يرسخ في أذهان معظم المحبين أن القلب هو المسئول عن مشاعر الحب، وعلى العكس من ذلك، أكدت دراسة علمية حديثة أن القلب ليس له علاقة بالحب أو المشاعر الإنسانية، وإنما تؤول المسئولية في هذا الأمر إلى المخ، حيث أنه المهيمن على سلوك الإنسان، كونه تصدر عنه إشارات في حالة الفرح أو الحب أو الانفعال بوجه عام، وبالتالي تفرز الغدة فوق المكوية مادة "الأدرينالين" التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب.


ورغم أن أدمغة البشر في معظمها على حد سواء، إلا أن الفوارق بين الرجل والمرأة تجعل الأمر يبدو وكأنهما من عالمين متباعدين، إذ تشير دراسات جديدة إلى أن أجزاء محددة من دماغ الرجل، أكبر بنحو الضعف منها عند المرأة.وفي المقابل، فإن "مرآة نظام الخلايا العصبية" في دماغ المرأة، أكبر منه وأكثر نشاطا عند الإناث، بحيث يمكن للمرأة أن تتفاعل المرأة بشكل طبيعي مع مشاعر الآخرين من خلال قراءة العواطف وتعابير الوجه، وتفسير نبرة الصوت والتعبيرات غير المسموعة.

ولعل أكبر فرق بين دماغ الذكر والأنثى، هو أن الرجال لديهم منطقة مسئولة عن الرغبة الجنسية الجنسية أكبر بنحو مرتين ونصف من الإناث، ليس ذلك فحسب، بل في بداية سن المراهقة، فإن أجسام الذكور تنتج 200 إلى 250 في المائة من هرمون "التستوستيرون"، وهو أكثر مما يفرزونه خلال مرحلة ما قبل البلوغ.وأوضحت الدراسة أن منطقة "النواة الظهرية" في الدماغ المسئولة عن التحديات الجنسية، هى أكبر عند الرجال، كما أن منطقة "اللوزة" المسئولة عن نظام الإنذار لمواجهة التهديدات والخوف والخطر أكبر أيضاً في الرجال.

كما أثبتت دراسة جديدة أجراها الباحثون في جامعة ميلبورن الأمريكية، أن الشهوة والرغبة العاطفية عند الإنسان تعتمد على حجم دماغه.ووجد الخبراء أن الرغبة العاطفية والانقيادية تتناسب مع حجم منطقة "آميجدالا" الدماغية وهي مركز صغير مسؤل عن العاطفة يقع في قاعدة الدماغ وغالباً ما ينشط بالحب وقد ثبتت أهميته في السلوكيات التزاوجية عند الحيوانات.

ووجد الباحثون بعد تحليل الصور الشعاعية لأدمغة 45 شخصاً مصابين بصرع مزمن وهي حالة تثبط الرغبة العاطفية وخضعوا للجراحة لإزالة جزء من أدمغتهم لتحرير المناطق الأخرى والسماح لها بالقيام بوظائفها الطبيعية أن المرضى الذين بقيت لديهم منطقة "الآميجدالا" أكبر حجماً أظهروا رغبة وانجذاب عاطفي أعلى.ويخطط العلماء في جامعة كونكورديا في مونتريال بكندا لاستكمال هذه الدراسة وتحديد مدى تأثر السلوكيات العاطفية والجنسية عند عامة الناس وارتباطها بحجم الدماغ.

الأنف يعشق قبل العين كما كشفت دراسة طريفة من نوعها أن حاسة الشم تلعب دوراً كبيراً في الانجذاب بين المحبين .. فيبدو أن مسألة الوقوع في الحب من أول نظرة ليس لها علاقة بشكل الحبيب وإنما برائحته !!

