ترقق العظام يعني نخر العظام، ويتصف بزيادة في ميل العظام للكسر بسب الفقدان المتدرج للبنية العظمية. يحدث هذا المرض عادة عند كبار السن، ونسبة حدوثه عند النساء أكثر من الرجال (سيدة واحدة من بين كل إثنتين، ورجل واحد من بين كل خمسة رجال تجاوزوا عمر 65 سنة).

ما هي أسباب ترقق العظام؟
قد تشترك عناصر متعددة وتزيد من فرص الإصابة بترقق العظام مثل:

- تقدم السن: حيث يفقد الجسم قدرته على بناء وترميم فقدان النسيج العظمي القديم.

- العامل الوراثي : الأشخاص ذووا البنية الصغيرة أو النحيفة، وذوو البشرة الفاتحة من العرق القوقازي أو الآسيوي، كل هؤلاء معرضون لخطر الإصابة بترقق العظام.

- التغذية وطريقة الحياة: الغذاء الفقير بالكالسيوم، ونقص التغذية، والتدخين، وتناول الكحول بكثرة، وعدم ممارسة الرياضة، والعمل بوضعية الجلوس.

- الأدوية والأمراض: تسبب بعض الأدوية ترقق العظام مثل الستيروئيدات steroids, والعلاج الكيماوي chemotherapy، وكذلك بعض الأمراض مثل مشاكل الغدة الدرقية، وسوء الامتصاص.



ما هي أعراض ترقق العظام؟
هذا مرض من الأمراض الصامتة التي ليس لها أعراض إلاّ عند حدوث كسور. وفي بعض الأحيان تتفلت الكسور الناتجة عن ترقق العظام من اكتشاف سببها لمدة سنين، ولهذا السبب لا ينتبه المرضى على إصابتهم بترقق العظام إلا عند إصابتهم بالكسور المؤلمة، وعندها ترتبط الأعراض على الآلام الموضعية.


كيف يتم تشخيص ترقق العظام؟
يتم تشخيصه من خلال معرفة التاريخ المرضي الكامل والفحص الطبي، والتصوير الشعاعي للهيكل العظمي، وقياس كثافة العظام، والفحوص المخبرية المتخصصة.

ما المقصود بقياس كثافة العظام ومن يجب عليه إجراؤه؟
هو عبارة عن تقنية شعاعية تقوم بمقارنة كثافة عظام المريض مع كثافة العظام لشخص في نفس السن ومن نفس الجنس والعرق في زمن الذروة، حيث يتم قياسها في عمر يتراوح بين 20 على 25 سنة حيث تكون الكثافة في أعلى مستوىً لها.

اقرت إرشادات المؤسسة الأمريكية لترقق العظام بأن هناك عدة مجموعات من الناس تجب عليهم إجراء فحص كثافة العظام وهم:

- كل النساء المتجاوزات لسن انقطاع الحيض ولم يبلغن سن 65 سنة ولديهن عوامل خطورة الإصابة بترقق العظام.
- كل النساء اللاتي بلغن 65 سنة فما فوق.
- النساء المتجاوزات لسن انقطاع الحيض والمصابات بالكسور، رغم أنه ليس إلزامياً لأنه يمكن البدء بتناول العلاج بغض النظر عن كثافة العظام.
- النساء المصابات بأمراض معينة لها ارتباط بالإصابة بترقق العظام، والتي يتجاوز عددها الخمسين مرض، ويمكن للطبيب في العيادات الأولية أن يجري مسحاً مقارناً لقائمة هذه الأمراض مع حالة المريضة ليتأكد فيما إذا كانت مُصابةً بأحدها.
- النساء اللآتي اتخذن قرار استعمال العلاج يمكن مساعدتهن بإجراء فحص كثافة العظام.


