الأعياد ..فرحة احتكرها الصغار وبهجة غابت عن الكبار
سلَّم الكثير من الناس بأن فرحة الأعياد خاصة بالصغار دون الكبار، وبهذا الفهم ظل التركيز دائما على شراء احتياجات الأطفال، وهداياهم وملابسهم، والحرص على ترفيههم، بل بات الصغار يسيطرون على برامج العيد سيطرة تامة، ولكن هل هذا يتطابق مع المنطق ومع الحكمة من الأعياد، ومن مفهوم العيد الوجداني والروحي والترفيهي؟ هكذا حرم الكبار أنفسهم من بهجة العيد، وتلاشت التقاليد المتوارثة في التجمعات والتواصل والزيارات والهدايا، وانتظار العيد والإعداد له منذ وقت مبكر، وتم اختزال المناسبة برمتها في إرضاء الأطفال وتوفير احتياجاتهم والتفرغ لإسعادهم وحسب .
مداولات أعضاء المنتدى دارت حول هذه المفاهيم وحاولت التقريب بين الواقع والمأمول لأنها كانت فقط من الكبار.


شعائر دينية من المعلوم ان العيد فرحة لكل صغير وكبير وذكر وانثى وليس مقصورا على الصغار، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة النبوية ووجد هناك أناسا يلعبون ويلهون في يومين لهما من الجاهلية قال لهم (إن الله قد أبدلكم بهما عيد الفطر وعيد الأضحى) فالفرح بعيد الأضحى والفطر سنة وهي شعيرة من شعائر الله عز وجل التي امتن بها على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يحرم هذا الفرح إلا من ابتعد عن نهج الكتاب والسنة وعن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول للصائم فرحتان يفرحهما فرح عند فطره وفرح عن لقاء ربه، والفرح عند الفطر يكون بيوم العيد، إذ أنه يفطر ويحمد ربه ويفرح بتمام شهر الصيام، وإن وفقه الله للقيام، ثم يفرح بلبس الجديد والعطور، ويفرح ايضا بهذا العيد العظيم الذي هو عيد امتن به الله عزّ وجلّ عليه، حيث وفقه للطاعة والعبادة، وأعيادنا أعياد شرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، فعيد الفطر يكون بعد الانتهاء من شهر الصيام والاضحى يكون بعد الوقفة العظمى في عرفات فلا بد أن نعيد لهذه الاعياد رونقها وجمالها، فنفرح بما جاء في كتاب الله والسنة الفرح الشرعي ونغني ونردد الأهازيج الشعرية، لكنه الغناء الذي ليس فيه فحش وليس فيه آلات موسيقية محرمة، ولا بأس بضرب الدف للصغار والكبار والنبي صلى الله عليه وسلم كما روى ابو داود في سننه ان امرأة نذرت ان عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة ان تضرب على رأسه بالدف فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوفي بنذرك، فالدف عباد الله لا بأس به للصغار والكبار ولكن لا بد ان يكون استخدامه وفق ما شرع الله ورسوله فيكون الضرب بالدف بالغناء الطيب، الغناء الذي ليس فيه تشبه بالنساء، وليس فيه فحش، وإنما غناء يدعو إلى الرجولة والأخلاق الفاضلة، فالعيد بهجة والكبار الآن لا نجدهم يفرحون بل إن أحدهم اذا اتى العيد يذهب إلى بيته ويغلق عليه بابه فلا فرح ولا سرور، فهذا والله ليس في نهج دين الإسلام ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالرسول يدعو الى الفرح بهذا العيد، فالأعياد عباد الله فرحة ليست مقصورة على الصغار بل هي أيضا للكبار.. فآمل من إخواني المسلمين ان يفرحوا بما شرعه الله والنبي صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله ان يجعل أيامنا كلها أعيادا وان يحقق لأمتنا أمة الإسلام النصر والتأييد في كل وقت وحين.