بسم الله الرحمن الرحيم

- قال الأصمعي: " أخبرني بعض العرب أن رجلاً كان في زمن عبد الملك بن مروان، وكان له أب كبير، وكان الشاب عاقَّـاً بأبيه، وكان يقال للشاب " منازل " فقال الشيخ:
جزت رحمُ بيني وبيـن منـازلجزاءاً كما يستنجز الدينَ طالبُـه
تربَّت حتى صار جعداًً شمـردلاًإذا قام سارو غارب الفحل غاربُه
تظلََّّمني مالي كذا ولـوى يـديلوى يـده الله الـذي لا يغالبـه
وإني لداعٍٍِِِِ دعـوة لـو دعوتهـاعلى جبل الريان لانهـد جانيـه

فبلغ ذلك أميرًا كان عليهم، فأرسل إلى الفتى؛ ليأخذه، فقال له الشيخ: أخرج من خلف البيت، فسبق رسلَ الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقَّه في آخر حياته، فقال:
تظلَّمني مالي خليـج وعقَّنـيعلى عين كانت كالحنِّي عظام
تخيَّرتـه وازددتـه ليزيدنـيوما بعض ما يزداد غيرُ عَرام
لعمري لقد ربَّيته فرحـا بـهفلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام

فأراد الوالي ضربه، فقال الابن للوالي: لا تعجل عليَّ، هذا منازل ابن فرعان الذي يقول فيه أبوه:
جزت رحم بيني وبين
مــنازل جزاءًا كما يستنجز الدينَ طالبه
فقال الوالي: " يا هذا عقَقْتَ
وعُقِقْتَ ".
2- وقال آخر يشكوه بثَّه وحزنه، ويعاتب ولده الذي عقّه
:
غذوتك مولودا ومنتك يافعـاتعل بما أجني عليـك وتنهـل
إذا ليلة نالتك بالشكو لم أبـتلشكواك إلا ساهـرا أتملمـل
كأني أنا المطروق دونك بالذيطرقت به دوني وعيني تهمل
تخاف الرى نفسي عليك وإنهالتعلم أن الموت وقت مؤجـل
فلما بلغت السن والغاية التـيإليها مدى ماكنت فيك أؤمـل
جعلت جزائي غلظة وفظاظـةكانك أنت المنعـم المتفضـل
فليتك إن لم ترع حق أبوتـيفعلت كما الجار المجاور يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكـنعلي بمالي دون مالك تبخـل
تراه معـدا للخـلاف كانـهبرد علي أهل الصواب موكل

3- ويقول الدكتور محمد الصباغ: " سمعت أن واحدًا من الساقطين من الأبناء حمل أباه إلى مأوى العجـزة، لكيلا يضايقَه أو يزعجَ زوجته ".
4- ويقول الأستاذ عبد الرؤوف الحناوي ـ رحمه الله ـ: " كان لي
قريب، ترك له والده أموالاً نقديةً ذهبيةً طائلةً، وعقارات متعددة، وكان من عيون التجار، غضبت عليه أمُّه يومًا، ودعت عليه دعوةً مرةً قاسيةً، وإذا بالسوء يحيق به من جرّائها؛ لقد مات فقيرًا؛ مع أنه لم يسلك سبل الفواحش والمحرمات أبدًا.
وكان
أبي ـ رحمه الله ـ يتصدق عليه، ويرسلني بالطعام من دارنا إليه وإلى زوجته وأولاده ".
قا الرسول صلى الله عليه وسلم :

{ بروا آباءكم تبركم أبناءكم }