عارضة ازياء وبطلة سباق ... بدون ساقين!!










تبدو قصتها أكثر من غريبة... و بغض النظر عن طبيعة عملها... لكن قصتها تعتبر قصة إنسانية كافية لان تشحن من يقرأها بطاقة فياضة تجعل منه انسانا آخر في خضم ما نصارعه يوميا من متاعب ومشاكل.






قصة ايمي مولانس الشابة الأميركية التي بترت ساقاها وهي رضيعة لم تتجاوز السنة فيها الكثير من العبر ذلك أنها قاومت ونجحت إلى أن أصبحت منذ بداية العام الحالي واحدة من أشهر عارضات أزياء «لوريال» وواحدة من بين أجمل نساء العالم.




وايمي ليست عارضة أزياء فقط فهي ممثلة وراقصة تشبه في حركاتها وهي تؤدي رقصة كانكان الفرنسية طائر اللقلق في منطقة البحيرات الكبرى.. إنها لا تتوقف عن الرقص بأرجلها الصناعية التي تغلفها جوارب طويلة سوداء اللون وتنتهي بصندل يصل ارتفاع كعبه الى 12 سم.




لقد قررت ايمي أن تصبح أكثر طولا بــ10 سم عما كانت عليه سابقا لتبلغ طول المتر و85 سنتم وعن ذلك قالت لصحيفة لوفيغارو «لي خمس قامات اخترتها بحسب مزاجي وأيضا بحسب الأطراف الصناعية المتوافرة والتي تجعلني طويلة تارة وقصيرة تارة أخرى والغريب أن صديقاتي يرين بان ذلك غير عادل على الإطلاق».



لا يبدو أن شيئا ما سيوقف مسيرة هذه المرأة التي احتفلت بعيد ميلادها الرابع والثلاثين وسبق أن نالت ميدالية في الألعاب الاولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة.




لقد بترت ساقا ايمي بعد الركبة مباشرة بسبب تشوه خلقي وتقول الشابة الشقراء ذات العينين العسليتين والتي انتخبت ضمن اجمل خمسين سيدة في العالم: «لم اعرف حالة غير هذه على الاطلاق انها حياتي».

ترى ايمي بأن الاطراف الصناعية التي تستعملها مثلها مثل القبعات لها وظيفة تؤديها تملك منها الآن 12 زوجا ومن مواد مختلفة كالخشب والزجاج والفولاذ والطين النضيج (التراكوتا) ومادة البوليوغيتان.



وتقول ايمي انها تستعمل اطرافا للنهار واخرى للسهرة والرياضة والليل وكانت قد شاركت في الالعاب الاولمبية التي احتضنتها اطلنطا في 1996 ضمن الفريق الأميركي لالعاب القوى 100 متر و200 متر.


قررت ايمي ان تكون فتاة عادية منذ نعومة اظافرها لكنها وبمرور الوقت اصبحت شابة غير عادية.





وعن طفولتها تقول إنها كانت تتصور نفسها دوماً رجلا او فارسا شجاعا.. «لقد تمكنت من اداء المهمات التي كانت توكل لي.. كنت دائماً بمفردي في المستشفيات حيث كان والديّ منشغلين بعمليهما. ويتغيبان باستمرار عني.. اما في المقابل فقد كان الاطباء والممرضات لا يتوقفون عن تشجيعي بقولهم «ايمي انت قوية وشجاعة لذلك ستحققين اهدافك».. اعتقد بأن هذا ما ساعدني بالفعل ومكنني من الصمود والمقاومة وهزم اعاقتي.

والد ايمي ايرلندي الاصل كان يشتغل بناء ووالدتها كانت كاهنة لخمس سنوات عند الفرانسيسكان ثم تحولت الى بائعة.



وتقول ايمي ان والديها كانا فقيرين ولم يكونا يميزان بينها وبين اخويها اللذين يصغرانها لذلك ساعدها هذا الوضع على التغلب على اعاقتها حيث تحول ساقاها الى قوة تدفعها دوما الى الامام وتضيف «كان الناس يصدقونني حين كنت اردد:




سأتجاوز اعاقتي واحولها الى ورقة رابحة الناس في الولايات المتحدة الاميركية صدقوني وساعدوني على تحقيق احلامي ان هذا من اكبر مميزات هذا البلد».

كانت ايمي الاولى في دراستها وتمكنت بفضل منحة دراسية تقدمها وزارة الدفاع لثلاثة معوقين سنويا من الالتحاق بجامعة جورج تاون حيث درست العلاقات الدولية واصبحت رياضية كبيرة بعد ان شاركت في ألعاب اطلنطا وتمكنت خلالها من تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباقات الــ100م و200 متر في الوثب الطويل.




بعد هذا الانجاز قررت ايمي دخول عالم السينما حيث رشحها المخرج اوليفييه ستون لبطولة فيلمه «مركز التجارة العالمي» وحين ارادت ان تصبح عارضة ازياء التقطتها كل من ديور وفالونتينو.




دعيت ايمي في عام 1998 لحضور اعمال منتدى تكنولوجيا الترفيه الذي احتضنته كاليفورنيا آنذاك وقالت حينها امام بيل غيتس ووارن بافيت ونائب الرئيس ال غور «الاطراف الصناعية التي ارتديها لا تدل ابدا على اصابتي باعاقة فها هي باميلا اندرسون قد خضعت للعديد من الجراحات التجميلية لكنها لم تعتبر يوما معوقة. ليس للجمال علاقة مع المعايير

الطبيعية على كل واحد ان يعيد اكتشاف نفسه لمواجهة واقعه».



في ذلك اليوم بالذات طلبت ايمي من مصنعي الاطراف الصناعية ان يقوموا بتصميم اطراف تكون مناسبة من الناحية العلمية والوظيفية والجمالية ايضا.



تعيش ايمي في نيويورك اليوم وتراها تكرر هذه الجملة دوما:


« المحنة هي اهم فرصة للتجديد واعادة بناء الذات»..




واخيرا يبدو ان الشيء الطبيعي الوحيد في بيت ايمي هو اطرافها الصناعية فقط.