فقد اكتشف العلماء بمعهد ماكس بلانك الألماني بجامعة كيل أن لرائحة الجسم دوراً كبيراً في اختيار المرأة لشريك حياتها وفي اختيار الرجل لشريكة حياته، فرائحة جسم كل منا تختلف باختلاف جينات المناعة التي لدي صاحبها، وكل فرد ينجذب إلي رائحة جينات المناعة والتي ليست لديه.وقد قام العلماء بتفسير هذه الظاهرة علي أساس مبدأ الحفاظ علي النسل فإذا كان الزوج له جينات مناعة مختلفة عن جينات المناعة لدي الزوجة فهذا مؤشر بأن طفلهما سوف يكون محصناً بقدر كبير ضد كثير من الفيروسات والأمراض فهي غريزة بداخلنا للحفاظ علي النسل.

وقد اكتشف العلماء أيضاً أن اختيار شريك العمر يأتي عن طريق الأنف لأن كل إنسان له رائحة خاصة وهذه الرائحة عندما تدخل أنف الطرف الآخر يجد نفسه أما منجذباً إليها أو نافراً منها!!فكل شخص له رائحة خاصة به يفرزها الجلد ويؤكد العلماء في هذا البحث أن هذه الرائحة من أهم أسباب الانجذاب أو النفور بين الأشخاص!! إنها عملية تفاعل كيمائي تحدث دون أن ندري؟! فهذه الجاذبية للطرف الآخر "شريك الحياة" تجعلنا نراه الأجمل والأكثر رقة ورومانسية حتي لو لم يكن ذلك!! فالأنف يعشق قبل العين!!

القبلة مصدر إشارات بيولوجية أكدت دراسة علمية حديثة أن القبلة ليست مجرد بادرة رومانسية بين الأزواج أو الأحباب، بل هي مؤشر بيولوجي أساسي تتعلق بالانجذاب الجنسي، وهي تثير تفاعلات واسعة بين مجموعة كبيرة من الهرمونات التي قد تؤدي إلى نجاح العلاقة أو فشلها بعد القبلة الأولى.

وتفترض الدراسة أن القبل مسئولة عن نقل مذاق وروائح وأصوات معينة، تساعد على بناء انطباع الشركاء حيال بعضهم البعض، كاشفة أن الأبحاث تشير إلى أن النساء ينجذبن إلى الرجال من أصحاب أجهزة المناعة ذات التركيبة المختلفة عن أجهزتهن، وأن اكتشاف ذلك يتم من خلال القبل.وتشير إحصائية عمل عليها الدكتور جوردون غالوب، أستاذ علم النفس في جامعة "ألباني" الأمريكية، إلى أن 59 في المائة من الرجال و66 في المائة من السيدات كشفن أن انجذابهم نحو شركائهم انتهى بعد القبلة الأولى.

وتُظهر أرقام جالوب أيضاً إلى أن القبلة ترتدي أهمية كبيرة لدى النساء، تفوق مكانتها لدى الرجال، كما تشير البيانات إلى أن نسبة النساء اللاتي قلن إن القبلة مقدمة أساسية للجماع يفوق بكثير نسبة الرجال من أصحاب الرأي عينه.ومن جهتها، أكدت الدكتورة هيلين فيشر، أن أبحاثها تشير إلى وجود ثلاثة أنظمة مؤثرة على عمل الدماغ في عملية الحب، وهي نظام الجنس والنظام الرومانسي ونظام الارتباط.

وأوضحت فيشر أن النظام الجنسي يدفعنا إلى البحث عن شركاء للتكاثر، في حين يدفعنا النظام الرومانسي إلى الاكتفاء بشريك واحد، أما نظام الارتباط، فهو المسئول عن قدرتنا على "تحمّل" هذا الشريط طوال الفترة الكافية لحصول التكاثر.وأضافت فيشر أن القبل تقوم بتحفيز هذه النظم الثلاث بشكل متزامن، مستدلة على أن ذلك يؤكد بأن القبلة هي المحك الحقيقي لإمكانية نجاح العلاقة أو فشلها.

وربطت الطبيبة الأمريكية الأمر بارتباط القبلة بمنطقة دماغية تدعى "Somatosensory Cortex" وتمتد من أقصى الدماغ إلى أقصاه، ما يجعلها قادرة على الاتصال بالحواس الخمس، وتلقي إشارات من الفم والشفاه واللسان والأنف والخدين.