شرحت الطفلة مها (9 سنوات، ضحية الذئب البشري) مأساتها بكلمات تقطع نياط القلب، وهي تستعيد تفاصيل الفعل الإجرامي للذئب. وكشفت الطفلة البريئة التي وقعت ضحية للجاني، ليلة الجمعة الماضي، تفاصيل عملية اختطافها، وقبل أن تتكلم سبقتها دموعها من هول ما أصابها وأخذت تردد «اقتلوه» وبراءة الطفولة تشع من عينيها.



لم تستطع الطفلة مها ذات التسعة أعوام أن تحبس دموعها التي انهمرت على خديها لتكفكفها بأصابع البراءة كلما تذكرت قصة اختطافها من قبل إنسان يعيش في هذه الدنيا بلا ضمير أو إنسانية.
تقول مها التي تدرس في الصف الرابع ابتدائي «تجرد ذئب جدة من كل القيم الإنسانية فاختطفني من استراحة في مخطط الشفا وأنا برفقة أسرتي لحضور حفلة ملكة مساء الجمعة الماضية» لم تكمل سرد مأساتها وهي تراقب والدها الذي دخل في موجة بكاء عارمة.
وأضافت مها «حسبي الله عليه ونعم الوكيل، اقتلوه اقتلوه، اختطفني عند الساعة الحادية عشرة ليلا، سمعت صوت سيارة ففتحت باب الاستراحة معتقدة أن إحدى النساء قادمة للمشاركة في حفلة الملكة فإذا برجل يخبرني بأن لديه كيس وطلب مني إيصاله لأم العروس، خفت من نظراته المخيفة فرفضت إلا أنه شدني بقوة إلى داخل السيارة وأجلسني في المقعد الأمامي وتحرك بسرعة».
وقالت مها وهي تنظر إلى والدها الذي لم يستطع التحكم في مشاعره تجاه طفلته «رفعت رأسي فصفعني على وجهي، ثم رفعت رأسي مرة أخرى فشاهدت مبنى للدفاع المدني إلا أنه عاد وصفعني وبعد نصف ساعة أنزلني من السيارة في منزل يتكون من طابقين وهو يطالبني بأن أغمض عيني وأحمل نعلي في يدي وأن أصعد إلى الدور الأول من المنزل، وهددني بأن أي صراخ مني يعرضني للضرب والقتل ومن ثم رميي للكلاب لتأكلني».
توقفت مها عن الحديث ثم عادت وتابعت قصة اختطافها «احترت كثيرا وسلمت أمري لله، وتلفت يمينا ويسارا فشاهدت جهاز لاب توب وأجهزة إلكترونية أخرى، هنا حاولت التحرك لإيجاد مخرج للهروب إلا أنه عاد وصفعني على وجهي فسقطت على الأرض ودخلت في موجة من البكاء ولم يسمح لي بمغادرة المنزل إلا في اليوم الثاني حيث رماني في حي المنتزهات» وقالت «شاهدني أحد الشبان أبكي على حالي وتعاطف معي كثيرا وأخبرته بما حدث لي وطلبت منه أن يساعدني للوصول إلى منزل والدي فكان إنسانا عطوفا استأجر سيارة (ليموزين) واصطحبني معه حتى أوصلني للمنزل وسلمني لوالدي الذي كان في حالة يرثى لها.. وهنا أخبرت والدي بكل ما حدث لي!!!»
والد مها الذي يعمل في شرطة محافظة جدة قال «أريد أن أقتص من الذئب البشري وسأبحث عنه إلى أن أسلمه للجهات الأمنية» وعبر عن شكره وتقديره للجهات الأمنية على حرصها ومتابعتها وتخفيف مصابه.