قالت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان إن مطالب اهالي محافظة درعا محط اهتمام ودراسة من القيادة السورية وان سورية ستشهد قرارات هامة قريبا وعلى كافة الصعد.
وقال مراسلنا في سوريا عساف عبود إن ذلك يأتي بعد اجتماع للقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم ترأسه الرئيس بشار الأسد.


وفي أول تعليق لمسؤول سوري منذ اندلاع الاحتجاجات في مدينة درعا جنوب سورية وصفت المستشارة الرئاسية مطالب أبناء المدينة بالمحقة.
وقالت إن "اختيار درعا وما حصل فيها من اضطرابات تعود اسبابه إلى قربها من الحدود وسهولة نقل الأموال والأسلحة من الخارج".
لكن شعبان لم تحدد الجهات الخارجية التي قالت إنها تقف وراء الأحداث غير أنها إلى أنه لا علاقة لها بالأمور المطلبية للسكان بل هي حركة مسلحة.
ونفت شعبان ان يكون هنالك اي مشكلة لو خرج خمسون الف متظاهر بشكل سلمي "لكن المشكلة هي مع من يريد التظاهر بوسائل مسلحة تهدف إلى اشعال فتنة في البلد" حسب قولها.
وأكدت أن كافة الانتقادات التي وجهت للاداء الحكومي خلال احداث درعا ستؤخذ بعين الاعتبار مشددة على ان الحكومة السورية سوف تستفيد من التجربة المؤلمة في مدينة درعا على حد وصفها .
وكانت السلطات السورية قد ألقت بمسؤولية هذه الاحداث على عاتق "عصابة مسلحة"، واتهمت "جهات اجنبية" بـ"بث الأكاذيب".
تشييع
وقد أفادت آخر الأنباء ان الآلاف خرجوا يوم الخميس لتشييع جنازة القتلى الذين سقطوا أمس في مدينة درعا جنوب سورية بعدما اقتحمت قوات الامن السورية محيط الجامع العمري وسط المدينة القديمة بعد اشتباك مع مجموعة وصفتها السلطات بالعصابة المسلحة.
المنظمات الحقوقية تقول ان أعداد الضحايا في درعا أكبر كثيرا من الأرقام الرسمية


وقد ارتفع عدد ضحايا الاضطرابات، وقال مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا لوكالة رويترز إن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن.
ولكن يخشى أن يرتفع العدد الى ما هو أكثر من ذلك بكثير.وافادت وكالة الانباء الفرنسية (فرانس برس) نقلا عن نشطاء حقوقيين وشهود عيان الخميس بأن 100 شخص على الاقل قتلوا في درعا الاربعاء على ايدي قوى الامن السورية.
وقال الناشط الحقوقي المعارض ايمن الاسود للوكالة من نيقوسيا عبر الهاتف "هناك حتما اكثر من مئة قتيل" مضيفا "درعا بحاجة الى اسبوع لدفن شهدائها".
وتابع الاسود "اليوم تكشفت مجزرة امس، ما جرى يذكرنا بالزاوية ومصراتة" المدينتين الليبيتين اللتين تعرضتا لهجمات شرسة شنتها قوات العقيد معمر القذافي.
واتهم الاسود قوات الامن باطلاق "الرصاص الحي" على المتظاهرين الذين شاركوا الاربعاء في تشييع قتلى سقطوا لدى اقتحام قوات الامن بعد منتصف ليل الثلاثاء-الاربعاء المسجد العمري في المدينة لفض اعتصام فيه.
واكد ناشط اخر لفرانس برس ان عدد القتلى في مدينة درعا والقرى المجاورة لها "قد يتجاوز ال 150 قتيلا".
واضاف ان "العديد من القتلى مواطنون جاؤوا من القرى المجاورة لدرعا للمشاركة في التشييع وقامت قوات الامن باطلاق النار عليهم".
إدانات دولية
وتوالت الادانات الدولية لقمع قوات الامن المتظاهرين في سورية.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "فتح تحقيق شفاف حول هذه المجازر ومحاسبة المسؤولين عنها" مكررا "نداءه الى السلطات السورية بان تحجم عن استخدام العنف وتلتزم تعهداتها الدولية حول حقوق الانسان, بما فيها حق التجمع السلمي".
ودعت فرنسا سورية الاربعاء الى الكف عن "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المتظاهرين ونددت بـ"اعمال العنف التي اوقعت قتلى وجرحى" ليل الثلاثاء الاربعاء في درعا بحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نشعر بقلق عميق لاستخدام العنف والترهيب والاعتقالات التعسفية التي تقوم بها الحكومة السورية لمنع الشعب من ممارسة حقوقه الاساسية. ندين هذه الاعمال".
وانطلقت حركة الاحتجاج في سورية في الخامس عشر من الشهر الحالي من دمشق بناء على دعوة على موقع الفيسبوك حملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الاسد".
منقول من موقع http://www.bbc.co.uk/arabic/