13، 14، 15، 16 هي الأكثر خصوبة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنالحيوان المنوي يستمر في قدرته على الإخصاب لمدة 48 ساعة أو أكثر بعد القذف ويجبالأخذ في الاعتبار أن احتمال حدوث الحمل لزوجين سليمين لدورة شهرية واحدة هو 15- 20بالمائة فقط.
بمعنى آخر أن نسبة عدم حدوث حمل قد تصل إلى 80 بالمائة وهذاالأمر يزعج الكثير من الأزواج والزوجات خاصة خلال شهور الزواج الأولى والرغبةالشديدة في حدوث الحمل.
وهناك أسباب عديدة تؤدي إلى قلة عدد الحيامن أو ضعفالحركة أو زيادة الأشكال المشوهة لها ومنها أولا: المشاكل الخاصة بالغدة النخاميةوهي الغدة المسئولة عن تنظيم العديد من الغدد الصماء داخل جسم الإنسان ومنهاالخصيتان وهي تفرز بعض الهرمونات التي تنظم عمل الخصية لتنتج الحيامن، وكذلك هرمونالذكورة المسئول عن مظاهر الذكورة الثانوية وكذلك الرغبة والقدرة الجنسية عندالرجال.
ثانيا: مشاكل الخصية ومن أهم هذه المشاكل الدوالي وتصيب نسبة كبيرة منالرجال، فهي ترفع درجة حرارة كيس الصفن مما يؤدي إلى ضعف إنتاج الخصية وبالتالي نقصعدد الحيامن و ضعف الحركة وزيادة الأشكال المشوهة لها من ثم يجب على الطبيب المعالجالانتباه إلى هذا المرض، ويمكن التأكد من وجود دوالي الخصية عن طريق جهاز الدوبلرالملون حيث يمكن لهذا الجهاز الكشف عن دوالي الخصية وتحديد حجمها على درجة وجهالدقة. كما يمكن عن طريق الموجات الصوتية معرفة حجم الخصية ومدى تأثير هذه الدواليعلى الخصية.
كما توجد أسباب أخرى تؤدي إلى خلل في تركيب السائل المنوي الذي تسبحفيه النطاف. فمثلا يمكن أن تؤدي التهابات البروستاتا، والحويصلات المنوية إلى تغييرخصائص هذا السائل و بالتالي تؤثر على حيوية النطاف.
ويعاني بعض الرجال وجودأجسام مضادة للحيامن بالدم والسائل المنوي الأمر الذي يؤدي إلى تأخر الإنجاب ويمكنالكشف عن هذه الأجسام عن طريق تحليل الدم أو السائل المنوي. ومن هنا يأتي دورالطبيب لتحديد سبب المشكلة الأساس، ومن ثم العلاج المناسب. فالاتجاه إلى العلاجالمباشر عن طريق الهرمونات ومضادات الأكسدة دون الرجوع إلى السبب المباشر و الرئيسللمشكلة يؤدي إلى تدهور صورة السائل المنوي، ولكن هنا علاج جذور وأسباب المشكلة إمادوائيا عن طريق حقن هرمونات الغدة النخامية تحت الجلد لتعويض نقص هذه الهرمونات أوإعطاء أقراص خاصة بتحفيز الغدة النخامية أو علاج الأجسام المضادة ـ إن وجدت ـ وعملتحليل ومزارع خاصة لإفرازات البروستاتا، والسائل المنوي والبول لتحديد سببالالتهاب، ومن ثم علاجه بالمضاد الحيوي المناسب، ويمكن أيضا في بعض الحالات عملجراحة ربط دوالي الخصية وهي عملية بسيطة يمكن إجراؤها عن طريق الميكروسكوب الجراحيأو عن طريق المنظار الجراحي، حيث يخرج المريض في نفس اليوم ويعود لعمله بعد يومينويمارس حياته الزوجية خلال أسبوع ويمكن عملها تحت التخدير العام أو النصفي أوالموضعي وتعتمد نسبة نجاح هذه الجراحة على حالة المريض. فكلما زادت أعداد النطاف وكلما كانت تحاليل الهرمونات الخاصة بالمريض طبيعية وكان حجم الخصية في الحدودالمعقولة زادت نسبة نجاح هذه الجراحة ويتحسن السائل المنوي خلال 3-6 شهور بعدهاويحدث الحمل عادة خلال هذه الفترة أو خلال السنة الأولى من الجراحة.