في هذه اللحظات شعرت أن الإنسان أصغر المخلوقات
بعدما ضجرت من الدراسة وضغط المعلومات
رغبت بلحظة ترفيه والوسيلة المتاحة دائما" هي التلفزيون
بدأت رحلة التجوال بين القنوات الكثيرة
فرأيت بعض الفضائيات تتسابق بعرض أخر أخبار الموت والمجازر والتفجيرات
وأطفال مشوه الملامح مرميون في شوارع الزمن
وصراخ أمهات ودموع كهول
وللأسف اعتدنا على هذه اللوحات فقابلتها بالآهات والدعاء لهم
بالحرية والسلام
وتابعت رحلتي في عالم الفضائيات
فأرى لوحات مختلفة واسمع إيقاعات وأغنيات تتطلب معجم لغة لنفهم معانيها أو ماذا يقصدون بها
أو ما هو هدفها
وموديلات مختلفة تتمايل وأخرى تنط وأخرى ......
وكما السابق اعتدنا على هذه اللوحات أيضا"
فتحجرت الدمعة في عيوني ،وتجمدت الكلمات على شفتي
أطفأت التلفزيون عندما بدأت السماء تتوهج ،وبدأ المطر بالتناثر
ويغسل الشوارع والنوافذ
ويعطي الأرض النشوة والفرح ويروي ترابها الذابل
فشعرت بأن الإنسان صغيرا جدا" أمام عظمة الله الذي مازال رغم كل شيء
يهدينا المطر وهو ترياق الوحيد الذي يبعث الحياة في هذا العالم الذي أصبح غريب
ونحن نشعر الغربة فيه
ويا ليت هذا المطر يستطيع الوصول لبعض القلوب البشرية التي تحجرت
لينعش إنسانيتها من جديد
لكنه ماذا يفعل ان كانت تلك القلوب أصبحت من الاسمنت .
فهل مررتم بلحظات شعرتم بهذا الإحساس
ان الإنسان صغير جدا"