السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرة اخرى نتجول في بلاد الطبيعة الخلابة و الجنة سوريا

الى الجنوب

حيث مدينة الجمال ..........السويداء .........

لنتابع




مدينة الحجارة السوداء والكروم المكتنزة، أرضها الخصبة حوّلت سهولها إلى حدائق غنّاء، وأبدعت الأمم التي حطت على أرضها فكانت إبداعاتها أوابد تشهد عليها العصور.
تقع في الجنوب الشرقي من دمشق وتبعد عنها 106 كلم، تحدها محافظة درعا من الغرب والبادية السورية والصفا من الشرق و الأردن من الجنوب. تبلغ مساحتها /6550/كم² ويمتد طول المحافظة من الشمال إلى الجنوب /120/ كم ويبلغ عرضها من الشرق إلى الغرب /66/كم.
يتميز المناخ فيها بأنه معتدل منعش صيفاً، بارد شتاءً وتتساقط الثلوج بحيث تصل في بعض المناطق إلى ارتفاعات كبيرة لتغطي المدن والبلدات، صخورها بركانية وتربتها رسوربية، وترتفع مدينة السويداء عن سطح البحر /1100/م وشهبا /1050/م أما صلخد فيصل ارتفاعها إلى /1125/م وتصل أعلى نقطة في المحافظة إلى /1809/م في تل قينية.







تعد من المحافظات السورية الغنية بالأوابد الأثرية والمواقع التاريخية الهامة، فقد أبدعت الأمم التي حطت على هذه الأرض، فكانت إبداعاتها أوابد خلدت حكايات ونسجت أساطير لا تنسى ولا تمحى. وتتمتع بأهمية تاريخية وحضارية، فقد شهدت على الأقل ثلاث مراحل للسكن الحضري خلال الأربعة آلاف سنة السابقة لميلاد السيد المسيح في العصور (الحجري النحاسي – البرونزي القديم – البرونزي الوسيط).. من المواقع المكتشفة والممثلة لهذه المراحل (تل ظهير – خربة الأنباشي – خربة الهبارية – تل دبة بريكة).. وما بقي في المحافظة من أوابد أثرية من العصور كثير نجده في معظم مناطق وقرى المحافظة..


دعيت خلال العصور القديمة (سؤادا) أي المدينة السوداء نتيجة طبيعتها البركانية وحجارتها السوداء، ثم أطلق عليها اسم (ديونيزياس) خلال العصور الرومانية والبيزنطية، وفي العصر النبطي كانت إحدى المقرات المهمة. كانت تبدو في الواقع محطة عظيمة على المحاور الكبيرة للطرق التجارية المتجهة من الشمال إلى الجنوب بين المدن الرئيسية بدءاً من دمشق الواقعة في ولاية سورية وبصرى في الولاية العربية، وكانت مفترق طرق إقليمياً ونشيطة تجارياً.

أشارت عمليات المسح التي أجرتها البعثة الأثرية الفرنسية في المحافظة بين عام 1983 و1988 إلى أن الإنسان قد تنقل في هذه المنطقة منذ العصور الحجرية، وترك مخلفاته الصوانية في مراحات عديدة ومتنوعة منها: كوم التينة، ومراح المزرعة. وأثبتت أن مواقع دير الأسمر بين نجران وأم العلق وغيرها، فيها آثار من عصر الممالك الكنعانية الأمورية، وتقدم المتونة مثالاً على ذلك، حيث عثر فيها على قبور فيها أوانٍ فخارية من صنف الآنية التي انتشر استعمالها في عصر الهكسوس.
السويداء كانت جزءاً من مملكة باشان (زمن ا
لملك الكنعاني)، ثم سكنها من قبل العرب الأنباط خلال القرن الأول قبل الميلاد، وفي نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر قدم السكان الحاليون للمدينة، حيث هاجر إليها العديد من مناطق لبنان – فلسطين، واستخدموا المباني والمنازل الأثرية القائمة وعدلوا بأقسامها وأضافوا عليها عناصر معمارية، كما شيّد فيها العثمانيون داراً للحكومة والسجن.

وكانت محطة رئيسة للحجاج في موقع بركة الحاج. وأصابها الزلزال أكثر من مرة. ‏

وخلال القرن العشرين جرت دراسات جدية عن السويداء القديمة من قبل بعثة أثرية مشتركة (سورية – فرنسية) ساعدت في فهم مخطط المدينة القديمة وأماكن الأبنية الأثرية المخفية ضمن النسيج العمراني الحديث، الذي أخذ منحى واتجاه النسيج الأثري القديم.