ما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من ترقق العظام؟

1- أدخل كمية كافية من الكالسيوم في غذائك:
تُشكل منتجات الألبان، مصدراً ممتازاً للكالسيوم، فمقدار 8أونس (240 مل) من الحليب يحتوي على 300 ملغ. ومن الأغذية الأخرى الغنية بالكالسيوم السردين مع العظام، والخضار الورقية، بما فيها البروكولي والملفوف الأخضر .
إذا كان نظامك الغذائي لا يحتوي على كمية كافية من الكالسيوم، يمكن تعويض هذا النقص بتناول منتجات الكالسيوم الدوائية (الأغذية التعويضية أو التكميلية).
قامت الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences بصياغة الإرشادات التالية التي تخص المقدار اليومي للكالسيوم:

o الذكور والإناث من عمر 9 سنين إلى عمر 18: 1300 ملغ في اليوم.

o النساء والرجال من عمر 19 سنة إلى عمر 50 : 1000 ملغ في اليوم.

o الحوامل والمرضعات حتى عمر 18 سنة: 1300 ملغ في اليوم.

o الحوامل والمرضعات من عمر 19 سنة إلى عمر 50 : 1000 ملغ في اليوم.

o النساء والرجال فوق الخمسين: 1200 ملغ.

استشر الطبيب قبل تناول دواء الكالسيوم التكميلي.



2- أدخل كمية كافية من الفيتامين دي في حميتك الغذائية:
تُشكل منتجات الألبان أيضاً مصدراً ممتازاً للفيتامين دي فكأس من الحليب يحتوي على 100 وحدة دولية (ود)، ويُوصى بجرعة يومية مقدارها 200- 600 إذا كان نظامك الغذائي لا يحتوي على كمية كافية من الفيتامين دي يمكنك التعويض بتناول منتجات الفيتامين دي الدوائية. تحتوي حبوب الفيتامينات المتعددة على 400 ود من الفيتامين دي، استشر الطبيب أيضاً قبل تناول الفيتامين دي، واعلم بأن زيادة جرعته قد تكون سامّة.

3- مارس التمرينات الرياضية بانتظام من 3-4 مرات في الأسبوع، كالمشي ،والعدو، والقيام بالنزهات الطويلة سيراُ على الأقدام، وصعود الدرج، والرقص، والمشي على الجهاز، وحمل الأثقال.



ما هي الأدوية التي تُستعمل للعلاج؟

تقلل كل طرق العلاج الحالية من فقدان النسيج العظمي، إلا أنه لا توجد طرق علاجية مُثبتة تعمل على تعويض المفقود من النسيج العظمي. تعتبر العلاجات التالية الأكثر شيوعاً من بين العلاجات:

ا- علاج الإيستروجين التعويضي Estrogen Replacement Therapy (ERT):
ينصح به للسيدات المعرضات لخطورة ترقق العظام لوقايتهن من فقدان النسيج العظمي وبالتالي تخفيف الكسور، ومن المعروف بأن هذا العلاج يقي من بعض أمراض القلب ولكنه يمكن أن يرفع من خطورة الإصابة بسرطان الثدي.

ب- مُعدلات مُستقبل الإيستروجين الانتقائية Selective Estrogen Receptor Modulators (SERMs): مثل الرالوكسيفين Raloxifene (إيفيستا Evista)،
وهي تزيد من الكتلة العظمية, وتخفف من خطورة الإصابة بكسور العمود الفقري كما تقلل من خطورة الإصابة بسرطان الثدي.

ج- هورمون الكالسيتونين Calcitonin :
ويُعطى بعدة طرق تحت الجلد أو عن طريق العضل، أو استنشاقاً عن طريق الأنف. ويُعتبر الكالسيتونين المُستنشق الأكثر مُلائمة من بين طرق الاستعمال الثلاثة المذكورة. يعمل هذا الهرمون على زيادة الكتلة العظمية، ويحد من الإصابة بكسور العمود الفقري كما يُساعد على تخفيف الألم.

د- مجموعة بيسفوسفونيت Bisphosphonates: وتتضمن آليندرونيت Alendronate ( فوزاماكس)، ريزيدرونيت Risedronate (آكتونيل Actonel)، إيباندرونيت Ibandronate ( بونيفا Boniva)،
تزيد هذه الأدوية بشكل ملحوظ من كتلة العظام وتقي من الإصابة بكسور العمود الفقري والحوض.

هـ - تيريباراتايد Teriparatide (فورتيو Forteo)،
وهو الشكل الاصطناعي لهورمون الغدة الدرقية البشري، والذي يُنظم استقلاب الكالسيوم، وبذلك يُحسن من نمو النسيج العظمي الجديد، بينما تقوم العلاجات الأخرى لترقق العظام بتحسين كثافة العظام بتثبيط ارتشاف العظام bone resorption.