العمل .. لقمة العيش .. إلتزامات الأبناء .. الحوادث الطارئة ..


كلها تجعلك تعيش الحياة وكأنك جالس على قنبلة زمنية ، ستنفجر إن لم تفعل كل شيء قبل مرور الوقت اللازم لذلك .
نعم .. يجب على المرء منا أن يفي بالتزاماته ومواعيده ، لكننا يجب أن نعلم أن لكل منا طاقة ، ومحاولة إلزام النفس بعمل ما لا تطيق ،
سيكون مرده إلى تلك النفس وسيعمل عمله السلبي في تحطيمها ،
وربما انفجر الواحد منا من كثرة الالتزامات وقلة الوقت الازم لتحقيق ما يريد .


ولقد أضحكني أحد أصدقائي الناجحين جدا في عملهم المنهكين جدا في حياتهم بقوله


( كنت أطمح في نجاح المشروع الذي توليت الاشراف عليه ، كنت أتابعه باستمرار ، وتالله كأنني كنت أربي أسدا ما إن دارت عجلة النجاح و الأسد ـ أي المشروع ـ لا يدعني أهنأ ساعة من ليل ولا نهار!) .


كلنا هذا الرجل ، نركض في عصبية نحاول الانتهاء من كل شيء كي نستريح . ولن ينتهي كل شيء .. ولن نستريح .. !


وذلك ببساطة لأن هذه طبيعة الحياة ، يجب أن نعي هذا جيدا ، وأن نستمتع بها بدون أن نحولها إلى مارثون سباق محموم .


إننا خبرا في تحويل الأشياء البسيطة إلى أشياء ضرورية واجبة التنفيذ بالرغم من أن الأمر عكس ذلك ، إننا نخلق التزامات ونعاقب أنفسنا إن لم نفي بها ..


استمتع بحياتك ، واطلب لعقلك وجسمك الراحة والترويح ، وعش الحياة بهدوء وسكينة .


فإذا ما وجدت نفسك في مضمارها المحموم ، فالجأ لركن الله ، واسأله التوفيق والسداد ، ركعتين في جوف الليل ،


ومناجاة لا يسمعها سواه ـ جل اسمه ـ ولحظات تدبر وتأمل ، تنجيك من شرك الحياة الغدار .


قال سيدني هاريس:
" أنسب وقت للاسترخاء يكون عندما لا يكون لديك وقت للاسترخاء ..! "
______________________