أم حسن العجوز وحفيدها على قارعة الطريق.. وبقايا سوق الخضار وجبتهم اليومية !!









لم يأبه "أبو أحمد" والذي يملك محلاً لبيع الغاز للتشرد والمرض الذي سيحل بالفتى الصغير وجدته العجوز, فما كان منه إلا أن قام بطردهما من المنزل ليلاً والأمطار تنهمر مطالباً بالإيجار الذي عجزت الجدة عن تأمينه لغرفة متواضعة بلغ إيجارها 3000 ليرة سورية في الشهر في منطقة "دف الشوك" بدمشق..


"أم حسن" التي جربت عبثاً كافة الوسائل لتعمل وهي العجوز التي تجاوز عمرها ال60 عاماً.. تعيش الآن على قارعة الطريق هي وحفيدها "يحيى" ولا يجدون ما يسد رمقهم سوى تبرعات المحسنين.. وبقايا سوق الخضار..




النوم في الأزقة والحدائق

ومعرفة الظروف التي حالت بالعجوز وحفيدها للعيش بهذه الطريقة "في الشارع".. وعن ذلك تقول أم حسن "القصة بدأت منذ حوالي الشهر عندما طردني صاحب المنزل لأني لم أستطع سداد مبلغ ثلاثة أشهر بسبب عجزي عن تأمينها كوني لا أعمل ولا يوجد لدي أي معيل", مضيفة "بعدها احترت أين أذهب وبقيت يومين متواصلين مشردة في الشارع أحاول النوم في الأزقة والحدائق ولكن جارتي القديمة رأفت لحالي واقترحت أن تقدم المبيت لي مجاناً في الليل فقط, أما في النهار فأنا مضطرة لتدبير أموري وها أنا أجلس على قارعة الطريق لاستطيع جمع تكاليف الإيجار وبعض النقود لإجراء عملية لابني المريض".



وحول مرض ابنها والد الطفل "يحيى" تقول أم حسن طلق ابني زوجته منذ سنتين وبقي يحيى يعيش عند والده في اللاذقية, وفجأة مرض ابني بالمرارة ولكنها كانت من نوع نادر جداً واضطر للمجيء إلى دمشق وترك يحيى عندي لإجراء العمل الجراحي في اللاذقية الذي فشل للأسف ولازال جرحه مفتوح حتى الآن ويحاول الأطباء في المشفى الح***ي باللاذقية علاجه".



شقيقتي رفضت استقبالي

وحول الظروف التي كانت تعيشها قبل انضمام حفيدها "يحيى" إليها تقول أم حسن "في السابق كنت أعيش مع أسرة شقيقتي في دمشق, ولكن بعد أن أصبح الطفل معي ولدت الكثير من المشاكل التي كانت تحدث بشكل يومي ورفض زوج شقيقتي استقبالي مع الطفل وخاصة أنه كان رافض بالأساس لعيش معهم في المنزل", مضيفة "اضطرت لاستئجار منزل صغير في منطقة دف الشوك بأجرة 3000 آلاف ليرة في الشهر, حيث بقيت في المنزل حوالي 5 شهور وكنت أدفع الإيجار من النقود القليلة التي كانت معي, ولكن عندما نفذت نقودي ما كان من صاحب المنزل إلا أن قام بطردي غير آبه بحالي وحال الطفل الصغير".



جنزير حديدي على أغراض المنزل


مضيفة "في شهر كانون الثاني وأقسم أن الأمطار كانت تنهمر بغزارة طردنا صاحب المنزل, وليس هذا فحسب فقد قام بوضع جنزير حديدي على قفل الباب وحجز على أغراضنا بكل ما تتضمنه من فراش وبطانيات وغاز صغير وأدوات وحتى ملابس, وهددني أنه من المستحيل أن يعطيني أغراضي قبل أن أقوم بتسديد المبلغ المطلوب مني".



محاولات يائسة للعمل.. وجمعيات خيرية أوصدت أبوابها


"أم حسن" لم تصل إلى هنا إلا بعد أن حاولت العمل بكل الوسائل, مشيرة إلى أنها "حاولت العمل كخادمة في البيوت ولكن كان من الصعب جداً توظيف امرأة عجوز بسنها لدى أي عائلة وخاصة أنها تعاني من أمراض عديدة مثل بقية العجائز في جيلها, إضافة إلى وجود طفل صغير معها".
وتضيف أم حسن "حاولت طرق باب الجمعيات الخيرية للرأفة بحالي ومساعدتي ولكن عدم وجود دفتر عائلة لدي كوني امرأة مطلقة ولاأملك دفتر العائلة جعلهم يرفضون طلبي", وتتابع "كنت أقف دائماً على أبواب الجمعيات الخيرية وكانوا يعطون جميع المحتاجين على مرأى من عيني إلا أنا, ولكن إن لم أكن أملك دفتر عائلة فما ذنبي؟؟".


وأم حسن تنتظر..


ونتنظر أم حسن رحيل باعة سوق الخضرة لتجمع بقايا الخضار والفواكه التي تشكل وجبتها الرئيسية هي وحفيدها, وعن مصادر العيش تقول "قوتنا اليومي هو استعطاف المارين وأهل الخير والجيران الذين يحيطون بالمنطقة ..