ينابيع المعرفة
قوام الدنياقوام الدنيا أربعة أشياء: أولها بعلمالعلماء، وثانيها بسخاء الأغنياء، وثالثها دعاء الفقراء، ورابعها عدل الأمراء،فلولا علم العلماء لهلك الجاهلون، ولولا سخاء الأغنياء لهلك الفقراء، ولولا دعاءالفقراء لهلك الأغنياء، ولولا عدل الأمراء لأكل الناس بعضهم بعضاً.سيدة أبكتني قالإسحق بن إبراهيم الموصلي، لم تبكني في حياتي مثل امرأة أعرابية حسناء كانت محتاجة،وخاطبتني ببلاغة لم أعهدها في سيدة غيرها، قالت: أيا قوم، لقد تعثر بنا الدهر،وخاننا الجانب المشرق من الحياة، وقل منا الشكر، وفارقنا الغنى إلى غير رجعة،وحالفنا الفقر، فرحم الله امرءًا فهم بعقل، وأعطى من فضل، وواسى من كفاف، وأعلن علىعفاف. فلم أبارحها أنا ومن معي إلا بعد أن أقلنا عثرتها، وشاهدنا بسمة على شفتيها،وهكذا يكون الفضل لمن يستحقون الفضل. وصايا حكيم أوصى حكيم ولده فقال: لا تذيعن سراهو لك، واجعل الحزم حاكما لأمرك دائما، ولا تجعلن الجفاء من أخلاقك، ولا الحمق منطبيعتك، واجعل الكرم في بيتك ركنا دائما، ولا تجعلن نظرك عن المحارم شاخصا، ولا تكنبنفسك شحيحا ولا مفرطا، وأد للناس حقوقهم، ولا تكن لهم كثيرا معاتبا. سعيد بن جبيروالحجاج يروي لنا التاريخ العربي أن الحجاج بن يوسف لما أمر بقتل سعيد بن جبير قالله سعيد {إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين}، فقالالحجاج بغضب: شدوه إلى غير القبلة، عندئذ قال سعيد: {فأينما تولوا فثم وجه الله} فقال الحجاج: كبوه على وجهه، فقال سعيد {منها خلقناكم وفيها نعيدكم}. {وسيعلم الذينظلموا أي منقلب ينقلبون}. مناجاة كان يحيى بن معاذ، رحمه الله، يناجي ربه قائلا: إلهي، لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب النهار إلا بطاعتك، ولا تطيب الدنياإلا بذكرك، ولا تطيب الآخرة إلا بعفوك، ولا تطيب الجنة إلا برؤيتك. الشجرة الملعونةهي شجرة الزقوم، يقول المفسرون هي الشجرة الملعونة، وسميت فتنة لأن المشركين قالواإن النار تحرق الشجرة، فكيف تنبت فيها الشجرة؟ وشجرة الزقوم يقتاتها أهل النار، لهاثمرة مرة خشنة الملمس منتنة الرائحة، وهي ملعونة ملعون أهلها وآكلوها. عالموسكّيرحاور سكير عالما فقال له: هل ترى بأسا إن أكلت ثمرا؟ العالم: أبدا، السكير: وإن أكلت معه بعض العشب؟ العالم: لا يمنع من ذلك مانع، السكير: وإن شربت عليهماماءً؟ العالم: اشرب هنيئا، السكير: مادام هذا جائزا، فلماذا تحرمون علينا الخمر؟العالم: إن صببت عليك ماءً، هل كان يضرك؟ السكير: لا يضرني منه شيء، العالم: لونثرت عليه ترابا، هل كان يقتلك؟ السكير: لا يقتل التراب أحدا، العالم: لو أخذتالماء والتراب وخلطتهما وجعلت من ذلك لبنة عظيمة فقذفتك بها، هل كان ذلك يضرك؟السكير: كنت تقتلني، قال العالم: هكذا الخمر! البلاغة عند أهل الصناعة!أصحابالصناعات الدقيقة يحتفظون لأنفسهم بعبارات فخمة ضخمة تميزهم عن غيرهم، فقد اجتمعقوم من أهل البلاغات فوصفوا بلاغاتهم عن طريق صناعاتهم:قال الجوهري: أحسن الكلامنظاما ما ثقبته يد الفكرة ونظمته الفطنة.قال العطار: أطيب الكلام ما عجن عنبرألفاظه بمسك معانيه، ففاح نسيم شمه، وسطعت رائحة عبقه، فتعلقت به الرواة.وقالالحداد: خير الكلام ما نصبت عليه منفحة الروية، وأشعلت فيه نار البصيرة، ثم أخرجتهمن فحم الأفحام ورققته بفطِّيس (المطرقة) الأفهام. لكل لذته سؤال واحد اختلفتوتعددت الإجابة عنه، حسب مقام الرجال وأشخاصهم وأقدارهم، والسؤال هو: ما اللذة؟ قالملك: ظفر بعد هزيمة، وليالي سمر، وقال تاجر: ربح على السوم، ونقد في اليوم، وقالعالم: في حجة تتبختر اتضاحا، وشبهة تتضاءل افتضاحا، وقال راع: في واد عشيب، ولبنحليب، وقال عابد: في عمل يخلص، ورياء ينقص، وقلب عن الدنيا يسلو، وهمة إلى الله عزوجل تعلو، وقال كاتب: في معنى أنهيته، وكلام أنشيته، وقال غاز: في سرية مقبلة،وغنيمة مستقبلة، وقال فقير: في إزاحة العلل وقضاء الوطر. دعاءاللهم اجعل قلبيينبوعًا للمعرفة، وصوتًا للناس، وسيفًا لنصرة الحق، وملاذًا لكل مظلوم، ولجامًا لكلظالم. من آراء الشعوب في المرأةيقول العربي: إنها ريحانة النفوس، يقول الصيني: إنهاابنة التنين، يقول الياباني: إنها زهرة المنزل، يقول الأميركي: إنها نصف الرجلالقوي، يقول الإنجليزي: إنها أساس المنزل، يقول الفرنسي: إنها زهرة الهيئةالاجتماعية. الفكاهة الفكاهة جاء اسمها من الفاكهة، وهذا الاسم الجميل اشتقته العربمن الثمار الحلوة التي نتناولها في نهاية العام، فتعد بمثابة الحلو بعد الغداء،والفاكهة ليست حلوة المذاق فقط، بل أيضا شفاء وعلاج، وهكذا الفكاهة، فالضحك واحةالأمل لكل من وقع في براثن القلق.الماء أم الزيت؟قال ابن الجوزي مبينا عاقبة الصبر: صب في القنديل ماء ثم صب زيت، فصعد الزيت على سطح الماء، فقال الماء: أنا الذي سقيتشجرتك فأين الأدب؟ لم ترتفع عليّ؟ قال الزيت: لأنك بينما كنت في بطن الأرض تجري علىطريق السلامة، صبرت أنا على العصر وطحن الرحاء، وبالصبر يرتفع القدر، قال الماء: إلا أني أنا الأصل، قال الزيت: استر عيبك، فإنك لو لامست شعلة المصباح لانطفأ! كلمات هارون الرشيد على فراش الموتهارون الرشيد الخليفة المجاهد الذي كان يغزو عاماويحج عاما، وكثرت في خلافته الفتوحات، عند موته استدعوا له الأطباء فيئسوا منه،فلما شعر بدنو أجله، قال يصف حاله:إن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع موت قد أتىما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان أبرأ مثله فيما مضى؟!مات المداوي والمداوى والذيجلب الدوا أو باعه ومن اشترى أبوحنيفة النعمان سأل هارون الرشيد أبا يوسف أن يصفأخلاق أبي حنيفة النعمان، فقال: كان والله شديد الدفاع عن حرمات الله، مجانبًا لأهلالدنيا، طويل الصمت، دائم الفكر، لم يكن مهذارا ولا ثرثارا، إن سئل عن مسألة كان لهفيها علم أجاب، وما علمته إلا صائنا لنفسه ودينه، مشتغلا بنفسه عن الناس، لا يذكرأحدا إلا بخير، فقال الرشيد: هذه أخلاق الصالحين. كلمات مضيئة > الفضيلة فيالفهم الصحيح لمعنى احترام النفس والذات.> أكثر ما يثير قلقي أن أعرف رجلا لايعرف القلق!> خذ الخير من أهله، ودع الشر لأهله.> العمل المليح لا يحتاج إلىأي مديح.> فكر مرة قبل أن تعمل، ومرتين قبل أن تتكلم.> من أصلح أمر آخرتهأصلح الله أمر دنياه.> من كثر اعتباره قل عثاره. حيزبون أصغر من لطلط! لأبيمنصور الثعالبي تصنيف للمراحل العمرية للمرأة يقول فيه: هي «طفلة» ما دامت صغيرة،ثم «وليدة» إذا تحركت، ثم «كاعب» إذا لعب ثدياها أي برزا، ثم «ناهد» إذا زادثدياها، ثم «معصر» إذا أدركت، ثم «عانس» إذا ارتفعت عن حد الإعصار، ثم «خود» إذاتوسطت، ثم «مسلف» إذا جاوزت الأربعين، ثم «تصاب» إذا كانت بين الشباب والتعجيز، ثم «شهلة كهلة» إذا عجزت وفيها تماسك، ثم «حيزبون» إذا صارت عالية السن ناقصة القوة،ثم «لطلط» اذا انحنى قدها وسقطت أسنانها

منقوول.