يرتادها السواح الأجانب للتعرف على الحضارات التي تعاقبت فوق أرضها وعلى عاداتها وللاستمتاع بهوائها العليل.
‏وتحتضن مدينة السويداء مركز المحافظة العديد من الأوابد الأثرية النبطية والرومانية، من بينها معبد آلهة المياه. وفي العصر البيزنطي شيدت فيها الكنائس على أنقاض المعابد كالكنيسة الكبرى التي تطل واجهتها على الشارع المحوري مباشرة، وتمتد أجزاؤها تحت المنازل الواقعة إلى الشرق، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي، فرشت أرضها بلوحات فسيفسائية جذابة كلوحة القديس سرجيوس، والكنيسة الصغرى التي مازال بقايا قوسها الكبير المعروف بقوس المشنقة ويتوسط الشارع حالياً (القرن الخامس الميلادي) وأعمدتها وتيجانها ذات النقوش الفنية الرائعة. إضافة إلى المسرح الصغير (الاوديون) الذي ظهرت معالمه إثر شق الشارع، وكان يستخدم كصالة اجتماعات، ومدرجه كشف عن جزء منه، ومدرج مسرح كبير لم يكشف عنه بعد، والكثير من الأبنية الرومانية والمدافن عبر حقب تاريخية متتالية، منها ما كشفت أعمال التنقيب والحفريات عنها ومنها مازال مدفوناً تحت بيوت المدينة القديمة، ومعظمها مؤءلف من عدة طبقات.



الطريق المحوري والبيوت الحجرية




وهناك من المعالم الأثرية (شارع النجمة) وهو من أهم وأقدم الشوارع في مدينة السويداء، يمتد من قوس (الكنيسة الصغرى) إلى ساحة (النجمة) حالياً.. ويحتوي على عدد من النقاط الأثرية الهامة: (ميدان الخيل – حمامات – كنيسة مربعة الشكل)، وقد كان للحي الشرقي الذي يشكل جزءاً من ذاكرة المدينة عدد من النقاط الأثرية الهامة مثل: معبد الإله ذو الشراة (القرنين الأول ق.م والأول الميلادي) وبقايا الأعمدة الأثرية إلى الشرق من المعبد.



المشنقة




بقايا ثاني اقدم كنيسة رومانية في السويداء يمزقها الشارع المحوري العظيم



ولمدينة السويداء متحف نوعي متميز بني من الحجر القاسي الذي تمتاز به المحافظة، يضم في أجنحته المتعددة العديد من التماثيل البازلتية مختلفة الأشكال والأحجام ولعصور عدة، أهمها نسر من الحجر البازلتي باسط جناحيه يمثّل إلهاً نبطياً، ومجموعة من التماثيل النسائية ذات قيمة فنية عالية، ولوحات فسيفسائية لا مثيل لها، منها ما يمثل مشاهد لربة الصيد أرتميس محاطة بالحوريات تعود إلى القرن السادس الميلادي، ولوحة جيا ربة الأرض وهي تقدّم محاصيل الفصول الأربعة لباخوس وأريان، وأخرى لمولد فينوس وعرس تيس آلهة الأرض وتيجان كورنيثية، وأعمدة تعود للعصرين النبطي والروماني، وكثير من اللقى الفخارية والمزهريات والحلي الذهبية والفضية والنقود التي تم التعامل بها عبر العصور الغابرة.


المواقع السياحية المميزة:

- مدينة شهبا ( المسرح الروماني – البوابات اقواس النصر – متحف شهبا الذي يضم أهم لوحات الفسيفساء الرائعة .
- بلدة قنوات ( المعابد – الكنيسة البيزنطية – معبد الشمس والكثير من الآثار إضافة للجبال المكسوة بالخضرة والغابات الطبيعية .
- مغارة عريقة مغارة طبيعية أثرية ويوجد بقربها استراحة ومطعم بمستوى جيد.
- قرية بريكة تل الدبة.. معبد يوناني.
- بلدة سليم و بلدة عتيل، معابد يونانية ورومانية ومسلة وآثار متنوعة.
- بلدة القريا، بلد قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، والنصب التذكاري الخاص.
- قرية عرى وفيها منزل أمير الجبل ومنزل السيدة أسمهان الأطرش، ويسمى هذا المنزل دار الإمارة أو دار عرى.
- قلعة صلخد المهيبة – تتوسط مدينة صلخد.
- معبد المشنف يقع في بلدة المشنف.

يتبع